منذ مايسمى " ثورات الربيع العربى " ونحن نعايش فعاليات ومراحل حرب من نوع خاص , تعرضت لها المنطقة العربية " عامة " ومصر " بوجه خاص , لما لها من مكانة وتاريخ داخل منطقة الشرق الأوسط , يجعلها عنوانا لتقدم وإستقرار المنطقة , ورمزا ودليلا على فشل وتدنى فى حالة السقوط لاقدر الله .فكان من الطبيعى أن تكون مصر هى الملاذ والهدف لكل المؤامرات التى تحاك للمنطقة بأكملها , حرب تم الإعداد والتجهيز المسبق لها على أيدى خبراء الإستعمار الخارجى ممن يجدون فى نهب الثروات والإستحواذ على خيرات الأوطان راحة ورخاءا , مسخرين لها كافة الإمكانيات من تمويل مالى , ودعم أمنى ومخابراتى , فضلا عن تدريب وإيجاد أدوات التنفيذ للأجندات الموضوعة من داخل الأوطان المرغوب فى النيل منها والسيطرة على مقدرات أبنائها . فنحن أمام إسلوب وتوجه جديد يتفادى به المغتصب خسائر إقتصاديه وخسائر فى أرواح جنوده ومقاتليه باللجوء إلى تفتيت المجتمعات المرغوب فيها داخليا بأيادى أبنائها أنفسهم , فكان الإتجاه إلى" نخب ورموز" تعتنق فكر " التغيير" ذلك المصطلح المستخدم لتقليب أبناء الوطن وإعلان ثورتهم إستغلالا لظروف إجتماعية وإقتصادية تجتاح الدول الداعمة والداعية لذلك المخطط ذاته دون حدوث نفس السيناريو داخل أراضيها " ياترى ليه !! " يصاحبه وعود براقة بالخلاص والمستقبل الرغد دون تصريح بصدمة الواقع الأليم بعد التأكد من نوايا هؤلاء المغيرين أملا فى سواد الإحباط واستمرار دوامة " الفشل المجتمعى " دون الوصول للهدف الحقيقى وبالتالى الإبقاء على مناخ الجدل وتشويه الرؤية , أيضا أتباع تيارات الإسلام السياسى بشقيها المحظور منها " جماعة الإخوان " أو المستحدث للمعاونة والدعم كالأحزاب والتيارات المعتنقة للفكر نفسه , وكان العمل من جانبهم بإستخدام إسلوبهم الرخيص ذلك القائم على المتاجرة بصحيح دين وقواعده من أجل خلق أجيال تشب وتشيب على الفكر المتطرف المتنكر والناقم على وطن ومواطنة . فضلا عن إستغلال خسيس لظروف فئات مجتمعية تعانى من واقع حياتى صعب توظيفا لها فى خدمة مصالح ومأرب شيوخ التيار ورموزه وبالتالى خدمة الأسياد أصحاب الأجندات وقائدى المؤامرات , وبمعاونة أطراف عدة تكون مهمتها خلق حالة من التشويش لشيوع الإنقسام ورواج الإستقطاب من جانب ومن جانب أخر تنفيذ بنود المخطط واقعيا فى شكل إرهاب أسود يعتمر به تاريخهم ,ولكن لأن مصر لا تعرف إنكسارا , وشعبها لم يتعود على الهزيمة والإنحناء , كان الكشف لتلك المؤامرة الخبيثة بعد سقوط الأقنعة عن هذه الوجوه العكرة , نتيجة خلو جعبتهم هم و شركاء المهمة من موقف وفعل يمكن وصفه على أنه خدمة لتابعين وثقوا فيهم وأعطوهم التأييد , تأتى ذلك فى ثورة " الخلاص والنجاه" ثورة ال30 من يونيو, ليعلن الشعب المصرى يسانده جيشا وأجهزة أمنية فشل هؤلاء ومن يساندهم فى تحقيق مطماعهم فى خيرات المحروسة وأبناءها , واضعا خط بداية لمستقبل جديد حددته عزيمة أبنائه وأشرف عليه جيشه وقياداته , عهد تم فيه إختيار إدارة سياسية تقود الوطن فى مرحلته الجديدة بعد موقف وفعل منحها الثقة والجدارة , عهد تجلى فيه الحجم الحقيقى لرواد المؤامرات وداعميها بعد كبوة كانت واجبة لكشف النوايا الخبيثة والوقوف على حقيقتها . واليوم يعاود هذا الفريق وأعوانه داخليا وخارجيا الكرة على مصر من جديد بعد مراجعة حسابات وإحلال وتبديل فى الوجوه ظنا منهم أنهم سيحققون إنتصارا فشلوا فيه فى مراحل قوتهم وقت التأيد والدعم الشعبى فى فترات الكذب والتزييف , فهل سيفلحوا فى تحقيقه بعد إنكشاف وهزيمة لهم أفقدتهم التوازن وأصابتهم بخلل يحتاج مراحل لعلاجه؟! . هذا ظنهم وهم به أحق وأولى . كان اللجوء هذه المرة إلى إفتعال أحداث أثمة ولا تدل إلا على غباء وتصميم عليه لتكون ساحة هذ الأحداث على الحدود المصرية مع دول الجوار خارجيا , سواء الحدود مع ليبيا أو فلسطين , أو السودان , أوحتى باقى الحدود , ناهيك عما مايتم فى العراق وما حدث ويحدث فى سوريا , ولا غرض ولا هدف إلا الرغبة فى جر الجيش المصرى فى حرب خارج أرضه لا ناقة له فيها ولا جمل , طمعا فى إحراج الإدارة المصرية الجديدة , وإنحراف مسارها عن تحقيق أمال المصريين داخليا , خاصة فى ظل عودة أتباع الداخل لخدمة السيناريو الجديد , تارة بالتشكيك وتارة أخرى بالتخوين شحنا وخلقا لرأى عام مناهض لهذه الإدارة وقياداتها , على أمل إحياء مخططهم الفاشل فى نشر الفوضى وإيجاد خط عودة لهم من جديد , ليكون هذا السيناريو الذى يعد حلقة من حلقات المؤامرة المعقود سالفة الذكر بمثابة إستكمال لإعلان الحرب على مصر وشعبها , ليكون الرد إصرار على إنتصار حققه المصريين بثورتهم فى ال30 من ينويو دون إستسلام أو تراجع عن الطريق المبدوء , هذا ما نراه فى ردود أفعال القيادة السياسية وصناع القرار فى مصر , ولكن لابد أن يصاحبه إستمرار ومداومة على إرادة مصرية فرضت نفسها وجعلت رأيها دستورا لا مساس به . فهذه كلمات أخيرة أختتم بها ما بدأت الخوض فى تفاصيل جمعه " يابنى شعبى وأمتى هناك واقع نتعامل جميعا مع أحداثه طوال الفترة الماضية , وهناك طريق إخترناه لقطعه وإكماله لتحقيق انتصار وبناء مستقبل نتمناه جميعا لنا ولأبنائنا ووطننا مصر , به من الأمل ما يحقق الرغبات ويكفل الإستقرار والتقدم للوطن , وهناك طريق أذاقنا الآمرين وحمل معه هلاكا وضياعا للوطن أعلنا الثورة عليه , وتمنينا الخلاص منه , وحقا فعلنا وكان لدينا جميعا قناعة تؤكد أن الطريق ليس سهلا وأن المشوار به من الصعاب الكثير ,ر أينا بعضا منها , واليوم نرى بعضا أخر , فلا سبيل إلا الوعى والإدراك والإتحاد بعمل جاد خلف جيش وقيادات , كانت فى الأساس هى الإختيار والقرار , وحذارى من الإنسياق والإنصياع لدعوات الهدم , ومناشدات التشكيك والتخوين فالكل فعل وموقف , شاهد عليه وهو على نواياه رقيب , فإعمال العقول واجب , وإعلاء الفهم فرض وإستكمال الدفاع عن الوطن بتحدى وإرادة تقود إلى الأمام عقيدة , وإلا فالخسارة فادحة ويومها لن ينفع ندم " حفظ الله مصر وجيشها وشعبها من كل سوء إنه ولىذلك والقادر عليه . رحم الله شهداء الوطن جميعا , لهم حق كامل وقصاص عادل , اللهم بلغت اللهم فاشهد