· تعرضت للاغتيال مرتين.. وأنتظر الثالثة بسبب القضايا الشائكة التي حققت فيها · المستشار رجائي العربي اتجه لحفظ القضية.. وماهر عبدالواحد أحالني للجنايات بتوجيهات عليا ولو أعلم حقيقة فودة لحفرت له قبره بيدي · أطالب النائب العام بكشف أسرار المكالمة «90» بين سمير رجب ومحمد فودة وعلاقة وزير الثقافة بالراقصة مني السعيد من تحقيقات النيابة! تصوير: صلاح الرشيدي أخيراً خرج المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة الأسبق عن صمته وقرر البوح بما في صدره من أمور اختزنها طيلة عدة سنوات قضاها في السجن بتهمة الرشوة في القضية المعروفة إعلامياً باسم «رشوة محافظ الجيزة»، وفجر في حواره ل«صوت الأمة» عدة قنابل منها أن وزير العدل الأسبق كان وراء دخوله السجن لاعتقاده بانه الوزير القادم للعدل، وان المستشار رجائي العربي النائب العام الأسبق رفض احالتي للجنايات وكذلك المستشار هشام سرايا المحامي العام لنيابات أمن الدولة العليا فيما أحاله المستشار ماهر عبدالواحد النائب العام السابق بقرار شفوي، وأنه وجد في عيون أعضاء المحكمة التي قضت بسجنه الاصرار علي إدانته قبل النطق بالحكم، وأنه تعرض للاغتيال مرتين وهو الآن في خطر بسبب تحقيقه في العديد من القضايا الشائكة مثل قضايا مقتل السادات وتنظيم الجهاد والتكفير والهجرة إلي غير ذلك من القنابل التي كشفها في حوار سألناه في بدايته: قلت إنك أشهر مظلوم في مصر دخل السجن.. ما دليل براءتك؟ - بداية أؤكد أنني مازلت أحتفظ بتاج الشرف فوق رأسي ولا أحد يمنعني من البوح بظلمي لأن الأحكام القضائية لا قداسة لها.. والخطأ فيها وارد، وما حدث في قضيتي لا يغتفر وغير مفهوم ومتعمد. قيل ان رسائل وصلتك في سجنك من مستشارين هل تذكر مضمون بعض منها؟ - نعم فبعضهم كان يقول لي إن فلانا وراء سجنك وآخرون كانوا يؤكدون أن الحكم الصادر ضدي فيه غبن. دعنا نتحدث عن محمد فودة؟ - من فضلك لا تذكره بدون لقب «النصاب». ليكن.. من الذي سانده وأخرجه من القضية وأوقعك أنت في اعتقادك؟ - دعنا بداية أعرفك بهذا الشخص.. محمد فودة حاصل علي دبلوم صنايع وكان يعمل في بيع «الجيلاتي» بزفتي وبعد انهاء فترة تجنيده لجأ إلي عبدالأحد جمال الدين الذي ألحقه للعمل في بوفيه وزارة الثقافة.. قبل أن يدخل من الباب العالي للوزارة ويصبح سكرتيرا صحفيا لوزير الثقافة ومتحدثاً صحفياً باسمه، وعلي ذمة هذا المنصب عاث فساداً ينصب ويخادع الآخرين واستطاع جمع ثروة طائلة، مستخدماً اسم الوزير في كثير من الأحيان، وقال عن فاروق حسني أنه تربح في «شاليه» اشتراه الوزير باسم ابن اخته وكسب منه مليونا ونصف المليون جنيه رغم أنه لم يسدد سوي قسط واحد.. وغير ذلك من الأقاويل المسيئة لوزير الثقافة. وتابع ماهر الجندي: أراد ترشيح فودة نفسه بعد ذلك لعضوية مجلس الشعب عن دائرة زفتي واستعان بالكبار ومنهم ماهر أباظة وزير الكهرباء الأسبق في تعيين 400 مواطن من أبناء دائرته ومده ب60 محولا كهربائيا دون مقابل، فيما حضر معه وزراء آخرون مؤتمراته الدعائية، فاعتصم صلاح توفيق منافسه في الانتخابات داخل مجلس الشعب احتجاجاً علي مساندة وزيري الثقافة والكهرباء لخصمه وكذلك سمير رجب رئيس تحرير الجمهورية السابق، وتبين من القضية حصوله علي 800 ألف جنيه من شركات الكهرباء في شكل إعلانات لصحف مجهولة أو وهمية. وتقدم عضو في هيئة الرقابة الإدارية ببلاغ لنيابة أمن الدولة في 15 أكتوبر 1998 اتهم فيه فودة بتقاضي رشاوي مستغلاً نفوذه لقضاء مصالح المواطنين، وكشفت التحريات عن جمعه 4 ملايين جنيه في وقائع نصب واحتيال في الفترة من أوائل 1997 وحتي 1998. كيف بدأت معرفتك به؟ - كان يتردد علينا لاهدائنا دعوات حضور لعروض الأوبرا التابعة لوزارة الثقافة، ولو كنت أعلم حقيقته لحفرت له قبره بيدي، وكنت كلما واجهته بالحقيقة في المحكمة يخفض وجهه في الأرض ولا ينطق. هلا حدثتنا عن ملابسات الواقعة التي زجت بك في السجون؟ - محمد فودة أوهم سمسارا مغفلا يدعي عمر حليقة بتسهيل استيلائه علي الأرض التي خصصها له عبدالرحيم شحاتة محافظ الجيزة الأسبق في 6 ديسمبر 1994 لاقامة قرية سياحية باسم «الشروق» بينما توليت أنا في يوليو 1997، واكتشفت أن ملف الأرض مكتمل وسعر المتر 55 جنيهاً تم خفضها فيما بعد إلي 41 جنيهاً، فكلفت لجنة عليا متخصصة في تثمين الأراضي رفعت سعر قيمة المتر إلي 75 جنيهاً، ولتزيد عائدات الاستثمار في ال 55 قطعة أرض المخصصة للاستثمار إلي 750 مليون جنيه. لكنه أثبت تورطك في تلقي رشاوي منه؟ - هذا غير صحيح.. فالمتابع لاحراز القضية يكتشف أن أحدها به درع تكريم أهداني إياه في احدي الدورات الرمضانية بزفتي عندما كنت محافظاً للغربية، وحرز آخر عبارة عن صور متحركة بحضور زفافه بصحبة عدد من الوزراء في مسجد السيد البدوي. بصراحة.. من الذي زج بك في السجن؟ - أؤكد أن مطالب شخصية وترت علاقتي بوزير العدل الأسبق تطورت من خلافات بسيطة إلي خلافات معقدة. وما هي مطالب الوزير؟ - هي موضوعات بسيطة.. لكن رفضي لها أثار غضبه .. وعرفت فيما بعد أن وسائل الإعلام كانت ترشحني لمنصب وزير العدل القادم لجهودي وبلائي الحسن في سلك القضاء ونجاحي في إدارة ثلاث محافظات هي كفر الشيخ والغربية والجيزة.. وقد يكون ذلك السبب وراء رغبة الوزير الأسبق في القضاء علي خاصة وانه كان مريضاً في ذلك الوقت ونزيل أحد المستشفيات. ما دور هذا الوزير في قضيتك تحديداً؟ - نيابة أمن الدولة كانت تتجه إلي حفظ القضية.. لكن الوزير - حسبما علمت - أصر علي إحالتها للقضاء، ولكن المستشار رجائي العربي النائب العام الأسبق رفض احالتها، وعندما تولي المستشار ماهر عبدالواحد النائب العام السابق أحالني في مؤتمر صحفي بشكل شفهي وبتوجيهات عليا، ولو كنت مدانا لاحالني المستشار رجائي لكن لأنه رجل حق وعدل رفض احالتي للجنايات وبالمناسبة كان العربي يطمئن علي دوماً في محبسي، كما اشيد بالمستشار هشام سرايا المحامي العام لنيابات أمن الدولة العليا الذي لم يفاتحني في التحقيق ولم يعترض حينما قلت له: أربأ بالنيابة أن تكون مخلب قط وكان متعجباً من اتهامي وتعجب أكثر عندما تمت احالتي للمحاكمة ما يعني أن نيابة أمن الدولة توجهت لحفظ القضية.. لكن وزير العدل رفض ذلك. ربما كانت توجيهات عليا صدرت للوزير بذلك؟ - هذا الكلام غير صحيح.. فالرئيس كنت موضع ثقته وبدليل أنه أولاني مهمة 3 محافظات، ولذا أنا مقتنع بأن الاتهام كان نتيجة مؤامرة دنيئة وحقيرة، وأغلب الظن أن وزير العدل خشي من طمعي في منصبه، وجاء المستشار عبدالواحد لينفذ توجيهات الوزير، الذي حرمني وأسرتي من مستحقاتي المالية في صندوق الرعاية الاجتماعية والصحية الخاص برجال القضاء، وعلمت أن الرئيس أمر بصرفها دون تنفيذ حتي الآن.. وقد أبلغني بذلك مرتضي منصور وقال ان الرئيس أثني علي قائلاً: «ماهر الجندي راجل وجدع وسوف أقابله بعد الخروج من السجن» وهو ما لم يحدث حتي الآن ولم تصرف لي مستحقاتي حتي الآن. في اعتقادك.. لماذا انسحب رجائي عطية من هيئة الدفاع عنك؟ - رجائي قال إنه لم يجد راحته في الدفاع عني.. وعموماً فقد تطوع آخرون في الدفاع عني. قلت إنك لم تصرف مستحقاتك.. فمن أين تعيش الآن؟! - بعت جزءًا من ممتلكاتي بما فيها سيارتي الخاصة، ولا أعرف الجهة المنوطة بعلاجي حتي الآن فهل هي نقابة المحامين أم جهة القضاء. هل تخشي خطراً علي حياتك بسبب تاريخك في السلك القضائي وتحقيقك في لقضايا شائكة عديدة؟ - بلاشك.. فخطر الاغتيال يطاردني.. خاصة أنني تعرضت له مرتين في السابق بسبب تحقيقي في العديد من القضايا الشائكة منها قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وقضايا حزب الله التي لم يعلن عنها، وقضية يحيي هاشم وكيل نيابة دمياط وأولاد طوق شرق الذي ترأس تنظيما إرهابيا والأحداث التي نجمت عن جرائم شكري أحمد مصطفي في قضية التكفير والهجرة وقضية تنظيم الجهاد وقضية الناجون من النار» وحققت في قضايا محاولات اغتيال حسن أبوباشا والنبوي إسماعيل وزيري الداخلية السابقين، ومكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين، وغير ذلك من القضايا الشائكة التي وضعني بسببها الإرهابيون علي قائمة اغتيالاتهم. ما الذي تنوي فعله الآن لتبرئة ساحتك؟ - انتهيت من كتابة التماس لاعادة النظر في الحكم الصادر ضدي سأقدمه لمحكمة النقض وأؤكد أنني سأظل أناضل لتبرئة نفسي حتي آخر نفس من حياتي وأقسم بالله العظيم أنني برئ من هذه التهمة. سمعنا أنك تقدمت ببلاغ للنائب العام.. ما فحواه ومصيره؟ - نعم تقدمت ببلاغ للنائب العام يحمل رقم 60 لسنة 2009 «تحت الفحص» وسيفجر مفاجآت عديدة وصادمة حيث يكشف العلاقة بين بعض الوزراء ومحمد فودة مستشار وزير الثقافة، وكيف استغل فودة أسماء تلك الشخصيات في الاضرار بالآخرين، وكما يكشف سر المكالمة رقم 90 بين فودة وسمير رجب وعلاقة وزير الثقافة بالراقصة مني السعيد التي خدعها فودة.