أظهرت التغطية الإعلامية على الشاشات لحادث اختطاف الطائرة المصرية مدى الأزمة التى يعانيها بعض القنوات التليفزيونية المصرية فقد اختارت تلك الشاشات السبق وليس الصدق والتحرى عن المعلومة والتدقيق فيها، وكنت أتمنى أن يكون تعامل الإعلام المصرى مع هذا الموضوع بقدر من التميز الذى شهدته إدارة الأزمة من جانب الحكومتين المصرية والقبرصية، وطاقم الطائرة بل والركاب المخطوفين، فكل هذه الأطراف تعاملت بأسلوب تميز بالحكمة والمهنية كل فى مجال تخصصه، بينما القنوات التليفزيونية فتحت الهواء على شاشاتها للإفتاءات والإستعراضات الكلامية والمغالطات والتفسيرات والإستنتاجات الخاطئة شكلا ومضمونا، وأستثنى من ذلك قنوات التليفزيون المصرى التى اختارت الصدق وفضلته على السبق، وأقول هنا إن من صدق فقد سبق وهى الحكمة التى يسير بها الإعلام الرسمى الذى استطاع أن يتابع الحدث سريعا بشكل عقلانى وهادئ ومتزن من خلال قطاع الأخبار على قنوات التليفزيون المختلفة فابتعدت عن إفتاءات بعض القنوات الخاصة ومغالطاتها وتهويلها للحدث منذ اللحظات الأولى من صباح أمس الأول. وهنا أعتب على القنوات التى تعتمد على مواقع التواصل الإجتماعى وتعتبرها أخبارا صادقة وتقدمها للمشاهد على الشاشات وتلك هى الأزمة الحقيقية فهناك فارق كبير بين الخبر الصادق الواقع حدوثه فعلا وبين ما تتداوله السوشيال ميديا ولا ينبغى الأخير أن يكون مصدرا للإعلام بالمرة. فقد شهدت الأيام الماضية أحداثا عالمية مفزعة منها إنفجارا بمطار بروكسل وإطلاق نار لدى البيت الأبيض وانتحار طيار ألمانى بركاب الطائرة وحوادث إرهابية بباريس وغيرها إلا أن تعامل الإعلام فى تلك الدول يختلف تماما عن تناول إعلامنا المصرى لأى حدث. أرى أنه كان لزاما على القنوات المختلفة إبراز الإيجابية التى تم التعامل بها مع أزمة الطائرة المخطوفة وانتهاء الأزمة بشكل إيجابى يحسب لكل أطرافه بالنجاح ما عدا تغطيات تليفزيونية تصيب بالإحباط وبقى أن يقيم كل برنامج وكل إعلامى نفسه .. كيف شارك فى إدارة تلك الأزمة؟ فحتى لو لم يتح قدر كبير من المعلومات فلا ينبغى أن يجازف الإعلامى بالسبق على حساب المعلومة الدقيقة. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى