أحدثكم اليوم عن مرض العصر وأخطر عدو للإنسان ولكنه عدو من صنع ذاته هل عرفتموه ؟؟؟!!..إنه الخوف ما هو الخوف ؟ هل تعرف الجواب الحقيقي لهذا السؤال ؟ الخوف: هو أنفعال مؤلم ينشأ عن وجود خطر يهدد سلامة الكائن الحي ويؤدي إلى حالة من التوتر العصبي وإلى تغيرات في الوظائف الفسيولوجية تهدف إلى زيادة كفاءة الكائن الحي على القتال أو الفرار . فقد تخاف من أشياء كثيرة وعديدة وقد يكون ما تخاف منه لم يصل لمستوى هلع وخوف إنما هل سوف تسجن نفسك بين قضبان الخوف والهلع وتظل قابعاً بين الحيرة والألم لا تستطيع ان تنجح لأنك تخاف من الفشل أو لأنك تخاف من الاَخرين أو لأنك ترتعد من المواجهة أو لأنك تهرب من سياط الكلمات أو لأنك تخاف من خوف نسجه خيالك أنت فقط أو لأنك تخاف من توقعاتك السلبيةوأفكارك الموسوسة المرضية. فماأكثر ما يجيد المستبد أستخدامه لفرض الإجراءات الإستثنائية وقمع الحريات وتكميم الأفواه المعارضة له بمباركة من مجموع الشعب هو سلطان الخوف ويتم ترسيخ سلطان الخوف في وجدان الشعب من خلال إيجاد عدو مشترك يساعد المستبد على تبرير كل الإجراءات الإستثنائية بحجة حماية المجموع من هذا العدو المشترك. يستخدم في ذلك أخطاء هذا العدو المشترك التى تساعد المستبد أكثر كلما برر هذا العدو بها تقديم نفسه كخطر حقيقي على المجموع، وفى هذه الحالة يصبح المستبد هو الخيار الأمثل لمجموع الشعب فهو يوفر الأمن من خطر العدو المشترك ويوفر الإحتياجات الأساسية وهذا يكفي في حالة عدم الشعور بالأمان لدى مجموع الشعب الذى لن يهتم في هذه الحالة بسقف الحريات وحرية العمل السياسي أو حرية المجتمع المدني أو وسائل الإعلام المعارضة فكل هذه الأشياء في وقت الخطر القادم من العدو المشترك لا تعد من أولويات مجموع الشعب بل على العكس ربما يراها المجموع عقبة في سبيل تحقيق الأمان من خطر العدو المشترك بل و يطالب مجموع الشعب المستبد بتجاوزها لتحقيق الأمان. والمستبد يستجيب لهذا الطلب بالفعل ويقوم بتجاوز كل هذه الأمور ولكنه يراعي في البداية أن تكون التجاوزات ضد العدو المشترك فقط ولكن بالتدريج وبعد أعتياد هذه الإجراءات القمعية وخلق رابط شرطي بينها وبين الشعور بالأمان لدى مجموع الشعب يتم تعميم هذه الإجراءات على كل المعارضين بلا أستثناء حتى من كانوا يطالبون بهذه الإجراءات ويؤيدون أستخدامها ضد العدو المشترك. فالمشكلة هى أن هذا الخطر الذي يسعى مجموع الشعب للإحتماء بالمستبد منه سيزول في لحظة ما ولكن الإجراءات القمعية والإستثنائية لن تزول وسيتم خلق أعداء وأخطار جدد ربما تكون من تدبير المستبد نفسه هذه المرة لإستمرار حالة شعور بالخطر وعدم الأمان لدى مجموع الشعب لكي يستمروا في إحتياجهم له وقبولهم بالإجراءات القمعية والإستثنائية حتى تتحول مع الوقت إلى عادة وشيء طبيعى يتعايش معه المواطن ويقبل به كأنه من المسلماتفى حياتنا. والحل لعدم الإستمرار في هذه الدائرة والوقوع الدائم تحت طائلة سلطان الخوف هو رفع درجة الوعى لدى المجموع بتنوعاته المختلفة بحيث لا يتمكن المستبد من أستعدائهم على بعضهم البعض وإتباع سياسة "فرق تسد" وفك الإرتباط الشرطي لديهم بين الإجراءات القمعية وخفض سقف الحريات وبين الشعور بالأمان وتنمية قدرتهم على التمييز بين الخطر الحقيقى والخطر الزائف الذي يخلقه المستبد لكي يستطيع به السيطرة على مجموع الشعب. وسؤالى الاَن عزيزى القارىء هل فكرت أيها الإنسان متى سوف تتحرر من سجنك المظلم المخيف حتى وإن كان هناك خوف ؟؟؟!! فلماذا لا تقدم لنفسك ثم من بعد ذلك للاَخرين عمل تستحق به أن تكون من المنتجين والنافعين وأن تكون صاحب قوة وهمة عظيمة. فأعلم أن الخوف قد يكون سلعة الجبناء في زمن أصبح للشجاعة اَلاف الأبواب فلماذا لا تطرقها لتتخلص من تلك السلعة الرخيصة البخيسة وتدع عنك تلك الصفة الذميمة.