محمد فودة ظاهرة يجب التوقف أمامها بدايته كانت «بائع جيلاتى» بزفتى، واستخدم الجميع حتى أصبح الرجل الأول لوزارة الثقافة وقت فاروق حسنى وسجن خمس سنوات مع محافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندى، لكنه عاد بقوة يتصدر المشهد الإعلامى بعد زواجه من الفنانة غادة عبدالرازق ودعوة الوزراء والمشاهير إلى زفتى طمعا فى دخول مجلس النواب المقبل. محمد فودة الإعلامى المدلل الذى ظهر مرة أخرى بعد خروجه من السجن فى قضية المشاهير الكبرى مع محافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندى، وهى القضية التى هزت الرأى العام عام 1997 وسجن فيها فودة والجندى بعد اتهامهما بالكسب غير المشروع وتسهيل الاستيلاء على أراضى الدولة التابعة لهيئة الآثار عندما كان فودة يعمل سكرتيرا صحفيا لفاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، وتدخلت فيها شخصيات كبرى من رجال الأعمال المتهمين فى ذلك الوقت لدرجة أن ماهر الجندى اتهم وزير العدل الأسبق فاروق سيف النصر بأنه وراء القضية لخوفه من تولى الجندى منصبه عندما كان مريضا بأحد المستشفيات وخرج فودة من السجن واختفى، لكنه عاد للظهور مرة أخرى بعد الثورة وأيام المجلس العسكرى، ولم ينس فودة بلدته «زفتى» محافظة الغربية التى كان يعمل بها «بائع جيلاتى»، بعد حصوله على دبلوم صنايع وجمع ثروة طائلة من عمله مع فاروق حسنى، ويرجع الفضل فى عمله بوزارة الثقافة إلى وزير الشباب الراحل عبدالأحد جمال الدين ابن بلدته الذى أدخله للعمل فى بوفيه وزارة الثقافة حتى انطلق داخل الوزارة وأصبح الرجل الثانى بعد الوزير، وتولى مسئولية إدارة اللقاءات الصحفية والإعلامية وهو ما كون لديه علاقات إعلامية كبرى مع جميع الصحفيين قبل انطلاق الفضائيات، وقد استفاد فودة من كل أبناء زفتى الوزراء السابقين وهم عبدالأحد جمال الدين وصفوت الشريف ومحمود أبوزيد ويمارس هوايته فى اللعب مع الكبار. تزوج من الفنانة غادة عبدالرازق فى مارس 2012 وهو ما دعم موقفه وعلاقاته بدائرة زفتى واستغل الجميع للظهور كالبطل الذى جاء يخلص الدائرة من كل مشاكلها التي أهلمها الكثير من أبنائها الوزراء، وفى يوليو 2014 أقام دورة رياضية فى رمضان وحضر الحفل الختامى محمود طاهر رئيس النادى الأهلى ولفيف من نجوم الكرة والفن منهم جمال عبدالحميد نجم منتخب مصر، وعزمى مجاهد القيادى باتحاد الكرة، وسامح الصريطى ومحمد شعلان وطارق لطفى وغيرهم، وأقام ملعبا لشباب زفتى ولم يتوقف فى تقديم الدعم المادى لكل ما تحتاجه الدائرة خاصة القرى من مخصصات مالية ومراكز شباب ولدعم للمساجد ولا أحد يعلم من أين هذه الثروات التي لا حصر لها! مارس فودة هوايته السابقة بعلاقته مع الوزراء والمحافظين، حيث أعاد تجديد مستشفى زفتى العام، وأقام حفل افتتاح بحضور المذيعة ريهام سعيد والمحافظ السابق محمد عبدالقادر وسجل ذلك بالصوت والصورة، وهو ما جعل الإخوان يفشلون فى سحب ما قام به ونسبته إليهم، ثم قام بدعوة وزير البترول شريف إسماعيل لعمل محطة غاز وتوصيله إلى زفتى لحل مشكلة مصانع الطوب، وعندما أبلغ الوزير محافظ الغربية اللواء محمد نعيم رفض الحضور، وهو ما جعل الوزير يبلغ فودة بموقف المحافظ وحضر الوزير وتم وضع حجر الأساس للمحطة. ونفس السيناريو تكرر مع المحافظ ووزير الصحة عادل عدوى عندما وجه فودة الدعوة له لإرساء أساس مستشفى زفتى الخيرى، ويرجع موقف المحافظ إلى الخوف من مصير ماهر الجندى عندما كان محافظا للغربية، وقام وزير الثقافة فاروق حسنى بإبلاغه أنه سوف يفتتح قصر ثقافة فى زفتى ورفض الجندى بعد أن علم أنه مجرد حظيرة مواشى ولا يصلح أن يفتتحه محافظ ووزير ورد عليه فاروق حسنى بأنه جاء مجاملة لمحمد فودة! وبعد ذلك اكتشف الجميع أن قصر الثقافة ما هو إلا دعاية انتخابية لمرشح مشتاق استخدمه فودة للحصول على أموال بحضور الوزير فاروق حسنى والمحافظ الذى وقع فى فخ فودة ومجموعة من رجال الأعمال فى القضية الشهيرة وسجن بسببها. وفى نفس السياق حضر وزير الصحة عادل عدوى لإرساء أساس مستشفى ووحدة صحية بزفتى، والمساعى مستمرة لحضور رئيس الوزراء افتتاح المستشفى الكبير الذى جمع له فودة 120 مليون جنيه. وبمناسبة رئيس الوزراء كان فودة قاب قوسين أو أدنى من دخول البرلمان مستخدما فاروق حسنى ووزير الكهرباء الراحل ماهر أباظة، وكاتبا صحفيا كبيرا، وعندما علم رئيس الوزراء الراحل د. عاطف صدقى عنف الوزيرين وطالبهما بعدم الذهاب إلى زفتى وعدم إقامة مشاريع لخدمة ودعم محمد فودة الذى انسحب من الانتخابات وتم تجميد عدد من المشاريع التي كانت تتم لصالح زفتى على حساب باقى المحافظة، وتدخل فيها وزير راحل كان صاحب نفوذ فى الحزب الوطنى، وهو الذى أبلغ رئيس الوزراء بوقف دعم حسنى وأباظة والكاتب الصحفى لمحمد فودة لمخالفة ذلك لقواعد وقيم الحزب الوطنى المنحل! الغريب أن فودة من خلال علاقته برجل الأعمال أبوهشيمة تربطه علاقات قوية بكل الوزراء ويقوم بجميع الخدمات والامتيازات منهم لأبناء زفتى معتمدا على علاقته الكبيرة بالإعلاميين والقنوات الفضائية لدرجة أن إحدى الفضائيات نقلت «مؤتمرا جماهيريا» له على الهواء مباشرة! وزار وزير الصحة فودة مرتين دون حضور المحافظ أيضا. ورغم ماضى فودة، فإن أبناء دائرته يعتبرونه بطلا قوميا لأنه يأتى بالمشاهير من نجوم الفن وكرة القدم والوزراء فى الوقت الذى يفشل المنافسون له فى عمل أى شىء أو دعوة أصحاب النفوذ والشهرة إلى مؤتمراتهم الانتخابية. لم يتوقف سعى فودة على وزيرى البترول والصحة فقط، بل استفاد من وزير الزراعة السابق أيمن فريد أبوحديد بإجراء حوارات صحفية معه مستخدما موقعا شهيرا وجريدته، ثم رافق الوزير أبوحديد فى جولاته بالمحافظة، لبحث مشاكل الفلاحين والسحابة السوداء من حرق قش الأرز، وهو نفس الدور الذى يجاهد فودة فى لعبه مع وزير الزراعة الحالى د. عادل البلتاجى مستفيدا من استمرار أزمة قش الأرز الموسمية، ومشاكل عدم توافر المياه لزراعة الأرز والوزير الذى يهرب من فودة هو وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة الذى يحاول فودة دعوته فى افتتاح وتجديد بعض المساجد، وتصدير مشاكل الأوقاف بالمحافظة، لكن الوزير يحيل كل طلبات ومحاولات فودة إلى وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الغربية، وجهود فودة مع الوزراء مستمرة بكل الطرق، إلا أن الجميع يحاول الهروب منه خوفا من الماضى اللعين لكل من اقترب منهم فودة ودار فى فلكهم وحرقهم! ويلقى فتى الإعلام المدلل محمد فودة دعما كبيرا من رجلى الأعمال محمد الأمين وأبوهشيمة ولا أحد يعرف سر هذه العلاقة والدعم الكبير الذى يسخر كل شىء لصالح فودة فى دائرة زفتى! وأخيرا: هل يتكرر سيناريو ماحدث من د. عاطف صدقى بمنع محلب لوزراء من دعم فودة فى دائرة زفتى ويسحب مرة أخرى فودة من انتخابات الدائرة؟!∎