المخرج صلاح أبو سيف مع الفنانة سعاد حسني خلال كواليس فيلم الزوجة الثانية رائد الواقعية لقب استحقه المخرج الكبير صلاح أبوسيف، الذي نال وسام الدولة وجائزة الدولة التقديرية وجائزة أحسن مخرج ثماني مرات، وجوائز عالمية أخرى في مهرجانات كان وميلانو وفينيسيا ومهرجان فيفاي، كان له دور في نشر الثقافة السينمائية بالتدريس في المعهد العالي للسينما، وإصداره أكثر من كتاب عن السينما، كذلك بتأسيسه معهد السيناريو عام 1963 . وفي لقاء مع مجلة «آخر ساعة» كشف أبوسيف، عن قصص وراء بعض أفلامه، حيث دفعه اهتمامه بالواقعية إلي الذهاب إلى الريف وعمل دراسات وأبحاث لأنه لم يعش في الريف، وفي فيلم الزوجة الثانية، أخذ الفنانة سعاد حسني، واختلطا بالفلاحين، لكي يتعرفوا على أسلوب كلامهم وتفكيرهم، وطريقة عملهم، واضطر لعمل دراسات كثيرة لكي يكون صادقا فيما يقدمه للجمهور. بين السماء والأرض أحد الأفلام التي هزت صلاح أبوسيف، هزة عنيفة كان فيلمه «بين السما والأرض»، فعندما أخرجه عام 1959 كان يتصور أنه قدم تجديدا في السينما، لكن الفيلم فشل فشلا مريعا هزه وأشعره بالخوف، لكن النجاح بعد ذلك جاءه بطيئا، حتى اعتبروه من أهم الأفلام المصرية، لكنه كاد أن يدفع أبوسيف، إلى ترك السينما، حيث استمر عرضه أسبوعا فقط، وفي العرض الصباحي للحفلة الأولى رأى أبوسيف، واحدا من جمهور المشاهدين خارجا من السينما يتمتم قائلا: «إيه القرف ده إنتم جايين تخنوقونا ». وخلال حفل الافتتاح كان القلق يسيطر على الجميع، وخرج أبو سيف من دار العرض وأخذ يدور بسيارته في شوارع القاهرة، وهو يفكر ماذا حدث فكان يظن أنه قدم شيئا جديدا وينتظره نجاح كبير، وظل شهورا في محاضرات في معهد السينما ومقابلات مع أصدقائه إحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس لبحث سبب سقوط الفيلم. بداية ونهاية صادف بدء العمل في هذا الفيلم أن فقد صلاح أبوسيف، شقيقته الوحيدة، وفقد إحساسه بكل أمل في الدنيا، كانت تكبره بسبعة أعوام عاشت ظروفا سيئة جعلته غير متفائل أبدا فجاء الفيلم قاتما جدا، لكنه من الأفلام التي أحبها أبوسيف. وفي القضية 68، ناقش أبوسيف، قضايا خاصة بالاتحاد الاشتراكي، وحكاية الحزب الواحد، ومشكلة الفساد الموجود هل يتم الإصلاح أم الهدم ثم البناء، وأحدث الفيلم ضجة هائلة، وتدخل البوليس وحطم السينما، وكانوا يريدون أن يفتكوا بصلاح أبوسيف، وهو الموقف الذي لم ينسه أبدا. الفتوة وسعر الطماطم عالج فيلم «الفتوة» مشكلة كانت موجودة عام 1956، وهي معاناة الناس من أولئك الذين يأكلون أقواتهم، وشهد مكتب الفنان فريد شوقي فكرة هذا الفيلم، حينما دخل شخص وقال: "تصوروا .. الطماطم النهاردة بخمسة وعشرين قرشا للرطل"، فاندهش أبو سيف وفريد، لأنها كانت بقرش واحد قبل يوم فقط، ليتضح أن وراء ذلك عصابة، وأخذا يناقشان الأمر حتى تولدت لديهما فكرة عمل فيلم عن هذه المشكلة، فجاء فيلم "الفتوة ". القاهرة 30 والرقابة ظل صلاح أبوسيف، 20 عاما يجري وراء الرقابة منذ عام 1946، وكلما قدم فيلم "القاهرة 30 " عن قصة نجيب محفوظ يتم رفضه، يغير الاسم، ويقدمه ويتكرر الرفض حتى أصبح نجيب محفوظ مديرا للرقابة، فقدم إليه أبوسيف، الفيلم، ففوجئ برفض محفوظ بحجة رفضها ممن سبقوها، حتى لا يعتقد أنه قبلها لأنها من تأليفه. وحتى بعد أن عرض الفيلم، ورشح لمهرجان كارلو فيفاري، سأل وزير الثقافة وقتها سليمان حزين عن واقعية الشخصية الموجودة في الفيلم، ورفض الوزير أيضا أن تسافر سعاد حسني إلى المهرجان قائلا:" عيب إن واحدة تسافر في وسط هؤلاء الرجال كلهم". آخر ساعة 27-6-1990