كتب الناقد سيد جمعة : ... كغيره كانت المرأة وجسدها أيقونة دائمة وفاعلة في كل إبداعاته ، صبغها بخصوصية خاصة به ، وكما كانت المرأة – دوما - في وسائل التعبير من ( الشعر ، والنحت ، والقصة ، والموسيقي ... الخ ) ، ليس فقط ك " إمرأة " تجسيدا لرؤي مختلفة ومتابينة عن الحياة نفسها بما فيها من فكر وجماليات ، ومشاعر مختلفة ومتعددة أتخذها هو ايضا وبخصوصية شديدة مابين الإنسان " المرأة / الجسد " تجسيدا لرؤاه الفكرية والبصرية متنقلا ما بين واقعية وتجريدية ، يلعب اللون ، والتكوين وحتي الإختيار المتعمد في " تفصيلة "تحدد وتقترب من فكره في توجسه وتطلعاته ، ونقده ، وايضا إستشرافا للحديث وللجديد في الإبداع والتعبير . نلمس ذلك بوضوح وقوة حين اتخذ من " عري " متعمد ومن كل إنحناءة او إستدارة أو بروز أو إنزواء أو إستقامة أو إستدارة في تكوين " الجسد " ، يأتي هذا الإقتراب الكبير او البعيد في هذا التكوين ، كتفصيلة ملائمة ومعبرة بدقة عن رؤي فكرية أو بصرية إستشفها وقنص منها في لحظة الإختيار كمون ما " يراه " أو " يبصره " في هذا الإختيار ، ليكون له ، وله وحده لحظة " وصول " غير مسبوقة ، إلي مرفأ يدشن بإسمه " نبيل بكير" . إن العري الذي يجسده من جسد المرأة يري فيه تجسيدا أو بمعني ما تجريدا خاصا في رمز إرتضيناه تعبيرا عن الحياة الإنسانية بكل ما فيها من تناقضات ، مابين الممنوع والمحرم من الرغبات والإشتهاء ، والإقصاء أو الإستدعاء للصالح والمتاح من القيم والفلسفات التي إبتدعها الإنسان ويعيش بها .. هكذا يري هو في عري جسد المرأة باعتباره تخوما واسعة يبحر إليها الإنسان في رحلته لإكتشاف " كنه " الحياة ، وكما كانت المرأة – دائما - في كل صورها وتخيلنا لها رمزا دائما في كل وسائل التعبير التي عرفتها البشرية من شعر ونحت وقصة وموسيقي ... الخ ، كما قلت سابقا . كان ذلك هو المبدع " نبيل بكير " الرسام . أما " بكير" الذي يكتب فلعل ما نشره وإن كان متعددا حين تناول القيم المتعارف عليها من حب ، وحرية وأيضا مقتربا من المقدسات السماوية تتيح لنا هذه الكتابات ، كيف أنه في رحلته " الإطلاعية والثقافية " التي تطوف فيها بين الكتب والمجسمات علي الأرض من تراث بشري ، ومن عواصم الثقافات المتباينة في إفريقيا واوروبا وامريكا تشير لنا هذه الكتابات إلي عقلية وجدت فيما قرأته وعايشته فاستطاع أن يضع تصورات بعضها يصنعها الماضي ، والحاضر ، وقد خزنتها قوة " الفهم والملاحظة والإدراك " التي نبتت مع شخصيته من خلال البيئة التي شكلت بداياته وإستعداداته لإمتطاء جواد يطير به قافزا أو لنقل محلقا خشية ان تدركه بغتة اقدار المفارقة والرحيل عن عالمنا وعالمه الذي إجتهد ان يصنعه بنفسه ولنفسه ، فكان ما كان منه وله ، لا زال باقيا حتي الأن في الذاكرة . تبقيه حيا بيننا بتفعيل " ذاكرة الوفاء " والرحيل الدائم إلي المرفأ الذي يحمل إسمه " بكيريات " . ( س ج ) .