عن سهرات رمضان الحائرة بين المقاهي والمساجد وسهرات الحسين التي تعد أكبر سهرات القاهرة، والتي يتنقل روادها بين قهوة المجاذيب والفيشاوي.. نتذكر حقبة الخمسينيات المميزة حيث تختلط أصوات الساهرين مع أصوات الباعة والمنادين، وتتعالي الضحكات، وتشتد المناقشات، وإن ننس لا ننسي رواد الشيشة وشرب الشاي. وبمضي الوقت، وبالتحديد بساعات قليلة قبل الفجر يبدأ الاستعداد للسحور، يمضي الرواد إلى محلات الفول، ويطلبون الزبادي، ويبدأ أصحاب التاكسيات في العمل لتبدأ رحلة عودة الناس إلى بيوتهم، وينطلق المدفع وتفتح المساجد أبوابها وتوصد أبواب المحلات لتنام المدينة الكبيرة في صمت وهدوء، أما في الريف فتقتصر السهرات على مكانين فقط هما "المندرة أو القهوة" في المندرة بجوار حضرة العمدة وسيدنا الشيخ يستمعون فيها إلى نصائح شيخ القرية، ودعواته، وخطبه الدينية وهم يتناولون الشاي الأحمر الثقيل. ويقضي فلاحون آخرون السهرة على القهوة وسط الشيشة والجوزة والمثلجات الإفرنجية المعبأة في زجاجات، وتمضي سهراتهم بين لعب الكوتشينة والدومينو والطاولة وسط أحادث خفيفة لطيفة. آخر ساعة: 25-4-1956