السيسي أنهي العزلة مع أفريقيا.. وأعاد بناء العلاقات مع القارة العجوز انفتاح غير مسبوق علي آسيا.. والقاهرة تعود لقيادة القاطرة العربية استطاعت مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تعيد رسم علاقاتها مع دول العالم، بعد فترات جمود عانتها تلك الدول مع مصر في فترات سابقة، سواء في فترة حكم الجماعة الإرهابية لمصر، أو ما قبل ثورة 25 يناير 2011. فمنذ تولي الرئيس السيسي الحكم في يونيو 2014 لم تكتف الدبلوماسية المصرية بتعميق علاقاتها التقليدية مع الدول الأوروبية إنما حاولت فتح آفاق ومسارات جديدة في علاقات القاهرة بالقارة العجوز، في إطار توسيع دائرة التحالفات المصرية.. وكان من أولويات الرئيس السيسي عند رسم سياسة مصر الخارجية في أعقاب توليه السلطة، هو التوجه الي دول شرق آسيا، وفتح جبهات تنموية واقتصادية جديدة للبلاد..كما استعاد دور مصر الريادي في القارة السمراء، وبدأت العلاقات المصرية – الأفريقية تشهد تحولات جذرية، بعد أن أصبحت علي رأس أولويات الأجندة السياسية المصرية في عهد السيسي. كما نجحت الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي، في تحقيق العديد من النجاحات والنقلات النوعية في ملفات المنطقة العربية، وذلك بعد سنوات من صعوبات في تلك الملفات..كما استطاع الرئيس السيسي في تلك الفترة البسيطة إعادة إحياء عدد من العلاقات التي كان بعضها متوقفا والبعض الآخر يشهد اضطرابات بينية، كما أعاد الدفء للعلاقات العربية المصرية وخاصة الخليجية. أوروبا إعداد : إبراهيم مصطفي العلاقات مع أوروبا.. بداية جديدة تعميق الشراكة مع فرنسا.. تحالف مع روسيا.. تجاوز الجمود الألماني والخلاف الإيطالي منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في يونيو 2014 لم تكتف الدبلوماسية المصرية بتعميق علاقاتها التقليدية مع الدول الأوروبية وإنما حاولت فتح آفاق ومسارات جديدة في علاقات القاهرة بالقارة العجوز، في إطار توسيع دائرة التحالفات المصرية، وكان أبرز ملامح ذلك التوجه تركيز الرئيس السيسي علي العلاقات المصرية مع دول تجمع فيشجراد الذي يجمع التشيك وسلوفاكيا وبولندا والمجر، والتي تمثل خامس أكبر اقتصاد في أوروبا وال 12 علي مستوي العالم، حيث تمت دعوة الرئيس السيسي لحضور قمة الفيشجراد في يوليو من العام الماضي وكانت مصر أول دولة من منطقة الشرق الأوسط يتم دعوتها لحضور قمة تجمع فيشجراد، وثالث دولة علي مستوي العالم تشارك في قمة التجمع بعد اليابان، وألمانيا. وعلي المستوي الثنائي حرصت القاهرة علي توطيد علاقاتها مع المجر عبر زيارة الرئيس السيسي لبودابست في يونيو 2015، كما زار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القاهرة في العام التالي، وهو ما ترجم إلي عدة اتفاقيات اقتصادية وثقافية وسياسية. كما اتجهت مصر في عهد الرئيس السيسي إلي منطقة البلطيق شمال شرق أوروبا التي تضم إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، حيث زار وزير الخارجية سامح شكري الدول الثلاث حاملا رسائل من الرئيس السيسي، وهي الزيارة الأولي من نوعها لوزير خارجية مصري إلي تلك الدول، وعرض خلالها اقتراحا باجراء حوار مصري مع الدول الثلاث التي تشكل قوة متنامية داخل الاتحاد الأوروبي. ومن أبرز الدول التي فتح الرئيس السيسي معها عهدا جديدا البرتغال التي أجري إليها السيسي في 2016 أول زيارة لرئيس مصري منذ 20 عاما، وتبع ذلك عقد اللجنة المشتركة المصرية البرتغالية بالقاهرة علي مستوي وزراء الخارجية العام الماضي وجاءت زيارة الرئيس البرتغالي لمصر الخميس قبل الماضي لتدشين علاقات مميزة بين البلدين . النجاح الأبرز للدبلوماسية المصرية علي المستوي الأوروبي تمثل في آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص والذي بدأ بقمة زعماء الدول الثلاث في القاهرة نوفمبر 2014 واستمر حتي قمة نيقوسيا في نوفمبر من العام الماضي عبر 5 قمم تم الاتفاق خلالها علي العديد من مشاريع التعاون في مجالات أمن البحر المتوسط والسياحة والنقل والطاقة بالإضافة لمشروعات زراعية وبيئية مشتركة. تقارب ملحوظ كما تشهد العلاقات الفرنسية المصرية تقاربًا ملحوظًا، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة، فقد بلغ عدد الزيارات الرسمية بين البلدين أكثر من 20 زيارة علي مستوي رؤساء ووزراء وكبار المسئولين منذ نوفمبر 2014، علي رأسها زيارة الرئيس السيسي لباريس في نوفمبر 2014 وأكتوبر 2017، واستضافة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند كضيف شرف حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، ثم زيارته للقاهرة في أبريل 2016، وتمت ترجمة تلك الزيارات الي صفقات عسكرية علي رأسها حاملتي المروحيات الميسترال والفرقاطة فريم ومقاتلات الرافال، وامتدت الي الجانب الثقافي باعلان 2019 عاما للتعاون الثقافي المصري الفرنسي. أما العلاقات المصرية- الألمانية فقد استطاعت الدبلوماسية المصرية خلال عهد الرئيس السيسي ان تحولها من مرحلة الجمود الناتج عن موقف برلين المتحفظ من ثورة 30 يونيو الي التعاون في جميع المجالات، خاصة بعد زيارة الرئيس السيسي لألمانيا في يونيو 2015، وتوالت الزيارات بين مسئولي البلدين وكان أهمها زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة في مارس 2017، وانعكس تحسن العلاقات علي الجانب التجاري حيث تشير الأرقام الرسمية إلي أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قفز في عام 2015 إلي نحو 5 مليارات يورو، وزاد التبادل التجاري بين البلدين في 2016 إلي 5 مليارات و567 مليون يورو، كما استعانت مصر بشركات ألمانية لتنفيذ محطات الكهرباء وعدة مشروعات قومية. الملف الأكثر تعقيدا في علاقات مصر الأوروبية كان مع إيطاليا التي اعتبرت أحد أكثر الدول دعما لمصر بعد تولي الرئيس السيسي، ولكن جاء حادث مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة في يناير 2016 ليعرقل علاقات البلدين، حيث سحبت القاهرة وروما سفرائهما، وبعد جهود مكثفة من الدبلوماسية وأجهزة الدولة المصرية لإظهار التعاون في التحقيقات لكشف الجاني، عاد سفيري البلدين للعمل في أغسطس من العام الماضي، وسط مؤشرات متزايدة علي تجاوز أزمة ريجيني. شراكة روسية الشراكة المصرية الروسية تعمقت بقوة خلال السنوات الأربع الماضية، حيث شهدت زخما في العلاقات العسكرية باجراء العديد من التدريبات المشتركة وكذلك في العلاقات الثقافية التي تربط البلدين، كما توصل البلدان الي اتفاق لانشاء منطقة صناعية روسية بمصر، وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا خلال ال 7 الأشهر الأولي من عام 2017 إلي أكثر من 2.5 مليار دولار مقابل 2.2 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2016، كما بلغت الصادرات المصرية خلال ال 7 أشهر الأولي من عام 2017 387.9 مليون دولار مقابل 304.6 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2016 بمعدل زيادة بلغ 27.3% محققة أول نمو للصادرات المصرية إلي السوق الروسي منذ عام 2014، كما تخطت هذه القيمة إجمالي قيمة الصادرات المصرية إلي روسيا خلال عام 2016 كاملاً حيث بلغت قيمة الصادرات 373.4 مليون دولار. كما استطاعت القاهرة وموسكو التغلب علي أزمة سقوط الطائرة الروسية في سيناء أكتوبر 2015 وتوصلا الي اتفاق لاعادة الرحلات الجوية في ديسمبر من العام الماضي، خلال القمة المصرية الروسية بالقاهرة التي شهدت توقيع عقود انشاء المحطة النووية المصرية بالضبعة بتكنولوجيا وتمويل روسي ميسر، وهي نتائج للتنسيق الموسع بين الرئيسين السيسي وفلاديمير بوتين، والذين التقيا في قمتين رسميتين بالقاهرة 2015 و2017، وقمة في موسكو في 2015، الي جانب عدة لقاءات علي هامش فعاليات دولية. آسيا إعداد:حسام عبد العليم علاقات استراتيجية علي »طريق الحرير» كان من أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسي عند رسم سياسة مصر الخارجية في أعقاب توليه الرئاسة في 2014 ،هو التوجه الي دول شرق آسيا، وفتح آفاق تنموية واقتصادية جديدة للبلاد، وهي دول لا يختلف عليها اثنان بانها دول حظيت باحترام وتقدير العالم باعتبارها دولاً رائدة يعرف عنها الجدية والعمل في صمت، اغلقت علي نفسها لعقود بعد ان تحررت من براثن الحروب الاهلية والصراعات الداخلية والفساد الذي أهلكها، وها هي الآن ،اصبحت نموذجاً لكل شعوب العالم، تقتدي بها كل الدول النامية، فوضعها الرئيس ضمن خريطة سياسة مصر الخارجية خلال زياراته الخارجية، حيث تنوعت تلك الزيارات لدول لم تكن الزيارة الاولي لها لرئيس مصري، واخري لم يزرها رئيس مصري قبل عقود، فضلا عن دول زارها السيسي كأول رئيس مصري يقوم بزيارتها، وذلك بهدف توطيد العلاقات بين تلك البلاد وتسطير صفحات تعاون جديدة وآفاق واسعة في السياسة الخارجية المصرية، تتضمن شراكات تجارية واستثمارية وتعاونا علميا وتقنيا، وتبني نماذج النجاح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي طبقتها هذه الدول. حيث بغلت نسبة الزيارات الخارجية للرئيس لشرق آسيا 32% من زياراته الخارجية، وهي دول: روسيا والصين والهند وسنغافورة واليابان وفيتنام وكازاخستان وكوريا الجنوبية واندونيسيا. الصين.. شريك مصر الاقتصادي تتميز العلاقات المصرية الصينية بالقدم والقوة، وكانت الصين من أوائل الدول التي حرص السيسي علي توطيد العلاقات معها بعد توليه الرئاسة، واحتلت الصين النصيب الأكبر من حجم زيارات الرئيس السيسي لقارة آسيا، تمثلت في 4 زيارات كان آخرها المشاركة في قمة البريكس بمدينة شيامن تلبية لدعوة من الرئيس الصيني تشي جين بينح، تلك الزيارات كانت انطلاقة كبيرة في العلاقات المصرية الصينية في مختلف المجالات بالتوقيع علي اتفاقية لرفع العلاقات الثنائية بين البلدين الي مستوي »الشراكة الإستراتيجية الموسعة»، إضافة الي مشاركة مصر في إحياء طريق الحرير الذي يربط الصين بالشرق ثم أوروبا، وفي الوقت الذي اتخذت فيه مصر إجراءات الاصلاح الاقتصادية، سعي الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي فتح أبواب جديدة أمام الشركات الصينية المختلفة بتوسيع العلاقات التجارية والاستثمارية في البلاد وخلق فرص التعاون في مختلف المجالات بما سيعود بالمنفعة المتبادلة بين البلدين، وقدم أمامهم فرص الاستثمار في محور قناة السويس، كذلك استثمارات البنية التحتية والطاقة كمشروعات العاصمة الادارية الجديدة، ومشروع المليون ونصف المليون فدان، وإقامة مجتمع عمراني متكامل. الهند.. والاتصالات السياسية وتعتبر الهند من أسرع الدول في مجموعة العشرين من حيث معدلات النمو (أصبح يتجاوز 7% سنويا)، وقد شهد العامين الماضيين نشاطاً ملحوظا في الاتصالات السياسية مع الهند، حيث زار الرئيس السيسي نيودلهي مرتين، أولاهما في أكتوبر 2015 للمشاركة في قمة منتدي الهند إفريقيا، والثانية في سبتمبر 2016 تلبية لدعوة من نظيره الهندي براناب موخيرجي، ووصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرامودي، السيسي بأنه »رجل الإنجازات المتعددة»، وفي المقابل توالت زيارات مسئوليها للقاهرة، ومن أبرزهم وزير النقل الذي شارك في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة. يصف المحللون القرن الحالي بأنه القرن الآسيوي، باعتبار قارة آسيا التي يمثل سكانها 60% من سكان العالم قد اصبحت في الوقت الحالي قاطرة النمو الاقتصادي العالمي، وتشير التقارير الدولية انها تمثل 54% من الناتج الاقتصادي الإجمالي للعالم، و44% من التجارة الدولية.. ولا يرتبط القرن الآسيوي فقط بالصين والهند، ولكن يرتبط بصعود سبع دول هي اليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وتايلاند وماليزيا، بالإضافة للصين والهند، وهذه الدول حرص الرئيس السيسي علي زياراتها وتوطيد العلاقات معها، كما نجح في إبرام عدد من الاتفاقيات لتطوير البنية التحتية والتنمية الاقتصادية خلال الفترة المقبلة..فالعلاقات بين مصر واليابان علاقات متميزة تقوم علي الشراكة والتعاون في مختلف المجالات ومن أبرزها الاستثمار في محور قناة السويس، وأسهم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في تعزيزها بزيارة للقاهرة في يناير 2015 أكد خلالها محورية الدور المصري في استقرار ورخاء الشرق الأوسط، وبدوره زار السيسي طوكيو في فبراير 2016 لدفع العلاقات الثنائية بين الجانبين لأعلي مستوي لها في تاريخ البلدين، وهذه الزيارة تعد أول زيارة لرئيس مصري منذ 16 عاماً، وقام السيسي بإلقاء كلمة أمام البرلمان الياباني، ليكون أول رئيس عربي واسلامي شرق اوسطي يتحدث امام هذا البرلمان العريق. وفي السياق ذاته، قام الرئيس السيسي بزيارة ناجحة لكوريا الجنوبية العام الماضي وقع خلالها عدة اتفاقات تعاون مشترك مع الرئيسة السابقة بارككون هيه، وقبل أيام من انتخاب الرئيس الجديد مونجاي ين، أعلن سون جو يون سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة أن بلاده تنشئ أكبر مصنع بتروكيماويات في مصر بتكلفة 3,7 مليار دولار علي ان ينتهي العمل به نهاية يونيو 2018..وكانت أول زيارة لرئيس مصري لدولة سنغافورة، هي للرئيس عبدالفتاح السيسي، في اكتوبر 2017، وأشاد الرئيس السنغافوري وقتها بمشروع قناة السويس الجديدة وإنجازه في زمن قياسي خلال عام واحد فقط ،وأشار إلي انها تُعد بحق هدية مصر إلي العالم نظراً لدروها المحوري في تيسير حركة الملاحة الدولية، واعتبرها دليلاً علي قدرة الشعب المصري علي العمل والإنجاز وكذا ثقته في حكمة القيادة السياسية المصرية. استثمارات إندونيسية حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي إعادة العلاقات التاريخية بين مصر وإندونيسيا وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع أكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان ، لتأتي زيارته لها في سبتمبر 2015 جاءت بعد انقطاع لأكثر من 33 عاما ،و خلال اجتماع الرئيسين تم التوقيع علي عدد من مذكرات التفاهم في مختلف المجالات، كذلك الاتفاق علي التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين بوصف مصر أكبر شريك تجاري لإندونيسيا في الشرق الأوسط، حيث بلغت الاستثمارات الإندونيسية بمصر 260 مليون دولار، والتزم الجانبان بزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين ،كما أشارت المباحثات إلي تعزيز التجارة والاستثمار كما تم مناقشة إمكانية تزويد مصر بصادرات إندونيسيا من الفحم المستخدم في توليد الكهرباء. الدول العربية إعداد: نادر غازي قلب »العروبة» يستعيد النبض إعادة رسم العلاقات مع الخليج.. واسترداد الريادة في القضية الفلسطينية نجحت الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تحقيق العديد من النجاحات والنقلات النوعية في ملفات المنطقة العربية، وذلك بعد سنوات من صعوبات في تلك الملفات..كما استطاع الرئيس السيسي في تلك الفترة البسيطة إعادة إحياء عدد من العلاقات التي كانت بعضها متوقفاً والبعض الآخر يشهد اضطرابات بينية، وأعاد الدفء للعلاقات العربية المصرية وخاصة الخليجية..وقد أجمع عدد من السفراء العرب بالقاهرة علي أن الدولة المصرية في عهد السيسي قوية، واستطاعت مصر خلال فترة بسيطة العودة مرة أخري لدورها الريادي في المنطقة. وترصد »الأخبار» نجاحات الدولة في عدد من الملفات العربية..ونبدأ بالقضية الأم التي تمثل أكبر المعارك المصرية، وهي القضية الفلسطينية، وقد قادت مصر العام الماضي من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، تحركا بالمجلس ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال الإسرائيلي، واستطاعت أن تحقق انتصاراً للقضية الفلسطينية في المحفل الدولي الأهم في العالم ضد القرار الأمريكي بتصويت العديد من الدول الأعضاء بمجلس الأمن لرفض الاعتراف ذلك، كما استطاعت مصر تحريك ملف المصالحة الفلسطينية بعد تعثر دام 10 سنوات ، واستردت القاهرة الريادة في ملفات القضية الفلسطينية برمتها. استقرار ليبيا كما اهتمت الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي، بالقضية الليبية وهو الاهتمام الذي ينبع من إيمان مصر بأن أمنها الداخلي مرتبط بشكل كبير بأمن جيرانها، وهو ما جعلها تقوم بدور هام من التحركات السياسية تجاه الملف الليبي، وأكدت مصر علي دور الجيش الوطني الليبي، كما قدمت دعمها له عبر تدريب كوادره، والسعي لفك الحظر عن تسليحه دولياً، وقامت اللجنة المصرية المعنية بليبيا باستضافة لجان التواصل العسكري بليبيا، وعقدت مجموعة من اللقاءات الدورية في القاهرة لبحث آليات تشكيل جيش ليبي قوي وموحد. كما سعت مصر لدعم المصالحة الوطنية والوقوف علي مسافة واحدة من مختلف أطراف الصراع في ليبيا.. وتعمل مصر علي تقريب وجهات النظر بين رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج والقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر، لدعم جهود الأممالمتحدة في إتمام المصالحة الليبية، وليس هناك ما هو أكثر دلالة علي ذلك من حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي الاجتماع الخاص بالملف الليبي في الأممالمتحدة. ضبط العلاقات العربية كما استطاعت مصر في عهد السيسي أيضاً ضبط العلاقات العربية المصرية، التي أفسدتها الجماعة الإرهابية »الإخوان» خلال عام توليهم السلطة، وهو الملف الذي أعطي الرئيس السيسي له الأولوية في الإصلاح، فكانت أول زيارات السيسي الخارجية إلي الجزائر في 24 يونيو 2014، وهي الزيارة الأولي لرئيس مصري للجزائر منذ خمس سنوات وقتها. ومن بين 23 جولة خارجية للرئيس السيسي في العام الأول لتوليه الحكم، كانت هناك 6 جولات لدول عربية هي الجزائر والسودان والسعودية والأردن والكويت والإمارات..وخلال سنوات حكمه حرص السيسي علي بناء علاقات سياسية قوية مع دول الخليج التي فسدت علاقة مصر بها في عهد الجماعة الإرهابية، لصالح ملف تجاذباتهم الإقليمية وتنفيذ الأجندة القطرية، وأعاد الرئيس إحياء العلاقات المصرية السعودية، وبناء علاقات قوية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز . كما أعادت مصر أيضا إحياء العلاقات المصرية الإماراتية، والتي توترت في عام 2012 بعد اكتشاف أبو ظبي مؤامرة إخوانية لقلب نظام الحكم هناك مدعومة من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وتجلي انتعاش هذه العلاقة في عدد من الاستثمارات التي ضختها الإمارات في مصر في عدد من المجالات..واستطاعت أيضاً أن تعزز علاقتها مع دولة الكويت وكذلك البحرين وسلطنة عمان التي تنتظر خلال الأيام القادمة زيارة الرئيس السيسي. مقاطعة قطر استطاعت مصر في عهد الرئيس أن تدخل ضمن تحالف عربي قوي لمكافحة الإرهاب واتخاذ موقف حاسم وحازم من دولة قطر لدعمها ورعايتها الإرهاب في ربوع العالم العربي..ففي يونيو الماضي اتخذت مصر مع السعودية والإماراتوالبحرين »الدول الداعية لمكافحة الإرهاب»، قراراً جماعيا لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لدعمها للتنظيمات الإرهابية، وطالبت الدوحة بتحقيق عدة مطالب شريطة عودة العلاقات مرة أخري..وحتي الآن مازالت تراوغ قطر دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب في تحقيق تلك المطالب وتريد حوارا مع الدول الأربع..ويعد هذا الموقف من الدوحة قد تأخر عدة سنوات لتحقيقه. علاقة متوازنة كما أعاد الرئيس السيسي العلاقة المتوازنة مع سوريا، بما يحفظ حق الإنسان السوري في الحياة وكذلك الحفاظ علي الدولة السورية من خطر التفكك والانهيار، واستضافت القاهرة العام الماضي عدداً من أطراف النزاع السوري الذين وقعوا علي اتفاق خفض التوتر في منطقة الغوطة الشرقية برعاية مصرية. ولعبت الدبلوماسية المصرية، دورا مهما تكلل بنجاح التوصل الي اتفاق لوقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري بالغوطة الشرقية، وذكرت وزارة الدفاع الروسية وقتها، أن القاهرة لعبت دورا كبيرا في المحادثات التي جرت بين الطرفين المعارضة والنظام، وتوصلت إلي إنشاء منطقة »خفض توتر» في الغوطة الشرقية لدمشق ووقف العمليات القتالية في ريف دمشق، وترسيم حدود المنطقة وآليات مراقبة وقف النار وإدخال قوافل مساعدات إنسانية. المسألة اليمنية بالنسبة إلي مصر ترتبط بلا شك بجذور تاريخية وجغرافية مختلفة، جميعها وضعت ضوابط للحدود القصوي للتدخل المصري، وساعد ذلك في أن يكون التحالف العربي متماسكاً وأن يحظي بدرجة ملائمة من توزيع الأدوار بشكل متناغم وفاعل..ولم يمنع ذلك القاهرة من دعم ومساندة وتأييد جهود الحفاظ علي الشرعية، وإعلان الموقف المعادي للتدخلات الإقليمية لإيران في شئون اليمن، وتهديداتها للأمن القومي العربي.