في ظل الزخم الموجود على شاشات التلفاز هذه الأيام وكثرة الحديث عن الارهاب والقتل والحروب في بلادنا العربيه ومايتعرض له الابرياء من انتهاكات وظلم ومحاربة عدوهم لإنسانيتهم وحقهم في العيش أخذت أتنقل بين قنواته المختلفه وتوقفت عند قناة (ماسبيرو زمان) والتي تعيد اذاعة البرامج التي قدمت في بدايات التلفزيون المصري وأكثر ماجذبني لتلك القناة أناقة مذيعي وإعلامي الماضي ليست أناقتهم في الملابس فقط وانما أناقة ألفاظهم وانتقاءهم الكلمات برقة وإحترام للجماهير التي تشاهدهم ولضيوفهم ولعقل من يتابعهم هم من يجب أن يطلق عليهم إعلاميون بحق وتفقدت باقي القنوات العربيه والمصريه المعاصره وعلى العكس تماما كدت أصاب بالغثيان من بعض من ينتمون إلى هذا المجال العريق والأنيق الذين أصابوه بالوهن والبذاءة وعدم إحترام عقلية أو تربية أو أخلاق من يتابعهم الكل يطلق عليه لقب إعلامي لاعب الكره المعتزل إعلامي والراقصة إعلاميه الطباخ إعلامي المحامي إعلامي الممثلة التي لاتجد أدوار في مسلسل هي الاخرى إعلاميه يدخل كل واحد منهم بيوتنا ونسمع منهم من الالفاظ والايحاءات مالم نكن نصدق أنه سوف ياتي يوم من الايام ونتعرض لمثل هذه الصفاقات والسفاهات من الاحاديث والتعبيرات والايماءات وعلي شاشات التلفزيونات المصريه التي كان لها دائما دور الرياده في التنوير والتثقيف باحترام وأناقه فكريه حتى في الدين تظهر علينا أسماء من الشيوخ والدعاة الذين كثروا وكثرت كلماتهم وإفتاءاتهم بدون ضابط شرعي ولا استناد لعلم أو دين فيظهر علينا من يفتي إفتاءات خارجة عن الدين والعقيده فهل كنت قارئي المحترم تسمع في يوم من الايام عن شيخ أو داعيه يفتي هنا ويلقي ترهات هنا يحاول المساس بثوابت الدين والتقليل من الاحكام الشرعية وأسس الدين وللاسف تحاوره شخصيات تحسب على المجال الاعلامي ليس لها من أمرها شيئا ولاتفقه الا مايلقى عليها من خلال سماعات بأذنها توجهها من مخرج أو معد يحسب كل مايقدمه علي انه باب للرزق وجلب لإعلانات دونما الالتفات الي التأثير السلبي علي المشاهد وان كان صغيرا أو كبيرا بالسن فعدت مرة أخرى لقنوات الماضي أحاول تنقية سمعي وبصري مما شاهدت وسمعت رجل الدين علامة متفقه الفنان مثقف محترم الكاتب منتقي للألفاظ متحفظ فهو يُرى ويُسمع في بيوت شرقية محترمة ومجتمع متدين كان لابد للإعلام وقنواته ومن يقومون عليه أن تكون لهم قنوات الماضي نبراسا ومرجعا للأدآب والأسس التي يدخلون بها إلى أي بيت ولكل أسرة إختلفت فيها الأعمار أو تباينت والإستعانه بأساليب التقنية الحديثه في إثقال هذا المجال الراقي بالجيد والجديد فليس كل مايلفظه العصر الحديث يجب أن نأخذ به دون مراعاة مايناسب مجتمعاتنا ومعتقداتنا وطريقة واسلوب حياتنا اليوميه فيهرب الكل الى قنوات أخرى أكثر احتراما وحرفيه تعامله على انه مالك لعقل وليس بائعه كقنواتنا الرسمية أو الخاصه وان وُجد نقد هنا أو هناك لا يتم الاعتذار بل تقال كلمات لم نسمع بها من قبل (ان لم يعجبك برنامجي قم بتغيير المحطه ) انا أرى ان هذا الاسلوب نوع من التبجح والاقلال من الذوق العام والتعالي غيرالمبرر وعدم الإعتراف بالخطأ ومحاولة تجنبه أو تصحيحه أصبح كذلك تعليما للصغار في الرد غير المهذب على آباءهم في البيوت فعندما توجه نقدا لطفل يقول لك ان لم يعجبك فاذهب واخترطفلا أخر بدلا عني انا لن أتغير ، أثر الإعلام عظيم والجهل بدوره أكبر وأكبر الموضوعات الهادفه قليله ان لم تكن منعدمه في كل ساعة خلال اليوم يجلس رجل أو امرأه في برنامج يفتح موضوعا قتل طرحا ومللا ويكون إلى جانبه طباخ أوطباخه والعديد من الضيوف الذين يصرخون في وجوه بعضهم وانت أيها المشاهد المسكين تبحث عن راحة ذهنيه أو موضوع مفيد بطريقه جذابه وآمنه تحمل لهجة بلدك وعبق تاريخك وحضارتك وما تعلمت وتربيت عليه لتجتمع حوله انت وأسرتك بلا خوف فلا تجد ، تمر أمامك ألفاظ وكلمات ما أنزل الله بها من سلطان فيصبح لديك خياران إما ان تتطلع الى قنوات اخرى لاتقل سفاهه عن ما تشاهد، أو تمسك بهاتفك وتتصفح الأخبار والڤديوهات ويذهب كل فرد من أسرتك الى غرفته بحثا عن بديل مسلٍ إما أن يخضع للرقابة منك على أولادك ويشعرهم بالضغط النفسي أو رقابة ذاتيه منهم وبحث عن مصادر لمعلومات ومنابع لثقافات أخرى من الممكن أن تكون أرقى أو أسوأ مما نتعرض له من القنوات المسماة بالاعلامية في بلادنا.