◄فاروق حسنى افتتح «حظيرة» فى زفتى على أنها قصر ثقافة مجاملة لمحمد فودة ود. عبدالأحد جمال الدين زعيم الأغلبية الحالى وراء تعيينه فى «بوفيه» وزارة الثقافة فاجأ المستشار ماهر الجندى محافظ الجيزة الأسبق كثيرين نهاية الأسبوع قبل الماضى عندما قدم بلاغا للنائب العام يطالب فيه بالتحقيق مع محمد فودة، السكرتير الخاص السابق لوزير الثقافة الحالى فاروق حسنى مقدما أدلة ومستندات تدينه، كما لفت الأنظار إلى نص المكالمات التى سجلتها هيئة الرقابة الإدارية لمحمد فودة مع عدد من الشخصيات المهمة منها فاروق حسنى وزير الثقافة والراحل ماهر أباظة وزير الكهرباء والكاتب الصحفى سمير رجب، بالإضافة إلى راقصات، مكالمات مليئة بالألغام، ونظرا لخطورة المعلومات ذهبنا إليه وحاورناه، فقال انه تعرض لمؤامرة لأنه كان مرشحا لمنصب وزارى. لماذا تأخرت فى تقديم البلاغ ضد محمد فودة السكرتير الخاص لوزير الثقافة السابق بالرغم من خروجك من محبسك منذ عام وثلاثة شهور؟ عندما خرجت من محبسى أكدت أننى سأكشف الحقائق الكاملة، عندما يحين الوقت، والآن حان بعض الوقت وليس كله، لكى أزيح عن كاهلى كل الظلم الذى تعرضت له من خلال تدبير مؤامرة ضدى، وإجحاف حق أبنائى وأكشف حقيقة كل الذين ظلمونى. من هم الذين دبروا لك هذه المؤامرة؟ وزيران، أحدهما لا يزال فى منصبه، والثانى فاروق سيف النصر وزير العدل الأسبق، ونفذ المؤامرة عنها مسئول حالى انتظر حتى يترك منصبه وأتقدم ببلاغ ضد محمد فودة ولماذا تآمر عليك هؤلاء؟ لأننى كنت مرشحا حينها لمنصب رفيع، وهو الأمر الذى لم يرضيهم. وما هو هذا المنصب؟ وزير العدل. ألا تتفق معى فى أن كل من تتم محاكمته وسجنه، عند خروجه يردد أنه ضحية الكبار؟ أولاً «ما حدش» يقول أنا ضحية الكبار إلا الناس الكبار، لأن الصغار لن يكونوا ضحية الكبار خاصة فى مصر، وأنا كنت ضحية مؤامرة حقيرة شارك فيها وزيران كبيران أحدهما رحل عن مقعده والآخر موجود فى السلطة، بالإضافة إلى آخرين لن أفصح عنهم خوفا من بطشهم بأسرتى. أنت متهم بأنك صانع لإمبراطورية محمد فودة عندما كنت محافظا للغربية حيث إنه من نفس المحافظة وتعرف عليك هناك؟ أنا قابلت محمد فودة فى الغربية بالفعل، ولكن لم أصنع إمبراطوريته، والقصة بدأت عند وصولى للغربية حيث تلقيت مكالمة تليفونية من فاروق حسنى وزير الثقافة الحالى يخبرنى أنه سيأتى للمحافظة ليفتتح قصر ثقافة فى قرية تابعة لمركز زفتى، فقلت له لم تجر العادة أن يوافق وزير ثقافة على افتتاح قصر ثقافة فى قرية، بل حتى المحافظ لا يذهب لافتتاح أى قصر ثقافة فى قرية، وينيب عنه رئيس مجلس المدينة التابعة لها، فما بالنا بالوزير؟ فقال لى فاروق حسنى عندما أحضر للغربية هقولك السبب، وحضر الوزير بعدها بيومين وذهبنا أنا والوزير والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، لافتتاح قصر الثقافة، وعندما وصلنا فوجئنا هناك بأن قصر الثقافة ما هو إلا حظيرة مواشى على مشارف القرية وصاحبها شخص يدعى إبراهيم أبو سالم، وأنه ينوى ترشيح نفسه لعضوية مجلس الشعب، فأقنعه «فودة» بموضوع قصر الثقافة الوهمى وإحضار الوزير لافتتاحه بصحبة القيادات بالمحافظة، فيكتسب المرشح شعبية بين أهالى دائرته، وهنا قمت بلفت نظر الوزير بأننا أداة دعاية لمرشح، لا يجب أن ننساق وراءها، فقال لى الوزير نحن نجامل محمد فودة، فقلت له لا يجوز لوزير ثقافة مصر أن يفتتح حظيرة مواشى على أنها قصر ثقافة مجاملة لأحد، ولكنه لم يستمع لى. أنت تتهم فاروق حسنى بأنه كان يدعمه ويسانده وتبرئ ساحتك من علاقتك به؟ لم تكن لدى علاقة به والوزير كان يدعمه ويسانده بقوة، بدليل أن «فودة» كانت لديه علاقات قوية مع مدير أمن المحافظة حينها وأمين الحزب الوطنى، ومفتش مباحث أمن الدولة، ورئيس المباحث الجنائية، وهى قوة مستمدة من الوزير، وأيضا مستمدة من أنه كان يحضر لهم تذاكر للحفلات التى تقام فى الأوبرا وخلافه، لأن «فودة» فى الأصل كان حاصلاً على دبلوم «صنايع»، وكانت لديه «عربية جيلاتى»، ولجأ إلى الدكتور عبدالأحد جمال الدين، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة حينها وزعيم الأغلبية بمجلس الشعب حاليا، لأنه من زفتى، وعينه فى بوفيه وزارة الثقافة، ثم دخل من الباب العالى وأصبح سكرتيرا خاصا لوزير الثقافة وعينه وأذنه وكل شىء فى الوزارة. كان يحضر لك أنت تذاكر أيضا وهدايا وبدل؟ نعم، كان يحضر لى وللمهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء الراحل تذاكر حفلات الموسيقى العربية، عندما كنت محافظا للجيزة، كل 15 يوما وبالمناسبة أنا و«أباظة» تربطنا صلة قرابة ويجمعنا حب سماع الموسيقى العربية، لكن هدايا وبدل.. دا لم يحدث. لم تشعر أنه يتقرب منك شخصيا لتحقيق أهداف خاصة؟ لم أشعر وكنت أعتقد أنه يخدم بلده، وأنه مثل أى شخص يريد تلميع نفسه عن طريق إحضار الوزير والمحافظ أمام أهل قريته، ويتحدث بلسان الوزير، وأى شخص أو جهة تحتاج شيئا من الوزارة يجاب طلبها فورا، وأقام دورات رمضانية، وفى إحداها أعطى المحافظة درعا، وهذا الدرع هو أهم أدلة الإدانة ضدى. لكن «فودة» كان يصطحبك فى كل المناسبات، وباب مكتبك كان مفتوحا له بشكل دائم؟ أنا أحضر المناسبات العامة فقط والتى كان يحضرها وزير الثقافة، وكان يزورنى بحكم الترتيب لمثل هذه المناسبات. لكن حضرت مناسبة عقد قرانه بمسجد السيد البدوى بطنطا وكنت شاهدا على العقد وهو ما يؤكد أنك تربطك به صداقة قوية؟ حضرت مثلى مثل معظم نجوم مصر الذين حضروا من فنانين ورياضيين وسياسيين ورجال أعمال، وحضورى هذه المناسبة كان دليل الإدانة الثانى ضدى فى القضية، وأصبحت حرزا من أحراز القضية مع الدرع. أنت متهم بأنك شكلت مجلسا استشاريا لرجال الأعمال والاستثمار بالجيزة وكان يضم أحمد المغربى وزير الإسكان الحالى وأحمد بهجت ورؤوف غبور وحسن راتب وعبدالمنعم سعودى بهدف الاستفادة الشخصية؟ لم يحدث مطلقا بل أدلى رجل الأعمال حسن راتب بشهادته بأنه كان المسئول عن أموال هذا الصندوق وليس أنا، وأن هذا المجلس ساهم بشكل فعال فى زيادة حركة الاستثمار فى المحافظة. من أجل هذه الشهادة ترتبط بعلاقات وثيقة مع حسن راتب وتتقابلا بصفة دائمة وكان آخرها الأسبوع الماضى؟ نعم تربطنى علاقة صداقة كبيرة مع حسن راتب قديمة وليس لشهادته أى دور فى هذه العلاقة. أنت متهم بمساندة «فودة» عندما رشح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب بزفتى؟ أنا لم أسانده، والذى سانده فقط وزير الثقافة الحالى فاروق حسنى ووزير الكهرباء الراحل ماهر أباظة، والكاتب الصحفى سمير رجب، وكان يصرف فودة فى المؤتمر الجماهيرى الواحد ما يقرب من 100 ألف جنيه حينها، وفاروق حسنى يسانده بقوة و«يكلم» له الوزراء زملاءه لمساندته عن طريق توفير الخدمات مثل محولات الكهرباء وتوصيل التليفونات لإقناع الناخبين به فيختارونه، وعندما فاحت الرائحة تدخل الراحل عاطف صدقى وعنف فاروق حسنى ووزير الكهرباء الراحل، وعلى ضوء ذلك انسحب فودة من الانتخابات. أنت قلت فى بلاغك أن الرقابة الإدارية سجلت 400 مكالمة تليفونية لفودة مع فاروق حسنى وماهر أباظة وسمير رجب وآخرين، تم استبعاد المكالمات المفرغة مع سمير رجب وماهر أباظة وفاروق حسنى وراقصات.. فما سبب الاستبعاد؟ «ما هو دا من العجائب» التى تحمله القضية، يستبعدوا من يشاءوا ويدينوا من يشاءوا». لماذا لم يتم استدعاء فاروق حسنى لاستجوابه فى القضية طالما هناك إدانة له من خلال المكالمات؟ اسأل عن النفوذ. لمعلوماتك... ◄من مواليد كفر أباظة.. مركز الزقازيق محافظة الشرقية. تم تعيينه وكيل النائب العام لبندر أسيوط عام 1961. أشرف على التحقيقات فى قضايا الخنفش بشبرا عام 1969 وقضية الفنية العسكرية عام 1974، وقضية المنصة الشهيرة عام 1981. تم تعيينه محافظا لكفر الشيخ عام 1991 ثم الغربية وأخيرا الجيزة 1997.