لم يهتم الرافضون للدستور إلا بإظهار عيوبه وإبراز عوراته وبيان سلبياته والطعن في نصوصه بل سولت لهم الأهواء والرغبات أن يحرفوا عباراته وكلماته ويغرقوا مصر بنسخ منه مزورة ليشوهوا صورة أول دستور يضعه الشعب وليهدموا لبنة قد تكون مشرقة من لبنات ثورة 25ينايروليدلسوا على أبناء مصرفي الحقائق والأمور . وذلك لاختلاف أهدافهم وأغراضهم ومنافاة الدستور لأجنداتهم الخاصة التي يريدون أن تدار مصر من خلالها . ولأنهم يريدون أن تظل مصر وإلى الأبد ملكا لهم وحكرا عليهم فحسب فهم الملوك والسادة وغيرهم من أبناء مصر المخلصين لابد أن يظلوا خدما وعبيدا لهم يتحكمون فيهم كيفما شاءوا ويملون عليهم ما يريدون وينفذون لهم ما يطلبون . ولأنهم يرومون تنفيذ مخططات أسيادهم ونجاح مؤامرتهم الخبيثة على مصر بإثارة القلاقل داخليا ونشر الفتن بين أبنائها وإشعال فتيل حرب أهلية بين شبابها لا تبقي لا تذر من خيرات مصر. ولأنهم يريدون طمس هوية مصر وإقصائها عن دورها الريادي عبر التاريخ راحوا يضعون العراقيل في طريق نهضة مصر وبذلوا كل ما في وسعهم لئلا يخرج الدستور الجديد إلى النور فتارة ينسحبون من اللجنة التأسيسية لإفشالها وتارة أخرى يحاصرونها بسفهائهم وبلطجيتهم لتعطيل عملها والحيلولة دون الانتهاء من الدستور . بل سعوا إلى إحراق مصر ودمارها فافتعلوا الأحداث وتسببوا في إراقة دماء المصريين الزكية حتى يفشل مشروع الدستور . وسخروا أبواقهم لمحاربة الدستور الجديد وتشويه صورته وكيل الاتهامات له بعدم جدواه وصلاحيته وأنه يخدم شريحة بعينها كي يرفضوه رغم تباين غاياتهم ومقاصدهم . فهذا يرفض الدستور لأنه يقوض أركانه ويحجم من نفوذه وسلطاته ويخفض من راتبه وحوافزه تحقيقا للعدالة الاجتماعية وتطبيقا لمبدأ العدل والإنصاف . وذاك يرده لأنه يجفف منابع الفساد فلم يستطع سرقة ولا اختلاسا ولا نهبا بعد اليوم انتصارا للقيم ونشرا للفضائل وتنقية للوزارات والهيئات من ذوي النفوس الخبيثة . وهذا يحاربه لأنه يسن أمورا على غير هواه ومراده ومرامه فكيف يمنع من ممارسة السياسة ؟ وكيف يعقد البرلمان ولا يكون هو وأعوانه من رموز الفساد يديرون أموره ليحققوا مطامعهم ويشبعوا رغباتهم الدنيئة على حساب شعب مصر؟ وآخر يرفضه لأنه يحقق العدالة ويقضي على البطالة ويعيد لأبناء مصر شيئا من كرامتهم التي أهينت على مدار سنوات طوال ويرحمهم من الذل والهوان الذي عانوا منه عقودا من الزمان . وآخر يريد تعطيله لأنه يحول بينه وبين استنزاف المصريين ماديا وأخلاقيا وأدبيا بمسميات وهمية وأشكال مختلفة . وآخر يجمع قواه ويحشد أتباعه لإلغاء الدستور لأنه يحدد مرجعيته وينص على هوية مصر وشعبها ومؤسساتها . يا سادة غلبتم المصالح الشخصية فعميت الأبصار فلم تر مصلحة مصر وشعبها الكادح على لقمة عيشه ليل نهار. يا سادة أين الموضوعية في الحوار والنقاش والنظر في الأمور ؟ وهل ستظل الذاتية والشخصانية هي السمة السائدة عند النظر في أمر يخص مصر كلها ؟ تحلوا بالموضوعية انظروا إلى مصلحة الوطن تجردوا عن الذاتية من أجل مصر أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]