لقد وقعت ولا تزال تظهر الكثير من الأخطاء القاتلة لثورة 25 يناير , وأسبابها واضحة ومعروفة للأقلية المثقفة الواعية من أبناء مصر – ويتخبط فى فهمها وتفسيرها الغالبية العظمى من شعبنا المسكين الذى فرض عليه التعتيم وسحبت منه أمكانيات التقدم والتعلم والثقافة على أيدى فئات المتعالمين والجهلاء على مدى عشرات السنين بوعود وحجج شيطانية واهية تحت سيطرة الارهاب والقوة والمحسوبية والتخويف والقهر ... الخ لقد تجاهل المجلس العسكرى مطالب الشعب العظيم الأساسية وأندفع بقوة الى القوى السياسية فقط لعدم توفر الوعى من جهة وانعدام الخبرة اللازمة لدى العسكر --- فكانت عملية الأستغناء عن التعديلات الدستورية واجراء الأنتخابات البرلمانية قبل وضع الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية ... وما قامت به الحكومة من أخطاء بتلبيتها الكثير من الطلبات التى لم تفيد وصدرت عن فئات معينة مما أظهر العشرات من التحالفات والأحزاب الضعيفة الغير معروف تاريخ أو أساس لها -- وبدأت وسائل الأعلام تطبل وتزمر لها حسب هواها ... وكانت الفاجعة الكبرى يوم روعت الشرطة العسكرية المصريين بكافة طوائفهم فى ماسبيرو .... وتبع ذلك تراخى الحكومة فى اصدار قانون العزل السياسى وزوبعة وثيقة السلمى... الخ وكانت نتيجة الوعود وعدم التنفيذ والتراخى ما نعانيه اليوم ------ أن الثورة المصرية ثورة الشباب الذى لن يستطيع فرد واحد أن يطبعها بطابعه لأنها أنبثقت من الطبقة الوسطى وهى زلزال بشرى تاريخى تفاعلت بداخله كل المحن والكوارث الأقتصادية والأجتماعية مع الفترات السوداء من الشقاء والطغيان والجبروت ووضعت على نار هادئة الى أن وصلت الى مرحلة الغليان --- فالتاريخ أيها الشباب المؤمن بالحرية التى هى أساس الثورة يجب عليه أن يعلم علم اليقين أن مصر مجتمع تاريخى مترامى الأطراف وبالغ التعقيد ولا يجوز لأحد التعامل معه كالآلة لأن تاريخنا هو الذى يشكل جماعاتنا السياسية وغيرها --- ولا تنسوا جميعا أنه من المبكر جدا لتاريخنا المصرى الحديث أن يشكل الديمقراطية السياسية المدنية بين يوم وليلة ---- فالملايين تناشدكم الأهتما م بتعليمها وتثقيفها فعليا وعلى أرض الواقع !!! نبيل شبكة مستشار ثقافى سابق – المنصورة [email protected]