رحل صلاح أبو سيف في 22 يونيو عام 1994، ويقيت أفلامه الواقعية حاضرة في مشهد الفنان حمدي أحمد ب"القرنين" في فيلم "القاهرة 30"، ورجل الدين الموالي للسلطة والذي قدمه الفنان حسن البارودي في فيلم "الزوجة الثانية".. "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". ها هي الذكرى ال18 لرحيل مخرج الواقعية مخلفًا 40 فيلما، وعرضت أفلامه في أهم المهرجانات كان وفينيسا وبرلين، واختاره الكاتب والناقد الفرنسي المعروف "جورج سارول" ضمن أهم 100 مخرج سينمائي في العالم، حيث ورد اسمه في أول القائمة بأنه المخرج الأكثر مصرية. كان يرى الواقع ببصره وبصيرته ويدرك جذوره ولا يكتفي برصده فقط -سافر الي فرنسا لدراسة السينما عمل صلاح أبو سيف كمساعد أول للمخرج كمال سليم في فيلم " العزيمة" والذي يعتبر الفيلم الواقعي الأول في السينما المصرية. وقدم في حياته الفنية (50 عاماً)، أربعين فيلماً نال عليها جوائز وأوسمة كثيرة في مهرجانات عربية ودولية منها: الأسطى حسن- شباب امرأة-لا تطفئ الشمس- والفيلم العراقي القادسية وسنة أولى حب. وُلد صلاح أبو سيف بمحافظة بنى سويف مركز الوسطى قرية الحومة في 10 مايو من العام 1915 وتوفى فى- 22 يونيو 1996. حيث عمل في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى وفي نفس الوقت اشتغل بالصحافة الفنية ثم انكب على دراسة فروع السينما المختلفة والعلوم المتعلقة بها مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق. وهناك في المحلة التقى بالمخرج نيازي مصطفى الذي ساعده في الانتقال إلى استوديو مصر في العام 1936، فبدأ صلاح أبو سيف العمل بالمونتاج في استوديو مصر، ومن ثمَّ أصبح رئيساً لقسم المونتاج بالاستوديو لمدة عشر سنوات حيث تتلمذ على يده الكثيرون في فن المونتاج. وفي بداية العام 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما عمل كمساعد أول للمخرج كمال سليم في فيلم "العزيمة" والذي يعتبر الفيلم الواقعي الأول في السينما المصرية. وفي أواخر عام 1939 عاد أبو سيف من فرنسا بسبب الحرب العالمية الثانية. وفي العام 1946 قام بتجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي وكان هذا الفيلم هو "دائماً في قلبي" المقتبس عن الفيلم الأجنبي" جسر واترلو"، وكان من بطولة عقيلة راتب وعماد حمدي ودولت أبيض. وفي العام 1950 عندما عاد صلاح أبو سيف من إيطاليا حيث كان يخرج النسخة العربية من فيلم "الصقر" بطولة عماد حمدي وسامية جمال وفريد شوقي كان قد تأثر بتيار الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية وأصر على أن يخوض هذه التجربة من خلال السينما المصرية. وقد أخرج للسينما العراقية فيلم (القادسية) عام 1982م والذي اشترك فيه العديد من الفنانين العرب من مختلف اقطار الوطن العربي من العراق ومصر والكويت وسوريا والمغرب وغيرها ونذكر منهم شذى سالم وسعاد حسني وعزة العلايلي وقائد النعماني وبهجت الجبوري وعواطف نعيم وسعدية الزيدي وهالة شوكت ومحمد حسن الجندي وطعمة التميمي وغيرهم. وقد اعترف صلاح أبو سيف بتأثره بالسينما السوفيتية في أغلب أفلامه واشترك في كتابة السيناريو لجميع أفلامه فهو يعتبر كتابة السيناريو من أهم مراحل إعداد الفيلم فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد وإخراج سيئ لكن العكس غير ممكن لذا فهو يشارك في كتابة السيناريو لكي يضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقاً مع لغته السينمائية.