جامعة الأقصر تفتتح مركزًا للطلاب ذوي الإعاقة    وزير الأوقاف: نسعى لاستعادة خطابنا الديني ممن يحاول اختطافه    جامعة الزقازيق تتقدم 46 مركزا بالتصنيف العالمي CWUR لعام 2024    تفاصيل التاكسى الكهربائى بالعاصمة الإدارية المقرر تشغيله غدا    إنفوجراف| 5 معلومات عن السيارات الكهربائية في مصر    .. ومازالت أمريكا- لا ترى-!!    الجنائية الدولية تصدر قرارا من الجنائية الدولية بشأن ليبيا    قائمة بيراميدز – تواجد أحمد الشناوي لمواجهة سيراميكا كليوباترا    كان راجع من الدرس.. مصرع طالب ثانوي في حادث تصادم بالفيوم    ضبط شخص بالمنوفية لقيامه بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب    ميريل ستريب وجوليت بينوش على السجادة الحمراء لمهرجان كان ال77 (صور)    تعرف على القطع الأثرية المميزة لشهر مايو بالمتاحف.. صور    رئيس «تليفزيون فلسطين» بالقاهرة: الإعلام المصري لعب دوراً كبيراً في نقل قضيتنا للعالم (حوار)    الزعيم يضىء شاشات العرب| احتفالية سينمائية بأعمال عادل إمام    أمين الفتوى يوضح متى يجب على المسلم أداء فريضة الحج؟    وزير الصحة يزور مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»    وزير الصحة يشيد بالدمج بين الخدمات الطبية والتكنولوجيا المتطورة بمستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»    أسهل طريقة لعمل الكرواسون بالجبنة في المنزل.. وجبة خفيفة للفطار والعشاء    قبل البيرة ولا بعدها؟..تعليق علاء مبارك على انسحاب يوسف زيدان من تكوين    بعد تصدره مؤشر جوجل.. أعمال كريم قاسم الفنية    الأربعاء.. انطلاق فعاليات الدورة الثانية لمعرض زايد لكتب الأطفال    بعد تصدرها التريند.. ما هي آخر أعمال نسرين طافش؟    مفاجأة كبرى.. ديبالا في مدريد هذا الصيف    الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته على إيران بسبب روسيا    جيش الاحتلال ينشر خريطة يطالب فيها سكان أحياء بشمال غرب غزة بالإخلاء    تنظيم 10 ندوات لمناقشة المشكلات المجتمعية المرتبطة بالقضية السكانية في شمال سيناء    بعد تصدرها التريند.. تعرف على آخر أعمال فريدة سيف النصر    جامعة كفرالشيخ تتقدم 132 مركزا عالميا في التصنيف الأكاديمي CWUR    محافظ أسوان يكلف نائبته بالمتابعة الميدانية لمعدلات تنفيذ الصروح التعليمية    محافظ القاهرة يبحث مع وزير الرياضة عددا من ملفات العمل المشترك    شعبة الأدوية: الشركات تتبع قوعد لاكتشاف غش الدواء وملزمة بسحبها حال الاكتشاف    مصرع شخص غرقاً فى مياه نهر النيل بأسوان    هيئة الأرصاد الجوية تحذر من اضطراب الملاحة وسرعة الرياح في 3 مناطق غدا    «على قد الإيد».. أبرز الفسح والخروجات لقضاء «إجازة الويك اند»    حيوان يثير الرعب.. الحكم على 3 مُدانين بقتل شاب في بورسعيد    أشرف عطية يتفقد الأعمال الجارية بمشروع محور بديل خزان أسوان الحر    "العيد فرحة".. موعد عيد الأضحى 2024 المبارك وعدد أيام الاجازات الرسمية وفقًا لمجلس الوزراء    «الزراعة»: مشروع مستقبل مصر تفكير خارج الصندوق لتحقيق التنمية    الشيبي يظهر في بلو كاست للرد على أزمة الشحات    برلماني: مصر قادرة على الوصول ل50 مليون سائح سنويا بتوجيهات الرئيس    انعقاد مؤتمر الأوقاف الدولي الخامس والثلاثين.. أغسطس القادم    العراق يؤكد استمرار دعم "الأونروا" لتخفيف معاناة الفلسطينيين    «صحة النواب» توصي بزيادت مخصصات «العلاج على نفقة الدولة» 2 مليار جنيه    طالب يضرب معلمًا بسبب الغش بالغربية.. والتعليم: إلغاء امتحانه واعتباره عام رسوب    دعاء للميت في ذي القعدة.. تعرف على أفضل الصيغ له    «الداخلية»: ضبط 25 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    «أبوالغيط»: مشاعر الانتقام الأسود تمكنت من قادة الاحتلال    رسميا مانشستر يونايتد يعلن رحيل نجم الفريق نهاية الموسم الحالي    وزير الدفاع البريطاني: لن نحاول إجبار أوكرانيا على قبول اتفاق سلام مع روسيا    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    مصر تدين الهجوم الإرهابى بمحافظة صلاح الدين بالعراق    مفتي الجمهورية يتوجه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى كايسيد للحوار العالمى..    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    موقف الخطيب من رئاسة بعثة الأهلي في نهائي دوري أبطال افريقيا    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين 25%    الإسكان: الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانا بمدينة حدائق أكتوبر    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هاني رمزي : لو لم أكن لاعباً لأصبحت قسيساً.. تمنيت السجود مع المنتخب
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 06 - 02 - 2010

حلم العمر تحول إلى صدمة العمر! هكذا أكدت نظرة المراهقات إلى اللاعب هانى رمزى عندما شاهدنه يقوم بالتثليث - رسم الصليب - قبل نزوله أرضية الملعب فى المباراة الافتتاحية لمصر فى كأس العالم 90
الصدمة الطفولية البريئة.. لا تخلو من دلالات شديدة الأهمية، قد تفسر اختفاء الأضواء والبريق عن اللاعب رغم كونه صاحب تجربة الاحتراف الأنجح فى أوروبا.صدمة المراهقات تمهد لحوار استثنائى على قدر تجربة اللاعب.. فعند هانى رمزى بداية الحدوتة.. لأنه المسيحى الوحيد الذى دافع عن ألوان المنتخب الوطنى.. وعنده، وعبر إجاباته نهايتها.. فعقدة الاضطهاد المسيحية موجودة فعلا، لكن فى العقول وليست فى أرجل اللاعبين!
كيف تجاوزت ديانتك واستطعت الالتحاق بالنادى الأهلى وأنت شبل صغير وهل واجهتك صعوبات فى ذلك ؟
- أنا من مواليد منطقة عابدين، ومن عائلة متوسطة، ومثل باقى الأطفال كنت ألعب الكرة فى الشارع، ولم يكن فى بالى أن ألتحق بأحد النوادى، إلا أن والدى قرر أن يذهب بى إلى اختبارات الناشئين بالنادى الأهلى حتى أمارس الكرة بعيدا عن الشارع خوفا علىَّ لأنى الابن الوحيد، ولم أجد صعوبة، وهذا السؤال لم يكن مطروحا أصلا!
ألم تتعرض لواقعة طائفية فى مشوارك؟
- كان عمرى وقتها 17 عاما، وكنت ضمن ناشئى الأهلى، جاءنى شخص بعد التدريب وقال لى إنى لاعب جيد وينتظرنى مستقبل كبير لكن ليس فى النادى الأهلى.. وكان الكلام صادما بالنسبة لى، خصوصا أنه أوضح أننى ستواجهنى صعوبات فى حالة تصعيدى للفريق الأول لكونى لاعبا مسيحيا، ونصحنى باستكمال مشوارى فى نادٍ آخر ليس فيه هذا التعصب، وللحقيقة رغم أنى لم أقابل أى تعصب، لكنى تأثرت بكلام الرجل، ورجعت للبيت أحكى لوالدى ما جرى وانقطعت عن التدريبات أسبوعا كاملا حتى أن كابتن أنور سلامة - مدربى وقتها - اتصل بوالدى يستفسر عن غيابى،
وعندما سمع بما جرى طمأن والدى وقال له هذا كلام مش مظبوط وفى أثناء فترة انقطاعى عن التدريب زارنى هذا الرجل وعرض على الانتقال إلى نادى الترسانة وهو ما رفضه أبى، وطلب منى التركيز فى مستقبلى الدراسى، والأكثر أن كثيرا من مسئولى الأهلى طمأنوا والدى ونفوا تماما صحة كلام هذا الرجل، وقالوا له: لو هانى متضايق من حاجة يقول وهذا الكلام مش موجود فى النادى الأهلى وعدت لتدريباتى ومن وقتها لم يحدث شىء مشابه!
هل أنت مسيحى متدين ؟!
- الحمد لله
إلى أى مدى تصل درجة تدينك ؟
- أؤدى الفروض الأساسية مثل الصوم والصلاة، لكنى لست متدينا لدرجة أن أواظب على الكنيسة أسبوعيا، لكن أتردد عليها كثيرا، وقرأت الإنجيل كاملا وأحفظ بعض المزامير!
فى أى كنيسة تصلى ؟
- كنيسة كليوباترا فى مصر الجديدة .
هل قابلت البابا شنودة ؟
- كثيرا
هل لهذه اللقاءات علاقة بتقديم شكاوى له فى أمور ما ؟
- إطلاقا، كنت أذهب إليه لأخذ البركة، وكان قداسته يرشدنى روحيا، وهو فى بعض الأحيان كان يحب كرة القدم ويسمع عن هانى رمزى وكان يقول لى عامل إيه ؟ ويسأل عن أحوالى ويشجعنى لأنى اللاعب المسيحى الوحيد، وكان أيضا يستفسر عما إذا كنت تعرضت لمضايقات وعندما كنت أقول له لا.. يقول لى لأنك كويس وكل الناس بتحبك!
لماذا لم يظهر لاعب مسيحى من بعدك؟
- فى جيلى كان هناك لاعب مسيحى جيد اسمه عز صليب وكان يلعب لنادى الزمالك، ويبدو أنه أصيب مبكرا أو لم يكمل لأسباب خاصة لكن غير ذلك لم يكن هناك غيرى!
وهل يعزف المسيحيون عن ممارسة الرياضة عموما وكرة القدم بشكل خاص ؟
- فى السنوات العشر الأخيرة، هناك اعتقاد عند العائلات المسيحية أن أى طفل مسيحى موهوب فى الكرة سوف يرسب فى اختبارات الأندية!
وكيف ترسخت هذه الفكرة، رغم عدم وجود سوابق لها ؟
- ربما لأنى اللاعب المسيحى الأوحد الذى مثل منتخب مصر، كما أن هناك بعض المضايقات من بعض الأفراد فى الأندية، وخصوصا لو كان الولد له اسم مسيحى مميز مثل جرجس.. ويقابلنى أولياء أمور ويشكون لى أن أولادهم عند مرحلة معينة فى الاختبارات يتم استبعادهم!
وماذا كان ردك عليهم ؟
- دائما أقول أن هذا ليس قاعدة ولكن استثناء.. وفى رأيى أن بعض المدربين والإداريين متعصبون، كما أن العائلات المسيحية لديها قناعة أن أولادهم لن يستمروا لكونهم مسيحيين!
ألم تحاول أن تتدخل وتساعد بعضهم بعلاقاتك ؟
- هناك أندية وملاعب فى الكنائس ، وحين أقابل لاعبا موهوبا أنصحه بالالتحاق بأحد الأندية فيكون رد الولد أنا كده كده مش هايخدونى.. ورغم أنى أعرض عليهم المساعدة لكنى لا أقبل ذلك، ولا أحبه، فالمفروض أن يكون لدى الولد ثقة فى نفسه وأقول له اذهب وجرب، لكن للأسف الأولاد يصدقون أهلهم وهذا عيب فى تنشئتهم!
هل تقصد التنشئة الكنسية؟!
- بالضبط، أنا كنت ألعب الكرة فى نادى الكنيسة وأنا طفل، وكنت مواظبا على حضور مدارس الأحد والدروس الدينية، بل الأكثر أننى كنت ضمن فريق إعداد الخدام، وذلك حتى أتهيأ لأكون شماسا، فكاهنا وقسيسا.. ومشكلتنا أن الكنيسة أصبحت بالنسبة لنا هى الحكومة والدولة البديلة.. وهذا من الممكن أن يكون مفيدا ومطلوبا فى الجزء الروحى والدينى لكنه غير مطلوب ولا مفيد فى الجانب الاجتماعى الرياضى والسياسى، وغالبا ما كنت أسمع نصائح بعدم الاختلاط لأنه مؤذٍ، وهذه أزمة الخطاب الدينى الإسلامى والمسيحى فى مصر!
فى تاريخك الكروى الطويل فى الملاعب كيف رأيت أول سجدة فى مباراة كرة قدم وكانت لمن ؟
- أتذكر أنها كانت لجمال عبدالحميد فى إحدى المباريات وكان يقلد فيها مارادونا وقتها، رغم أن النجم الأرجنتينى كان يركع لكن جمال أكملها كسجدة.. وهذا لم يكن منتشراً فى جيلى وحتى وقت ابتعادى عن المنتخب فى 2003 وإن كانت تحدث نادرا.. ففى كأس الأمم الإفريقية 1998 ببوركينا فاسو وأثناء الضربات الترجيحية فى مباراة كوت دى فوار قمت بالتثليث بعد إحرازى ضربتى الترجيحية ثم جاء الدور على حازم إمام فى الضربة الأخيرة التى فزنا بها وقام بالسجود بعدها وكنت أول من يحمله بعد قيامه من السجدة!
متى كانت أول مرة تقوم فيها بالتثليث؟
- دائما ما أقوم برسم الصليب قبل نزولى لأى مباراة، لكن فى مباراة مصر وهولندا فى كأس العالم 90 جاءت الكاميرا علىّ وأنا أنزل أرض الملعب وأنا أقوم بالتثليث، وكان الكثيرون لا يعلمون أنى مسيحى، خصوصا وأن اسمى هانى رمزى جودة جاد الله ولم يكن يدل على ديانتى وبعد عودتى من كأس العالم كان لأول مرة يتم سؤالى عن ديانتى!
هل يضايقك أن ترى زميلك المسلم يسجد فى الملعب ؟
- بالعكس، أنا شايف إنك لازم تشكر ربنا لأنه وفقك وكلل مجهوداتك سواء كنت مسلما أو مسيحيا!
لكن البعض يرى أنه تمييز دينى وفعل طائفى فى ملعب رياضى ؟
- أقول لك لو أنى كنت مع لاعبى المنتخب الوطنى لكنت سجدت معهم، لأن عندنا فى المسيحية هناك سجود، والأمر ليس حصريا فى الديانة الإسلامية وعندنا نسميه المطانية، لكن فى الغرب لا يعرفون مفهوم ومعنى السجود مثل الصحفى الإيطالى الذى اتهم اتحاد الكرة وحسن شحاتة باضطهاد اللاعبين الأقباط.. والسؤال أين هم اللاعبون الأقباط أصلا حتى يختار منهم المدير الفنى ؟!
كيف كنت تشارك زملاءك فى الأهلى والمنتخب لحظات قراءة الفاتحة وهل كنت ترددها معهم ؟
- أنا أحفظ الفاتحة تماما مثل المسلمين، فحين كنت طالبا فى المرحلة الابتدائية كان غالبا ما تغيب مدرسة الدين المسيحى فكنت أحضر حصة الدين الإسلامى، ولما كان يفشل الطلبة المسلمون فى تسميع الفاتحة، كان المدرس يطلب منى ترديدها على سبيل الدعابة، وعندما نتجمع قبل المباراة كان يقودنا ربيع ياسين فى المنتخب، ويشاركه طارق خليل فى الأهلى، ونبدأ بعملية تشجيع وتحميس ثم تلاوة الفاتحة، وأنا أقرأ الفاتحة المسيحية وهى سورة صغيرة من الإنجيل، أما الأدعية التى تتلو الفاتحة فكنت أرددها مع كل اللاعبين!
هل ارتداؤك للصليب فى الملعب إعلان عن هويتك الدينية ؟!
على الإطلاق، فأنا أرتدى الصليب منذ كنت لاعبا فى الأهلى واستمر معى وأنا محترف للتبرك به وليس إعلان الهوية بدليل أنه فى أحيانا كثيرة يكون فى سلسلة قصيرة ولا يظهر أصلا!
تردد أن تجربتك الاحترافية الأنجح لكونك مسيحيا ولا تجد مشكلة فى التعايش بالمجتمعات الأوروبية فيما يخص الحرية الجنسية وتناول الخمور ولحم الخنزير؟
- وهل هذه الأمور موجودة فى أوروبا فقط؟! كما أن هذه الأمور محرمة فى المسيحية وباقى الأديان كما فى الإسلام.. وأنا سمعت هذا الكلام غير الحقيقى.. لأن الاحتراف لا دين له.. أنا عشت مع لاعبين مسلمين فى أوروبا ومنهم لاعب ألبانى اسمه إيجى تارا وكان متدينا وملتزما فى الصلاة والصوم وانتقل من ألمانيا ليلعب فى AC Roma وحاليا يعمل المدير الإدارى لفريق لاتسيو الإيطالى.
فى رأيك هل سبب ترديد ذلك فشل زملائك فى تجارب احترافهم؟
- بالفعل هناك من يردد ذلك لفشله فى التأقلم، فكيف تحترف وأنت لا تجيد اللغة؟!.. وكيف تتعامل مع الناس؟! فالطبيعى أن تشعر بالغربة وتفضل العودة، لكن فى أوروبا يحترمون أن تصلى وتؤدى فروضك مادمت تؤدى فى الملعب!
هل التأخر فى تسميتك كمدير فنى للمنتخب الأوليمبى يعود لكونك مسيحيا؟
- بعض القريبين منى قالوا لى وقتها ذلك، وأن المنصب لن يأتينى لكونى قبطيا، وأنا كان عندى اعتراض على هذه المقولة، وقلت لهم إنى لست مضطهدا، وواخد وضعى فى بلدى، وأن مجرد ترشيحى لهذا المنصب ينفى هذه الصورة أساسا!
إذن ما سبب التأخير؟
- لأن هناك اعتراضا على ترشيحى من بعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة بسبب تقارير عن مسئوليتى عن إخفاق منتخب الشباب فى كأس العالم للشباب.. فكانت مناقشاتهم فى نواح فنية وليس للأمر علاقة بالدين!
ذلك يجرنا للحديث عن منتخب الشباب وما تردد عن إخفاقه بسبب خروج اللاعبين من تحت عباءة ربيع ياسين الدينية، بعد أن تم اختيارك مكانه؟!
- أنا معترض على ربط الدين بالرياضة، وأرفض فكرة أن الإنسان المتدين الملتزم لابد أن يكون ناجحا رياضيا، فهذا جزء من المعادلة وليس الأساس، لأنه لو أن هذا الكلام صحيح لكانت مصر والسعودية وحتى إسرائيل موجودة دائما فى كأس العالم!
بماذا تفسر نجاح المنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الأفريقية؟
- سر نجاح المنتخب المصرى جماعية الأداء والالتزام بالنواحى التكتيكية، أما الالتزام فينعكس على أداء اللاعب داخل المستطيل الأخضر، كذلك علاقة اللاعبين ببعضهم وعلاقتهم بالطاقم الفنى.
بعد إطلاق يدك فى المنتخب الأوليمبى ما مرجعياتك لاختيار اللاعبين؟
- سوف أعود لما قاله كابتن حسن شحاتة، الاختيار فى الأساس للاعب الملتزم، لكنهم فسروها التزاما دينيا فقط، لكنى أريد اللاعب الملتزم خلقيا وسلوكيا وعلاقاته بزملائه، وكذلك تدينه لكن لن تأتى فى مقدمة اختياراتى!
وماذا عن الفنيات والمهارات؟!
- فى رأيى لو كان أمامى لاعب إمكاناته الفنية 50٪ والتزامه داخل الملعب وخارجه بنسبة 50٪ أضمه على الفور، لكن لا أضم لاعبا مستواه الفنى 80٪ وغير ملتزم!
فى تجاربك كمدرب مع إنبى ومنتخب الشباب.. هل وجدت حساسية فى التعامل معك كمدرب مسيحى؟
- بالفعل كان ذلك موجودا، خصوصا فى نادى إنبى كان هناك بعض اللاعبين بينى وبينهم فجوة لأنهم تصوروا أن تدينهم والتزامهم ستكون عليه علامات استفهام من جانبى، وكان دورى أن أقوم أنا بالتقرب منهم والكلام معهم، وفوجئوا بتشجيعى لهم، بل حثهم على ضم زملائهم لأنه فى رأيى الصلاة نوع من أنواع الاتزان النفسى بغض النظر عن كون اللاعب مسلما أو مسيحيا.
وهل وجدت الأمر نفسه فى اتحاد الكرة؟!
- موجود وأشعر به، لكن من شخص واحد تقريبا وهو أمر لا يؤثر فىّ!
ماذا عن طموحاتك؟
- أولا التأهل لأوليمبياد 2012 ثم أن أرى نفسى مديرا فنيا لمنتخب مصر الأول.
هل ترى أن دينك عقبة أمام تحقيق ذلك؟
- لا أرى كونى مسيحيا عقبة فى ذلك، فالكفاءة التى تحكم فى نهاية الأمر.
هل العقلية المصرية تستوعب ذلك حاليا؟
- أتصور أنها تحسنت، ومادمت مجتهدا وكفؤاً فسوف يكون لك مكان، وأعتقد أنهم سوف يساندوننى!
وإذا لم يحدث ذلك هل ستسافر؟
- هذا التفكير يراودنى.
هل يمكن تسميته لجوءا رياضيا؟
- على الإطلاق، هذا نوع من أنواع الطموح، وأفكر فى تحقيق ذاتى فى ناد ألمانى أو سويسرى أو إيطالى، ودخول سوق المدربين الأوروبية هو الأصعب على الإطلاق!
هل زوجتك الإيطالية تتحدث معك فى قضايا الطائفية، وكيف استقبلت حادثة نجع حمادى؟
- هى موجودة فى إيطاليا، وعائلتها اتصلت بى لتطمئن علىّ، لأن الأمور وصلت لهم بشكل مفزع، وتصوروا أنها مذابح لكل المسيحيين فى مصر، وطمأنتهم.. وزوجتى وعائلتها يحبون مصر ويحرصون على زيارتها!
هل هى لاتزال كاثوليكية؟
- تحولت إلى الأرثوذكسية عند زواجى منها، وهى من عائلة محافظة، وتزوجتها فى لحظة كنت أنوى فيها الاستقرار بشكل دائم فى أوروبا، فهى إيطالية بمواصفات مصرية، وسبق لى أن قمت بخطبة فتاتين مصريتين إحداهما أرمنية، ونظرا لوجودى فى الخارج لفترات طويلة لم يتم بيننا التفاهم!
بنسبة كام فى المائة تعتبر ابنك فابيو مصريا؟
- هو إيطالى بنسبة 70٪ ومصرى بنسبة 30٪، وذلك لكونه أغلب الوقت مع والدته فى إيطاليا، وأنا أحاول أن أعادل الأمر وأقوم بتربيته على الطريقة الشرقية.
هل يمارس كرة القدم؟
- هو يشجع فريق ميلان، عمره 8 سنوات ويلعب حاليا فى فريق بسانو بإيطاليا ويقولون إن لديه موهبة!
هل تفضل أن يمثل منتخب مصر أو إيطاليا إذا كان له مستقبل فى كرة القدم؟
- منتخب مصر.
لماذا؟
- حتى يكون امتدادا لى ولمشوارى!
ألم تفكر فى استغلال شهرتك فى لعبة السياسة والترشح لانتخابات برلمانية كما فعلها حسام حسن وشوبير؟
- الحقيقة أن أهالى عابدين طلبوا ذلك منى، وأغلبهم من المسلمين، والحقيقة أننى لا أفهم السياسية، ولكننى أود أن أخدم الناس، وأفكر جديا فى الأمر فى الدورة البرلمانية المقبلة!
هل ستخوضها على قائمة أى من الأحزاب؟
- سوف أخوضها مستقلا!؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.