«بفلوسى» كلمة خرجت من فم امرأة لتسقط على مسامع رجل.. امرأة تمتلك سلطة المال، ورجل فقد نخوته ووافق أن يبيع نفسه مقابل أن تنفق عليه تلك المرأة. كان هذا ما شاهدته من إحدى صديقاتى صاحبة المستوى الاجتماعى الراقى التى تحدثت لى عن صعوبتها فى اختيار شريك حياتها، فهناك الكثير ممن يطرقون باب ودها- ربما إلى هنا يبدو الأمر طبيعيًا- إلا أنها تعرف جيدًا أنهم يريدونها لمالها وحسبها وليس لجمالها «المتواضع». أعادت لى هذه القصة مع صديقتى أحداثًا مر عليها الكثير عندما شاهدت مثلها فى أحد الأعمال الفنية التى لا تنسى. وأصبح لدى مشهدان قد اختلفا فى التوقيت، ولكن جمعتهما فكرة واحدة، حيث تذكرت فيلم «شباب امرأة» والجملة التى قالتها تحية كاريوكا وهى تثور غاضبة على شكرى سرحان لتذكره بأنها هى من أنفقت عليه ليعيش تحت حمايتها المالية معايرة له بكلمتها الشهيرة «بفلوسى»! ومن هنا بدأت فى طرح تساؤلاتى حول إمكانية «شراء زوج» من خلال آراء الفتيات التى قد تقبل أو ترفض هذا الأمر، وكذلك آراء الشباب وحول رؤيتهم لهذه الفكرة ما بين الموافقة عليها أو اعتبارها إهانة لرجولتهم. • اشترى عريس هديل أحمد- 29 سنة- مهندسة ديكور تقول فى ثقة: «ممكن يكون كلامى غريبًا، ولكن الحقيقة أن البنت بتتجوز لما تكون جميلة أو بنت حسب ونسب، وعادة الزواج بيكون أسهل مع الحالة التانية، لأن الحالة الاقتصادية للشباب أصبحت صعبة جداً، لكن البنات مستواها عادة بيكون أعلى ولكن محتاجة زوج مش أكتر، فبالتالى ممكن توافق أنها «تشترى عريس»، ولكن طبعًا بتكون تحت مسميات أخرى أقل إهانة لكرامة الرجل ولكن فى حقيقتها هى تجارة، فأنا أمنحه حياة اجتماعية كريمة وهو يحمينى من حمل لقب عانس، وقد يأتى الحب بعد ذلك، وأعتقد أن هذه الفكرة أصبحت مقبولة جدًا فى المجتمع، لأن البنت أصبحت تعمل وأصبحت هى نفسها وزارة مالية متنقلة، فبالتالى ممكن نعيش مع بعض بمبدأ تبادل المنفعة. • كرامتى قبل فلوسى بينما ترى سارة مصطفى- صحفية شابة - أن كرامة الفتاة فى اختيار شريك أحلامها هى الأساس حتى لو توافرت لديها كل الإمكانيات المناسبة للزواج، لأن الزواج هو علاقة احترام بين الطرفين، فإذا كانت ستبدأ وأنا «كاسرة عينه»، فبالتالى حكمت على هذه العلاقة بالفشل، لأن الرجل أهم ما يميزه هو كرامته، فكيف يقبل أن يساومنى عليها. فبالتالى لا أقبل أن أتزوج رجلاً بفلوسى، فأنا بطبعى أحب الرجل الشرقى الذى من طبعه أن يحتوى المرأة والتكفل باحتياجاتى لأنها من سمات الرجولة بنظرى وإذا فقدها فإنه يخسر جزءًا كبيرًا من كينونته كرجل.. والأنثى بطبعها مهما كانت قوة شخصيتها فهى عندما تفكر فى الزوج تفكر فى السند الذى إذا ما احتاجت إليه تجده وليس إلى عبد تتحكم به وقتما تشاء ومتى تريد، وإذا كانت لدى القدرة المالية على أن أعيش فى مستوى اجتماعى فمن الممكن أن أسافر أو أشترى ما أتمناه أو حتى أقتنى أحد الحيوانات الأليفة، ولكن لن أقبل أبدا أن أقتنى زوجا «بفلوسى»، لأنه دائما ما سيكون لديه إحساس بالنقص أمامى وإذا لم يشعر بذلك.. فهذه كارثة أكبر لأنه سيكون فى هذه الحالة مش راجل أصلا. • المصلحة هى اللى هتحكم والله على حسب .. هكذا يقول أحمد عبد الرحمن طالب بكلية التجارة .. مضيفا: «يعنى لو أنا غنى ومعايا فلوس والدنيا ماشية تمام هختار البنت الجميلة الفقيرة لأنى مش محتاج فلوسها أو أنى أتجوزها عشان ترفع من مستواى الاجتماعى، لكن لو الحالة صعبة والأمور المالية سيئة ومحتاجين «نقلة» ممكن أفكر طبعا فى الارتباط بالبنت الغنية لأنها هتكون فرصة مناسبة والفرص عادة لا تتكرر. • الحب لا يشترى منى هادى- طبيبة- تقول فى انفعال: «أرى أن تلك العبارة تعبر عن شخصية متدنية للغاية، لأن الحب والزواج هما مشاعر لا يجوز المتاجرة بها، وإذا كانت المادة تتحكم فى كل شىء بحياتنا فلابد أن تبتعد عن هذا الجزء المتعلق بالزواج وإلا أفسدته، وعادة ما تفشل الزيجات التى تقوم على هذا الأساس، وهو ما حدث بالفعل مع صديقات كثيرات لى ممن يمتلكن المال والمستوى الاجتماعى الراقى وكان أملهن رفع العبء عن الشخص الذى سيخترنه شريكا لحياتهن، ولكن للأسف فالرجل الذى وافق على هذا المبدأ يعاملها وفقا لمبدأ البيع والشراء «وكله بتمنه»، فالرومانسية والمشاعر تتحول إلى كلمات متحجرة مدفوعة الثمن مسبقا. • نحن نشهد نموذج المرأة «المعددة» وفى النهاية يحلل الدكتور فؤاد الدواش أستاذ الصحة النفسية هذه الشخصية فيقول: إنها على المستوى النفسى تسيطر عليها أكثر من حالة، أولا حالة من الإحباط المرتفعة ثم تكون لديها رغبة فى التعويض ورغبة كذلك فى حياة طبيعية ورغبة فى التملك. بالنسبة للإحباط يكون ناتجًا عن وجود نقص فى شىء على المستوى الجسدى أو المعرفى أو الاجتماعى كأن تتعدى سن الزواج، وبالتالى يكون هذا الإحباط نتيجة لرغبات غير محققة وإذا استمر يتطور إلى مزيد من الإحباط فترتبط بشخص قد تتولى معه كل أعبائه المالية والالتزامات المادية، ولن يكون هذا تعويضا للشخص نفسه، ولكن لشعورها بالنقص والاحتياج الذى تحاول أن تجده فى شىء آخر وعندما تقوم بذلك فهي لا تعيش حياة طبيعية، ولكن تعيش وهم الحياة الطبيعية، لأنها رغم إدراكها أنها تزوجت بفلوسها فإنها تصنع أحلاما عن الحب والرومانسية وعندما لا تستطيع الإحساس بهذه المشاعر تصطدم بالواقع، وبالتالى تشعر بإحباط كبير. وإذا لم تستطع حل هذا التناقض تتحول الى نوع جديد من الإحباط. والمرأة التى تتزوج بفلوسها تكون لديها فرصة للزواج مرة أخرى بنفس الطريقة، ولكنها أحيانا ترفض أن تطلب الطلاق إذا خانها زوجها مثلا لرغبتها فى خيانة زوجها، وأنا أرى من خلال رؤيتى لفتيات الجيل الحالى أننا على أعتاب صورة جديدة للمرأة، قد تكون صادمة للمجتمع وهى المرأة المعددة حيث إننى أراقب عن قرب ظاهرة الفتيات اللاتى يتحادثن مع أكثر من رجل سواء على الفيس أو تويتر أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، لذلك فهذه تمثل بداية لنموذج المرأة معددة الأحباب وإذا أعطيت الفرصة فهى تتمنى أن تعدد الأزواج. حتى المرأة المتزوجة التى تقوم بخيانة زوجها سواء بشكل واقعى أو من خلال الإنترنت فقط فهى فى هذه الحالة أيضا تعكس رغبة لديها فى التعدد، وهذه المرأة تريد بذلك أن تتساوى مع الرجل بشكل قد يكون غير سوى لأنها تحسده كونه رجلاً يستأثر بكل الصلاحيات.•