يقول مثل فرنسي: "خصام سلس يجدد الأشواق" ربما كان العنوان صادماً للمشاعر المرهفة ولكنى لا أتردد فى جرأة التناول، ولا أدعى أنى جريئة، فأنا أمينة فى القصد وربما كنت خجولة وإن كان الخجل فى هذه الأمور هو كارثة الكوارث. وسبب الخوض فى هذا الموضوع هو (دموع رشا) رشا فتاة محافظة من صعيد مصر، نشأت فى المنيا وتشبعت بأخلاق وعادات الصعايدة ومنها خجل البنت فى الأمور الحياتية، قبل أن تصبح عروساً وكانت قد تخرجت من آداب المنيا وفهمت أهمية الكشف على راغبى الزواج قبل الزواج وترددت كثيراً فى مصارحة خطيبها.. بالذهاب للكشف. وظلت محتفظة برغبتها ولكنها لم تفاتحه فكتبت له بضعة سطور تشى بالمطلوب على ورقة ودستها فى جيبه! من المؤكد أنه قرأها ولم يعلق على سطور رشا، بل إنه تجاهل الأمر تماماً، وصمتت رشا ورفضت أى مناقشة فى هذا الأمر، حتى والدتها لم تفاتحها.. أما والدها الموجه فى مدرسة ثانوية فكتمت عنه القصة وإلا سمعت ما لا يسرها، فنحن فى الصعيد، حيث ممنوع مناقشة أسرار البيوت حتى ولو كان العلم والطب يحرضان على ذلك.. وقررت رشا كمحاولة أخيرة أن تذهب لشيخ معمم هو والد إحدى صديقاتها وروت له الحكاية فقال لها: (مادام زوجك واثقاً من نفسه فاتكلى على الله) ردت رشا بثقة - احترمتها عليها - حين قالت: الاتكال على الله لا يمنع التأكد من موانع الزواج.. فقال الشيخ المعمم: "دماغك ناشفة". وتزوجت رشا ومر عام واثنان وثلاثة ولم "تحمل" رشا وصارت أسرتها قلقة والأم حائرة.. وأرادت رشا الدفاع عن زوجها فقالت للأسرة: ده قرارنا أنا وممدوح! لكن الكشف الصحيح عند الطبيب المتخصص بعد التحليلات الدقيقة أثبت أن الحيوانات المنوية تنزل ميتة، من هنا استحال الحمل ومعنى هذا أن رشا لن تكون أماً ولن تمارس أمومتها، هذه العاطفة النبيلة الإنسانية التى تحلم بها أى بنت على ظهر الأرض. وبكت رشا الليالى وانكفأت على أحزانها وأصابها الخرس فى مواجهة الأب والأم والصديقات! وظن الجميع أن (العيب) عيب رشا وأنه من غير المعقول أن يكون العيب لرجل صعيدى مكتمل الرجولة. من هنا أصرخ - بصدق - من هذا المنبر المتواضع بأهمية الكشف على صحة الزوج الجنسية، فليس الأمر متعلقاً بالقدرات الجنسية، إنما هو متعلق بالصحة الإنجابية. ماذا تفعل رشا؟ ساعدوها بآرائكم.