ما كاد طوفان الثوراة يعلو حتى توترت الأعصاب الأمريكية والإسرائيلية وبدأت بنشاط غير معهود ! نشاطات إسرائيلية في الظل , وأمريكية في الظل والعلن , وتكثفت الإتصالات مع طنطاوي وعنان وكثرت الزيارات السرية والعلنية ! لقد باشروا حملة هوجاء لإنقاذ المصالح الإسرائيلية والامريكية خوفا من الثورة العظيمة, خوفا من طوفان الثورات العربية الجارف ولكن الحلف الأمريكي الصهيوني دائما بالمرصاد وكالعادة العملاء موجودون وجاهزون وقد هبوا لأخذ دورهم في هذه الظروف المفاجئة والعاصفة وقد ذهلوا, حيث رأوا الشعوب تباغثهم .. وبدأت تتهاوا الأصنام الخشبية في العالم العربي الذي أخذ يفتح عينيه ويضرب بفأس الشعوب الفولاذي أصنام قد تعفنت وقد أكل الدهر عليها وتجاوزها الزمن لأنها من بقايا العصور الوسطى وبقايا إقطاعيات الإرث الإستعماري الصهيوني. لقد تم الإتفاق بين المجلس العسكري وعلى رأسه عنان وطنطاوي على استيعاب الثورة وسرقتها بمهارة وخلسة عن طريق ركوب الموجة بدعم سري أمريكي إسرائيلي ولتبقى السلطة بأيدي حلفاء موثوقين للقادة العسكريين الأمريكان والإسرائيليين على أساس ارتباطات في التسلح والعمل التعاوني الموثوق, وللحيلولة دون قيام ديمقراطية حقيقية يمسك الشعب من خلالها بالسلطة تضيع بها مصالح الحلف الأمريكي الصهيوني وعملائه. لا يمكن لهؤلاء كلهم السماح بحرية العرب وبتقرير المصير, ولذلك كانت خطة الإلتفاف على الثورة من خلال المجلس العسكري العتيد, وبالموازاة دعم القوة الإحتياطية الجاهزة منذ عهد مبارك وهي ما يمكننا أن نسميها الطابور الإحتياطي في دعم السياسة الغربية في المنطقة وخدمتها من وراء قناع ديني يستطيع أن يجر خلفه نسبة كبيرة من المؤمنين المغفلين والبسطاء السذج على أساس أن الإخوان هم أصحاب الفكر الديني الحق. وبدأ الإخوان يتحركون وبدأت قناة الجزيرة بشكل خفي أحيانا ومكشوف أحيانا أخرى تطبل وتزمر لهم وبهم وكأن القناة هي قناتهم ولهم فقط. وبدؤوا ينظمون ويخططون لاستلام السلطة بانتخابات لن تكون شرعية ما دام لهم وحدهم قناة الجزيرة وقنوات أخرى تروج دعايتهم مغفلة الآخرين ومحجمة كل القوى الأخرى. إن هكذا دعاية كبيرة لطرف واحد لم ولن يكن له أي دور في الثورة وإغفال الباقي من الأطراف سبب كافي لأن نقول أن التزوير قد بدأ . إن سلوك الإخوان منذ بداية الثورة يدل على مخبرهم ونياتهم غير الصادقة ! فهم لم يشاركوا بالثورة ولم يقدموا ضحية واحدة بل كانوا يتفرجون من بعيد ويتشاورون مع الأمريكان و المجلس العسكري سرا وعلنا. كانوا وما زالوا يراقبون الثورة متحيني الفرص للإنقضاض على الحكم عندما تنضج الطبخة وتصبح جاهزة للإلتهام والبلع . لقد اتفقوا مع المجلس العسكري على كل شيء والدليل على هذا أنهم استعدوا للإنتخابات كيفما كان الدستور! وكيفما كانت الإنتخابات وهم مع المجلس على السراء والضراء وضد الثورة والثوار وهذا ما ظهر في 20-21-22-23-24 أكتوبر حيث أصيبوا بخيبة الأمل والصدمة عندما وجدوا أن جماهير الثورة كانت واعية وكانت لهم وللمجلس العسكري بالمرصاد ! لقد انكشفت اللعبة وقالت الجماهير لا.., ولا بد للثورة من المتابعة والإستمرار حتى تحقيق أهدافها كاملة مهما كلفت من تضحيات الأبطال والرجال المؤمنين الشجعان والذين قدموا ويقدمون أرواحم بكل كبرياء في سبيل الحرية والشرف والكرامة على خلاف لصوص السياسة والمال وعلى خلاف طوابير المخادعة والخبث . إن شهداء الثورة هم الشهداء عند الله صادفون, وخالدون عند الشعوب, لن تنساهم مصر ولن تنساهم الأجيال لقد أقدموا بكل إصرار وجسارة عارين الصدور في وجه الكلاب المسعورة مدافعين عن مستقبل شعبهم ووطنهم غير مبالين بالموت وبغدر الخونة من أبناء الوطن, واقفين في وجه بقايا النظام السابق من أسياده في الخارج وبقاياه في الداخل من عملاء بمن فيهم من عمل مع ذلك النظام في مجلس شعب واحد وكان الإحتياط الإستراتيجي لأعداء مصر العروبة المعذبة . لقد انكشفت لعبة الجزيرة مع الإخوان ومع الأمريكان . لقد كانوا يريدون تطهير ساحة التحرير ليتفرغوا لإلتهام طبخة الثورة وقد نضحت, بسرقة الحكم, لترزح مصر من جديد تحت رحمة الأمريكان والإخوان وليبنوا دكتاتورية استبدادية جديدة لن تختلف عن دكتاتورية حزب مبارك اللاوطني . حذاري من اللعبة الأمريكية الإخوانية ضد اليمقراطية في رحمها, وحذاري من اللعبة الإستراتيجية لقناة الجزيرة وهي تروج لهذا و تبث السم في عسل الثورة.