الرئيس السيسي: سيناء تشهد جهودا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة    شوشة عن إنجازات سيناء الجديدة: مَنْ سمع ليس كمَنْ رأى    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    "أبو زعبل للصناعات الهندسية" تكرم المحالين للمعاش    الأردن يسير قافلة مساعدات جديدة مكونة من 115 شاحنة إلى غزة    نادي الأسير الفلسطيني: الاحتلال يعتقل 8455 من الضفة منذ بدء العدوان    البحرية البريطانية: بلاغ عن حادث بحري جنوبي غرب عدن اليمنية    اقتحام أكثر من 1128 مستوطنًا لباحات المسجد الأقصى    الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء "الأونروا" في دعم جهود الإغاثة للفلسطينيين    مواعيد مباريات الخميس 25 إبريل - الأهلي والزمالك في بطولة إفريقيا لليد.. ومواجهة صعبة لمانشستر سيتي    صباحك أوروبي.. بقاء تشافي.. كذبة أنشيلوتي.. واعتراف رانجنيك    مفاجأة غير سارة لجماهير الأهلي قبل مواجهة مازيمبي    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    تحذيرات الأرصاد الجوية ليوم الخميس 25 أبريل 2024    التريلا دخلت في الميكروباص.. 10 مصابين في حادث على صحراوي البحيرة    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    اليوم.. حفل افتتاح الدورة ال 10 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    وزير التعليم العالي: تعزيز التعاون بين منظومة المستشفيات الجامعية والتابعة للصحة لتحسين جودة الخدمات    «الإسكان» تسترد 9587 متر مربع من الأراضي المتعدى عليها بالسويس الجديدة    "مستقبل وطن": تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    بعثة الزمالك تغادر مطار القاهرة استعدادا للسفر إلي غانا لمواجهة دريمز    فرج عامر: لم نفكر في صفقات سموحة حتى الآن.. والأخطاء الدفاعية وراء خسارة العديد من المباريات    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    سعر الدولار اليوم في مصر 25-4-2024.. كم سجلت العملة الخضراء بالبنوك بعد آخر انخفاض؟    تنتهي 11 مساءً.. مواعيد غلق المحلات في التوقيت الصيفي    مواعيد المترو بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. اعرف جدول تشغيل جميع الخطوط    الشواطئ العامة تجذب العائلات في الغردقة هربا من الحر.. والدخول ب20 جنيها    نشرة مرور "الفجر ".. سيولة بمحاور القاهرة والجيزة    أسعار السمك البلطي والبياض اليوم الخميس25-4-2024 في محافظة قنا    انقطاع مياه الشرب عن منشية البكري و5 مناطق رئيسية بالقاهرة غدًا    وزير النقل يشهد توقيع عقد تنفيذ أعمال البنية الفوقية لمشروع محطة الحاويات تحيا مصر 1 بميناء دمياط    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هل يوجد فرق بين صلاتي الاستخارة والحاجة؟ أمين دار الإفتاء يوضح    طرح محال وصيدلتين ومخبز واستغلال أماكن انتظار مركبات بالعبور بالمزاد العلني    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الصحة: 3.5 مليار جنيه لإنجاز 35 مشروعا خلال 10 سنوات في سيناء    احتجاجات طلابية في مدارس وجامعات أمريكا تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة    حبس المتهم بإنهاء حياة شخص بسبب الخلاف على المخدرات بالقليوبية    لأول مرة .. أمريكا تعلن عن إرسالها صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا    أستاذ دراسات دولية: الصين تسعى لتهدئة الأوضاع في الحرب الروسية الأوكرانية    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    تقسيط 30 عاما.. محافظ شمال سيناء يكشف مفاجأة عن أسعار الوحدات السكنية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جريمة عائلية جدًا .. بائع فاكهة يحرق أبناء عمه الثلاثة وأمهم انتقامًا من فشل زواجه!
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 11 - 2009

شهد 6 سنوات، وزياد 4 سنوات مزقهما ابن خالهما طعنا بالسكين ومثل بجسديهما.. وفى المطرية أحرق ابن الخالة أشقاء عروسه بالبنزين.. وشهدت مدينة السلام مجزرة بالسكاكين بين أبناء عمومة.. وفى الغربية قتل ابن العم زوج شقيقته.
«أردنا حرق قلوبهم».
بنفس الإجابة يصرخ مرتكبو تلك الجرائم العائلية أثناء مواجهات النيابة.
الجريمة العائلية ظاهرة يشهدها المجتمع المصرى، تتعدى فيها الجريمة الخط الأحمر وهو رباط العائلة المقدس، كما أن طريقة تنفيذها غالبا ما تتسم بالبشاعة، هل تغلق العائلات أبوابها فى أوجه أبناء العم والخال بعد أن تقطعت أوصال الرحم بسكين الخيانة؟ هل تشهد العائلة المصرية خوف الأخ من أخيه ومن أقرب الناس إلينا؟
أحدث جريمة عائلية شهدتها منطقة المرج عندما أشعل ابن العم النار فى زوجة عمه وأطفاله الثلاثة حاملا نفس المنطق «أردت حرق قلبه».
صوت انفجار رهيب فى الثالثة صباحا.. يصحو الجيران فزعين، النيران تخرج من الطابق الثانى فى العقار.. أصوات صراخ تصعد من الشقة تستغيث طلبا للإنقاذ.. اشتم الجيران رائحة حريق.. تصاعدت النيران أكثر.. بينما نيفين ابنة الثامنة عشرة ربيعا فى البلكونة تريد أن تقفز خوفا من النار.
تجمع سكان العقار بملابس نومهم أمام شقة جارهم جمال عبدالمؤمن صاحب مصنع الملابس الجاهزة لإنقاذ المستغثين من الحريق داخل الشقة التى كانت تشتعل من الداخل والخارج.
دفع الجيران الباب بقوة واكتشفوا أن الباب مغلق من الداخل. أحضر أحد الجيران عتلة لتكسير الباب لكنهم فشلوا.
وبسلم من محل الفراشة المجاور استطاعوا الصعود إلى بلكونة الشقة.
كانت الأم بالداخل تصرخ وهى ترى أبناءها الثلاثة وسط النيران عاجزة عن إنقاذهم.
تمكن الجيران من إنقاذ الابنة نيفين عن طريق بلكونة الجيران المجاورة، بينما فشلوا فى إنقاذ الأم وأبنائها الثلاثة.
عندما جاءت المطافى، خرجت من شباك الشقة كتل نارية إلى الخارج، هرول الجيران إلى شققهم لانتشال الأجهزة الكهربائية والملابس خوفا من امتداد الحريق إلى الشقق الأعلى.
أمسك الجميع الأوانى والخراطيم واندفعوا نحو الحريق لوقف النيران وسط صراخ النساء فى الشارع والشوارع المحيطة.
عندما تم فتح باب الشقة، حاول الجيران انتشال الأم وطفلها محمود لكنهم فشلوا لالتصاق الجسدين ببعضهما على الأرض. كانت الزوجة متفحمة مع ولدها، وفى الجانب الآخر طفلان وسط النيران.
وسط الصراخ من هول المنظر انتشل الجيران جثة الأم 43 عاما، وطفلها محمود 9 سنوات وأنقذوا كلا من أحمد 17 سنة بالصف الثانى الثانوى ومحمد 13 سنة بالصف الثانى الاعدادى ونقلوا إلى مستشفى جيهان بالزاوية الحمراء.. استمر الجيران فى محاصرة النيران أكثر من ساعة وحضرت سيارة المطافى عليها طاقم من رجال الإطفاء وفور توقف سيارة المطافى اكتشف رجالها مشكلة فى الخراطيم انشغل بعضهم بإصلاح الخرطوم والبعض الآخر قام بمعاينة المكان وهو يشتعل وبعد 15 دقيقة بدأ رجال الإطفاء عملهم فى تبريد الكتل الملتهبة داخل الشقة.
دق قلب جمال عبدالمؤمن، 45 سنة، صاحب الشقة المحترقة أثناء جلوسه على المقهى مع أصدقائه شاهد سيارة الإطفاء تسير من أمامه والناس تجرى خلفها، أسرع هو الآخر خلف سيارة المطافى ليعرف ما الذى حدث وعندما توقفت السيارة اكتشف أن شقته هى التى احترقت.. صرخ، لم يتوقع ما حدث لزوجته وأبنائه، أبلغه الأهالى بانتشال جثة زوجته التى خرجت متفحمة تماما ونجله الأصغر.. سقط على الأرض فاقد الوعى.. أصيب بتشنجات وصراخ هيستيرى متواصل.. هدأ الجيران من روعه، أسرع إلى المستشفى لرؤية أبنائه وسؤالهم عما حدث صعد إلى الدور الثانى وجد ابنه فى غرفة الحروق.. اقترب من نجله أحمد سأله عما حدث وهو يصرخ فقال له: إنه استيقظ من نومه أثر اشتعال النار فى قدميه ونصفه الأسفل وعندما حاول إطفاء نفسه والدخول إلى غرفة أمه وجد غرفتها تشتعل بالنار وسمع والدته وهى تصرخ دون أن يراها من شدة النار وأنه لم ير شيئا بعد ذلك وأنه قبل أن ينام أغلق باب الشقة بالمفتاح جيدا خوفا من اللصوص الذين ترددوا من قبل على الشقة.
وقال محمد لوالده الذى أصيب بحروق بنسبه 75% بالصف الثانى الابتدائى: «أنا يا بابا لقيت الشقة كلها نار وجسمى كله مولع نار وجريت على ماما لقيت كل الدنيا نار.. نار لا يمكن يا بابا أن يكون حد عايز يقتلنا بالطريقة دى يا بابا. أكيد الكهرباء فرقعت وولعت الشقة.. سقطت الدموع من عينى الأب المكلوم وهو فى حالة ذهول من شدة الكارثة التى أحلت به».
تجمعت عائلة الأب المكلوم حوله فى المستشفى وهم 7 أشقاء بينهم 4 سيدات متزوجات وأولادهم والتف الجيران حوله والابنة الوحيدة التى نجت فى الحريق.. دارت همسات وكلمات بين أفراد العائلة وهمس البعض فى أذن الآخر أن الحريق ليس قضاء وقدرا ولكن بفعل فاعل.
بعد مرور يومين على علاج الطفلين أحمد ومحمد فى المستشفى توفيا فى اليوم الثالث للعلاج. وصرحت النيابة بدفنهما ليغرق الأب فى أحزانه ودموعه.
قرر وكيل النيابة أثناء معاينة الحريق أن باب الشقة كان مغلقا من الداخل بالمفتاح وأن هناك رائحة بنزين ساهمت فى سرعة انتشار النار بهذه الطريقة السريعة وأن الحريق تم بفعل فاعل وكشف المعمل الجنائى عن مفاجأة بأن المتهم قام بإلقاء البنزين على باب الشقة وأشعل النار بعد ذلك بدقائق.
انتقل إلى مكان الحريق اللواءان إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة وفاروق لاشين مدير الإداره العامة لمباحث القاهرة.
دارت الشكوك حول ابن أخيه أحمد الذى هدد عمه بالقتل قبل ذلك بسبب مشاكله مع زوجته رفع الأب المكلوم يده إلى السماء طالبا ألا يكون المتهم ابن شقيقه أحمد حتى لا تصاب العائلة بالجحيم وتتقطع أوصالها أكثر.
تبين من التحريات أن هناك شخصا كان يرتدى بنطلونا وقميصا لونهما أسود يجرى وقت اندلاع الحريق وأن أحمد عبدالمؤمن هو الشخص الوحيد الذى توجد بينه وبين والد المتوفيين مشكلات وألقى القبض على المتهم بعد أن أشارت الأدلة كلها إليه.
شاب نحيف قمحى اللون، هادئ الطباع، حاصل على دبلوم تجارة ويعمل بائع فاكهة بالعباسية اعترف بسهولة بجريمته فور القبض عليه واصفا إياها بالنهاية الطبيعية لأولاد عمه وحرق قلب عمه على أولاده مثلما حرق قلبه هو الآخر على نجله الصغير أمين، الذى لم يره منذ عام بسبب عمه مؤكدا أنه لو استطاع أن يشعل فى عمه النار هو الآخر فإنه لن يتردد لحظة بعد، ثم تحدث عن جريمته كأنه بطل.
وقال المتهم فى التحقيقات إنه يكره عمه كثيرا ويريد له الموت فى أى لحظة وكان ينتظر فرصة للانتقام منه بأى طريقة وفكر فى الانتقام منه بجريمة بشعة ضد أطفاله بالذات ليتأكد من حرق قلبه على أولاده الصغار الذين يحبهم ويعشقهم وأنه شعر بالفرحة فور إشعال النيران فى الشقة وكاد يتراقص من الفرحة. فور سماعه صراخ أولاد عمه وسط النيران. وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات ووجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وإشعال النار فى شقه المجنى عليهم وهم نائمون.
رفض الأب المكلوم الذهاب معى إلى الشقة التى شهدت مقتل زوجته وأبنائه الثلاثة لمعاينة آثار الحريق وكاد يبكى حتى أتركه جالسا على المقهى لحين انتهائى من المعاينة.
دخلت الشقة مع أحد الجيران وجدت على يمين باب الشقة غرفتين الأولى للزوجة وزوجها والداخلية لابنتها، دخلت الغرفة التى وقع فيها الحريق ووجدت بها آثار دخان وحريق كبير، حيث انهارت الكتل الأسمنتية من على الحوائط وسقف الغرفة أيضا من شدة الحريق وشباك الغرفة كان متفحما تماما وعلى الجانب الأيمن من الغرفة وجدت «رجل السرير» متفحمة وبجوارها بعض الأخشاب أما مرتبة السرير فكانت كتلة محترقة وحتى بلاط الغرفة اقتلعته النيران وأثناء وجودى بالشقة سمعت كلاما من الجيران يندد بالجريمة ويدعو الله أن ينتقم من المتهم الذى أكل وشرب من يد الزوجة القتيلة وأنه خان العهد والأمانة التى وضعها عمه فى يده وتركه يتردد على أولاده وكأنه ابنه فعلا.
كان الجيران مازالوا مذهولين من بشاعة الجريمة والمتهم الذى قتل زوجة وأولاد عمه بدون رحمة أو إنسانية وبلا مسئولية عن فعلته الشنعاء وطالب الجيران بإعدامه حرقا كما فعل فى أولاد عمه وإشعال النار فيه حتى يرتعد كل من يفكر فى ارتكاب مثل هذه الجرائم العائلية، كانوا يتساءلون ماذا ينتظر الناس بعد هذا الحقد الأسود من أعز الناس والأقارب؟
التقت «الشروق» الأب المكلوم الذى رفض التصوير نهائيا وقال فى البداية: إن ما حدث لى لا يمكن أن أصدقه حتى الآن وأشعر أن زوجتى وأبنائى الذين احترقوا بنار الحقد على يد ابن أخى سوف يعودون لى مرة أخرى وعندما أرى أصدقاء أولادى أجرى خلفهم لأقبلهم وأبكى أولادى الذين حرمت منهم فى لحظات قاسية، يعتصرنى الألم فى كل لحظة من جريمة حرق أسرتى بهذه الطريقة البشعة ويتضاعف الألم عندما أتذكر أن الذى حرق زوجتى وأطفالى هو ابن شقيقى الأكبر الذى احتضنته وساعدته فى زواجه ولم أبخل لحظة فى مساعدته لأنه ابن أخى ويعتبر ابنى، فى بعض الأحيان أتمنى أن يكون الحريق بسبب ماس كهربائى وليس ابن أخى لأنه يهمنى هو الآخر ونحن عائلة واحدة ولا يمكن أن انفصل عنها مهما حدث.
توقف الرجل قليلا حاول أن يجمع ذاكرته لهذا اليوم المشئوم قائلا: إننى عدت إلى البيت فى منتصف الليل وتناولت مع أولادى العشاء وثار بيننا حديث طويل أغلبه ضحك وبعد الساعة الواحدة صباحا طلبت منهم النزول للمقهى بعض الوقت ووقتها طلب منى أحمد جنيها مقابل نزولى وطلب محمود «لب وسودانى» أثناء عودتى وطلبت زوجتى علاجا من الصيدلية.. تركتهم دون أن أعلم أنها آخر مرة يطلبون منى شيئا وأن نهايتهم بعد دقائق من نزولى ولو أعلم ذلك ما كنت قد نزلت أبدا مثلما حدث لى فى اليوم السابق للحريق عندما أصر ابنى على عدم نزولى ولم أنزل.. ولكن قدر الله وما شاء فعل.
وقال: نزلت إلى المقهى بجوار البيت وتسامرت مع أصدقائى وأثناء جلوسنا فوجئت بسيارة مطافى تسير بسرعة شديدة والناس تجرى خلفها لوجود حريق بأحد الشوارع وتحدثت مع صديقى عن الحريق دون أن أدرى أن الحريق كان فى بيتى وأن أولادى هم الذين يصرخون.
وقتها تلقيت عدة اتصال هاتفية من أخى دون أن أرد، وبعدها شعرت بالقلق وقلبى يدق بطريقة سريعة وتركت المقهى وذهبت خلف سيارة المطافى واكتشفت أن الحريق فى شقتى وأولادى.. أسرعت إلى المستشفى لرؤية أولادى داعيا الله أن يكونوا بخير.
تابع الأب: حضر إلى المستشفى جميع أشقائى بلا استثناء لإعانتى على مصيبتى وجلست مع أبنائى الذين أصيبوا بحروق شديدة فى الجزء الأسفل لجسدهم ليتأكد لى أن الفاعل قد ألقى بالبنزين من خارج الباب وكنت أتمنى أن يكون الفاعل غريبا عن عائلتى لأن المجنى عليهم أولادى وزوجتى والمتهم ابن شقيقى ولا يمكن أن تصبح الدماء ماء فى لحظات.
وبعد أن أخبرنى المقدم نبيل عبدالرءوف رئيس مباحث المرج أن الجريمة بفعل فاعل فتمنيت أن يكون شخصا غريبا عن العائلة وأن يكون السبب فى الحريق ليس ابن أخى حتى أعيش فى سلام مع عائلتى وألا أحمل لهم شيئا ولكن فاقت اعترافاته أمام المباحث وتمثيله لارتكاب الجريمة كل التوقعات وكأنه يتحدث عن فيلم كرتون ويؤكد أنه أراد أن يدمرنى ويصيبنى بالجنون ويحرق قلبى.
وحول مشاكله مع ابن أخيه قال فى هدوء: كنت فى زيارة إلى شقيقتى منذ عام تقريبا لرؤية زوجها الذى أصيب بمرض خطير وأثناء الزيارة طلب منى الاثنان أن أتدخل فى حل مشاكل ابنته وابن شقيقى، فتدخلت، لأن الزوج ابن أخى والزوجة ابنهة أختى ولأننى قد تدخلت قبل زفافهما لإتمام الزواج واشتريت لهما باقى طلبات الزواج التى كانت محل خلاف بينهما ومن أحمد ابن شقيقى أن يعيد زوجته إليه وأن تتم كتابة قائمة منقولات جديدة حتى تعود إليه ويتنازل كل منهما عن القضايا المرفوعة بينهما وتم الاتفاق بينهما ووقع ابن شقيقى على قائمة المنقولات وأخذتها منه حتى تظل معى لكى أحافظ على حقوق ابنة شقيقتى وفى نفس الوقت لا يمكن أن أساعد فى حبس أحمد ابن شقيقى فالوضع بينى وبينهم حساس حيث إننى عمه وفى نفس الوقت خال زوجته ولا يمكن أغدر به نهائيا وفى الميعاد المحدد لتنازل كل طرف للآخر عن القضايا لم يحضر الطرفان الجلسة وفوجئت بابن شقيقى يطرد ابنه شقيقتى إلى أسرتها ويطلب منى قائمة المنقولات ودارت بينهم مشكلات وفى ذلك الوقت توفى زوج أختى مما جعل الأمر بالنسبة لى صعبا للغاية وبعدها طلبت من أحمد ابن شقيقى أن ينتظر بعض الوقت لإنهاء مشاكله مع زوجته ولكنه أصر على الحصول على قائمه المنقولات منى وعندما رفضت فوجئت به يطلب منى أن ينهى علاقته مع زوجته التى حصلت على حكم الخلع ويطلب قائمه المنقولات منى ووقتها قلت له إنها أمانه لأن زوج شقيقتى توفى ولا يوجد من يرعاها سواى وتركنى وابتعد عنى وبعد أيام تلقيت تليفونا من شقيقى الأكبر يطلب قائمة المنقولات ورفضت من أجل أن ينهى الأمر مع زوجته وأن يحضر محامى الزوجة والزوج ويتم الاتفاق بينهما على إنهاء العلاقة الزوجية بالقانون ولكن تأخر المحامين وامتداد القضايا فى المحاكم جعل ابن شقيقى يتهمنى بمناصرة زوجته عنه هو وهددنى بالقتل وحرق قلبى على فلذات كبدى من قبل ولكننى لم أبال لأننى كنت أعتبره ابنى لأنه كان يحترمنى جدا ولا يقدر أن يشرب سيجارة أمامى فى الوقت الذى يشرب سجائر مع والده فكيف أتوقع منه مثل هذه الجريمة ورد فعله. أنه فعلا المستحيل. اشترى البنزين وتسلل ليلا وأولادى يستغرقون فى نوم عميق وألقى بالبنزين وأشعل النار فى الشقة وكان من الممكن أن أكون بينهم ولولا النصيب الذى جعلنى أخرج من البيت.
وقال الأب المكلوم: إنه سمع منذ يومين صوت لص على الباب وتأكد ابنى من ذلك، كما سمع ابنى الأصغر صوت شخص يصعد على السلم ليلا وحامت الشكوك حول ابن شقيقى منذ أسبوع حيث إنه حضر قبل الحادث للشقة عدة مرات ولكنه لم ينفذ الجريمة ونفذها بعد ذلك.
وعلمت من ابن شقيقتى أن المتهم أجرى اتصالا بأحد أقاربنا وسأله عن سماعه شيئا وأغلق هاتفه المحمول.
وقال إنه لم ير شقيقه أمين والد المتهم منذ الحادث وانقطعت الاتصالات بينه وبين أسرته ويصعب أن تمتد أواصل الرحمة بينهما لأنه سوف يتذكر الجريمة رغم أن شقيقى ليس له ذنب فى الجريمة ولكن القلوب أغلقت أمام تلك الجرائم البشعة التى دمرت العائلة وجعلتها بين فريقين وكل ذلك بسبب تهور شاب وقيامه بارتكاب مثل هذه الجريمة ولا يمكن أن أنساها نهائيا رغم أننى أردت خيرا بابن شقيقى وشقيقتى الذى طلب منى حل المشكلة لابنه من أجل أن ينتبه إلى عمله فى سوق الويلية بالعباسية حيث إنه كان يخشى العمل خوفا من أقارب زوجه ابنه والانتقام منه.
أما زوجة المتهم فقالت فى اتصال هاتفى ل«الشروق» تزوجت ابن خالى وكانت زيجة كلها مشاكل منذ الخطوبة إلى الخلع سأعيش طوال العمر مدينه لخالى جمال بعمرى لقتل أولاده وزوجته على يد زوجى بسببى وأتمنى الموت اليوم قبل غدا الموت لأن «الجوازة» كانت شؤم على العائلة وأتمنى أن أربى ابنى الصغير بعيدا عن هذه المشكلات والأحقاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.