بعد مرور 3 سنوات من طلاقى لازال هذا السؤال يلح على ويطاردنى ليل نهار: لماذا طلقنى زوجى؟! ولماذا قاطعتنى أسرتى ..!! ولماذا اتهمنى الأصدقاء بالقسوة والجنون ...! تزوجت بعد قصة حب ليست بالطويلة، ولكنها لم تكن من القصص التى رحبت بها عائلتى إلا أن إصرارى وعنادى دعاهم لإتمام الزواج ولم أنجب بعد 9 أشهر ولا حتى 5سنوات إلا أنه بالصبر والحب والعلاج حملت وبعد تسعة أشهر من العذاب والالتزام التام بكلام الأطباء وأصحاب الخبرة من العمات والخالات وجميع الوصفات البلدية للمحافظة على الحمل رأت ابنتى النور إلا أن فرحتى لم تكتمل لأنها أصيبت بنقص أوكسجين أثناء الولادة، مما أدى إلى ضمور بعض وظائف المخ ولم أيأس، بل عوضنى عن ذلك جمالها الملائكى وأنه من الصعب أن تميز أنها غير بقية مَنْ فى سنها وكبرت مريم، وبالكاد علمتها أن تدخل الحمام لقضاء حاجتها.. ولا تتخيلوا مدى سعادتى بهذا الأمر وتقترب مريم من عمر البلوغ.. وتحولت من مريم الصغيرة إلى الآنسة الجميله بل الفاتنة إن صح التعبير.. وبدأ خوف وقلق من شكل آخر.. خاصة وأنا ألحظ نظرات الإعجاب من الشباب والرجال أيضا..! أما هى فلم يكن تجاوز عمرها العقلى الثمانى سنوات. أما عمرها الجسدى فقد اقترب من العشرينيات.. وأرقتنى أنوثة مريم أكثر من أى شىء آخر.. وبت كالمجنونة من خوفى عليها ومن أى شاب أو رجل يقترب منها حتى ولو كان من العائلة ؟ أما أبوها فلم يكن تستوقفه مثل هذه الأمور.. وكلما أخبرته بقلقى كان ينظر لى مندهشا.. وغالبا ما يتبع هذا الاندهاش نظرة ساخرة ومستنكرة.. وكأنه يقول لى من هذا الذى سيقترب من فتاة متخلفة..؟! نعم أعرف أنها متخلفة إلا أنها أنثى، بل متفجرة الأنوثة.. ولم أجد مفرا إلا أن ألجا للدكتور عبد الله صديق الأسرة وبعد إقناع ومحايلات وتوسلات أقنعته بأن يقوم بعملية تعقير لابنتى.. نعم أعرف أننى لن أمنع الخطيئة إلا أننى على الأقل سأمنع ما يستتبع هذه الخطيئة من تبعات من المستحيل أن نتحملها ..! وأجريت عملية التعقير لمريم وعدت بها إلى المنزل ولم أكن أنوى إخبار زوجى إلا أن مريم قد ارتفعت حرارتها وأخذت فى البكاء والصريخ.. وأن بطنها تؤلمها وبالطبع استدعيت الطبيب وبعد إعطائه لمريم الدواء وتهدئتها دخل زوجى ... ولا أعرف كيف دارت الأحداث ويبدو أن تقدم عمر الطبيب قد أنساه أننى أخبرته بأن يحتفظ بهذا السر إلا أنه ابتسم فى وجه زوجى معلقا على ما حدث بأنه عين العقل والصواب .. وبعد يومين من جملة عين العقل والصواب تسلمت ورقة طلاقى وقاطعتنى العائلة بحجة أننى متسرعة وأن مريم كان من الممكن أن تتزوج وتنجب أيضا ذرية صالحة، أما الأصدقاء فقد اتهمونى بالجنون ..!! وبعد هذه السنوات لازلت أتساءل: هل كنت أستحق الطلاق؟! وهل أنا فعلا مجنونة أم هم الذين يعيشون بعقلية بالية وتستحق العلاج؟!