انتعاشة سياحية كبيرة بمرسى علم.. وتوقعات بتجاوز عام الذروة فى موسم الشتاء فنادق مرسى علم لم تستفد من مبادرة «المركزى» لإحلال وتجديد المنشآت السياحية تعامل بنوك مع قطاع السياحة ك«استثمار عالى المخاطر» يعوق منحه قروضا قال الدكتور عادل راضى، رئيس جمعية مستثمرى السياحة بمرسى علم، إن الحركة السياحية الوافدة لمصر بدأت تشهد تحسنا تدريجيا خلال الفترة الأخيرة بفضل حالة الاستقرار التى تمر بها البلاد وأن هناك توقعات باستمرار هذا التحسن خلال الموسم الشتوى المقبل فى كثير من المناطق السياحية التى تعرضت لفترة انحسار طويلة انخفضت فيها الاشغالات لأدنى مستوى. وأضاف راضى فى تصريحات ل (مال وأعمال الشروق) أن العام الحالى شهد تحسنا ملحوظا لحركة السياحة الوافدة لمصر، وكان مبشرا لجميع مناطق مصر السياحية بصفة عامة، ومرسى علم بصفة خاصة والتى باتت تشهد انتعاشة ملحوظة تنتهى بطفرة متوقعة خلال العام الجديد. وأشار إلى أن مدينة مرسى علم شهدت تحسنا ملحوظا خلال الموسم السياحى الصيفى الحالى حيث ارتفعت إشغالات الفنادق لأكثر من 80% لتقترب التدفقات السياحية من عام الذروة فى 2010. وأضاف أن مطار مرسى علم أصبح يستقبل اسبوعيا نحو 100 رحلة طيران ما بين عارض ومنتظم ومن المنتظر أن ترتفع أعداد الرحلات خلال موسم الشتاء المقبل لتصل إلى 120 رحلة أسبوعيا وسط توقعات بتخطى حاجز الرحلات عام الذروة الذى حقق نحو 110 رحلة اسبوعيا. وتوقع رئيس جمعية مستثمرى السياحة بمرسى علم أن تصل نسبة الاشغالات مع بداية شهر أكتوبر المقبل إلى أكثر من 90 % فى معظم فنادق المتدنية. وأشار إلى أن تعاقدات الموسم الشتوى والتى سوف يتم الاتفاق عليها خلال بورصة لندن السياحية فى نوفمبر القادم سوف تحسم مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة. ودعا عادل راضى إلى ضرورة الاهتمام بالطيران الشارتر الذى ينقل 70 % من حركة السياحة الوافدة بجانب زيادة رحلات مصر للطيران الدولية والداخلية. أوضح أنه عقد اجتماعا خلال الاسبوع الماضى مع أحمد الوصيف رئيس غرفة الفنادق لبحث عدد من القضايا التى تهم القطاع مثل الضريبة العقارية على الفنادق وأيضا للتعرف على المؤشرات والحجوزات المستقبلية فى الفنادق بجميع المناطق السياحية خلال الموسم الجديد ومدى استعداد الفنادق لاستقبال الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة القادمة. أكد رئيس جمعية مستثمرى السياحة بمرسى علم أن قطاع السياحة يحتاج إلى نظرة شاملة من جميع الجهات الحكومية المعنية بعيدة عن القيود الشديدة التى كبدت القطاع خسائر فادحة الفترة الأخيرة، مشيرا إلى ضرورة مساندة الجهاز المصرفى للمشروعات السياحية خاصة المشروعات الصغيرة حتى تستطيع أن تعمل وتحقق دخلا يضاف إلى الايرادات التى يحققها قطاع السياحة للدخل القومى. قال إنه رغم مرور ما يزيد على 20 شهرا على إطلاق محافظ البنك المركزى طارق عامر لمبادرة إعادة تأهيل الفنادق والمنشآت السياحية والتى تم تخصيص خمس مليارات جنيه لتمويل عمليات الإحلال والتجديد لهذه المنشآت السياحية إلا أنه لم يستفد من هذه المبادرة إلا عدد قليل جدا من الفنادق وفى مناطق جغرافية معينة وتحديدا فى مدينة الغردقة بالبحر الأحمر. وأشار إلى أن أصحاب الفنادق بمرسى علم لم يستفيدوا مطلقا من هذه المبادرة حتى الآن لعدم انطباق الشروط التى حددها البنك المركزى عليهم. قال رئيس جمعية مستثمرى السياحة بمرسى علم إن عددا قليلا من البنوك قد بدأت فى تفعيل مبادرة البنك المركزى المصرى والخاصة بمنح قروض ميسرة للمشروعات الفندقية والسياحية وقيمتها 5 مليارات جنيه ورغم انها خطوة ممتازة فإنه يتم تنفيذها ببطء ولافتا إلى انه يجب تخلى البنوك عن الشروط التعسفية والتعجيزية لمنح التمويل لأصحاب المنشآت الفندقية. أضاف أن البنوك من المفترض أن تكون شريكا استراتيجيا لكل مستثمرى السياحة خاصة أنها منحتهم القروض بناء على دراسات جدوى قدموها للبنوك قبل الموافقة على القروض ما يؤكد أنهم عملاء جادون. وأشار إلى أن البنوك أهملت عملاء السياحة بعد العثرات التى واجهوها خلال الفترة الماضية، واعتبرتهم متعثرين وهو ما جعل بعض البنوك تمتنع تماما عن مساندة مستثمرى السياحة وتقوم فقط بالموافقة على تأجيل سداد القروض طبقا لتوجيهات مجلس الوزراء والبنك المركزى وهو ما يكبد المستثمرين خسائر فادحة نظرا لزيادة عمولات وغرامات التأخير على هذه القروض. وأشار عادل راضى إلى أنه مازالت بعض البنوك تتعامل مع قطاع السياحة باعتباره استثمار عالى المخاطر ولا يجوز منحه أى قروض فى الوقت الحالى حتى يتعافى ويعود كما كان القاطرة الأولى للاقتصاد القومى، لافتا إلى أن الظروف التى تعرضت لها السياحة خلال السبع سنوات الاخيرة ظروف قهرية ليس لهم دخل فيها، وأن استثماراتهم قائمة ولم يهرب أحد للخارج بسبب عدم سداد ما عليه للبنوك لأن الاصول موجودة. وأكد أن قطاع السياحة يمر بظروف صعبة فى ظل توقف الحركة السياحية خلال السنوات السبع الماضية ويحتاج إلى تمويل لإعادة تأهيل الفنادق المنشآت السياحية لاستقبال السائحين خلال الفترة القادمة، لافتا إلى ان هذا يتطلب تيسيرات من البنوك لمساعدة مستثمرى السياحة والعاملين بها حتى يتعافى القطاع مرة أخرى. وطالب عادل راضى البنوك بتفعيل مبادة محافظ البنك المركزى طارق عامر بتخصيص مبلغ 5 مليارات جنيه للصرف على عمليات إحلال وتجديد الفنادق والمنشآت السياحية والمراكب العائمة على مستوى الجمهورية بفائدة 10 % حتى يتم إنقاذ عدد كبير من هذه الفنادق بعد الحالة السيئة التى وصلت اليها.