نجحت مصر بعد عام2014 في إقامة علاقات متميزة مع جميع دول العالم, وعقدت العديد من الاتفاقيات في جميع المجالات وعادت إلي مكانتها المتميزة عالميا وعربيا وأفريقيا وشهدت العلاقات المصرية العربية ترابطا قويا وزخما سياسيا في إطار المصالح المشتركة بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية والدليل الأكبر علي توطين مبدأ العروبة في مصر كان بإقرار دستور مصر الجديد عام2014, والذي نص في مادته الأولي بأن الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل علي تكاملها ووحدتها, ومصر جزء من العالم الإسلامي, تنتمي إلي القارة الأفريقية, وتعتز بامتدادها الآسيوي, وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية. وفي الوقت الراهن, هناك عدة ثوابت تساهم في تشكيل الدور المصري في المجال العربي ترتكز علي دعم وصيانة الأمن القومي العربي بمعناه الشامل وأبعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية انطلاقا من الإدراك المصري بأن الأمن القومي لكل دولة عربية علي حدة لن يتحقق إلا في إطار الأمن القومي العربي. من بين تلك الثوابت التي أرستها مصر الحديثة هي التزام جميع الدول العربية بمبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول, وبالتالي يجب دعم جهود جامعة الدول العربية كأداة رئيسية للعمل العربي المشترك بتوفير الإمكانات الضرورية لإصلاح هياكلها وتمكينها من أداء دورها علي الوجه الأكمل. تسعي مصر لتعزيز العلاقات بين الدول العربية وبعضها البعض خصوصا في المجالات التجارية والاقتصادية وصولا إلي إقامة السوق العربية المشتركة كهدف استراتيجي لكل الأمة العربية, وأيضا في إطار التكامل العربي في الحرب علي الإرهاب وتفعيل دور الأزهر الشريف لمحاربة التطرف والتعصب الفكري. فمنذ عام2014 حتي2017, قام الرئيس ب21 زيارة لدول أفريقية من إجمالي69 زيارة خارجية قام بها الرئيس, بما يمثل أكثر من30% من إجمالي الزيارات الرئاسية الخارجية, كما عقد112 اجتماعا مع قادة وزعماء ومسئولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاث الماضية من إجمالي543 اجتماعا عقدها الرئيس مع زوار مصر من قادة ومسئولي دول العالم والمنظمات الدولية, حسبما ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات في تقرير سابق لها صدر في أغسطس الماضي. ولعل أبرز انجازات الرئيس الخارجية في عام2017, لقاءاته التاريخية في الولايات المتحدة الأمريكية, حيث التقي نظيره الأمريكي دونالد ترامب في إبريل الماضي, وأجريت مباحثات موسعة بين البلدين في البيت الأبيض بواشنطن, وسط ترحيب كبير واستقبال حافل من ترامب وكبار المسئولين الأمريكيين, ولم يكن هذا اللقاء هو الوحيد بين الرئيس وترامب في ذلك العالم, إلا أنه اجتمع معه مرة أخري في19 سبتمبر الماضي علي هامش مشاركته في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة, وذلك بجانب لقاءات الثنائية مع عدد من رؤساء الدول والحكومات والمسئولين الدوليين, ومن بينهم الملك عبدالله بن الحسين عاهل الأردن, ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون, ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي, والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس. كما زار الرئيس بريطانياوإيطاليا. وفي أكتوبر الماضي, زار السيسي العاصمة الفرنسية باريس, والتقي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي شدد علي عمق التعاون الثنائي بين القاهرة وباريس, وخلال هذه الزيارة التقي بوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان, وبهيرفي جيلو الرئيس التنفيذي لشركة نافال للصناعات العسكرية البحرية, إضافة إلي لقاء مثمر مع رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للسكك الحديد الفرنسية. وفي سبتمبر الماضي جاءت زيارة الرئيس إلي الصين للمشاركة في تجمع البريكس ومن قبلها في شهر يوليو كانت زيارة السيسي إلي المجر لحضور قمة الفيش جراد. وفي فبراير من العام الماضي كانت الزيارة الرسمية للرئيس إلي دولة كينيا حيث بحث تعزيز التعاون الاقتصادي والعلاقات الثنائية بين البلدين. شهد عام2016 عدة زيارات خارجية للرئيس من بينها زيارات مكوكية لدول الخليج وقارة آسيا, حيث زار دولة الإمارات في شهر ديسمبر2016 وفي أوائل العام كانت له جولة آسيوية شملت كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية, نتج عنها توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في المجال الاقتصادي ومكافحة الإرهاب. كما زار الرئيس السيسي أيضا ألمانيا وتنزانيا ورواندا والجابون وأوغندا والمجر وإثيوبيا, حيث شارك في القمة الأفريقية بأديس أبابا, والتقي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في القمة الألمانية الأفريقية ببرلين, وعقد مباحثات ثنائية مع زعماء الدول التي زارها. لم تتوقف علاقات مصر الخارجية علي مشاركة الرئيس فيها الرئيس, بل أيضا بحضور رؤساء العالم ومسئولي الدول إلي مصر. فكان استقبال مصر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي زار القاهرة مرتين وتم توقيع عدة اتفاقيات مشتركة في الاقتصاد والاستثمار. وأيضا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس وزراء اليونان والرئيس القبرصي, بالإضافة إلي استقبال القاهرة أيضا للعديد من رؤساء أفريقيا مثل السودان, جنوب السودان, الكونغو, غينيا الاستوائية, تشاد, إفريقيا الوسطي, أريتريا, الصومال, جيبوتي, جنوب أفريقيا, موريتانيا, الجابون, نيجيريا, إضافة إلي عشرات الزيارات للوزراء والمسئولين الأفارقة لمصر, حيث حرص العديد من قادة الدول الإفريقية علي مشاركة مصر في مناسباتها المهمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة مثل المشاركة في احتفال تنصيب الرئيس السيسي, والمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ عام2015 والاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة, حيث تتبني السياسة المصرية علي الصعيد الأفريقي مبدأ المكسب للجميع خاصة ما يتعلق بالرؤية المصرية لتنمية دول حوض النيل. وخلال تلك الفترة, عقد الرئيس السيسي اجتماعات ولقاءات مع مسئولين خلال زياراتهم لمصر, أو من خلال المشاركة في مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر, بلغت213 اجتماعا, كان نصيب القارة الأفريقية منها45 اجتماعا, شملت دول إثيوبيا, السودان, جنوب السودان, المغرب, الجزائر, ليبيا, مالي, بوركينا فاسو, الصومال, السنغال, جزر القمر, غينيا الاستوائية, تشاد, أفريقيا الوسطي, تونس, بوروندي, رواندا, جنوب أفريقيا, وغيرها, كما شملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود تمثل وزراء البيئة الأفارقة, ورؤساء تحرير الصحف الأفريقية, ووفد التليفزيون الإثيوبي, ووفد الكوميسا, وغيرهم. وهناك دول زارها الرئيس مرة واحدة مثل إيطاليا وألمانيا والمجر وبريطانيا واليونان واسبانيا وقبرص والبحرين والجزائر والأردن والهند وسنغافورة واندونيسيا وغينيا الاستوائية. اللافت للنظر أن جدول أعمال الرئيس في هذه الزيارات المختلفة كان يتضمن قضايا ثابتة طوال الوقت والرؤية المصرية فيها واضحة, أهمها ملف الإرهاب حيث دائما ما يحذر السيسي منه وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي أجمع لمواجهته ضمن إستراتيجية لا تعتمد علي النواحي الأمنية والعسكرية فقط ولكن تمتد للجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والدينية والثقافية. هذا بجانب استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية وعلي رأسها الملف الليبي والوضع في سوريا واليمن والعراق, حيث دائما ما يؤكد السيسي علي حلول سياسية بعيدا عن تدخلات عسكرية للحفاظ علي وحدة هذه الدول ودعم مؤسساتها الوطنية. ويضاف الي ذلك القضية الفلسطينية والمشروعات القومية والتنموية التي تقوم بها مصر وفرص جذب الاستثمار إلي مصر.
العلاقات المصرية- السعودية العلاقة بين مصر والسعودية ليست حديثة العهد, بل يعود تاريخها إلي1926 منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين واستمر تطورها حتي أعقاب ثورتي25 يناير عام2011 و30 يونيو عام2013, بعدما قدمت السعودية دعمها السياسي والدبلوماسي والمالي لمواجهة المواقف المناوئة للثورة وحظرها أنشطة الجماعات الإرهابية, ومساندة الاقتصاد المصري بعد الثورة. وفي سبتمبر من عام2014 عقدت أعمال الاجتماع الوزاري الثاني للجنة المتابعة والتشاور السياسي المصري السعودي برئاسة وزير الخارجية سامح شكري وسمو الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية أنذاك, وبحضور وفدي البلدين. تناول الطرفان العلاقات المتميزة في مختلف المجالات بين البلدين وسبل المزيد من تطويرها بما يجسد العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين. كما استعرض الوزيران ضرورة العمل العربي المشترك وتناولا عددا من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين, وأهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة خطر هذه التنظيمات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ومختلف ربوع العالم. في زيارة رسمية للعاهل السعودي الملك سلمان إلي مصر في أبريل2016, وقع الوفد المرافق للملك عدة اتفاقيات تجارية وحدودية هامة مع الحكومة المصرية بهدف الارتقاء بالعلاقات بين البلدين, وألقي الملك سلمان خلال الزيارة كلمة أمام البرلمان المصري, وتسلم الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة, والتقي كلا من شيخ الأزهر, وبابا الإسكندرية. كما وقعت عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في عدد من المجالات لتنفيذ عدة مشروعات أهمها إنشاء جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز في طور سيناء, والتجمعات السكنية ضمن برنامج الملك لتنمية شبه جزيرة سيناء, وإنشاء جسر يربط بين البلدين عبر سيناء. وفي شهر أكتوبر من عام2016 أعربت مصر- في بيان لوزارة الخارجية- عن دعمها للمرشح السعودي لمنصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين, تقديرا للدور المهم الذي تضطلع به المملكة في دعم أنشطة وأهداف المنظمة. وشهد عام2017 تواصلا مستمرا وتنسيقا مشتركا بين البلدين في المجالات كافة. فقد قدمت مصر الشكر للمملكة علي دعمها ومساندتها للمرشحة المصرية في انتخابات منظمة اليونسكو لمنصب المدير العام. كما صدر القرار الجمهوري بموافقة الرئيس السيسي علي اتفاقية التعاون في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة النووية, بالإضافة إلي الموقف الداعم لمصر والإدانة السعودية في الحوادث الإرهابية التي وقعت بمصر خلال الفترة الماضية.
روابط متينة.. ورؤي مشتركة نحو38 زيارة متبادلة بين البلدين شهدتها العلاقة الوطيدة بين البلدين منذ عام2014 وحتي اواخر ديسمبر2017, حيث شهدت العلاقات السياسية بين البلدين دفعة قوية عقب ثورة30 يوينو, ودعم الإمارات الكامل والمستمر للشعب المصري في تنفيذ خارطة الطريق, التي أعلنتها القوات المسلحة بمشاركة القوي السياسية والدينية, وتبادل الطرفان الزيارات رفيعة المستوي. كما لعبت الدبلوماسية الشعبية المصرية دورا مهما في دعم العلاقات مع أبو ظبي, حيث أعربت عن تقديرها وشكرها لموقف الإمارات الداعم للقاهرة في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف. وشهدت السنوات الماضية تنسيقا وثيقا بين البلدين علي الصعيد السياسي خاصة حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقيةواللبنانية وغيرها, وتعددت لقاءات قيادتي البلدين ومسئوليها علي كل المستويات للتنسيق حيال تلك المواقف, وهو ما أظهر نجاحا كبيرا في العديد من الملفات التي تحظي باهتمام الجانبين, وكان استثمار تلك العلاقات السياسية المتميزة نصب عيني قيادة البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين. أما علي صعيد السياسة الخارجية فقد شهدت السنوات الأخيرة تنسيقا وثيقا بين البلدين حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقيةواللبنانية والليبية واليمنية والسورية, فهناك تقارب كبير في الرؤي والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية.
انسجام وروابط أزلية تشهد العلاقات المصرية الكويتية نموا مطردا علي مدار التاريخ, وعلي كل الأصعدة. وتنبع قوة العلاقات بين البلدين من الروابط الأخوية الأزلية بين الشعبين الشقيقين وحرص البلدين علي مد جسور التعاون إلي كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين. مع قيام ثورة30 يونيو أكد الشيخ صباح الأحمد للمستشار عدلي منصور أن الكويت ستقدم دعما كاملا لمصر علي الصعيدين السياسي والاقتصادي وقال أن مصر عزيزة علي الكويت ولن تتأخر عنها أبدا وشدد مخاطبا الرئيس منصور: أشقاؤكم معكم وسند لكم. وشارك أمير دولة الكويت في احتفالات تنصيب الرئيس السيسي رئيسا للجمهورية في خطوة تعكس حرص الدولة الخليجية علي الوقوف خلف النظام المصري الجديد. كما شهد البلدان زيارات متبادلة لعدد كبير من المسئولين لدعم القضايا العربية وتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين كما ساهمت الكويت في حزمة المساعدات الخليجية العاجلة إلي مصر في أعقاب الإطاحة بنظام الإخوان.
مصر والبحرين.. رؤية واحدة تمتلك مصر والبحرين رؤية واحدة تجاه قضايا المنطقة, حيث يشتركان في رؤية ضرورة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والتعامل في هذه القضية وفق معايير تطبق علي الجميع دون استثناء, بالإضافة إلي الدعم المشترك للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني المشروع من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وكذلك الحفاظ علي سيادة العراق واستقلاله السياسي وعروبته ووحدة وسلامة أراضيه كما يدعمان الجهود المبذولة من أجل تهدئة الأمور في إقليم دارفور وحث المجتمع الدولي علي تقديم الدعم المطلوب لحكومة السودان لتعزيز قدرتها علي مواجهة الأوضاع في الإقليم. كان هناك أيضا دعم متبادل من قبل الدولتين في إدانة الهجمات الإرهابية التي وقعت علي أرضهما خلال السنوات الماضية. لم تتوقف العلاقات عند هذا الحد بل تم توقيع عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات بينهما مثل- اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي.(2016/4/26) واتفاقية الملاحة البحرية التجارية.(2016/4/26). أما بالنسبة لمذكرات التفاهم فكانت في مجال الدفاع, مثل مذكرة تفاهم للتشاور السياسي.(2016/4/26) ومذكرة تفاهم بين المعهدين الدبلوماسيين التابعين لوزارتي خارجية البلدين.(2016/4/26) ومذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري وديوان الخدمة المدنية بمملكة البحرين.(2016/4/26) ومذكرة تفاهم بشأن الاعتراف المتبادل بشهادات الأهلية للملاحين البحريين.(2016/4/26) ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والطلائع.(2016/4/26) مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرياضة.(2016/4/26) مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الشئون الاجتماعية.(2016/4/26) وبرنامج تنفيذي لتبادل الخبرات في مجال الزراعة.(2016/4/26) وبرنامج تنفيذي في مجال البيئة.(2016/4/26) برنامج تنفيذي للتعاون في مجال السياحة.(2016/4/26) وبرنامج تنفيذي في مجال التربية والتعليم العالي.(2016/4/26) وبرنامج تنفيذي للتعاون الثقافي.(2016/4/26) برنامج تنفيذي في مجال الشئون الإسلامية.(2016/4/26) في يوليو من العام الماضي وبسبب أزمة دعم قطر للإرهاب كانت البحرين من الدول الأربع مع مصر والسعودية والإمارات, اجتمع الرباعي العربي بالقاهرة للتشاور حول الجهود الجارية لوقف دعم الدوحة للتطرف والإرهاب وتدخلها في الشئون الداخلية للدول العربية والتهديدات المترتبة علي السياسات القطرية للأمن القومي العربي وللسلم والأمن الدوليين. وتم التأكيد علي أن موقف الدول الأربع يقوم علي أهمية الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية والمبادئ المستقرة في مواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي واتفاقيات مكافحة الإرهاب الدولي.
أخوة في محاربة الإرهاب ترتبط العراق ومصر بعلاقات تاريخية تمتد إلي أوائل القرن الماضي عندما حصل كلا البلدين علي استقلالهما من بريطانيا وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين كانا من المؤسسين لجامعة الدول العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي, ثم عقد البلدان العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مثل السوق العربية المشتركة والاتفاقيات العسكرية مثل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ومشروع الوحدة الثلاثية. بعد تولي الرئيس السيسي المسئولية, كانت زيارة اول مسئول مصري إلي العراق في15 سبتمبر2014, عندما استقبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم, وزير الخارجية سامح شكري علي هامش مشاركتهما في أعمال المؤتمر الدولي الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس حول العراق, نقل شكري للرئيس العراقي التهنئة بمناسبة توليه مهام منصبه, وكذا بمناسبة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة متمنيا لها التوفيق في بدء مرحلة جديدة من تاريخ العراق بمشاركة كل طوائفه حتي يتسني له التصدي لخطر الإرهاب وخطر المساس بوحدة العراق الشقيق. أكد شكري خلال المقابلة حرص مصر علي تنمية العلاقات الثنائية بين مصر والعراق في شتي المجالات. وفي يناير2015, قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارة رسمية لمصر, التقي خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي ناقشا خلالها العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين. ذكر أحد أعضاء الفريق الدبلوماسي المرافق للعبادي, أن السيسي أكد دعم مصر للعراق في محاربة الإرهاب خاصة تنظيم داعش الإرهابي.
القاهرة وعمان.. طرف أساسي هناك عدة ملفات أساسية يتعاون فيها الجانبان بشكل كبير, علي رأسها القضية الفلسطينية التي تعد القاهرة وعمان طرفا أساسيا فيها, وما زالتا تسعيان من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وفقا للمرجعيات الدولية, وصولا لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية علي حدود الرابع من يونيو1967, وعاصمتها القدس الشرقية. وإلي جانب ملف الإرهاب تتفق رؤي الدولتين علي ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية.
وسندا للشرعية في اليمن وقفت مصر بحزم ضد التدخل الإيراني في اليمن ودعم إيران لجماعة بدر الدين الحوثي,وأعلنت مصر في قمة شرم الشيخ29,28 مارس2015 المشاركة في عاصفة الحزم والتي اكتسبت تأييدا دوليا بقرار مجلس الأمن2216 في الرابع عشر من ابريل2015 وتأييد الشرعية اليمنية المتمثلة في الرئيس منصور هادي, وقامت البحرية المصرية بالاشتباك مع الأسطول الإيراني, وأجبرته علي الانسحاب من مضيق باب المندب, في إطار مشاركتها بعملية عاصفة الحزم, كما وجه مساعد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, الشكر لدول الخليج ومصر علي تعاونهم للقضاء علي الحوثيين, كما وافق مجلس الدفاع الوطني المصري في يناير2017 برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي, علي تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة في مهمة قتالية خارج الحدود للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب.
مصر واستقرار لبنان في مايو2014 غادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان قصر بعبدا الرئاسي وشهدت لبنان أسوأ وأصعب فراغ رئاسي, لأكثر من عامين تقريبا, وهي أسوأ أزمات فراغ في تاريخ لبنان منذ الاستقلال. وتأكيدا لمواقف مصر الثابتة بشأن الأوضاع اللبنانية والتي عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة استقبل فيها سيادته مسئولين لبنانيين, فقد احتلت مسألة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان المحور الأهم في حديث أطراف الطاولة, حيث أكد وزير الخارجية سامح شكري علي اهتمام مصر البالغ بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يتفق عليه اللبنانيون في أسرع وقت رابطا بين هذا الأمر وبين تفعيل عمل كافة مؤسسات الدولة اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات والتجاذبات الإقليمية بغية ضمان استقراره وحفاظا علي مصلحة شعبه الشقيق. وفي شهر سبتمبر من عام2016 التقي الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام علي هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. حيث أكد الرئيس علي حرص مصر علي متابعة التطورات في لبنان واهتمامها بالحفاظ علي أمنه واستقراره, مؤكدا علي أهمية الحفاظ علي وحدة الشعب اللبناني ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية. وأعرب الرئيس عن أهمية مواصلة الجهود الرامية لتحقيق التوافق الوطني اللازم لاختيار رئيس للجمهورية, بما يصب في مصلحة الشعب اللبناني ويسهم في مضي البلاد قدما علي طريق التقدم والاستقرار. وفي أكتوبر من العام نفسه, انتخب ميشال عون رئيسا للبنان بعد عامين ونصف من فراغ المنصب وسط ترحيب مصري رسمي من رئاسة الجمهورية لما يمثله انتخاب عون رئيسا للبنان الشقيق من خطوة مهمة لترسيخ مفهوم الدولة الوطنية بمؤسساتها.