مشواره الغنائي في كٌتاب بلده واعتاد تقليد مشايخه من كبار وعظماء الشيوخ نذكر منهم محمد رفعت وعلي محمود وغيرهما من كبار الشيوخ، تربي علي أغاني سيد درويش وأم كلثوم وعبدالوهاب ليصبح كل هذا عاملاً مؤثراً في تكوين شخصيته الفنية ويصبح فنانًا بالفطرة تحكمه أصول الغناء الذي تربينا عليها منذ زمن طويل، حيث المزج بين طابع العصر والفن الشرقي الأصيل وكلمات الزمن الجميل. كل هذا وأكثر هو ملامح مشوار الفنان المصري الذي عُرف في ميدان التحرير، حيث التف حوله الجمهور لأول مرة حين تغني بإحدي روائع سيد درويش «بلادي بلادي» بإحساس اللحظة ومشاعره الخاصة الفياضة تجاه هذا البلد. في البداية كان الحوار لمجلة «صباح الخير» عن بدايته بعد الانتقال إلي القاهرة والالتحاق بجامعة القاهرة، ليبدأ من هنا مشواره الفني. • في البداية ماذا عن بدايات محمد محسن داخل جدران جامعته القاهرة؟ - بدأت مشواري بعد المشاركة في مسابقة جامعة القاهرة في الغناء لأحصل علي المركز الأول واشتراكي في كورال الجامعة ومنها إلي دار الأوبرا وتمسكي خلال هذه الفترة بموسيقي سيد درويش والشيخ إمام والغناء من الأرض وللشارع المصري بكل طوائفه، ليظل هذا النوع من الغناء هو الأساس الذي يقوم عليه اختياري للأغاني التي أغنيها خلال حفلاتي بدار الأوبرا ومن أوائل هذه الأغاني «والله تستاهل يا قلبي» للعظيم سيد درويش. • ولماذا اتجهت إلي الغناء المُستقل؟ - نظرًا لما تعرضت له من اضطهاد خلال عملي بدار الأوبرا وفرض الأغاني علي، وهذا ما جعلني أشعر أنني لا أملك القدرة علي الغناء بالشكل الذي أوده لأجد نفسي أنسحب في هدوء وأبدأ في تكوين فرقتي الخاصة التي تجمع شباباً من أنحاء العالم كله سواء سوريا، العراق، أمريكا، لبنان، وأبدأ بعدها في تقديم حفلات خاصة في المسرح المكشوف، مسرح الجنينة ومهرجان كوم الدكة بالإسكندرية إحياء لذكري ميلاد سيد درويش وغيرها من الحفلات التي أحييتها مع فرقتي سواء من ألحاني أو من ألحان صديقي عازف العود «رامي عسوب». • حدثنا عن محمد محسن داخل ميدان التحرير؟ - في البداية كانت مشاركتي كفرد عادي تعرض للاضطهاد، لهذا خرج ليعبر عما بداخله من غضب وثورة. ولمن يعرف محمد محسن عن قريب، يعلم بمشاركتي في الأنشطة السياسية منذ فترة طويلة، وأنني حريص علي المشاركة في أنشطة حقوق الإنسان والخروج في الاعتصامات والمظاهرات، والدليل إحياء حفل بمقر حزب الجبهة الديمقراطي مساء الرابع والعشرين من يناير وهو اليوم السابق لثورة 25 يناير، حيث اجتمعت مع فرقتي لإحياء حفل ربما محاولة منا بالتهوين من الموقف، فقد كنا لا ندرك ما سيحدث بالغد من أحداث وقد لا نري بعض مرة أخري. ومضت الأيام وجاء يوم 28 يناير «جمعة الغضب» واستقرار الجميع علي قرار الاعتصام داخل ميدان التحرير، ومن هنا بدأت الرحلة، فقد كنت حريصاً علي التهوين علي الآخرين، فيأتي الليل وهنا تبدأ جلسات السمر والغناء والتفاف الجميع حولي وغناء روائع سيد درويش والشيخ إمام وغيرها من الأغاني ثم تواجد مسرح لموهوبي الثورة، وكنت من أوائل المشاركين وربما كانت من أولي الأغاني التي رددتها بالميدان هي النشيد الوطني لسيد درويش «بلادي بلادي» وقد عمدت علي تسجيله وترديده داخل الميدان وعلي مسرحه وأصبح اليوم رنات التليفونات الهاتفية لجميع الشباب. ومن هنا بدأ الجميع يدرك «محمد محسن» المطرب الذي أحب تراب هذا البلد وتَغَنَي به طوال أيام الثورة. • ما هي أغرب وأصعب المواقف التي تعرض لها محمد محسن؟ - في البداية أود أن أُعرب عن تغيير شعوري قبل الثورة وبعدها الآن أشعر بحالة من الاطمئنان، فهذا البلد ملك لي ولكل جيلي، فقد كانت فرصة غنائي بالميدان فرصة لن تعوض أبدًا فقد انتقلت من الغناء لجمهور نوعي عاشق لهذا النوع من الغناء الشرقي إلي الغناء لكل مصر، مصر كلها تستمع لمحمد محسن. أما عن أغرب وأصعب المواقف، هناك يوم جمعة الغضب الذي لم يكن أحد يتصور ما حدث تمامًا، لهذا حرصت علي الخروج لأداء فريضة الصلاة بجامع الفتح ولم أصدق هذا حيث استوقفني أحد ضباط أمن الدولة وطلب مني هويتي ليطلب مني الذهاب لأداء الصلاة بمسجد المنطقة الموجودة ببطاقتي، وعلي الفور اتجهت إلي مسجد النور بالعباسية وأداء الصلاة ومن ثم خروج الآلاف من الناس إلي الشوارع والتظاهر حتي ميدان التحرير، لتجد الأيادي متشابكة لتفاجأ أن من يقف بجوارك صديق لك، وهذا ما حدث فقد صادفت أصدقاء لي لم أرهم منذ زمن، لألتقي بهم لنهتف ضد الحكم الفاسد. لنصل أخيرًا إلي الميدان ونتصادم مع البلطجية الذين هاجمونا وكأن البلد بلدهم وليست بلدنا نحن أيضًا، لينتهي اليوم بعد صدام لم أشهده إلا خلال الأفلام فقط. • كيف استفاد محمد محسن من تجربته بميدان التحرير؟ - مهنيًا: استفدت أنني تواصلت مع جمهور لم ولن يشهده ويسعه مكان إلا ميدان التحرير.. بالإضافة إلي معرفة مصر بموهبتي وتشجيعي علي الاستمرار، فقد تأكدت أنه لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة، لأبدأ من هنا مشواري الغنائي. شخصيًا: فقد تيقنت من أن الحق فوق القوة والشعب فوق الحكومة، وأن هذه الأرض ملك لنا. وأننا من نملك تغيير التاريخ وأنه خيار وليس صدفة، ولهذا قررنا كيف يكون وبعظمتنا غيرنا مجري التاريخ. واليوم، يفتخر كل مصري بوطنيته، فقد وجدت نظرة في أعين أهلي نظرة فخر بما قدمت، فأنا مطرب مصري وليس مطرب الثورة كما تردد مؤخرًا، فالثورة خلقت قياداتها بنفسها والبقاء للأصلح بالتأكيد، ومن يملك الموهبة الحقيقية. • ماذا عن الجديد الفترة القادمة؟ - في البداية أنا حريص علي استكمال ما بدأته مع فرقتي وهو الغناء لكلمات نابعة من أرض مصر ومُعبرة عن وجه مصر، رمزًا لفكر جيل بأكمله. ومن المقرر إحياء حفلات في جميع محافظات مصر سواء الإسكندرية، المنصورة، طنطا، السويس، وأما عن الأغاني التي غنيتها في الميدان، فمن المقرر تنفيذها في ألبوم غنائي ولكن لم أجد الفرصة المناسبة حتي الآن لأجد من ينفذ هذا العمل، فقد يجدها البعض مجازفة. كما أنه من المقرر تسجيل عدد من الأغاني مع أحمد مكي فقد كنت أبحث عن فرصة لمزج الغناء الشرقي بموسيقي الراب الذي يعني لي الكثير، فقد كنت دائمًا أتمني عودة هذا النوع من الغناء الشرقي ليتناسب مع هذا الجيل لأجد الجميع مستمتعًا بهذا النوع من الكلمات والألحان لروائع بيرم التونسي وغيره من كبار فناني الزمن الجميل.