عدد كبير من المذابح العائلية ارتكبت العام الماضى، أقل ما توصف به أنها مرعبة وغريبة على المجتمع المصرى. ففى يناير الماضى استيقظ أهل النزهة على مقتل عائلة بأكملها داخل شقتهم، واتضح أن القاتل هو الأب الذى يعمل مهندسا هو مرتكب المذبحة، بعد أن خسر مليون جنيه فى البورصة، فأقدم على قتل زوجته وابنه وابنته الشابين ثم حاول الانتحار بقطع شرايين يده اليمنى وقدمه اليمنى، وقضت المحكمة بإعدامه إلا أنه مات بعد تنفيذ الحكم بعد إضرابه عن الطعام نتيجة حزنه الشديد. الغريب أنه بعد أقل من 7 أشهر وفى شهر أغسطس الماضى كان أهالى النزهة على موعد مع جريمة لا تختلف فى تفاصيلها عن الجريمة الأولى حيث أقدم رجل أعمال على قتل ابنه وابنته وزوجته، بعد أن فقد كل ثروته التى ورثها عن أهله فى إدمان المخدرات والخمور، والدخول فى مشروعات فاشلة. شهر مايو، كان الأكثر دموية حيث شهد مذبحتين عائلتين. ففى مايو الماضى شهدت منطقة المعصرة بحلوان مذبحة عائلية أخرى عندما توجه حسين عباس فهمى، عامل من محافظة سوهاج، إلى منزل مطلقته بعزبة الهجانة،وهددها وأهلها بالقتل فى حال عدم فسخ خطبتها من خطيبها الجديد. وكانت الزوجة قد حصلت على حكم خلع من العامل قبل عام بسبب خلافات أسرية، واشترط عليها عدم الزواج من آخر والتفرغ لتربية أبنائه الثلاثة. وعندما لم يستجب أهل مطلقته نفذ تهديده وأطلق عليهم وعلى زوجته الرصاص ببندقية آلية مما أسفر عن مقتلها هى ووالديها وشقيقتها وخطيبها، فأحيل للمحاكمة التى قضت بإعدامه. وفى نفس الشهر شهدت منطقة الطالبية بالهرم مذبحة عائلية عندما أقدم عشرى شحاتة عطية،27 سنة، على قتل طفلى خاله «شهد وزياد» وسدد لهما 42 طعنة انتقاما من خاله الذى طرده من العمل عنده فى ورشة دهانات، وحضر المتهم من بلدته فى سوهاج وقتل الطفلين وفر هاربا حتى ألقى القبض عليه وقدم للمحاكمة التى شهدت ترافع والدة الضحيتين المحامية بنفسها أمام المحكمة ضد المتهم. مذبحة عائلية أخرى شهدتها محافظة دمياط فى يوليو الماضى حينما قتل سامى رشاد حجاج، 50 سنة، تاجر أخشاب، زوجته وابنته وحماته، وأصاب شخصين آخرين بإصابات خطيرة حينما أطلق عليهم النار من طبنجة كانت فى حوزته أثناء وجودهم فى إحدى السيارات بأحد شوارع مدينة دمياط بسبب خلافات أسرية بينهم، وألقى القبض على المتهم واعترف بالجريمة وتم حبسه على ذمة القضية تمهيدا لمحاكمته. وفى شهر أكتوبر الماضى قتل فكهانى من حى المرج يدعى أحمد أمين ،24 سنة، زوجة عمه و3 من أطفالها حرقا، انتقاما من عمه الذى شهد ضده فى المحكمة وساعد زوجته فى الحصول على حكم قضائى بخلعه، وقال المتهم إنه أغرق شقة عمه بالبنزين وأشعل فيها النيران، ولم تشفع توسلات أطفال عمه فى منعه من الجريمة، فوجئ بعدها المتهم أن عمه لم يكن موجودا فى البيت وقت الحادث ولا يزال المتهم محبوسا على ذمة القضية. واختتم عام 2009 بمذبحة عائلية أخرى أبطالها أم حامل من مركز بنى مزار بالمنيا ،حيث عثر على الأم مذبوحة بينما شنق القاتل أطفالها، ومازال البحث جاريا عن القاتل خاصة أن مذبحة أشد وطأة ارتكبت منذ عامين فى بنى مزار وراح ضحيتها 10 أشخاص وتم العبث بأجسادهم ومازال الفاعل مجهولا، فهل ينجح الأمن فى كشف غموض المذبحة الثانية أم يقدم متهما تثبت براءته أمام القضاء ويغلق الملف؟!