بدأ انتشار شوادر الحلوى بالظهور في مختلف أرجاء محافظة الأقصر، إيذانًا بقرب الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، ووسط إقبال محدود من المواطنين؛ عزاه عدد من البائعين إلى ارتفاع أسعار الخامات المصنعة للحلوى وفي مقدمتها السكر. وقال أشرف محمود، أحد البائعين بمنطقة أبو الجود، إن أسعار حلوى المولد هذا العام جاءت بارتفاع يصل ل40٪% عن أسعار العام الماضي، ويرجع ذلك لعدة أسباب من ضمنها المواد المصنعة كالسكر والسمسم والمكسرات من ناحية، ومن ناحية أخرى قلة المعروض منها وعدم دخول عدد كبير من التجار في خطة تجارتها هذا العام، وتزامن موسم المولد النبوي الشريف هذا العام مع موسم بدء الدراسة؛ ما أثر بالسلب على القوة الشرائية للمستهلكين. وأضاف محمود، ل"الشروق" أن زيادة سعر الدولار، أمام الجنيه انعكست على تكلفة مواد التغليف ومعظم مستلزمات الإنتاج كالسكر الذي أصبح يورد للمصانع بسعر طن ما يقرب من 14 ألف جنيه بعد ما كان يورد ب7 آلاف جنيه للطن الواحد في عام 2021 ولذلك كل التكلفة الزائدة أصبح المواطن هو الذي يتحملها. وأوضح محمود عبد الحفيظ، بائع حلوى المولد بمنطقة المنشية، أن ارتفاع السكر وباقي المواد الخام المصنعة هي السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الحلوى هذا العام، مؤكدًا أن الارتفاعات مستمرة طرديًا مع ارتفاع أسعار الخامات، ما ينذر بانتهاء مهنة بيع حلوى المولد لأن السلعة أصبحت تباع بغير سعرها المعقول والطبيعي. وتابع عبد الحفيظ ل"الشروق": "سعر كيلو جوز الهند لهذا العام 100 جنيه للكيلو، بينما سجل سعر كيلو فول السوداني 75 جنيها للكيلو، وسعر البندق 200 جنيه للكيلو، وسعر كيلو اللوز 240 جنيها، وسعر كيلو عين الجمل 240 جنيها، وسعر لديدة المكسرات 200 جرام 28 جنيها، سعر قطعة اللوز 14 جنيها، ويتراوح سعر عروسة المولد بين 65 و300 جنيه، كما تراوح سعر علب حلوى المولد مشكل من 45 إلى 600 جنيه". وأشار أحمد عودة، بائع حلوى بمنطقة القراريش، إلى أن عروسة المولد من أهم ألعاب المولد إلى جانب الحصان، وقديما كان يتم تخصيص العروسة للبنات والحصان للأولاد، وتصنع من السكر لذلك جاءت أسعارها مرتفعة هذا العام لأنها تعتمد في صنعها على استخدام كمية مستلزمات الإنتاج والإكسسوارات التي تضعها لها الورش والأسر المنتجة. واستطرد عودة ل"الشروق" أنه بناءً على المستلزمات السابقة فتتراوح أسعار عروسة المولد هذا العام من 65 جنيهًا إلى 300 جنيها، وهو ما يمثل ارتفاعًا في أسعارها مقارنة بالعام الماضي والتي كانت فيه تتراوح ما بين 40 إلى 220 جنيه، وكان هامش الربح فيه للتاجر جيد يساعد على جذب الزبائن له على عكس هذا العام. ونبه محمد مسعود، بائع حلوى بمنطقة التلفزيون، إلى أنه من ضمن أسباب ضعف الإقبال هذا العام على شراء الحلوى هو دخول موسم المدارس بالتزامن مع حلول المولد النبوي الشريف، وهو ما يمثل عبئًا على كاهل الأسرة التي أصبحت الآن تنظر إلى الأولوية في الشراء بما يحتاجه أبنائها. وأكمل مسعود، ل"الشروق"، أن أسعار المستلزمات الدراسية والملخصات ارتفعت أيضًا هذا العام ويقابلها ارتفاع في أسعار حلوى المولد، فاضطر عدد كبير من أولياء الأمور إلى الاتجاه إلى الأولوية في الشراء وهو ما يعني شراء المستلزمات الدراسية، وهو ما انعكس على الإقبال على شراء الحلوى مع بدء انتشار شوادرها والتي كانوا قديما ينتظرونها وتباع منها كميات كبيرة في البداية خلال الأعوام الاثنى عشر عامًا الماضية.