جامعة الملك سلمان تعلن مواعيد الكشف الطبي والمقابلات للطلاب الجدد    أسعار الفراخ والبيض في أسواق وبورصة الشرقية اليوم الجمعة 22-8-2025    قرارات جمهورية مهمة وتكليفات قوية للحكومة تتصدر نشاط الرئيس السيسي الأسبوعي    وزيرة التنمية المحلية تستعرض تقريرًا حول مشروع التنمية العمرانية بمدينة دهب    إنذار تحسبًا ل تسونامي بعد الزلزال المدمر في «ممر دريك»    روسيا تعتقل عميلين للاستخبارات الأوكرانية وتجري مناورات فى بحر البلطيق    أفضل 4 لاعبين لتحقيق نتائج مميزة في الجولة الثانية بفانتازي الدوري الإنجليزي    محمد الشناوي يعود لتدريبات الأهلي بعد 3 أيام من وفاة والده    ناشئو وناشئات الطائرة يتوجهون إلى تونس بحثًا عن التتويج الأفريقي    البكالوريا أم الثانوية العامة.. تفاصيل الاختلافات الكاملة فى المواد والمجموع    الجارديان تحتفي باكتشاف مدينة غارقة عمرها 2000 عام بالإسكندرية    الإسكندرية السينمائي يحتفل بمئوية سعد الدين وهبة ويكرم نخبة من أدباء وشعراء مدينة الثغر    أستاذ بالأزهر: مبدأ "ضل رجل ولا ضل حيطة" ضيّع حياة كثير من البنات    ما الواجب على من فاته أداء الصلاة مدة طويلة؟.. الإفتاء توضح    للرزق وتيسير الأمور.. دعاء يوم الجمعة مستجاب (ردده الآن)    الحبس عامين ل تارك صلاة الجمعة بدون عذر في ماليزيا.. وأحمد كريمة يوضح الحكم الشرعي    حملة «100 يوم صحة» تقدم 57 مليونًا و690 ألف خدمة طبية مجانية (أحدث إحصاء)    إجراء 101 عملية أنف وأذن و124 مقياس سمع بمستشفى العريش العام    نجم الأهلي السابق يرشح هذا النادي كمنافس أول للدوري.. ليس الزمالك أو بيراميدز    مرموش: ريس جيمس أصعب خصم واجهته في الدوري الإنجليزي    سكرتير عام "الصحفيين": بلاغ "النقل" ضد "فيتو" تهديد لحرية الصحافة    ضبط مصنع لتعبئة الأرز مخالف للمواصفات القانونية بالمنطقة الصناعية ببنى غالب فى أسيوط    طقس اليوم الجمعة.. تحذيرات من رياح وأمطار وارتفاع للحرارة بعد ساعات    الأمن أولًا.. إدارة ترامب تعتزم مراجعة شاملة لتأشيرات 55 مليون أجنبي    ترامب يختبر القوة الفيدرالية في واشنطن ويمهّد لتوسيع قبضته على مدن يديرها الديمقراطيون    نزوح بلا أفق.. 796 ألف فلسطيني يفرون من الموت في غزة تحت نيران الاحتلال    تقارير تكشف: نتنياهو يقرر فجأة البدء الفوري في مفاوضات إنهاء الحرب على غزة    إيران: عراقجي سيجري محادثات هاتفية مع نظرائه من الترويكا الأوروبية لبحث الملف النووي    محافظ الجيزة: خطة عاجلة لتحديث مرافق المنطقة الصناعية بأبو رواش وتطوير بنيتها التحتية    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    غدًا.. إعلان نتيجة التقديم لرياض أطفال والصف الأول الابتدائي بالأزهر| الرابط هنا    نائب وزير الإسكان يترأس اجتماع لجنة إعداد مُقترح لائحة قانون تنظيم المرفق"    قمة ألاسكا.. سلام «ضبابي»| ترامب وبوتين «مصافحة أمام الكاميرات ومعركة خلف الأبواب»    «زي النهارده» في 22 أغسطس 1948.. استشهاد البطل أحمد عبدالعزيز    «زي النهارده«في 22 أغسطس 1945.. وفاة الشيخ مصطفى المراغي    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 22 أغسطس 2025    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الجمعة 22 أغسطس 2025    كيف يتصدى مركز الطوارئ بالوكالة الذرية لأخطر التهديدات النووية والإشعاعية؟    لو بطلت قهوة.. 4 تغييرات تحدث لجسمك    النصر يستعيد نجمه قبل نهائي السوبر    الإيجار القديم.. محمود فوزي: تسوية أوضاع الفئات الأولى بالرعاية قبل تحرير العلاقة الإيجارية    مقتل شاب في الأقصر إثر مشاجرة بسبب المخدرات    صفات برج الأسد الخفية .. يجمع بين القوه والدراما    بعد أزمة قبلة راغب علامة.. عاصي الحلاني يدخل على الخط (فيديو)    «خير يوم طلعت عليه الشمس».. تعرف على فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيه    تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل زوجين في «مجزرة سرابيوم» بالإسماعيلية    تعليم الجيزة تواصل أعمال الصيانة والتجديد استعدادا للعام الدراسي الجديد    اليوم انطلاق مباريات دوري المحترفين بإقامة 3 مباريات    إحالة أوراق المتهم بقتل أطفاله الأربعة في القنطرة غرب إلى مفتي الجمهورية    تنفيذ حكم الإعدام في مغتصب سيدة الإسماعيلية داخل المقابر    ليلة استثنائية في مهرجان القلعة.. علي الحجار يُغني المشاعر وهاني حسن يُبدع بالسيمفوني| صور    تعرف على العروض الأجنبية المشاركة في الدورة ال32 لمهرجان المسرح التجريبي    محمد رمضان ينشر فيديو استقباله في بيروت: "زي ما فرحتوني هدلعكم"    فطور خفيف ومغذ لصغارك، طريقة عمل البان كيك    «هتسد شهيتك وتحرق دهونك».. 4 مشروبات طبيعية تساعد على التخسيس    مصرع شابين غرقا بنهر النيل فى دار السلام بسوهاج    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صلاح أبوسيف.. مائة عام من الإبداع
نشر في الشروق الجديد يوم 08 - 05 - 2015


• فنان الشعب الذى احتفلت به الموسوعات العالمية
• ترك الإخراج بسبب صمت النقاد.. والطيب كان ابنًا لم يلده
تحل فى العاشر من مايو ذكرى مئوية ميلاد المخرج الكبير صلاح ابوسيف الذى ولد فى العاشر من مايو عام 1915.. صلاح ابو سيف الذى كان عنوانا للسينما فى مصر فى فترات مهمة شهدت صعود افلامه إلى منصات تتويج عالمية نحتفل بمئويته فى «الشروق» فى ملف كامل.
البداية
وُلد صلاح أبو سيف فى يوم 10 مايو عام 1915 م فى محافظة بنى سويف مركز الواسطى قرية الحومة. توفى والده باكرا فعاش أبو سيف يتيما مع والدته التى قامت على تربيته بشكل صارم بعد الانتهاء من الدراسة الابتدائية التحق أبو سيف بمدرسة التجارة المتوسطة، كذلك عمل أبو سيف فى شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى وفى نفس الوقت اشتغل بالصحافة الفنية ثم انكب على دراسة فروع السينما المختلفة والعلوم المتعلقة بها مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق.. ويسرد الناقد أحمد يوسف حياة ابوسيف فى كتاب صلاح أبو سيف والنقاد حياته فيقول:
عمل أبو سيف لمدة ثلاث سنوات فى المحلة من 1933 إلى 1936و كانت فترة تحصيل مهمة فى حياته وقام فى هذه الفترة بإخراج بعض المسرحيات لفريق مكون من هواة العاملين بالشركة، وأتيحت له فرصة الالتقاء بالمخرج نيازى مصطفى، الذى ذهب للمحلة ليحقق فيلما تسجيليا عن الشركة، ودهش نيازى مصطفى من ثقافة أبو سيف ودرايته بأصول الفن السينمائى ووعده بأن يعمل على نقله إلى استوديو مصر.

المخرج الكبير صلاح ابوسيف
فبدأ صلاح أبو سيف العمل بالمونتاج فى استوديو مصر، ومن ثمَ أصبح رئيسا لقسم المونتاج بالأستوديو لمدة عشر سنوات حيث تتلمذ على يده الكثيرون فى فن المونتاج. كذلك التقى باستوديو مصر بزوجته فيما بعد «رفيقة أبو جبل» و كذلك ب«كمال سليم»، مخرج فيلم العزيمة.
وفى بداية العام 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما عمل صلاح أبو سيف كمساعد أول للمخرج كمال سليم فى فيلم «العزيمة» والذى يعتبر الفيلم الواقعى الأول فى السينما المصرية. وفى أواخر عام 1939 عاد أبو سيف من فرنسا بسبب الحرب العالمية الثانية، وفى العام 1946 قام صلاح أبو سيف بتجربته الأولى فى الإخراج السينمائى الروائى وكان هذا الفيلم هو دائما فى قلبى المقتبس عن الفيلم الأجنبى جسر واترلو، وكان من بطولة عقيلة راتب وعماد حمدى ودولت أبيض.
وفى العام 1950 عندما عاد صلاح أبو سيف من إيطاليا حيث كان يخرج النسخة العربية من فيلم الصقر بطولة عماد حمدى وسامية جمال وفريد شوقى كان قد تأثر بتيار الواقعية الجديدة فى السينما الإيطالية وأصر على أن يخوض هذه التجربة من خلال السينما المصرية.
وقد أخرج للسينما العراقية فيلم القادسية عام 1982م والذى اشترك فيه العديد من الفنانين العرب من مختلف اقطار الوطن العربى من العراق ومصر والكويت وسوريا والمغرب وغيرها من الفنانين العرب هم سعاد حسنى وعزت العلايلى وشذى سالم وليلى طاهر ومحمد حسن الجندى وهالة شوكت وكنعان وصفى وسعدية الزيدى وطعمة التميمى وقاسم محمد وقائد النعمانى وسعدى يونس وبدرى حسون فريد وجبار كاظم وهانى هانى وقاسم الملاك وغازى الكنانى وفوزية عارف وبهجت الجبورى وكامل الكيسى وضياء محمد ونزار السامرانى وكنعان عز الدين ويعقوب أبو غزالة.
لقد اشترك أبو سيف فى كتابة السيناريو لجميع أفلامه فهو يعتبر كتابة السيناريو أهم مراحل إعداد الفيلم فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد وإخراج سيئ ولكن العكس غير ممكن لذا فهو يشارك فى كتابة السيناريو لكى يضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقا مع لغته السينمائية.
كما أنه عين رئيسا لأول شركة سينمائية قطاع عام فيلمنتاج فى الفترة من 1961 وحتى 1965 وقد توفى صلاح أبو سيف فى 22 يونيو 1996.
فنان الشعب
فى مقدمة كتابه النقدى فنان الشعب صلاح ابو سيف يسأل الناقد سعد الدين توفيق لماذا صلاح ابو سيف؟ ويجيب: لأنه المخرج الذى فاز أكثر من غيره بجوائز الدولة فى مسابقات السينما التى اجرتها وزارة الثقافة، ولأنه المخرج الذى عرضت افلامه اكثر من غيره فى المهرجانات العالمية واسابيع العرض المصرية فى الخارج، ولأنه المخرج الذى يدرس فيلمه دراسة متأنية دقيقة قبل ان يدخل الاستوديو للتصوير، ولأنه المخرج الذى تحدثت عنه صحفنا اكثر من أى مخرج سواه، ولأنه اول مخرج مصرى دخل تاريخ السينما العالمية بوجوده فى قاموس السينمائيين العالميين، ولأنه اول سينمائى مصرى دعى لأنشاء نقابة للسينمائيين ولأنه المخرج الذى حدد لنفسه هدفا وحققه.
العالمى
الناقد والمؤرخ الفرنسى جورج سادول تحدث عن أفلام صلاح أبو سيف قائلا: خلقت فى مصر تيارا لا تقل فعاليته عن تيار الواقعية الجديدة الذى نشأ فى إيطاليا، وأدى إلى خلق موجات جديدة فى فرنسا وإنجلترا وأمريكا.. أبو سيف يعد واحدا من أفضل عشرة مخرجين فى العالم...).
أما جمعية النقاد الفرنسية، فقالت عنه: (...إنه مخرج عالمى متميز...).
وكتبت الباحثة السينمائية الألمانية أريكا ريشتر عنه، فقالت: (... يعتبر صلاح أبو سيف بحق أستاذ الفيلم الواقعى فى مصر، وتمثل أفلامه العمود الفقرى للفيلم الواقعى العربى، وتحدد بظهوره اتجاها حساسا فى تطور السينما العربية...).
قال:
ولدت فى العاشر من مايو من العام 1915 فى بولاق، احد اكثر احياء القاهرة شعبية، من عائلة فقيرة، رغم ان ابى كان ثريا إلى حد ما، فى مقاييس ذلك الزمن. غير ان علاقاتى مع والدى لم تكن طيبة على الاطلاق، وربما كان بامكان من يتتبع افلامى بشكل دقيق ان يلاحظ انعكاس ذلك على بعض شخصيات تلك الافلام.
كانت بداياتى مع السينما كتابا صغيرا وقع فى يدى وعمرى عشر سنوات، يتحدث عن مخرج السينما.. وكانت السينما قبل هذا الكتاب عبارة عن ممثلين.. هكذا كنت أتصور، وعندما قرأت الكتاب قررت أن أكون مخرجا سينمائيا.
كان همى عندما توليت إدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما فى منتصف الستينيات هو إيجاد جيل جديد يكتب السيناريو الجيد، فلا شك أن نجاح السينما يكمن فى نجاح السيناريوهات المكتوبة. فالسيناريو الجيد يمكنه أن يصنع فيلما جيدا، حتى وإن كان المخرج أقل جودة، ولا يمكن للسيناريو المتواضع أن يكون فيلما عظيما مهما تولى إخراجه فنان متميز. ومن أجل هذا أنشأت معهد السيناريو. وعلى سبيل المثال، فعندما قرأت روايات نجيب محفوظ عام 1945، قبل أن أتعرف عليه، اكتشفت أن له مخيلة خصبة لصناعة الصورة السينمائية. فاقترحت عليه أن يعمل فى كتابة السيناريو. ولم تكن لديه أى فكرة، فرحت أشرح له كيف يكتب السيناريو، وأتيت له بكتب حول هذا الأمر باللغة الإنجليزية، وكانت النتيجة أننا كسبنا مؤلفا كان من أحسن كتاب السيناريو العرب. هذه التجربة دفعتنى لتأسيس معهد السيناريو، لتعليم جيل جديد كيفية الكتابة، وتعليم اللغة السينمائية.
المثقف
الناقد أحمد رأفت بهجت يروى لنا جانبا مختلفا من جوانب صلاح ابو سيف فيقول: عملت مع هذا الرجل لسنوات والحقيقة انا اكتشفت انه مع قليلين كان مثقفا ويبحث دائما عن تطوير نفسه ثقافيا إلى جانب المجال الحرفى وكل الجمعيات السينمائية والثقافية التى وجدت فى فترة الثلاثينيات و الاربعينيات والخمسينيات كان عنصرا مشتركا فيها بمشاهدة الأفلام أو تحليلها وكتابة نقد عليها أو احضارها لعرضها وعمل ندوات بالاضافة لاحترافه المونتاج والاخراج وعندما كنت مسئولا عن مجلة السينما والمسرح كان يمدنا بمقالات واحيانا كان يترجم مقالات اجنبية من اجل انتشار السينما وهو كان بالاضافة إلى ثقافته النظرية كان يقدم اعمالا تسجيلية واعمالا قصيرة وهو يكاد يكون اول مخرج يستوعب لغة السينما بجميع اشكالها وعندما تجلس معه تشعر بتواضع شديد رغم ثقافته وعظمته وكان هذا يشعرنى بسعادة كبيرة عندما كنت اجلس معه.
الممثل
الفنان حمدى أحمد يتحدث عن علاقته بصلاح أبو سيف وعن علاقة ابوسيف بالممثل فيقول: بداية لابد وان نؤكد ان هناك ثلاثة أنواع من الواقعية، الواقعية الطبيعية والواقعية الفوتوغرافية والواقعية الفنية وهى التى كان يمثلها صلاح أبو سيف وهو رائدها وهى الواقعية التى ينقل فيها المخرج الواقع برؤية فنية وبتدخل إبداعى ولذلك لم نكن نتضايق من واقعية صلاح أبو سيف، ولذلك فانت تراه مختلفا فى كل مرة يقدم فيها فيلما جديدا مع احتفاظه بالواقعية الفنية حتى فى فيلم البداية الذى صنفه البعض على اعتبار انه ينتمى إلى الفانتازيا.
صلاح أبو سيف كان يستطيع توظيف الممثل فى المكان الصحيح وانا ضد فكرة ان المخرج يستخرج الأداء من الممثل وهذه تعبيرات غير حقيقية ولكن هناك من يستطيع توظيف الممثل أو لا يستطيع ففى فيلم القاهرة 30 لم يكن احد يعرف حمدى أحمد واذا قرأت الرواية لن يأتى فى مخيلتك ان يقوم حمدى أحمد بهذا الدور لكنه كان يرى فى هذه الشخصية شخصية المصرى المهدود حيله ورأى فى هذه الشخصية، والحقيقة انه كان قد شاهدنى على المسرح مرة زمان وظللت فى ذهنى إلى ان جاءت اللحظة وكان هناك طالبة تتلمذت على يديه اسمها عايدة الشريف، كنت اعرفها وفجأ جاء هو وعدد من تلامذته إلى المسرح وطلب منهم ان يراقبونى والحقيقة ان عايدة جاءت لى فى الكواليس وقالت لى ان صلاح أبو سيف يشاهدنى وجاء خصيصا ليرانى ووقتها كنت فى أسوأ حالاتى بعدما توترت وارتبكت.. وعندما انتهت المسرحية سأل من معه اذا كان احد اخبرنى بوجوده ام لا، واخبرته عايدة بأنها أخبرتنى بوجوده، ثم جاء ليشاهدنى فى عرض مسرحى آخر فى الإسكندرية وبعدها كنت أقوم بالتمثيل فى مسلسل اسمه خيال المآتة وكان ثانى مسلسل تليفزيونى... وجاء ليشاهدنى امام الكاميرا.. كل هذا ولم يخبرنى بأى شىء إلى ان ارسل لى انا واحمد توفيق وعبدالعزيز ميكاوى وعندما ذهبت له أعطانى السيناريو وطلب ملاحظتنا على السيناريو وبالفعل كتبنا ملاحظاتنا وبالفعل اقتنع بأغلبها ثم بدأت معه الرحلة، إلى هذا الحد كان صلاح أبو سيف حريصا على ان يختار ابطاله بحرفية وكان يتعب كثيرا حتى يصل إلى ما يريده.
فلم القاهرة 30
أرقام
41 فيلما سينمائيا قدمها المخرج الراحل
11 فيلما تم اختيارها من أفضل 100 فيلم من اخراج صلاح ابو سيف من بينها 3 أفلام بين العشرة الأوائل، وهى أفلام «شباب امرأة» 1965، وجاء فى المركز السادس، و«بداية ونهاية» 1960، وجاء فى المركز السابع، و«الفتوة» 1957، وجاء فى المركز العاشر.
50 عاما قضاها فى عالم السينما حيث قدم اول اعماله «دائما فى قلبى عام »1945 وانهاها بفيلم «السيد كاف عام 1994»
النهاية
الناقد طارق الشناوى يروى لنا اسرار من حياة صلاح ابو سيف وعلاقته به فيقول: انا اقتربت منه على المستوى الشخصى واعلم جيدا انه كان يبذل كل جهده على السيناريو حتى لو لم تكن كل السيناريوهات عليها اسمه لكن طاقته كانت موظفة للسيناريو، واتذكر اننى سألته فى الثمانينيات اذا كان سيقدم عملا عن ظاهرة توظيف الأموال التى كانت منتشرة وقتها ففاجأنى بأنه عندما اخرج فيلم الفتوة قام بعمل بحث اقتصادى هو ونجيب محفوظ والسيد بدير وصفه بأنه كان يستحق رسالة دكتوراه فى الاقتصاد قبل ان يبدأ فى تصوير الفيلم وهو كان قبل التصوير كان يستمع لأصغر عامل لديه ويفكر فيها جيدا ولا يهملها وربما يأخذ بها ايضا كما حدث وان استمع لمساعد تصوير صغير فى فيلم البداية وصلاح ابو سيف لم يبدأ حياته بالسينما الواقعية وانما بدأ بسينما تاريخية وفى الخمسينيات عندما قدم فيلم «لك يوم يا ظالم» بدأت اتجاهاته تتغير إلى الواقعية دون اغفال لنواح اخرى فقد قدم فيلم «الوسادة الخالية» الرومانسى وكان لديه مبدأ مهم فى تعامله مع الممثل وهو توظيف الممثل وليس توجيهه، افضل اداء لفريد شوقى على الاطلاق كان معه فى افلام «بداية ونهاية والسقا مات» وكان لديه قدرة كبيرة على معرفة متى يكون الممثل فى مساره الصحيح ومتى ينحرف عن هذا المسار وكان يجمع بين الأفلام الجماهيرية والأفلام ذات القيمة العالية واستطاع ان يصل لهذه المعادلة.

فلم الفتوة

وفى عام 1992 كان صلاح ابو سيف اخرج فيلم السيد كاف وقام بدعوتى انا والناقد كمال رمزى لمشاهدة الفيلم فى مبنى التليفزيون المصرى حيث كان الفيلم من انتاج التليفزيون ووقتها كانت لدى سيارة فيات 127 قمت بوضعها فى التحرير وذهبت إلى التليفزيون مشيا وعندما شاهدت الفيلم لم اتكلم وسألنى انت معاك عربية قلت له لأ فطلب منى ان امشى معه إلى منزله بعابدين وبالفعل مشينا وطيلة هذه المدة تحدثنا فى اشياء كثيرة ولكنى لم اتحدث عن الفيلم نهائيا وهو لم يسألنى الحقيقة، بعد ذلك بفترة سألوا صلاح ابو سيف لماذا توقفت عن الاخراج فقال لهم لأنى دعيت فلان وفلان ولم ينطقا بأى كلمة بعد مشاهدتهم للفيلم.. والحقيقة انه كان لديه فيلم البرودة الزوجية والذى قام باخراجه محمد ابن صلاح ابو سيف باسم «النعامة والطاووس» وكان يقول دائما انه يمكن ان يعود إلى الاخراج اذا وافقت الرقابة على الفيلم وكان دائما يقول الاخراج لياقة ذهنية قبل ان يكون باللياقة الجسدية وكان دائما رحمة الله عليه يقول إن عاطف الطيب هو تلميذه وكان يرى فيه نفسه رغم ان محمد ابنه فى نفس المرحلة العمرية تقريبا فسألته عن ذلك فقال لى انه عندما يشاهد افلام عاطف الطيب يردد انه اذا كان هو من سيخرج هذه الأفلام كان لابد وان يفعل مثلما فعل عاطف فيها وكان سيختار نفس الكادرات ونفس الايقاع الذى اختاره الطيب.
ويضيف الشناوى: فيلم بداية ونهاية كان سيعرض فى مهرجان موسكو ووقتها كان الاتحاد السوفييتى مازال قائما واكتشف فى المطار انه لا يحمل تأشيرة دخول وكان هذا بالطبع مخالفا وكان الاتحاد السوفييتى صارما فى ذلك وطلبوا منه العودة إلى القاهرة ووقتها كانت مسافرة معه فاتن حمامة وسناء جميل وقالتا اذا كان سيرحل سوف ترحلان معه وصارت ازمة وعندما علمت الحكومة ووزارة الثقافة السوفييتية تدخلوا وخالفوا الاجراءات من اجله وسمحوا له بعبور اراضيها لقيمته الكبيرة.
صلاح ابوسيف كان المخرج رقم واحد فى مصر وكان يسأل دائما عن اعلى اجر لمخرج فى السينما ويطلب اكثر منه بعشرة جنيهات حتى يظل رقم واحد وتعاونه مع السيد بدير ونجيب محفوظ أكسبه حب الناس لأنهم جميعا ولاد بلد.
وعن علاقته بيوسف شاهين يقول طارق: كان هناك تراشقات بين صلاح وشاهين ورغم ذلك عندما فكر شاهين فى انتاج فيلم «السقا مات» عهد به لصلاح ابو سيف والحقيقة ان شاهين وصلاح تقاسما الاهتمام الاعلامى بسبب توجههم السياسى وهما كانا من اليسار المصرى وكانت دائما بينهم صراعات لطيفة وانا سألته عن المخرج الأفضل عند الجماهير وله جاذبية النجوم فقال بدون تردد حسن الامام وقال انه سمع اشخاصا عادية اثناء مشاهدته لفيلم ما يتحدثون عن حسن الامام وكأنه نجم.
وكان رحمة الله عليه يتحمل النقد وكتبت مرة عن فيلم المواطن مصرى بعنوان «عقلى آه وقلبى لا» وهو تقبل ذلك.. وكان يحسب لصلاح ابوسيف انه كان قادرا على القفز من مكان إلى آخر ومن عمل إلى آخر وهو اكثر مخرج جمع بين الحسنيين: الفن والجماهير.

فلم المواطن المصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.