أقل من شهر.. جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظتي القاهرة والجيزة    حى شرق أسيوط يزيل التعديات على مرسى نهر النيل ب«الدوان تاون»    من 8 ل12 ساعة.. قطع المياه عن عدة مناطق بمحافظة الدقهلية مساء السبت المقبل (تفاصيل)    الأسهم الأوروبية تنخفض عند الإغلاق مع استيعاب المستثمرين للأرباح الجديدة    بوتين يعلن اعتزامه زيارة الصين الشهر المقبل    الأهلي يختتم استعداداته لمباراة مازيمبي الكونغولي    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    مباحث الفيوم تلقي القبض على المتهمين بإشعال النيران في فتاة بسبب خلافات الجيرة    طرح البوستر الرسمي لفيلم السرب    مسرح فوزي فوزي بأسوان يشهد احتفالات ذكرى تحرير سيناء    هالة صدقي: «صلاح السعدني أنقى قلب تعاملت معه في الوسط الفني»    تخصيص غرف بالمستشفيات ل«الإجهاد الحراري» في سوهاج تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة    عضو بالشيوخ: ذكرى تحرير سيناء تمثل ملحمة الفداء والإصرار لاستعادة الأرض    بفستان أبيض في أسود.. منى زكي بإطلالة جذابة في أحدث ظهور لها    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    الجيش الأردني ينفذ 6 إنزالات لمساعدات على شمال غزة    الكرملين حول الإمداد السري للصواريخ الأمريكية لكييف: تأكيد على تورط واشنطن في الصراع    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    "أنا مشجع كبير".. تشافي يكشف أسباب استمراره مع برشلونة    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    الأهلى يخسر أمام بترو الأنجولي فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لسيدات اليد    المغرب يستنكر بشدة ويشجب اقتحام متطرفين باحات المسجد الأقصى    تشكيل الزمالك المتوقع أمام دريمز الغاني بعد عودة زيزو وفتوح    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    تشيلي تستضيف الألعاب العالمية الصيفية 2027 السابعة عشر للأولمبياد الخاص بمشاركة 170 دولة من بينهم مصر    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    محافظ قنا: 88 مليون جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خلال العام الحالي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عام الدم فى الشوارع
نشر في الشروق الجديد يوم 31 - 12 - 2010

قبل أن نطوى الصفحة الأخيرة من عام 2010 ونفتح أولى صفحات عام 2011 كان لزاما علينا أن نرصد ما شهده الشارع المصرى خلال هذا العام الأليم الذى تحول إلى مجازر فى الشوارع راح ضحيتها
العشرات من الأبرياء أمام أعين الجميع ومازالت الناس تتحدث عن جرائم بشعة فى تلك الشوارع التى شهدت الدماء تسيل فيها وأصبحت تشار إليها بأسماء الجرائم التى وقعت فيها وسيتذكرها الأطفال عندما يكبرون وهى جرائم مروعة وشديدة العنف لن ينساها أحد فمنها جرائم خلافات الجيرة كان أبرزها كتيبة إعدام العمرانية ومذبحة الزيتون وجرائم الطلاق وحضانة الأطفال وجرائم قتل الأزواج والزوجات وقتل الأبناء لآبائهم وجرائم أسرية مأساوية لم يشهدها العصر منذ قديم الزمن.
كلها جرائم تنذر بالخطر القادم الذى سوف نشهده فى العام الجديد وندعو إلى وقفة أمام تلك الجرائم لنبحث كيف يمكن أن نستقبل عام 2011 ونخرج بقوانين قد تمنع على الأقل الجرائم الأسرية وما تخلفه حضانة الأطفال وأن نعيد الحب وسماحة الجيرة الطيبة وأن نطبق التعاليم الدينية فى التعامل بين الجيران حتى نخرج من ذلك العام الدموى إلى عام سعيد تلتقى فيه الناس بالحب والعشرة الطيبة بين الأزواج وأن يسعد الأطفال بآبائهم وأمهاتهم والطفل يحصل على حقوقه.
بدأ عام 2010 بمسلسل دموى فى الشارع حتى أصبح الدم هو السمة الرئيسية لبعض شوارعنا وتناسى الناس أسماء الشوارع ووضعوا فى أذهانهم حكايات الجرائم التى وقعت فيها والتى قد يتوارثها الجميع وتصبح حكاياتهم المفضلة ويتسابقون بمن كان شاهدا عليها وصورها بالمحمول بنفسه أو تناقلها عن طريق البلوتوث وكانت جريمة كتيبة إعدام العمرانية التى راح ضحيتها اثنان من الأشقاء وأصيب شقيقهما وضاع مستقبل 21 طفلا كأبشع مجزرة يشهدها الشارع المصرى حيث بدأت باستغاثة الشيخ عبدالفتاح ليتجمع على صوته المارة، وتفتح النوافذ والبلكونات ليطل منها الجيران لاستطلاع ما جرى، ليشاهدوا الرجل ممددا على الأرض.. ملابسه ممزقة والدماء تتساقط من رأسه، وقد شهرت فى وجهه سكاكين وسواطير الجزارين الذين انهالوا عليه بالضرب والألفاظ النابية، بصعوبة شديدة، نهض العجوز وتمكن من الوصول إلى محل الطيور المواجه للجزارين ليلقاه محمد عبدالعظيم، 42 سنة، صاحب المحل، وبعد أن طالع هيئته خرج مسرعا إلى الجزارين راجيا أن يتركوا العجوز ليحاصره 3 رجال ووالدهم، رافضين أن يكون واسطة خير بينهم وبين العجوز الذى بح صوته فى مطالبتهم بالإيجار على مدار عشر سنوات.
حاول محمد تهدئة احمد أبوالغيط والد الجزارين وحثه على ترك العجوز إلى حال سبيله فتطاول احدهم عليه وتجاهل الشتائم فطلب من أبوالغيط أن يهدئ أبناءه، وحاول إبعادهم عن محل الطيور، ليدفعه أبوالغيط فى صدره، معلنا بدء المذبحة.
انهال الأبناء وأبوهم طعنا على محمد، وسط ذهول الجميع ليتحول الشارع إلى بحيرة من الدماء ويتدحرج جسد محمد فى كل اتجاه بين أسلحة فرقة الإعدام، لحظتها ظهر سمير واقترب لمعاينة جثة أخيه.. جلس على الأرض يقلب الجثمان فى ذهول، وقبل أن يبادر بكلمة، استأنف الفريق عمله، وذبحوه كالشاة، ليسقط جثة هامدة، وما هى إلا لحظات وجاء الدور على الشقيق الثالث محمود، الذى حاول الجيران إثناءه عن الظهور فى ميدان المعركة، ولكن قلبه لم يطاوعه على الهروب وترك جثمانى شقيقيه للتمثيل بهما.
اقترب محمود من الجثتين ليحاصره الجزارون، وينهالون عليه بالسواطير، ويتركونه دون أن يتأكدوا من موته، ويتفرغ القتلة لوصلة إرهاب ضد كل الجيران، ويحضرون زجاجات مملوءة بالبنزين ويضعونها بين أجساد الضحايا المتناثرة على الأرض، وحين حاولت زوجتا القتلين أن يصلا إلى حيث استقر جثمانا القتيلين، حالت دونهما «قنابل المولوتوف» التى أمطرت الشارع من كل صوب، وكعادة كل مشاهد الإجرام فى الأفلام القديمة، يختتم الفيلم بوصول الشرطة والإسعاف. ولكن بعد فوات الأوان.
لم يجرؤ على اختراق النيران سوى أم القتلى التى انطلقت صوب أبنائها المدرجين فى دمائهم وانكفأت على جثمان محمد ولحقت بالأم زوجات الأبناء، وأطفالهم ال21، ووقفت كل زوجة أمام جثمان زوجها، والتف حولها أبناؤه، وبدأ ظهور الجيران بعد أن اختفى القتلة بسلاحهم، وبعدها ألقى القبض عليهم.
مجزرة الميلاد
ومن العمرانية إلى مدينة نجع حمادى التى شهدت مجزرة بشرية ليلة عيد الميلاد التى راح ضحيتها 6 أقباط وجندى حراسة مسلم وأصيب 9 آخرون أمام مطرانية نجع حمادى وذلك عندما خرج الأقباط بعد قداس عيد الميلاد فوجئوا بوابل من الرصاص يتجه نحوهم من سيارة وتبين بعد ذلك أن وراء الجريمة مسجل خطر بقيادة حمادة الكمونى وألقى القبض عليه وشركاءه وتم إحالتهم إلى المحكمة ومازالت القضية أمام المحاكم.
خلافات الجيرة
وفى الزيتون كانت مجزرة اخرى بسبب خلافات الجيرة راح ضحيتها فاتن صابر فرج ونجلها محمد محسن وأصيبت نجلتها منار باصابات خطيرة على يد جارهما تامر أحمد الذى استغل إقامة المجنى عليها بمفردها وأطفالها وإصرارها على تربية أولادها بعد ترك زوجها عش الزوجية وتزوج من أخرى وتعيش وحيدة بلا حماية فنفذ جريمته دون أن يرتعد من أحد او يضع فى اعتباراته شيئا واقتحم عليها شقتها وانهال عليها ونجليها ببلطة وسكين وتركهم أشلاء بشرية داخل الشقة دون أن ينقذهم احد من سكان العقار وذلك بسبب لعب الأطفال وإحداث إزعاج للمتهم ووالدته فى شقته بالطابق السفلى لها وألقى القبض على المتهم واعترف بجريمته.
الطلاق الدامى
ومن الزيتون إلى إمبابة جرائم بشعة شهدتها الشوارع بسبب الطلاق كان أبرزها جريمة مذيع التليفزيون إيهاب صلاح الذى أطلق النار على زوجته ماجدة كمال وذلك بسبب خلافات زوجية انتهت بمحاولته أخذ ملابسه من شقة الزوجية والخروج من حياة زوجته وتطور الأمر بينهما إلى حد التشاجر بالأيدى وصفعته على وجهه بالقلم مما أدى إلى خروجه عن هدوئه وأخرج مسدسه وصوب لها رصاصة نارية فى رأسها وبعدها انخرط فى البكاء وأبلغ الشرطة واعترف بجريمته وصدر ضده حكم بالسجن 15 عاما.
وفى إمبابة دفع سائق التاكسى أحمد محمد حياته بسبب ثمن خروج شقيقته مروة ونجليها وتركها لزوجها طلبا للطلاق فقد عاد زوجها هانى همام إلى البيت ولم يجدها فأصيب بحالة ذهول من عصيان أمره وأمسك سكينا وفى اليد الأخرى سنجة طويلة واقتحم منزل شقيق زوجته وحيد شقيقاته الخمس واصطحبه تحت تهديد السلاح على بداية الشارع الذى يقطن فيه ووسط توسلات المجنى عليه وتوسلات الجيران لمنع إراقة الدماء، أخرج السنجة مهددا الجميع بالقتل فى حالة التدخل وذبح أحمد بالسكين فى مشهد مأساوى وكأنه يذبح خروفا دون أن ينطق أحد بكلمة واحدة لمنع المذبحة ولم يكتف المتهم، بذلك فبعد جريمته مسح السكين الملوث بدماء المجنى عليه فى ملابسه، وهاتف أسرته ليبلغهم بقتله، وطلب منهم رفع الجثة من الشارع، وهددهم بالقتل وألقى القبض عليه وجار محاكمته.
ومن غضب مروة وطلبها للطلاق إلى غضب ولاء صابر وطلبها للطلاق من زوجها الثانى لينتهى بها الامر إلى مجزرة بشرية بطلها زوجها الفران رمضان سيد وراح ضحيتها والدها صابر محمدين، 62 عاما، بالمعاش ونجلتها الوحيدة منة الله من زوج آخر، 4 سنوات.
حيث إنها وقعت فريسة كلمة الطلاق التى تدمر أى امرأة حيث حضر المتهم إلى منزل والدها فى السابعة صباحا يحمل فى يده ظرفا به عقد الزواج وسكينا اشتراه لتنفيذ جريمته وافتعل مشكلة ليمنع الطلاق وخرج من باب غرفة الصالون ودخل مسرعا إلى سرير الطفلة وانهال عليها بسكينه الغادرة وعندما حاول جدها صابر انقاذها من القتل انهال عليه هو الآخر بالسكين وطعن زوجته وحماته عدة طعنات وأغلق الباب عليهم إلى أن وصلت الشرطة وألقى القبض عليه واعترف بجريمته.
مجنون عزة
ومن المطرية إلى الفيوم التى شهدت جريمة حب راحت ضحيتها عزة محمد عبدالظاهر 42 سنة والتى سقطت قتيلة برصاصتين صوبهما طليقها فى ظهرها بعد مطاردتها على مدار 7 سنوات كاملة ليستمر مسلسل القتل فى الشوارع. ففور طلاقها منه وزواجها من سائق، اشتعل الغضب فى قلبه ومر خلالها بأيام عصيبة نتيجة عشقه لها وظهورها فى أحلامه رغم زواجه بعدها بامرأة أخرى، وظل يطاردها أمام منزل زوجها إلى أن تعرض للضرب كثيرا من الجيران وأرسل لها شرائط كاسيت مسجل عليها كلمات عشق وتهديد بقتلها وزوجها وفشل فى قتل زوجها بالسكين وأخيرا دبر لجريمته واشترى فرد خرطوش وطلقات نارية وأرسل لها رسالة مع نجله يؤكد فيها عزمه على ارتكاب جريمته إذا لم تطلب الطلاق من زوجها والعودة إليه وعندما رفضت نفذ جريمته وأطلق عليها النار ليتخلص من جنون الحب الذى دمر حياته وبمواجهته اعترف أمام النيابة أنه أطلق عليها النار من الخلف أثناء سيرها فى الشارع مع جارتها وتم محاكمته وقضت المحكمة ضده بالسجن المؤبد عقابا على جريمته.
ومن شوارع الفيوم إلى شارع الجيش بحى الأربعين بالسويس جريمة أخرى ودماء تسيل فى الشارع راح ضحيتها إسلام الذى أخذته الشهامة والرجولة فى الزواج من بنت خالته وعقد قرانه عليها بدون زغرودة أو شبكة أو منقولات زوجية أو حتى عرس واعتقد أن زيجته فرصة لا يمكن أن تعوض فى هذا الزمن الذى يصطدم به الشباب بتلال المطالب التى تفوق الخيال أو ولكن كانت نهايته أرخص من قيمة زواجه بعد تفاقم المشكلات بينه وبين زوجته وزوج خالته وانتهى الأمر باختيار الطلاق للخلاص من الزيجة وفور إنهاء إجراءات طلاق زوجته عند المأذون ونزولة إلى الشارع برصاصة غادرة من فرد خرطوش تنهى حياته فى أكبر شوارع السويس صوبها له حماة انتقاما منه لطلاقة ابنته ليسقط إسلام على الأرض مدرجا فى دماء ويلفظ أنفاسة الأخيرة وسط بكاء أشقاءه ووالديه.
ومن جرائم الطلاق لجرائم حضانة الأطفال كانت نهاية ربة منزل إمبابة على يد مطلقها صاحب ورشة الأحذية عندما أصرت على رؤية أطفالها واصطحابهم يوما كاملا حدثت مشادة كلامية بينهما وتطورت إلى مشاجرة عنيفة فى الشارع فأسدل طليقها سكينا وانهال عليها طعنا حتى أخرج أحشائها أمام طفليها صالح وحلمى ولفظت أنفاسها الأخيرة أمام المارة وألقى القبض على المتهم وقرر انه طلقها وحصل منها على الأولاد حتى تتزوج وبعد شهرين طلبت منه رؤية الأطفال فرفض وطردها من منزله وعاودت طلبها بحضانة الأطفال مرة ثانية حتى تخلص منها.
أبناء قتلة
ومن جرائم حضانة الأطفال إلى جرائم قتل الآباء حيث وقعت فى العامرية بالإسكندرية جريمة تهتز لها الوجدان وتتألم لها طبيعة البشر وتضيع معها كل معالم الأبوية. حيث قامت أم وأطفالها الستة بالاشتراك معا فى أبشع جريمة عرفتها أرض الإسكندرية بعد ريا وسكينة حيث بدأ الابن الأكبر بقتل والده محروس محمد مصطفى وذبحه بالسكين واشتركت الأم والأبناء جميعا فى إشعال النار فى جثته داخل غرفته وألقوا بجثته فى المصرف المواجه للمنزل وسط هدوء الصغار وفرحتهم بقتل والدهم البخيل وقاموا جميعا بتنظيف مكان الجريمة وإخفاء معالمها وإزالة آثار دمائه ليغلقوا باب التعذيب الذى كان يمارسه ضدهم وينقذون الجيران والمواطنين من المحاضر التى يحررها ضدهم وتعثر المباحث على الجثة وألقى القبض على المتهمين واعترفوا بجريمتهم وصدر ضد الأبناء الثلاثة والأم حكم من محكمة جنايات الإسكندرية بالإعدام وتم استئناف الحكم.
وفى الإسكندرية أيضا شهدت جريمة قتل أكثر بشاعة راح ضحيتها مهندس البترول وزوجته وطالبة الطب على يد الابن عندما وضع السم فى وجبة سمك وانتظر حتى تناولوا الطعام المسموم وأعد لهم عصير الليمون وتركهم وذهب إلى الجامعة وعاد ليجدهم جثثا هامدة وظل يراوغ رجال المباحث لأكثر من 5 أشهر سافر خلالها إلى مارينا وعاش حياته الخاصة فاكتشف الطب الشرعى والمباحث الأمر وبمواجهته اعترف تفصيليا بقتل والديه وشقيقته لاضطهاده ومنعه من الخروج مع زملائه والتأخر ليلا وتم إحالته إلى محكمة جنايات الإسكندرية لمحاكمته.
ومع استمرار قتل الآباء وحرقهم فى عام 2010 كانت جريمة طنطا وبالتحديد فى قرية أخناوان عندما انتظر محام والده حتى استغرق فى نوم عميق وتسلل إليه ليلا وسكب جركن بنزين حول سريره وأشعل فيه النار وأغلق أذنه وباب غرفته أمام صرخاته وتركه يواجه النار وحده حتى تفحم جسده تماما وفر هاربا من موقع الجريمة وألقى القبض عليه بعد ذلك وبمواجهته اعترف بالجريمة انتقاما من والده لرفضه إقامته معه فى المنزل وطرده من المسكن لأكثر من مرة بسبب المشكلات التى يفتعلها.
سائق المقاولون
واستمرارا لمسلسل قتل الآباء شهدت منشية ناصر بالقاهرة جريمة قتل أب انهال فيها عاطل على والده طعنا بالسكين حتى خارت آخر نقطة دم ولفظ أنفاسه الأخيرة ووضع جسده فى بطانية وحاول التصرف فيها وفشل واضطر إلى المبيت بجوار الجثة حتى فاحت رائحته وفر هاربا واكتشف الجيران الجريمة وبمواجهته اعترف الابن أنه قتل والده من أجل سرقة مكافأة نهاية الخدمة.
وإذا كان الأبناء قد أخلوا بمبادئ التعاليم الدينية وقتلوا آباءهم بطرق بشعة لم يسبق لها مثيل فقد شهد عام 2010 أيضا جرائم دم فى الشارع أكثر بشاعة راح ضحيتها 6 موظفين بشركة المقاولون العرب وقد هزت تلك الجريمة مشاعر المصريين وكانت على غير المتوقع وكان بطلها السائق محمود طه سائق شركة المقاولون حيث قاد سويلم الأتوبيس الذى يحمل 17 موظفا من الشركة بينهم أحمد محمود نائب مدير الخزينة وسالم عبدالسلام سالم المدير المالى وبعض المهندسين والعمال وعندما اطمأن للموظفين أغلق الباب عليهم وتوقف بالأتوبيس على يمين أول طريق ورفع سلاحه الآلى من أسفل الكرسى الذى يجلس عليه وقال للركاب بصوت عال أنا مش هاقتل حد ونادى على مدير الخزينة والمدير المالى وصوب نحوهما سلاحه وأطلق النار عليهما بغزارة حتى لقيا مصرعهما فى الحال وعندما اعترض باقى الموظفين على تصرفاته صرخ فيهم وواصل إطلاق النار بطريقة عشوائية حتى انتهت الطلقات من داخل سلاحه الآلى وهدد الجميع بعدم الحركة واستقل عجلة القيادة فى يده واستمر فى مواصلة الرحلة والقتلى والمصابون داخل الأتوبيس حتى وصل إلى بوابة الشركة وفتح له الحارس وأدخل الأتوبيس جراج الشركة ونزل المتهم من سيارة الشركة بكل ثبات وبرر جريمته بأن المجنى عليهم قد استهزأوا به وتوفى 6 موظفين وأصيب 6 آخرون بعاهات مستديمة بسبب ذلك السائق الذى دمر حياة أسر زملائه بهذه الطريقة الوحشية وألقى القبض عليه وقرر فى التحقيقات انه ارتكب جريمته بسبب الاستهزاء به والتقليل من شأنه وما زالت جلسات محاكمته مستمرة.
وليس موظفو المقاولون قد طالهم رصاص الغدر فقط فى الشارع حيث سقط أيضا عنتر إبراهيم، 64 عاما، تاجر وزوج ابنته أحمد زينى، 45 عاما، قتلى على أرصفة الشارع فى ثوان قليلة بالعمرانية عندما أطلق عليهما جارهما علاء بحبوح، 63 عاما، موظف بالمعاش وابلا من الرصاص من بندقيته الآلية أثناء جلوسهما فى المقهى المتفق عليه أثناء انتظاره لإنهاء مشكلة بينهم خاصة بفتح باب من ناحية العقار الذى يمتلكه وألقى القبض على المتهم وقرر أنه قتلهما بالرصاص انتقاما بسبب الاعتداء عليه منذ شهر تقريبا أمام الناس وأنه اشترى سلاحا آليا لتنفيذ جريمته وأجرى اتصالا بهما ليتأكد من وجودهما بالمقهى واستقل سيارته وفور وقوفه أمام المقهى أطلق عدة أعيرة نارية فى الهواء لإرهاب رواد المقهى حتى ينفذ جريمته ووجه بندقيته الآلية نحو التاجر وزوج ابنته ليتخلص منهما وفر هاربا بسيارته.
القتيل الحى
ومن جرائم الحقد والاستهزاء إلى جرائم السرقة والقتل فقد انشقت الأرض وابتلعت الشاب مصطفى يونس، 22 عاما، طالب كلية التجارة عندما ساقته قدماه لحتفه، وإنهاء حياته بتلك الميتة البشعة، ومصيره كان أقرب لما يلقاه ضحايا المذابح العرقية وأسرى الحروب ممن يسقطون فى أيدى عتاة الإجرام، فقد دفنه المجرمان حيا، ليس انتقاما منه وإنما من أجل السرقة حيث كان مصطفى يريد أن يعتمد على نفسه ويعمل على السيارة التى اشترتها والدته له وطلب منه عامل توصيلة إلى مدينة أكتوبر وفوجئ بركوب شخص آخر معه وفى الطريق طلب منه الدخول إلى مدينة الشيخ زايد ونزل من السيارة وحمل فى يده حجر كبير وضربه به وقام الاثنان بتوثيقه وألقائه فى حفرة كبيرة حيا وألقيا فوقه أكواما من الرمال حتى غطت جسده تماما وسرقا منه جهازه المحمول و43 جنيها واستقلا السيارة إلى بلدتهما وباعاها ب5 آلاف جنيه وبعد عشرين يوما من البحث عن الطالب المدفون حيا. تم القبض على المتهمين واعترفا بجريمتهما.
واستمرارا لمسلسل السرقة والدم فى الشوارع وسكة الذى يخرج لم يعد كان مصير سيد، سائق شركة البترول وحمدى أمين الشرطة بإدارة مركبات مديرية أمن القاهرة حيث خرجا إلى العمل أملا فى العودة إلى أسرهما غانمين إلا أنهما سقطا فى براثن تشكيل عصابى خطير تخصص فقط فى قتل السائقين وسرقة سياراتهم الحديثة وبيعها فى سوق السيارات المسروقة والتى انتشرت فى الآونة الأخيرة وكشفت النقاب عنها مباحث حلوان بعد شهرين من البحث والتحرى وتتبع تحركاتهم بين 4 محافظات مختلفة وتبين أن العصابة تستغل إحدى السيدات فى استدراج المجنى عليهم من القاهرة وأنهم يتخذون شقة فى العبور لتنفيذ جرائمهم ويلقون الجثث على طريق الإسماعيلية الصحراوى لتضيع معالم الجريمة الغامضة ويظل المجنى عليه مجهولا أمام المباحث ويتم دفنه فى مدافن الصدقة ويدفن معه سر اختفائه ليظل مسلسل قتل السائقين واختفائهم مستمرا إلا أن القدر لم يترك الأبرياء يموتون هباء وقد تمكنت أجهزة الأمن من ضبط العصابة واعترفوا بجرائمهم البشعة.
حوادث الطرق
واستمرارا لجرائم القتل فى الشوارع خلال عام 2010 سقط عشرات القتلى والمصابين على الطرق السريعة فى مصر واختلطت دماؤهم بالأسفلت وأصبحت تتكرر كثيرا على الطرق وكانت أبشعها جرما حادث الدائرى الذى راح ضحيته 12 شخصا وأصيب 12 آخرون، دهسهم طالب الجامعة الأمريكية الذى حاول تبرئة نفسه من الحادث وقضت المحكمة بحبسه 4 سنوات عقابا على عدم رعونته وقيادة سيارته بسرعة جنونية.
ومن أبشع جرائم حوادث الطرق هى مقتل الأديب توفيق عبدالرحمن وكيل وزارة الإعلام الأسبق عندما صدم سيارته سيارة ميكروباص وتوقف أمام سائق الميكروباص وأجرى اتصالا هاتفيا بشرطة النجدة ووقف أمام سائق الميكروباص لمنعة من الهرب إلا أن شرطة النجدة قد تأخرت ودهس سائق الميكروباص الأديب وفرم جسده حتى لفظ انفاسة الأخيرة على الإسفلت وألقى القبض على السائق وتبين انه تباع السيارة واعترف بجريمته ليتمكن من الهرب لعدم وجود رخصة قيادة له وتم إحالته وسائق السيارة الاساسى وصدر ضدهما حكما بالحبس.
جرائم التوك توك
ومن حوادث الطرق لجرائم التوك توك التى وجد فيها أصحاب السوابق والمسجلين خطر طريقا جديدا لارتكاب الجرائم ضد قائدى هذه المركبات أو مستقليها بطريقة سهلة وأصبحت جرائم التوك توك تشكل خطرا جديدا على المواطنين ويوميا تتلقى أجهزة الأمن بلاغات باختفاء قائدى توك توك، وهذا كان مصير عبدالله إسماعيل، 13 عاما، تلميذ الصف الثانى الاعدادى بمدرسة الشيخ عثمان بالحوامدية بمحافظة 6 أكتوبر الذى قتله أحد الأشقياء ومزق جسده بالسكين وتركها مرشوقة فى صدره وعندما تأكد من وفاته استقل التوك توك وحاول بيعه ب3 آلاف جنيه لتاجر تخصص فى شراء السلع المسروقة لمروره بضائقة مالية وتم تحديد المتهم وألقى القبض عليه وشريكه واعترفا بالجريمة وتم إحالتهما إلى محاكمة عاجلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.