حسام بدراوي يكشف أسرار انهيار نظام مبارك: الانتخابات كانت تُزور.. والمستفيدون يتربحون    بعد انخفاضها عالميا، تعرف على أسعار البن في السوق المحلي    الدولار ب50 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 25-5-2025    ارتفاع طن السلفات 1538 جنيها، أسعار الأسمدة اليوم في الأسواق    أردوغان يشيد بجهود ترامب لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ويطالبه بوضع حد لحرب غزة    المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي يٌدين هجوم إيران على قطر    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء في كأس العالم للأندية    "بعد ثلاثية بورتو".. الحساب الرسمي لكأس العالم للأندية يشيد بأداء وسام أبو علي    نيمار: جددت مع سانتوس لأنه جذوري وتاريخي وليس فريقي فقط    أسماء المصابين بحادث انقلاب ميكروباص بالطريق الأوسطي وتقرير بحالتهم الصحية    فلوباتير عماد الأول على الشهادة الإعدادية بالقليوبية: أحلم أن أكون طبيب الغلابة    حالة الطقس اليوم، شديد الحرارة وجنوب الصعيد يصل إلى 42 درجة مئوية    السيطرة على حريق سيارة نقل محمّلة بالتبن بالفيوم دون إصابات    "كانوا راجعين من درس القرآن".. أب يتخلص من طفليه بسلاح أبيض في المنوفية    اجتماع تنسيقي ل"الشباب والرياضة" والإذاعة المصرية لتطوير الموسم الجديد من البرامج الإذاعية    بعد عام من الغياب.. ماذا قالت رضوى الشربيني في أول ظهور على dmc؟ (فيديو)    باسم سمرة يواصل تصوير دوره في مسلسل "زمالك بولاق"    أمين الفتوى يحذر من إهمال الزوجة عاطفياً: النبي كان نموذجًا في التعبير عن الحب تجاه زوجاته    الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام استقلال الدول وسيادتها    خالد الجندي: النبي عبّر عن حب الوطن في لحظات الهجرة.. وكان يحب مكة    طريقة عمل الزلابية الهشة في البيت أوفر وألذ    إعلام فلسطيني: قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    الأردن: أولويتنا هي غزة وفلسطين بعد حماية المملكة والأردنيين    إعلام فلسطيني: قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    عصام سالم: الأهلي صرف فلوس كتير وودع المونديال مبكرًا    بالأسماء.. ننشر أوائل الشهادة الإعدادية بالقليوبية 2025 بعد اعتماد النتيجة رسميًا    مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس – الدويلعة    وظائف بنك مصر 2025.. بدون خبرة وفي مختلف المجالات (رابط التقديم)    عاجل.. بيراميدز يفاوض لاعب الأهلي وهذا رده    مهيب عبد الهادي ل محمد شريف: «انت خلصت كل حاجة مع الزمالك».. ورد مفاجئ من اللاعب    موعد مباراة منتخب الشباب المقبلة في ربع نهائي بطولة العالم لليد    جدول ترتيب مجموعة الترجي في كأس العالم للأندية قبل مباريات اليوم    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    مُعلم يصنع التاريخ.. جراى نجم أوكلاند الأفضل فى مواجهة بوكا جونيورز    مهمّة للنساء والمراهقين.. 6 أطعمة يومية غنية بالحديد    أبرزها اللب الأبيض.. 4 مصادر ل «البروتين» أوفر وأكثر جودة من الفراخ    بؤر تفجير في قلب العالم العربي ..قصف إيران للقواعد الأميركية يفضح هشاشة السيادة لدول الخليج    ميل عقار من 9 طوابق في المنتزة بالإسكندرية.. وتحرك عاجل من الحي    كان بيعوم.. مصرع طالب ثانوي غرقا بنهر النيل في حلوان    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    سعر الزيت والدقيق والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    لا تدع الشكوك تضعف موقفك.. برج العقرب اليوم 25 يونيو    حفل غنائي ناجح للنجم تامر عاشور فى مهرجان موازين بالمغرب    التسرع سيأتي بنتائج عكسية.. برج الجدي اليوم 25 يونيو    معطيات جديدة تحتاج التحليل.. حظ برج القوس اليوم 25 يونيو    زوج ضحية حادث الدهس بحديقة التجمع عبر تليفزيون اليوم السابع: بنتي مش بتتكلم من الخضة وعايز حق عيالي    طارق سليمان: الأهلي عانى من نرجسية بعض اللاعبين بالمونديال    حسام بدراوي: أرفع القبعة لوزير المالية على شجاعته.. المنظومة تعاني من بيروقراطية مرعبة    وزير الخارجية الإيراني: برنامج النووي مستمر    اقتراب الأسهم الأمريكية من أعلى مستوياتها وتراجع أسعار النفط    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    رسالة أم لابنها فى الحرب    «يعقوب» و«أبوالسعد» و«المراغي» يقتنصون مقاعد الأوراق المالية بانتخابات البورصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعادتى فى تفاعل الجمهور مع كلماتى
نشر في صباح الخير يوم 21 - 12 - 2015

كان لايزال طالباً فى المرحلة الثانوية عندما غنت كلماته مطربة كبيرة بألحان موسيقار ذائع الصيت. حدث ذلك فى عام 1957 عندما غنت المطربة الكبيرة نجاة على أغنيتها الشهيرة «إنت الآمال» التى لحنها لها الموسيقار الكبير أحمد صدقى، وكانت كلمات هذه الأغنية للشاعر الغنائى الشاب محمد كمال بدر الذى كانت هذه الأغنية بمثابة فاتحة خير عليه، فقد توالت أعماله بعد ذلك التى قدمها كبار المطربين فى مصر ومنهم ليلى مراد وشادية وفايزة أحمد ومحمد قنديل وفايدة كامل وغيرهم.
طالب الثانوية
محمد كمال بدر يعتبر واحداً من آباء الأغنية الوطنية المصرية، كانت البداية مع المطربة فايدة كامل فى مجموعة من الأغنيات الوطنية التى قدمها لها خلال الستينيات تلتها مجموعة أخرى من أغنيات قدمها كمال بدر لإذاعة فلسطين، هذا غير الأغنيات التى قدمتها المجموعة من كلماته. أشهر هذه الأغنيات تلك التى ارتبطت بانتصار أكتوبر ورددتها الجماهير ومازالت ترددها حتى الآن «بالأحضان يا سينا».
«أما عليك يا حبيبى كلام» أو «أحلى كلام» فتعتبر من أجمل ما كتب كمال بدر فى مجال الأغنية العاطفية وكانت آخر ما كتب للمطربة القديرة شادية بعد أول لقاء بينهما فى «أول حب».. فى مجال الأغنية العاطفية كتب كمال بدر أيضاً لمحمد قنديل وعائشة حسن وعبداللطيف التلبانى وأحلام وغيرهم، وفى السنوات الأخيرة كتب العديد من أغنيات الأطفال والأغنيات الدينية.
احتفال
بالأمس القريب احتفل المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع نادى أدب المعادى بالشاعر الكبير محمد كمال بدر وكيل وزارة الإعلام سابقاً، بقاعة الندوات بالمجلس، تحت رعاية الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة ود.أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، حيث شارك فى الاحتفالية الشاعر والمؤرخ خالد العبادى رئيس نادى أدب المعادى، ود.أسامة أبوطالب، وفوزى وهبة.
أشار العبادى إلى التاريخ الغنائى للشاعر محمد كمال بدر وقال إن أشعاره وأغانيه تغنى بها معظم نجوم الغناء على مدى فترات طويلة هذا بخلاف مقدمات ونهايات معظم المسلسلات التاريخية بالتليفزيون.
واستعرض محمد كمال بدر تجربته الشعرية قائلا: إن أول تعامل معه بالإذاعة المصرية كان عام 57 وكان حينئذ طالبًا فى الجامعة وأول أغانيه للمطربة نجاة على ولحنها الملحن الكبير أحمد صدقى، ثم توالت أعماله بعدها وغنى له الكثير أمثال: محمد فوزى وشادية وليلى مراد ومحرم فؤاد وكارم محمود، ومن الجيل الحالى: على الحجار وإيمان الطوخى ومحمد الحلو.
أما عن التنوع فإنه كتب معظم ألوان الغناء الدينى والوطنى والعاطفى حتى المناسبات التى لم يسبقه أحد فى الكتابة عنها كان له السبق مثل الحرب الأهلية بلبنان وكتب عن تلك المناسبة غنوة بعنوان «الصرخة واحدة».
وأشار كمال إلى الدور العظيم للإذاعة المصرية حينئذ، التى كانت تقوم بإنتاج الأغانى ولهذا خرجت أروع الأغانى التى عرفها العالم العربى حينها فكم من مطربين وشعراء احتضنتهم الإذاعة واستطاعت أن تُسطر تاريخا غزيرا ورائعا من الأغنيات الوطنية والعاطفية، متمنيًا بدر أن تعود الإذاعة لهذا الدور العظيم حتى تصبح لها الريادة والبصمة التى كانت واضحة وأن تحدث طفرة سمعية وغنائية ما أحوجنا لها الآن، وأشار الشاعر عبدالستار سليم إلى قيمة بدر الشعرية وتاريخه الغنائى، مضيفًا أن مصر عظيمة بتراثها وشعرائها وأغانيها وموسيقاها، وألقى بعض قصائده القصيرة احتفاءً بالشاعر.
وعن دور الإذاعة فى التراث الغنائى المصرى تحدث د.أسامة أبوطالب بعد أن رحب بالحضور وقدم التهنئة للشاعر الكبير محمد كمال، مشيرًا إلى دور الإذاعة العظيم وما قدمته من مواهب غنائية وشعرية وإنتاجها لمعظم الأغانى المقدمة فى فترة الستينيات والسبعينيات وأن إدارة المراقبة بالإذاعة كان لها دور مهم فى تصفية وتنقية كل ما يقدم للجمهور منذ ثورة يوليو ولفترات طويلة، فكانت بمثابة كما شبهها بالمصفاة، وأعاب أبوطالب على معظم ما يقدم الآن من أغانٍ هابطة ومفردات سطحية ساذجة على الرغم من أن مصر غنية بمواهبها التى لا تنضب أبدا وكل يوم تولد موهبة جديدة بمصر، ولكنها سرعان ما تموت من الإهمال وعدم الاهتمام، ثم وجه أبوطالب نداءه للدولة بجميع مؤسساتها أن تفتح أبوابها أمام تلك المواهب للارتقاء بالذائقة السمعية للناس، وقال إنه يتذكر أن الإذاعة حينما كانت تقدم أغانى مثل الجندول والكرنك، كان يوجد من المستمعين من لا يستوعب بعض كلمات تلك الأغانى، ولكنه كان يسأل عنها المثقفين أو من هم أكثر تعليما منه وبهذا يحدث الحراك الثقافى ويرتقى الذوق العام لدى الجمهور وهو ما نريده وبقوة الآن.
تخلل التكريم الاستماع إلى أغان متنوعة للشاعر الكبير منها العاطفى والسياسى وسط ترحيب وحفاوة من جموع الحاضرين، وفى النهاية وجه الشاعر محمد بدر الشكر لنادى أدب المعادى وللمجلس الأعلى للثقافة التحية على استضافتهم للاحتفالية.
من قاعة الاحتفال بالمجلس الأعلى للثقافة كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع الشاعر الكبير محمد كمال بدر:
• محطات كثيرة فى حياة شاعرنا الكبير محمد كمال بدر.. الميلاد والنشأة ومتى بدأت كتابة الشعر والأشخاص الذين شجعوك على الاستمرار والتقدم.. دعنا نتعرف عليها منك؟
- ولدت فى طنطا فى 7 أكتوبر 1935، وأنا من عائلة بدر التى يرجع أصلها إلى قرية أكوة الحصة مركز كفر الزيات، وكان مولدى فى طنطا بسبب أن والدى كان يعمل موظفاً فيها.
فى المرحلة الابتدائية كنت تلميذاً فى المدرسة الأحمدية بطنطا، بعدها انتقلت العائلة إلى القاهرة بسبب نقل والدى للعمل بها، فأكملت فى مدرسة ميلاد الخاصة بالجيزة وبعدها المدرسة السعيدية الثانوية.
مفاجأة واستغراب
وأذكر جيداً أنه حينما كنت فى الخامسة من عمرى عندما بدأت أحفظ أغانى المطربين الكبار مثل محمد عبدالوهاب وأم كلثوم ومن عاصرهما من مطربين آخرين، فى ذلك الوقت بدأت أحب وأتذوق الشعر الغنائى، وما زلت أذكر أنى كنت فى المدرسة أحب قراءة الشعر وأحفظه بسهولة، وحدث أن مدرس اللغة العربية فى المدرسة السعيدية نسى كلمة وهو يكتب إحدى القصائد على السبورة، فنبهته إلى ذلك وقلت له: هناك كلمة ناقصة فى القصيدة وأظن أنها كذا.. فوجئ المدرس بما قلت واستغرب لأن الكلمة الناقصة كانت بالفعل نفس الكلمة التى ذكرتها.
بدأت أكتب وأنا فى المدرسة وأول محاولة لى لكتابة الأغنية كانت:
أنا الظالم وأنا المظلوم
وليه أعتب عليك وألوم
أنا بروحى ضنيت روحى
وفكرت ف غرامك يوم
وهذه طبعاً لم يغنها أحد وبقيت حبيسة الأدراج.
وكان والدى يتمتع بأذن موسيقية، فقد كان يعزف على آله العود ويملك صوتاً جميلاً، وعندما بدأت الكتابة، كنت أقرأ له ما أكتب فكان يشجعنى ويبدى لى رأيه فى شعرى. لقد كان رحمه الله سابقاً عصره فى تفكيره، وكنت وقتها أعشق الشاعر الكبير أحمد رامى، وتعرفت عليه شخصياً بعد ذلك وكان يسمعنى ويوجهنى.
وفى عام 1956 .. والدى كان يعمل كمراقب عام حسابات مصلحة الآثار، حيث يعمل معه فى نفس المكان الموسيقار الكبير أحمد صدقى، تحدث والدى مع أحمد صدقى عنى وعن موهبتى الشعرية كثيراً إلى أن قال له ذات يوم: ابعتهولى البيت أسمعه.. بالفعل بعد أيام ذهبت لزيارة أحمد صدقى فوجدت عنده الشيخ درويش الحريرى الذى طلب منى أن أقرأ لهما بعض ما كتبت من أغانٍ.. بعدما انتهيت من قراءة بعض الأغنيات قال لى الشيخ الحريرى: تعال يا ولد يوم الاتنين هنا عند الأستاذ صدقى وهات معاك كشكول وقلم، يوم الاتنين ذهبت مرة أخرى إلى الأستاذ صدقى فوجدت الشيخ درويش الحريرى فى انتظارى عنده الذى أعطانى بعض الدروس فى أوزان الشعر كتبتها فى الكشكول الذى طلب منى إحضاره معى.
الأستاذ صدقى اختار إحدى أغنياتى التى أعجبته كلماتها وكانت تقول:
إنت الآمال وإنت الخيال
وانت اللى لك تاج الجمال
من نظرتك القلب مال
شاف طلعتك نادى وقال
إنت الآمال
بنظرة واحدة من عينيك
خليتنى أنسى فين أنا
والقلب شاورلى عليك
زى انى عارفة من سنة
ولقيت عيونى بتراعيك
قالت لى ده هو المنى
وقال لى إنه سيقدمها للإذاعة، وتمت الموافقة على كلمات الأغنية وأجيزت من لجنة النصوص فى الإذاعة فلحنها الأستاذ صدقى واختار المطربة الكبيرة نجاة على لتقوم بغنائها وتسجيلها. وكانت هذه أول أعمالى التى سجلت للإذاعة، بهذه الكلمات كانت بدايتى مع الإذاعة من خلال هذه الأغنية التى لحنها الموسيقار أحمد صدقى وغنتها المطربة نجاة على، ومن هنا كان الموسيقار أحمد صدقى هو باب دخولى الإذاعة لأول مرة عام 1956، ثم كان لقائى الثانى مع الإذاعة وكنت فى ذلك الوقت طالباً فى كلية التجارة بجامعة عين شمس، وبجانب الدراسة كنت مستمراً فى كتابة الأغانى التى كنت أعرضها على لجنة النصوص فى الإذاعة التى وافقت لى على كلمات أغنيتين.
فى تلك الأيام كانت مجموعة من المؤلفين والملحنين الشبان وأنا منهم نتقابل فى معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية- معهد الموسيقى العربية الآن- وكنت وقتها أرى بليغ حمدى الذى كان مازال فى بداياته جالساً على درجات سلم المعهد وهو يدندن على عوده، ولما أجيزت الأغنيتان من لجنة النصوص فى الإذاعة، اقترح عليّ أحد الأصدقاء بأن أعطيهما لبليغ حمدى لتلحينهما، وبالفعل أعطيتهما له، مر وقت طويل ولم يرد عليّ بليغ بخصوص الأغنيتين، أما أنا فقد كنت على أحر من الجمر وأريد فى أسرع وقت أن أسمع كلماتى ملحنة فى الإذاعة، فأعطيت الأغنيتين للأستاذ عزت الجاهلى، وهذا كان سبباً فى عدم تعاونى مع بليغ لاحقاً إلا فى أعمال قليلة بتكليف من الإذاعة، هاتان الأغنيتان هما غلبنى الشوق لعائشة حسن وأنا مش خالى لمحمد قنديل.
وانقطعت بعدها 4 سنوات لانشغالى بالدراسة، وبعد تخرجى فى الجامعة أعدت الاتصال بالإذاعة من جديد وقدمت لها بعض النصوص التى كتبتها، كان المؤلف يقدم نصوصه للجنة التى إن وافقت عليها واعتمدت يتقرر له خمسة جنيهات عن كل نص.
• الهرم الكبير
أول أعمالى بعد العودة كانت أغنية «الهرم الكبير» للمطربة الكبيرة فايدة كامل التى أنتجتها إذاعة فلسطين من القاهرة لتقدمها خلال الاحتفال بالعيد العاشر لثورة يوليو، فى ذلك الوقت تعرفت على الأساتذة: وجدى الحكيم وكامل البيطار من إذاعة صوت العرب وكذلك الأستاذ عادل القاضى مدير إذاعة فلسطين التى كانت تتبع صوت العرب، لحن هذه الأغنية محمود الشريف وغنتها فايدة كامل، وهذه كانت البداية مع المطربة الكبيرة فايدة كامل التى قدمت معها مجموعة كبيرة من الأغنيات الوطنية فى مختلف المناسبات.
بعد نجاح أغنية الهرم الكبير أصبح الاتصال بينى وبين فايدة كامل شبه دائم، وفى كل مناسبة وطنية كنت أذهب إليها فى منزلها بالدقى لنقرأ سوياً ما كتبت من أغنيات ثم نقدمها للإذاعة.
فايدة كامل كانت صوت الثورة وهى بطبعها إنسانة طيبة جداً ومرتبطة بعائلتها بشكل كبير، أما علاقتها بزوجها «محمد النبوى إسماعيل» فكانت قوية جداً وهو كان يجلس معنا أحياناً أثناء مناقشة بعض الأغنيات.
بعد هذه الأغنية هناك «فرقونا يا حبيبى» للمطربة الفلسطينية ابتسام حلمى ودويتو «الفرح» لابتسام حلمى بمشاركة المطرب الفلسطينى فهيم السعدى. الأغنيتان من ألحان عبدالمنعم البارودى وإنتاج إذاعة فلسطين أيضاً، وكنت عندما أذهب إلى المصيف فى الإسكندرية أقدم بعض أعمالى لإذاعة الإسكندرية فى باكوس التى كانت تجيزها وتنتجها وتبعث لى بأجرها بعد ذلك.
أما بالنسبة لأغنية ظلمت الحب فأظن أنها أول ما لحن حلمى بكر الذى كنت أعرفه وقت كان طالباً فى معهد فؤاد للموسيقى وكان يسكن وقتها فى السبتية ويزورنى فى الجيزة من حين لآخر. وأنا قدمت له وقتها كلمات الأغنية وأعطاها لمصطفى فتحى الذى كان يأتى كثيراً إلى معهد فؤاد للموسيقى.
مصطفى فتحى كان وقتها مطرباً معتمداً فى إذاعة الإسكندرية التى وافقت على اللحن والكلمات وسجلت الأغنية.
• المشهد الشعرى اليومى
• ثمة رأى يقول إن المشهد الشعرى العربى اليوم أصبح يعانى كثرة الشعراء وقلة الشعر.. كيف ترى الساحة الشعرية الآن وهل توافق هذا الرأى أم لا؟
- إلى حدّ ما، اتفق مع الرأى القائل إنّ المشهد الشعرى العربى أصبح اليوم يعانى كثرة الشعراء، لكنى اختلف مع الجزء الثانى من المقولة «قلة الشعر»، متسائلاً: من الذى يمنحنا الحقّ فى الحكم وإلغاء الآخر، وما المعايير التى نعتمدها مقياساً لهذا الإلغاء.
• كشاعر كيف تنظر إلى لحظة الحلم بالسعادة الحقيقية، وما شعورك حين تبدأ أطياف حرفك بالتحليق وما الذى تقطفه من ظلال قصائدك؟
- لحظة الحلم بالسعادة الحقيقية التى يتطلع إليها الشاعر هى تلك التى يرى الآخر منشداً له ومتفاعلاً مع قصيدته إلى حدّ التوحد مع أجوائها والإبحار فى لحظاتها الحلمية، وأنا كشاعر أقول عن نفسى إننى حين تنفلت طيور قصائدى من أقفاصها لتقتحم العوالم الأخرى أجد القلق يتملكنى، بل أكون موزعاً فى البدء بين حالتين تتقاسمان هاجسى، أولاهما الخوف من ألا أكون «بابا نويل الشعر» الذى يوزع الهبات قصائد تسعد الآخرين، وثانيتهما هى الشعور بالزهو والتيقن من أننى تمكنت من إشاعة الفرح وبثه فى النفوس من خلال القصيدة.. أما الذى أقطفه من ظلال قصائدى، فذلك عندى يختلف عن الآخر، فأنا أولاً أطمح لأن أحقق الحضور وهذا شرعى حسب اعتقادى، ثم إنى بهذا الحضور أكون قد اقتربت من الآخر، ووصلت الغاية المثلى فى وجود الإنسان باعتباره كائناً اجتماعياً، وهذا معطى ليس قليلاً قيضته لى قصائدى التى دخلت قلوب الآخرين، وقاسمتهم هواجسهم وتطلعاتهم.
• تكريم تأخر كثيراً
• كيف كان شعورك وأنت تُكرم بالأمس القريب من المجلس الأعلى للثقافة؟
- كان هناك تناقض بالشعور، لأن هذا التكريم تأخر كثيراً، ولكنى فرحت لتكريم الدولة والاحتفاء بى، ولكن من المفترض أن نهتم برموزنا أكثر من هذا، عملت أكثر من 50 أغنية وطنية بالإضافة إلىالأغانى الرومانسية والاجتماعية وغيرهما ، كنت أتمنى أن تتذكرنى مصر قبل هذا بكثير، ولكنه الواقع الثقافى الهش الذى لا يهتم سوى بأنصاف المبدعين.
• ما رأيك فى كلمات الأغانى هذه الأيام والتى تفتقد الكثير من كلمات ومعانى الأمس؟
- أغانى هذه الأيام عبارة عن عريضة تصلح للتقديم فى القسم، وليست أغنية لها معان وترتقى بالذوق العام والإحساس.
• هل ترى أن المهرجانات وكلماتها فن يرتقى لأن يصنع جيلا ومجتمعا واعيا؟
- بالطبع، لا.. بل ستصنع جيلا على شاكلة تلك الكلمات الرثة، والمهلهلة.
• ما مشاريعك المستقبلية؟
- أعكف على جمع أغنياتى الوطنية لأطبعها فى ديوان خاص بها، وأيضاً أشعارى العامية، والفصحى.
• هل تتابع أحدا من الشعراء الشباب ويعجبك كتاباته؟
- تعبت من الغث فقررت ألا أتابع، ربما هناك الكثير فدائماً مصر ولادة، ولا تنضب من الإبداع والغناء.
• فى ختام حوارنا هذا أود أن أسألك عن أمنيتك الكبيرة فى هذا العالم كإنسان وكشاعر؟
- أمنيتى الكبيرة هى أن أرى بنى الإنسان ينبذون التقاتل، ويتطلع الكلّ لأجمل اللحظات التى لم نعشها بعد. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.