عاش بيننا يبرع فى اعماله السينمائيه وكان لعمره القصير دافع للكثير من اهل مهنته للابداع و تكملة مسيرته الفنيه المخرج كمال سليم مواليد 1913 و نشأ في أحياء مصرية شعبية، بين الظاهر والعباسية والحسينية، عاش والده عبد الغنى عبده تاجر الحرير القوقازى الاصل وعصو مجلس النواب 1928 عن دائرة الجماليه ( وكان على علاقه عاطفيه بفاطمه رشدى صديقة الطلبه ) وسافر الابن كمال بعد دراسة الثانويه فى مدرسة فؤاد الاول الثانويه عام 1932 سافر الى فرنسا وتم ضبطه لعدم اكتمال اوراق سفره وتم القبض عليه واعادته الى وطنه وحاول تثقيف نفسه بالقراءه وكان يقرا الانجليزيه والفرنسيه وكانت فى القاهره جمعيات لهواة السينما يحاول اعضائها تصوير افلام قصيره وكانت كاميرات الهواه وافلامها لاتزيد على 30 قدما فهى قصيره جدا لا تكفى لتصوير مشهد واحد – فكان الهواه اذا صوروا شخصا يقتل اخر وينتهى شريط الفيلم يصيحون بالممثل ( اثبت كما انت حتى نغير الفيلم وحاول دون جدوى الحصول على منحه مجانيه لدراسة الاخراج السينمائى مثل احمد بدر خان عن طريق المشروع الذى تبناه طلعت حرب – وامتدت دراسته الى الفلسفه والادب والاقتصاد والتصوير السينمائى وايضا تعليم الموسيقى وعزف البيانو ومن بين بدائعه تلحين اوبريت ( بدر الدجى ) والذى ادى الحانه عبد الغنى السيد ونجاة على فى فيلم وراء الستار – وامتدت معارفه الثقافيه ان تلقى دروسا فى الرسم على يد صديقه صلاح طاهر ولشغفه الكبير للسينما ان ظهر فى دور صغير من خلال مشاهد الفيلم الاجنبى ابتسامة الشيطان – وايضا ممثلا فى فيلم تحت ضوء القمر وتعلم فى الفيلم عمل المكياج وابدا المقال للتأريخ عن فيلم (العزيمة-1939)، للمخرج ا (كمال سليم).. باعتبار أن هذا الفيلم ومخرجه يعتبران علامتان بارزتان في تاريخ السينما المصرية. إن فيلم العزيمة يعرض مضموناً فكرياً يشغل قطاعاً هاماً من قطاعات المجتمع، ويعتبر هذا الفيلم أحد الأفلام الرائدة في تاريخ السينما العالمية، الذي يشير لظهور المذهب الذي عرف بعد ذلك في إيطاليا باسم "الواقعية الجديدة".. لقد وقفت السينما المصرية بهذا الفيلم على ارض صلبة ودخلت به مجال التعبير الواقعي لقد كانت السينما المصرية قبل كمال سليم، أو بالتحديد قبل فيلمه العزيمة، بعيدة كل البعد عن الروح المصرية.. وتصور أجواء دخيلة على الحياة المصرية، وتعتمد في قصصها على الاقتباس، ولا تصور من حياتنا سوى مظهر الطبقة الأرستقراطية، أوانها تقدم أفلاما خيالية ذات موضوعات ميلودرامية مستهلكة، تقوم على "الحواديت" مبتعدة عن معالجة الواقع ومشكلاته الاجتماعية. لذلك جاء فيلم "العزيمة"، ليس كإضافة جديدة للسينما المصرية فحسب، وإنما جاء ليكون عملاً رائداً في الشكل والمضمون، وليقدم به كمال سليم اللبنة الأولى في بناء الفيلم الواقعي المصري، والذي اصبح مثالاً يحتذى به في التبشير بالفيلم المصري النابض بالروح المصرية الواقعية الصادقة، مما جعله أيضا يكتسب صفة البقاء والخلود حتى اليوم، وبعد مضي اكثر من نصف قرن من الزمان، كعمل درامي فني وفكري متماسك وخلاق.وكانت البطوله فى موسم 1939 وفيلم العزيمه لفاطمه رشدى و حسين صدقى ومارى منيب انور وجدى و ثريا فخرى وعباس فارس وحكمت فهمى وزكى رستم ومختار عثمان والسيد بدير ومختار حسين وعبد النبى محمد والملحن عزت الجاهلى وكان الممثلين شفيق نور الدين وساميه جمال وصلاح نظمى ككومبارس وايضا شارك عمر وصفى وحسن كامل وعبد العزيز خليل وشاركت الغناء بالصوت فقط امال حسين ولحن يابلبلين فى الهوى من نظم صالح جودت والحان رياض السنباطى وغنى محمد الكحلاوى وكانت الموسيقى التصويريه لعبد الحميد عبد الرحمن وشارك فى الاخراج والمونتاج صلاح ابو سيف وكان فيلم العزيمه من انتاج استوديو مصر والذى انضم اليها كمال سليم منذ سنوات وشارك بسيناريو فيلم الدكتور – وبعد ان اخرج كمال سليم اول افلامه وراء الستار لحساب شركة اوديون للاسطوانات ومن تمثيل المطربه رجاء عبده و المطرب عبد الغنى السيد وكان الفيلم مجرد قصه ملفقه لتنظيم اغانى المطربه والمطرب الناشئين فى ذلك العهد و الفيلم لم ينجح ونسيه التاريخ – وعندما جاء موسم 1938 ولم تكن فى استوديو مصر افلام جاهزه للتصوير وكان مدير الاستوديو الاستاذ حسنى نجيب ( شقيق سليمان نجيب الممثل ) فى اجازه بالخارج وتولى الاشراف على الاستوديو فؤاد سلطان باشا عضو مجلس ادارة بنك مصر و الذى ابدى امتعاضه من توقف العمل بالاستوديو – فاقترح احمد بدرخان قصة فيلم لكمال سليم اسمه ( الحاره ) فاستدعى الباشا الفنان كمال سليم الذى قرا له ملخص الموضوع فاعجبه ولكن لم يعجبه اسم الفيلم واقترح تسميته ( العزيمه ) لان البطل نجح بعزيمته وتغلب على الصعاب بقوه ارادته فبدا التصوير وكان العرض لفيلم العزيمه فى 6 نوفمبر وبدار سينما استوديو مصر بالقاهره وسينما كوزمو بالاسكندريه وكان رقمه 101 بين افلام السينما المصريه وقد عانى المخرج كمال سليم كثيراً لإظهار هذا الفيلم الى النور، فهو أول فنان اشتراكي يعمل في ميدان السينما المصرية. و لا نغفل دور فاطمه رشدى مع كمال سليم حيث وفرت له العاطفه الملتهبه مما دعاه الى الاقتران بها ولكنه عاش فى صراع مع زوجها السابق عزيز عيد – ان تعاون فاطمه رشدى جاء بفيلم "العزيمة" كوثيقة على جانب كبير من الأهمية.. وكان اول عمل سينمائى للمخرج كمال سليم هو وراء الستار وعرض فى 30 ديسمبر 1937 وكانت البطوله لنجوم الغناء والطرب عبد الغنى السيد ونجاة على وشارك ايضا فى العمل تحيه كاريوكا وعبد السلام النابلسى ومختار عثمان وزينات صدقى وكمال سرور وكان العرض بدار سينما كوزمو بالاسكندريه ورقم 80 فى تاريخ السينما المصريه - وكان الفيلم بتمويل من شركة اسطوانات اوديون وللاسف فشل الفيلم ونجحت اغنيات الفيلم من خلال الاسطوانات وبعد عرض فيلم العزيمه قام المخرج كمال سليم بكتابة سيناريو فيلم الدكتور من اخراج نيازى مصطفى وعرض الفيلم فى 22 نوفمبر 1939 اى بعد اقل من اسبوعين من عرض فيلم العزيمه وقام المخرج الكبير كمال سليم باخراج وسيناريو فيلم الى الابد وكان المونتاج لكمال الشيخ وكانت البطوله فاطمه رشدى وسليمان نجيب – وراقيه ابراهيم وزكى رستم ومارى منيب وعبد العزيز خليل وفردوس محمد و عزيز عيد ( زوج فاطمه رشدى ) وقبل ان تقترن بالمخرج وشاركت التمثيل زوزو حمدى الحكيم وكان العرض 3 مارس 1941 ورقم الفيلم 120 فى تاريخ السينما المصريه وكان العرض بدار سينما ريالتو بالاسكندريه ايضا شارك فى كتابة قصة فيلم محطة الانس من اخراج عبد الفتاح حسن وعرض 1 مايو 1942 ايضا اخرج وكتب سيناريو و قصة وحوار فيلم احلام الشباب وساعد فى الاخراج محمد عبد الجواد والبطوله لموسيقار الازمان فريد الاطرش ومديحه يسرى وبشاره واكيم ومارى منيب وعباس فارس وتحيه كاريوكا وحسن فايق وكان العرض 16 نوفمبر 1942 وكان العرض بسينما استوديو مصر بالقاهره وسينما رويال بالاسكندريه ورقم 147 فى تاريخ السينما المصريه وكان فيلم ( البؤساء ) من اخراج وسيناريو كمال سليم وساعد فى الاخراج محمد عبد الجواد ومونتاج كمال الشيخ وكانت البطوله امينه رزق و عباس فارس ولطيفه نظمى والبطوله الغنائيه للمطرب صالح عبد الحى وشارك التمثيل فاخر فاخر وسراج منير و بشاره واكيم وكان العرض 4 اكتوبر 1942 فى دار سينما ركس بالاسكندريه ورقم 159 فى تاريخ السينما المصريه وكان فيلم قضية اليوم من اخراج وقصة وسيناريو وحوار مخرجنا الكبير وكانت البطوله عقيله راتب وانور وجدى ومارى منيب واحمد علام وفردوس محمد وبشاره واكيم وعباس فارس وكان العرض 6 ديسمبر 1943 بدار سينما طنطا وسينما راديو بالاسكندريه ورقم 164 فى تاريخ السينما المصريه ومن اخراجه ايضا وقصتة وحواره كان فيلم ( حنان ) والبطوله الغنائيه للمطربه فتحيه احمد والمطرب الكبير ابراهيم حموده وتحيه كاريوكا و سراج منير و اميره امير والتى اقترن بها – وشارك بشاره واكيم وعبد الفتاح القصرى وكان العرض 11 سبتمبر 1944 وكان العرض بدار سينما ركس بالاسكندريه ورقم 178 فى تاريخ السينما ومن ابداعات الفنان الكبير كمال سليم عندما اخرج وكتب قصة وسيناريو وحوار فيلم شهداء الغرام وكانت البطوله للنجمه ليلى مراد والمطرب الكبير ابراهيم حموده وشارك انور وجدى ومارى منيب وفؤاد الرشيدى ومختار عثمان ولطيفه نظمى ومحمود رضا ومحمد توفيق وعبد الفتاح القصرى واستيفان روسيتى وحسن كامل ومحمود المليجى وكان العرض بدار سينما كوزمو بالاسكندريه فى 19 اكتوبر 1944 ورقم 184 فى تاريخ السينما المصريه وكان فيلم المظاهر من اخراجه وقصة وسيناريو وحواره وكانت البطوله للمطربه رجاء عبده ويحيى شاهين وعلويه جميل وفؤاد شفيق وفردوس محمد واستيفان روسيتى وميمى شكيب و اسماعيل يس وثريا فخرى وحسن كامل ونعيمه جمال ومحمد الديب وامينه شريف وكان العرض 1 فبراير 1945 بدار سينما كوزمو بالاسكندريه ورقم 193 فى تاريخ السينما فيلم ليلة الجمعه من اخراجه وكتب السيناريو والقصه ايضا وساعد فى الاخراج محمد عبد الجواد وقام بالمونتاج كمال الشيخ وكانت البطوله تحيه كاريوكا وابراهيم حموده واميره امير وانور وجدى ومارى منيب وعبد المنعم اسماعيل وبشاره واكيم وشارك الغناء محمد عبد المطلب وثريا حلمى واسماعيل يس وكان العرض بدار سينما كوزمو بالاسكندريه فى 26 مارس 1945 ورقم 200 فى تاريخ السينما المصريه وكتب ايضا قصة وسيناريو وحوار فيلم قصة غرام من اخراج محمد عبد الجواد وعرض 31 ديسمبر 1945 وكان الفيلم رقم 230 فى تاريخ السينما المصريه ولكي ندرك أهمية هذه التجربة الفنية ينبغي الأخذ بعين الاعتبار الظروف السياسية والاجتماعية في مصر في تلك الفترة، كما ينبغي ملاحظة أن كمال سليم فنان ثقف نفسه بنفسه. كان واسع الاطلاع الى درجة تلفت النظر، وكان يجيد الإنجليزية والفرنسية والألمانية إجادة تامة، وكان يقرأ منها بنهم شديد.. لذلك كان مكانه بارزاً وهاماً بين زملائه وتلامذته السينمائيين، وعاش مع أبناء الذوات والطبقة الأرستقراطية، وذلك بحكم نشأته في أسرة بورجوازية. لذلك التقط فكرة فيلم "العزيمة" من واقع الحياة المصرية وعالج مشكلة من مشاكل الشباب في الثلاثينات، وقد جاء هذا الفيلم وفيه الكثير من الصدق في تصوير ثمرات الحب والكفاح والطموح، وتحليل للنفس البشرية بأسلوب يقوم على التهكم والسخرية اللاذعة التي تدفع الى التأمل والتفكير.. فأقبلت عليه الجماهير واستحوذ على إعجابهم، كما انه (فيلم العزيمة) هز مشاعرهم بقوة وعنف، وخصوصاً الطلبة، حيث كانوا يمارسون نفس وسائل الحب الشائعة تلك الأيام.. فوق السطوح وتحت السلالم.. كما إن الأفكار والآراء السياسية والاقتصادية كانت منتشرة في تلك الفترة بالذات، تتحدث عن ضرورة العمل الحر وعدم الانسياق للعمل الحكومي.. فقد كانت بنوك وشركات كثيرة قد أنشئت حديثاً، وكان الكثير من الطلبة والشباب يريدون بناء حياتهم الاقتصادية بعيداً عن الحكومة، والعمل في ظل الشركات الجديدة، ويحلمون بإنشاء شركات خاصة بهم... هكذا كان بطل فيلم "العزيمة" معبراً عن أحلام شباب البورجوازية الصغيرة في مصر ويمر بنفس آلامها ومشاكلها. ورغم إن الفيلم لم يتعرض، من بعيد أو قريب، للمشكلات السياسية التي كانت منتشرة وشائعة آنذاك إلا انه، الى حد بعيد، كان يرتكز عليها، وذلك من خلال بعض الإيحاءات والإسقاطات في مضمون الفيلم، وهو بلا شك موقف متقدم سياسياً، إلا أنه متقدم بالنسبة لأيامه وظروفه.. ثم لا ننسى إن صدق الفيلم الفني ولغته السينمائية المتقدمة، قد صنعت منه الآن تاريخاً أساسيا للسينما المصرية، بحيث اصبح من كلاسيكياتها العظيمة الأولى، رغم أن الفيلم كان فيه الكثير من المساومة، ولم يلتزم أية فلسفة تاريخية مستقبلية ولحياة الفنان الكبير كمال سليم فقد اقترن بالفنانه فاطمه رشدى وبعد الانفصال اقترن بالالمانيه مدام لوتس والتى كانت تعمل بقسم المونتاج – وتزوج الممثله اميره امير والتى كانت تعمل فى ملهى قاهرى وجعل منها نجمه سينمائيه على الساحه الفنيه ولقصر حياته لم يعش كمال سليم طويلاً، فقد توفي قبل أن يبلغ الثانية والثلاثين من العمر، ولو إن العمر امتد بهذه الموهبة الفذة الواعية لأثرت السينما المصرية بأعمال فنية أخرى رفيعة المستوى ,ورحل عن عالمنا فى 2 ابريل 1945 رحمه الله على ماقدمه فى عمر قصير من ابداعات المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى [email protected] 01006802177 / 01204653157 عن عالمنا