p style=\"text-align: justify;\"الشاعر سيد جمعة: p style=\"text-align: justify;\"قد يبدو العنوان بعيدا عن الرؤية الفنية للعمل ، ومع ذلك قصدته ، وقصدت به تلك الهوة الواسعة، والغير حقيقية التي ربطت وأحكمت رباطها علي مفهوم \" الجسد \" وجسد المراة خاصة حين اُتخذت كأيقونة عند التعبير عن جماليات اي عمل ادبي أو بصري . لا جدال ان المرأة بوجه عام ، وجسدها بوجه خاص تصويراً لأنماط من خيالات الفكر والجمال عند اي فنان بل وفنانة ايضا ، وبعيداً عن اي سفسطة فكرية ، قد تخرجنا عن موضوع العمل الذي بين أيدينا نعود سريعا لسبر غور هذا العمل الإبداعي البصري p style=\"text-align: justify;\"التي تقدمه لنا الفنانة / اماني سيد جمعه .. p style=\"text-align: justify;\" للوهلة الإولي ودون إقتراب قوي أو مباشر للتكوين او الألوان نري في العناصر الأساسية في التكوين هذه النظرة من العين الواسعة والمحدقة بإتساعها مُشيعة للرهبةِ والحذرِ ، هي دلالة عن الرقابة أو الحماية المستمدة من التشريعات الإهية في الكتب المقدسة أو حتي من التاريخ التطوري لحضارة البشر وجمعيات الضمير الإنساني المستحدثة مثل حقوق الإنسان ، وحقوق المرأة ، وحقوق المواطن ... الخ ، التي حسمت الحقوق للإنسان ( الذكر والأنثي ) لتحقيق \" العدالة والمساواة \" اولا ، وايضا تنميطا للغرائز ، وحفظا للنوع ، ثم يأتي بعد ذك ما يشبه \" خرطوم الفيل \" وفيما يمثله خرطومه نفسه عن حجمه وثقله و وزنه وهيئته وايضا بصوته المميز فخرطومه الذي يمتد ليطوق خصر المرأة في محاولة للإحتواء تَقرُبْ إلي التخصيص ، والخصوصية ، ليشكل ويحقق وجوداً حاجزاً و رادعا ً ، ومانعًاً قوياً ، امام اي محاولة تبغي الإختراق أو التعدي ممن ليس له حق ولم يتبع وسائله وأصوله . p style=\"text-align: justify;\" ، ليكوّن في مجمله حيز التخصيص والمنع ، وفي النهاية يأتي الظل البارز لجزء من رأس كأنه صاحب الخصوصية الغائب ، متمما للتكوين في التعبير عن المنع الكامل للتحرش بالمقدس ... وهذا الواضوح الصريح والمختص في هذه الرموزودلالاتها تؤيده وتدعمه اخلاقيات حضارية متوارثة وقبلها تعاليم دينية وعقائدية عبر تاريخ البشرية . p style=\"text-align: justify;\" واخيرا تأتي المبخرة بجذوة النار ودخانها تعبيرا عن الألفة والمحبة عبر الرائحة الطيبة التي تضفي الود والمؤانسة حين يتأتي الود والجمال متخاطرا برغبة متبادلة متدللة تعكسها الأساوروحركة الأيدي الراقصة مع رقة يمثلها السوط الأزرق في إنثناءاته الناعمة . p style=\"text-align: justify;\" تلعب الألوان القرمزي والبني الداكن والأزرق بدرجاتهم المتفاوتة علي الخلفية البيضاء التي توحي أو تمثل الطهر أو البراءة ، وهذه المرة بضربة السكين كأداة مخالفة ، دافعة بالتكوين الأساسي وعلي إتساع المساحة إلي صدارة اللوحة في تجميع وحصر الإهتمام به وحده ، وما يؤدي ذلك مباشرة إلي الفكرة الراقدة في العمل نفسه لتكون امام المتلقي دونما بحث . p style=\"text-align: justify;\" وإذا ما خرجنا واستدرنا بعيدا عن العمل ، يتداعي لنا فورا كيف جسد الإنسان الفنان ومن خلال الفن وكل اساليبه ( شعر ، وقصة ورواية ، ونحت ، وتصوير الخ )، كيف اطاح هذا الإنسان بجسد المرأة علي الطاولة ، كأيقونة جمالية صرنا نعبث بها وندحرجها حيثما شئنا وكيفما شئنا ، بل وهو الأسوأ \" إنسانيا \" حين صارت المرأة اداة جذب إستهلاكية فلم تعد رمزا للجمال أو الرومانسية او الأحلام أو جماليات الحياة بوجه عام ، فصارت علي العبوات ، والأطعمة ، والأماكن ، والغث والسمين من القيم والسلع ، ومن هنا التحرش الذي أعنيه ، إتخاذ المرأة او جسدها من رموز وأدوات العرض والمتاجرة بها لتبقي دوما جسدا بدلا من إنسانة لها قدسيتها المقدرة لها في العقائد والديانات ، والحضارات . هذا بعض ماتنطق به ونستشفه في هذا العمل التي تسوقه إلينا الفنانة / اماني سيد .. ك \" محاولة رفض \" للشائع والمبتذل . إن كان هذا مقصدها تكون كلماتي حيثما إنتهت فرشاتها والوانها . واختم .. من خَلت حياتَهُ من إمرأةً ... فلّيتحرش بها ؟ ! س ج