عند الخطاط العراقي / رجب كركولي قلما يحظي الخطاط والمبدع التشكيلي بمثل هذا الثراء من ردود الفعل الإيجابية ، علي التميز الإبداعي والغير مألفوف من خطاط ، كرس حياتهِ وفنهِ وإبداعهِ في مجال الخط العربي ، من خلال حرص دائم ورغبة اكيدة أن تكون لإضافاته وإستحداثاته الجديدة في بلد يُتفق بلإجماع أنها المَنشأ الأول والرئيسي لفنون الخط العربي علي مدي قرون طويلة ، ولا زالت الأجيال المتتابعة تتنافس ليبقي العراق في صدارة التحديثات ، والتقنيات العصرية لهذا الفن العربي في عالمنا اليوم . نتحدث هنا عن الخطاط والمبدع العراقي / رجب كركولي . هذا الفنان الذي نشأ وتربي في كنف اسرة فنية ، وعكف منذ طفولته وصباه وشبابه ، باحثا ودارسا ومجربا ومنتجا مبدعا ، فَسجلت بعض واجهات المساجد ، والمنشأت العامة بعضاً من منجزه الإبداعي اعمالاً من الرخام أو مواد اخري ، كما حصد من المعارض التي شارك فيها داخل بلده وخارجها علي ترحيب وتقدير ، أشاد به رواد هذه المعارض ، وايضا النقاد ، ، وحظي بقراءات نقدية نُشرت خارج العراق في موسوعات تهتم بالخط العربي والفن التشكيلي ( بانوراما الخط العربي ، الماسة ، اتيلية القاهرة ) . وهو كان دارس لتقنيات وفنون وجماليات الخط العربي ، كان حازقا في إستحداث مُميز شخصي يحمل إسمه ، ويعكس قدراته الإبداعية في تطويع مُتحصله التجريبي من خلال الورش الفنية ، والتجريب المتنوع ، والقدرة علي المزج ، والإحتفاظ علي مكتسبه الجمالي عن الحرف العربي كوحدة تشكيلية مستقلة لها مقوماتها المستمدة من التراث ، متمثلة في حركة الحرف في المد والإستطالة ، والإنحناءة ، والأستدارة ، والتكرار ، الخ مع عناصر اللوحة البصرية المعروفة ومدارسها وتقنياتِها المُختلفة ، وما بها من عناصر الإبهار متمثلة في اللون أو الظل ، او الإضاءة ، والسطوع ، والدلالات الغائرة والمستترة أو البارزة ومنتشرة في ثنيا التكوين الكليّ ، وغير ذلك مما في جعبته من متحصلات قرائية ومُشاهدات متراكمة في وجدانهِ أو فكره الثاقب والمُرتب ، والقادر دائما أن يزوده بالأفضل والأقوي إتساقاً بِالمُجمل الجمالي للوحة من ناحية ، مع تزويد المتلقي بنقاط يسهل العبور بها و من خلالها إلي العمق حيث المتعة البصرية والفكرية لعناصر اللوحة المكونة اساساً من حروف لجملة أو فقرة عربية محاطة إما بزخرفات عربية لها إيقاعها التراثي البصري الجميل أو إضافات من مذاهب ومدارس تشكيلية كلاسيكية أو حديثة تحمل المُحَدثات العصرية للرؤية البصرية من خلال التقنيات الجديدة سواء في الألوان أو المزج بين مكونات متعددة كا الكولاج والإبداعات الرقمية , الخ ، فهو من خلال هذا كله والتفاعل الواعي الحصيف والتناول المحسوب بدقة يتمكن من إضافة بصمته الشخصية ، وإستحداث إسلوباً يُميزه وهو يصعد ويرتقي مع المبدعين في فنون الخط العربي مع بدايات هذه الألفية الجديدة لتعطي للعراق إستباقيتهُ الدائمة في فنون الخط العربي . والدراسات التالية عن إبداع خطاطنا العربي القدير / رجب كركولي ، تذهب إلي ما هو أبعد مما ذكرت ، وايضاً يستحقه . سيد جمعه سيد ناقد تشكيلي وشاعر ا لقا هرة