المحترفون الأجانب في الدوري المصري - نيجيريا الأكثر تمثيلا.. و4 قارات مختلفة    أسعار الذهب اليوم في مصر.. تراجع مفاجئ وعيار 21 يسجل رقمًا جديدًا وسط ترقب السوق    زيلينسكي: لا مؤشرات على استعداد روسيا لإنهاء الحرب    الاحتلال يعتدي على فلسطينيين ومتضامنين أجانب في خربة ابزيق شمال طوباس    برلين تدين الهجمات الإسرائيلية على الصحفيين في غزة    صفعة جديدة على وجه الاحتلال.. قرار صندوق الثروة السيادية النرويجى بسحب استثماراته من إسرائيل إشارة لتغير ميزان الموقف الأوروبى مستقبلا.. حظر الأسلحة على الكيان ضربة موجعة يجب استثمارها دوليا    "بلومبرغ": البيت الأبيض يدرس 3 مرشحين رئيسيين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي    حقيقة رفض الأهلي عودة وسام أبو علي حال فشل انتقاله إلى كولومبوس    المصري يتعاقد مع الظهير الأيسر الفرنسي كيليان كارسنتي    الأهلي مهدد بخسارة نجميه أمام فاركو    ديانج ينتظر موقفه مع ريبيرو ويؤجل ملف التجديد    الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات لأعضاء الرياضة في مصر ضمن الاستراتيجية القومية    تضم 14 متهما.. حبس شبكة دعارة داخل نادٍ صحي بالعجوزة    حجز عامل نظافة بتهمة التحرش بسيدة داخل مصعد في الشيخ زايد    دنيا سمير غانم: "أول مرة أقدم أكشن كوميدي وسعيدة بوجود كايلا"    د. آلاء برانية تكتب: الوعى الزائف.. مخاطر الشائعات على الثقة بين الدولة والمجتمع المصري    الآن رسميًا.. موعد فتح تقليل الاغتراب 2025 وطريقة التحويل بين الكليات والمعاهد    المحادثات الأمريكية الروسية تدفع الذهب لخسارة جميع مكاسبه    رسميًا بعد الانخفاض الجديد. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025    نجم الأهلي السابق: صفقات الزمالك الجديدة «فرز تاني».. وزيزو لا يستحق راتبه مع الأحمر    استبعاد مصطفى شوبير من تشكيل الأهلي أمام فاركو.. سيف زاهر يكشف مفاجأة    طلبات جديدة من ريبيرو لإدارة الأهلي.. وتقرير يكشف الأقرب للرحيل في يناير (تفاصيل)    مصطفى شلش يكتب: التحالف التركي- الباكستاني- الليبي    وسائل إعلام سورية: تحليق مروحي إسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة    متطرف هاجمته الخارجية المصرية.. 22 معلومة عن وزير مالية إسرائيل بتسلئيل سموتريتش    محكمة الأسرة ببني سويف تقضي بخلع زوجة: «شتمني أمام زملائي في عملي»    رئيس «الخدمات البيطرية»: هذه خطط السيطرة علي تكاثر كلاب الشوارع    تبين أنها ليست أنثى.. القبض على البلوجر «ياسمين» بتهمة نشر فيدوهات خادشة للحياء العام    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025    عليك التحكم في غيرتك.. حظك اليوم برج الدلو 12 أغسطس    أصالة تتوهج بالعلمين الجديدة خلال ساعتين ونصف من الغناء المتواصل    بدأت حياتها المهنية ك«شيف».. 15 معلومة عن لارا ترامب بعد صورتها مع محمد رمضان    استغلي موسمه.. طريقة تصنيع عصير عنب طبيعي منعش وصحي في دقائق    «مشروب المقاهي الأكثر طلبًا».. حضري «الزبادي خلاط» في المنزل وتمتعي بمذاق منعش    محمد سعيد محفوظ يروى قصة تعارفه على زوجته: رسائل من البلكونة وأغاني محمد فؤاد    أحاديث السياسة على ألسنة العامة    انتشال سيارة سقطت بالترعة الإبراهيمية بطهطا.. وجهود للبحث عن مستقليها.. فيديو    انقلاب مقطورة محملة بالرخام أعلى الطريق الأوسطى...صور    أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. دعم أوروبي للخطوات الأمريكية لوقف حرب أوكرانيا.. الأمم المتحدة: مستشفيات غزة تكتظ بالمرضى وسبل النجاة من المجاعة منعدمة.. واستشهاد 13 بينهم 8 من منتظري المساعدات    إطلاق منظومة التقاضى عن بعد فى القضايا الجنائية بمحكمة شرق الإسكندرية.. اليوم    التنسيق يكشف الخطوة التالية ل364946 ترشحوا بالمرحلتين الأولى والثانية 2025    حدث بالفن | حقيقة لقاء محمد رمضان ولارا ترامب وجورجينا توافق على الزواج من رونالدو    نظير عياد يستقبل مفتي القدس والديار الفلسطينية    كيفية شراء سيارة ملاكي من مزاد علني يوم 14 أغسطس    أخبار 24 ساعة.. 271 ألفا و980 طالبا تقدموا برغباتهم على موقع التنسيق الإلكترونى    8 سبتمبر نظر دعوى حظر تداول "جابابنتين" وضمه لجداول المخدرات    الشاي الأخضر.. مشروب مفيد قد يضر هذه الفئات    هل يشعر الموتى بالأحياء؟.. أمين الفتوى يجيب    4 تفسيرات للآية «وأما بنعمة ربك فحدث».. رمضان عبدالمعز يوضح    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    محافظ الأقصر يبحث رفع كفاءة الوحدات الصحية واستكمال المشروعات الطبية مع وفد الصحة    قيادات تعليم السويس تودّع المدير السابق بممر شرفي تكريمًا لجهوده    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ مساء غد    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    التعليم تصدر بيانا مهما بشأن تعديلات المناهج من رياض الأطفال حتى ثانية إعدادي    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    الصحة: 40 مليون خدمة مجانية في 26 يومًا ضمن «100 يوم صحة»    بعد تعنيفه لمدير مدرسة.. محافظ المنيا: توجيهاتي كانت في الأساس للصالح العام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هاني رمزي : لو لم أكن لاعباً لأصبحت قسيساً.. تمنيت السجود مع المنتخب
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 06 - 02 - 2010

حلم العمر تحول إلى صدمة العمر! هكذا أكدت نظرة المراهقات إلى اللاعب هانى رمزى عندما شاهدنه يقوم بالتثليث - رسم الصليب - قبل نزوله أرضية الملعب فى المباراة الافتتاحية لمصر فى كأس العالم 90
الصدمة الطفولية البريئة.. لا تخلو من دلالات شديدة الأهمية، قد تفسر اختفاء الأضواء والبريق عن اللاعب رغم كونه صاحب تجربة الاحتراف الأنجح فى أوروبا.صدمة المراهقات تمهد لحوار استثنائى على قدر تجربة اللاعب.. فعند هانى رمزى بداية الحدوتة.. لأنه المسيحى الوحيد الذى دافع عن ألوان المنتخب الوطنى.. وعنده، وعبر إجاباته نهايتها.. فعقدة الاضطهاد المسيحية موجودة فعلا، لكن فى العقول وليست فى أرجل اللاعبين!
كيف تجاوزت ديانتك واستطعت الالتحاق بالنادى الأهلى وأنت شبل صغير وهل واجهتك صعوبات فى ذلك ؟
- أنا من مواليد منطقة عابدين، ومن عائلة متوسطة، ومثل باقى الأطفال كنت ألعب الكرة فى الشارع، ولم يكن فى بالى أن ألتحق بأحد النوادى، إلا أن والدى قرر أن يذهب بى إلى اختبارات الناشئين بالنادى الأهلى حتى أمارس الكرة بعيدا عن الشارع خوفا علىَّ لأنى الابن الوحيد، ولم أجد صعوبة، وهذا السؤال لم يكن مطروحا أصلا!
ألم تتعرض لواقعة طائفية فى مشوارك؟
- كان عمرى وقتها 17 عاما، وكنت ضمن ناشئى الأهلى، جاءنى شخص بعد التدريب وقال لى إنى لاعب جيد وينتظرنى مستقبل كبير لكن ليس فى النادى الأهلى.. وكان الكلام صادما بالنسبة لى، خصوصا أنه أوضح أننى ستواجهنى صعوبات فى حالة تصعيدى للفريق الأول لكونى لاعبا مسيحيا، ونصحنى باستكمال مشوارى فى نادٍ آخر ليس فيه هذا التعصب، وللحقيقة رغم أنى لم أقابل أى تعصب، لكنى تأثرت بكلام الرجل، ورجعت للبيت أحكى لوالدى ما جرى وانقطعت عن التدريبات أسبوعا كاملا حتى أن كابتن أنور سلامة - مدربى وقتها - اتصل بوالدى يستفسر عن غيابى،
وعندما سمع بما جرى طمأن والدى وقال له هذا كلام مش مظبوط وفى أثناء فترة انقطاعى عن التدريب زارنى هذا الرجل وعرض على الانتقال إلى نادى الترسانة وهو ما رفضه أبى، وطلب منى التركيز فى مستقبلى الدراسى، والأكثر أن كثيرا من مسئولى الأهلى طمأنوا والدى ونفوا تماما صحة كلام هذا الرجل، وقالوا له: لو هانى متضايق من حاجة يقول وهذا الكلام مش موجود فى النادى الأهلى وعدت لتدريباتى ومن وقتها لم يحدث شىء مشابه!
هل أنت مسيحى متدين ؟!
- الحمد لله
إلى أى مدى تصل درجة تدينك ؟
- أؤدى الفروض الأساسية مثل الصوم والصلاة، لكنى لست متدينا لدرجة أن أواظب على الكنيسة أسبوعيا، لكن أتردد عليها كثيرا، وقرأت الإنجيل كاملا وأحفظ بعض المزامير!
فى أى كنيسة تصلى ؟
- كنيسة كليوباترا فى مصر الجديدة .
هل قابلت البابا شنودة ؟
- كثيرا
هل لهذه اللقاءات علاقة بتقديم شكاوى له فى أمور ما ؟
- إطلاقا، كنت أذهب إليه لأخذ البركة، وكان قداسته يرشدنى روحيا، وهو فى بعض الأحيان كان يحب كرة القدم ويسمع عن هانى رمزى وكان يقول لى عامل إيه ؟ ويسأل عن أحوالى ويشجعنى لأنى اللاعب المسيحى الوحيد، وكان أيضا يستفسر عما إذا كنت تعرضت لمضايقات وعندما كنت أقول له لا.. يقول لى لأنك كويس وكل الناس بتحبك!
لماذا لم يظهر لاعب مسيحى من بعدك؟
- فى جيلى كان هناك لاعب مسيحى جيد اسمه عز صليب وكان يلعب لنادى الزمالك، ويبدو أنه أصيب مبكرا أو لم يكمل لأسباب خاصة لكن غير ذلك لم يكن هناك غيرى!
وهل يعزف المسيحيون عن ممارسة الرياضة عموما وكرة القدم بشكل خاص ؟
- فى السنوات العشر الأخيرة، هناك اعتقاد عند العائلات المسيحية أن أى طفل مسيحى موهوب فى الكرة سوف يرسب فى اختبارات الأندية!
وكيف ترسخت هذه الفكرة، رغم عدم وجود سوابق لها ؟
- ربما لأنى اللاعب المسيحى الأوحد الذى مثل منتخب مصر، كما أن هناك بعض المضايقات من بعض الأفراد فى الأندية، وخصوصا لو كان الولد له اسم مسيحى مميز مثل جرجس.. ويقابلنى أولياء أمور ويشكون لى أن أولادهم عند مرحلة معينة فى الاختبارات يتم استبعادهم!
وماذا كان ردك عليهم ؟
- دائما أقول أن هذا ليس قاعدة ولكن استثناء.. وفى رأيى أن بعض المدربين والإداريين متعصبون، كما أن العائلات المسيحية لديها قناعة أن أولادهم لن يستمروا لكونهم مسيحيين!
ألم تحاول أن تتدخل وتساعد بعضهم بعلاقاتك ؟
- هناك أندية وملاعب فى الكنائس ، وحين أقابل لاعبا موهوبا أنصحه بالالتحاق بأحد الأندية فيكون رد الولد أنا كده كده مش هايخدونى.. ورغم أنى أعرض عليهم المساعدة لكنى لا أقبل ذلك، ولا أحبه، فالمفروض أن يكون لدى الولد ثقة فى نفسه وأقول له اذهب وجرب، لكن للأسف الأولاد يصدقون أهلهم وهذا عيب فى تنشئتهم!
هل تقصد التنشئة الكنسية؟!
- بالضبط، أنا كنت ألعب الكرة فى نادى الكنيسة وأنا طفل، وكنت مواظبا على حضور مدارس الأحد والدروس الدينية، بل الأكثر أننى كنت ضمن فريق إعداد الخدام، وذلك حتى أتهيأ لأكون شماسا، فكاهنا وقسيسا.. ومشكلتنا أن الكنيسة أصبحت بالنسبة لنا هى الحكومة والدولة البديلة.. وهذا من الممكن أن يكون مفيدا ومطلوبا فى الجزء الروحى والدينى لكنه غير مطلوب ولا مفيد فى الجانب الاجتماعى الرياضى والسياسى، وغالبا ما كنت أسمع نصائح بعدم الاختلاط لأنه مؤذٍ، وهذه أزمة الخطاب الدينى الإسلامى والمسيحى فى مصر!
فى تاريخك الكروى الطويل فى الملاعب كيف رأيت أول سجدة فى مباراة كرة قدم وكانت لمن ؟
- أتذكر أنها كانت لجمال عبدالحميد فى إحدى المباريات وكان يقلد فيها مارادونا وقتها، رغم أن النجم الأرجنتينى كان يركع لكن جمال أكملها كسجدة.. وهذا لم يكن منتشراً فى جيلى وحتى وقت ابتعادى عن المنتخب فى 2003 وإن كانت تحدث نادرا.. ففى كأس الأمم الإفريقية 1998 ببوركينا فاسو وأثناء الضربات الترجيحية فى مباراة كوت دى فوار قمت بالتثليث بعد إحرازى ضربتى الترجيحية ثم جاء الدور على حازم إمام فى الضربة الأخيرة التى فزنا بها وقام بالسجود بعدها وكنت أول من يحمله بعد قيامه من السجدة!
متى كانت أول مرة تقوم فيها بالتثليث؟
- دائما ما أقوم برسم الصليب قبل نزولى لأى مباراة، لكن فى مباراة مصر وهولندا فى كأس العالم 90 جاءت الكاميرا علىّ وأنا أنزل أرض الملعب وأنا أقوم بالتثليث، وكان الكثيرون لا يعلمون أنى مسيحى، خصوصا وأن اسمى هانى رمزى جودة جاد الله ولم يكن يدل على ديانتى وبعد عودتى من كأس العالم كان لأول مرة يتم سؤالى عن ديانتى!
هل يضايقك أن ترى زميلك المسلم يسجد فى الملعب ؟
- بالعكس، أنا شايف إنك لازم تشكر ربنا لأنه وفقك وكلل مجهوداتك سواء كنت مسلما أو مسيحيا!
لكن البعض يرى أنه تمييز دينى وفعل طائفى فى ملعب رياضى ؟
- أقول لك لو أنى كنت مع لاعبى المنتخب الوطنى لكنت سجدت معهم، لأن عندنا فى المسيحية هناك سجود، والأمر ليس حصريا فى الديانة الإسلامية وعندنا نسميه المطانية، لكن فى الغرب لا يعرفون مفهوم ومعنى السجود مثل الصحفى الإيطالى الذى اتهم اتحاد الكرة وحسن شحاتة باضطهاد اللاعبين الأقباط.. والسؤال أين هم اللاعبون الأقباط أصلا حتى يختار منهم المدير الفنى ؟!
كيف كنت تشارك زملاءك فى الأهلى والمنتخب لحظات قراءة الفاتحة وهل كنت ترددها معهم ؟
- أنا أحفظ الفاتحة تماما مثل المسلمين، فحين كنت طالبا فى المرحلة الابتدائية كان غالبا ما تغيب مدرسة الدين المسيحى فكنت أحضر حصة الدين الإسلامى، ولما كان يفشل الطلبة المسلمون فى تسميع الفاتحة، كان المدرس يطلب منى ترديدها على سبيل الدعابة، وعندما نتجمع قبل المباراة كان يقودنا ربيع ياسين فى المنتخب، ويشاركه طارق خليل فى الأهلى، ونبدأ بعملية تشجيع وتحميس ثم تلاوة الفاتحة، وأنا أقرأ الفاتحة المسيحية وهى سورة صغيرة من الإنجيل، أما الأدعية التى تتلو الفاتحة فكنت أرددها مع كل اللاعبين!
هل ارتداؤك للصليب فى الملعب إعلان عن هويتك الدينية ؟!
على الإطلاق، فأنا أرتدى الصليب منذ كنت لاعبا فى الأهلى واستمر معى وأنا محترف للتبرك به وليس إعلان الهوية بدليل أنه فى أحيانا كثيرة يكون فى سلسلة قصيرة ولا يظهر أصلا!
تردد أن تجربتك الاحترافية الأنجح لكونك مسيحيا ولا تجد مشكلة فى التعايش بالمجتمعات الأوروبية فيما يخص الحرية الجنسية وتناول الخمور ولحم الخنزير؟
- وهل هذه الأمور موجودة فى أوروبا فقط؟! كما أن هذه الأمور محرمة فى المسيحية وباقى الأديان كما فى الإسلام.. وأنا سمعت هذا الكلام غير الحقيقى.. لأن الاحتراف لا دين له.. أنا عشت مع لاعبين مسلمين فى أوروبا ومنهم لاعب ألبانى اسمه إيجى تارا وكان متدينا وملتزما فى الصلاة والصوم وانتقل من ألمانيا ليلعب فى AC Roma وحاليا يعمل المدير الإدارى لفريق لاتسيو الإيطالى.
فى رأيك هل سبب ترديد ذلك فشل زملائك فى تجارب احترافهم؟
- بالفعل هناك من يردد ذلك لفشله فى التأقلم، فكيف تحترف وأنت لا تجيد اللغة؟!.. وكيف تتعامل مع الناس؟! فالطبيعى أن تشعر بالغربة وتفضل العودة، لكن فى أوروبا يحترمون أن تصلى وتؤدى فروضك مادمت تؤدى فى الملعب!
هل التأخر فى تسميتك كمدير فنى للمنتخب الأوليمبى يعود لكونك مسيحيا؟
- بعض القريبين منى قالوا لى وقتها ذلك، وأن المنصب لن يأتينى لكونى قبطيا، وأنا كان عندى اعتراض على هذه المقولة، وقلت لهم إنى لست مضطهدا، وواخد وضعى فى بلدى، وأن مجرد ترشيحى لهذا المنصب ينفى هذه الصورة أساسا!
إذن ما سبب التأخير؟
- لأن هناك اعتراضا على ترشيحى من بعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة بسبب تقارير عن مسئوليتى عن إخفاق منتخب الشباب فى كأس العالم للشباب.. فكانت مناقشاتهم فى نواح فنية وليس للأمر علاقة بالدين!
ذلك يجرنا للحديث عن منتخب الشباب وما تردد عن إخفاقه بسبب خروج اللاعبين من تحت عباءة ربيع ياسين الدينية، بعد أن تم اختيارك مكانه؟!
- أنا معترض على ربط الدين بالرياضة، وأرفض فكرة أن الإنسان المتدين الملتزم لابد أن يكون ناجحا رياضيا، فهذا جزء من المعادلة وليس الأساس، لأنه لو أن هذا الكلام صحيح لكانت مصر والسعودية وحتى إسرائيل موجودة دائما فى كأس العالم!
بماذا تفسر نجاح المنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الأفريقية؟
- سر نجاح المنتخب المصرى جماعية الأداء والالتزام بالنواحى التكتيكية، أما الالتزام فينعكس على أداء اللاعب داخل المستطيل الأخضر، كذلك علاقة اللاعبين ببعضهم وعلاقتهم بالطاقم الفنى.
بعد إطلاق يدك فى المنتخب الأوليمبى ما مرجعياتك لاختيار اللاعبين؟
- سوف أعود لما قاله كابتن حسن شحاتة، الاختيار فى الأساس للاعب الملتزم، لكنهم فسروها التزاما دينيا فقط، لكنى أريد اللاعب الملتزم خلقيا وسلوكيا وعلاقاته بزملائه، وكذلك تدينه لكن لن تأتى فى مقدمة اختياراتى!
وماذا عن الفنيات والمهارات؟!
- فى رأيى لو كان أمامى لاعب إمكاناته الفنية 50٪ والتزامه داخل الملعب وخارجه بنسبة 50٪ أضمه على الفور، لكن لا أضم لاعبا مستواه الفنى 80٪ وغير ملتزم!
فى تجاربك كمدرب مع إنبى ومنتخب الشباب.. هل وجدت حساسية فى التعامل معك كمدرب مسيحى؟
- بالفعل كان ذلك موجودا، خصوصا فى نادى إنبى كان هناك بعض اللاعبين بينى وبينهم فجوة لأنهم تصوروا أن تدينهم والتزامهم ستكون عليه علامات استفهام من جانبى، وكان دورى أن أقوم أنا بالتقرب منهم والكلام معهم، وفوجئوا بتشجيعى لهم، بل حثهم على ضم زملائهم لأنه فى رأيى الصلاة نوع من أنواع الاتزان النفسى بغض النظر عن كون اللاعب مسلما أو مسيحيا.
وهل وجدت الأمر نفسه فى اتحاد الكرة؟!
- موجود وأشعر به، لكن من شخص واحد تقريبا وهو أمر لا يؤثر فىّ!
ماذا عن طموحاتك؟
- أولا التأهل لأوليمبياد 2012 ثم أن أرى نفسى مديرا فنيا لمنتخب مصر الأول.
هل ترى أن دينك عقبة أمام تحقيق ذلك؟
- لا أرى كونى مسيحيا عقبة فى ذلك، فالكفاءة التى تحكم فى نهاية الأمر.
هل العقلية المصرية تستوعب ذلك حاليا؟
- أتصور أنها تحسنت، ومادمت مجتهدا وكفؤاً فسوف يكون لك مكان، وأعتقد أنهم سوف يساندوننى!
وإذا لم يحدث ذلك هل ستسافر؟
- هذا التفكير يراودنى.
هل يمكن تسميته لجوءا رياضيا؟
- على الإطلاق، هذا نوع من أنواع الطموح، وأفكر فى تحقيق ذاتى فى ناد ألمانى أو سويسرى أو إيطالى، ودخول سوق المدربين الأوروبية هو الأصعب على الإطلاق!
هل زوجتك الإيطالية تتحدث معك فى قضايا الطائفية، وكيف استقبلت حادثة نجع حمادى؟
- هى موجودة فى إيطاليا، وعائلتها اتصلت بى لتطمئن علىّ، لأن الأمور وصلت لهم بشكل مفزع، وتصوروا أنها مذابح لكل المسيحيين فى مصر، وطمأنتهم.. وزوجتى وعائلتها يحبون مصر ويحرصون على زيارتها!
هل هى لاتزال كاثوليكية؟
- تحولت إلى الأرثوذكسية عند زواجى منها، وهى من عائلة محافظة، وتزوجتها فى لحظة كنت أنوى فيها الاستقرار بشكل دائم فى أوروبا، فهى إيطالية بمواصفات مصرية، وسبق لى أن قمت بخطبة فتاتين مصريتين إحداهما أرمنية، ونظرا لوجودى فى الخارج لفترات طويلة لم يتم بيننا التفاهم!
بنسبة كام فى المائة تعتبر ابنك فابيو مصريا؟
- هو إيطالى بنسبة 70٪ ومصرى بنسبة 30٪، وذلك لكونه أغلب الوقت مع والدته فى إيطاليا، وأنا أحاول أن أعادل الأمر وأقوم بتربيته على الطريقة الشرقية.
هل يمارس كرة القدم؟
- هو يشجع فريق ميلان، عمره 8 سنوات ويلعب حاليا فى فريق بسانو بإيطاليا ويقولون إن لديه موهبة!
هل تفضل أن يمثل منتخب مصر أو إيطاليا إذا كان له مستقبل فى كرة القدم؟
- منتخب مصر.
لماذا؟
- حتى يكون امتدادا لى ولمشوارى!
ألم تفكر فى استغلال شهرتك فى لعبة السياسة والترشح لانتخابات برلمانية كما فعلها حسام حسن وشوبير؟
- الحقيقة أن أهالى عابدين طلبوا ذلك منى، وأغلبهم من المسلمين، والحقيقة أننى لا أفهم السياسية، ولكننى أود أن أخدم الناس، وأفكر جديا فى الأمر فى الدورة البرلمانية المقبلة!
هل ستخوضها على قائمة أى من الأحزاب؟
- سوف أخوضها مستقلا!؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.