رغم كثرة العناوين المطبوعة بعد التوسع في حركة النشر، فإنه يوجد مجموعة من الكتب القديمة تمثل (محور) مكتبات المثقفين، التي تحمل قيمة فكرية وعلمية، ولكنها نفدت من المكتبات والأسواق، ولا يزال الإقبال عليها مستمرا، مثل كتاب (ألف ليلة وليلة)، الذي طبع مؤخرا في هيئة قصور الثقافة (طبعتين) خلال شهر واحد، ونفد تماما من الأسواق، . . في هذا التحقيق يرشح مجموعة من المثقفين أسماء كتب مهمة، يوصون بإعادة طباعتها مرة أخري. الدكتور رفعت السعيد رشح كتاب (رسالة العلم) للعالم الإنجليزي برنال، الذي طبع في أربعينيات القرن الماضي، ويعده السعيد من أهم الكتب التي أصدرتها البشرية حتي الآن، لأنه يحلل قيمة العلم في فهم العالم، وقيمة العقل ويقف ضد التطرف والهمجية والقتل، كما رشح الكاتب سعد هجرس كتاب (الإسلام وأصول الحكم) للشيخ علي عبد الرازق، الذي يراه يجيب بشجاعة عن سؤال ما زالت النخبة المصرية متعثرة في الإجابة عنه، وهو علاقة الدين بالسياسة، ويبين خطورة الزج بالدين في السياسة، وخلط السياسة بالدين. الإسلام والوحدة الوطنية ويتمني الروائي يوسف القعيد إعادة نشر كتاب (الإسلام والوحدة الوطنية) للدكتور محمد عمارة، الذي صدر عن دار الهلال في ثمانينيات القرن الماضي، ويطرح موقف الإسلام من الوحدة الوطنية، بين المسلمين والمسيحيين في مصر، ويناقش فكرة التعايش بين الإسلام والمسيحية، كما يرشح أيضا كتاب (موقف الإسلام من المرأة في فكر الإمام محمد عبده)، الذي لم ينشر ضمن أعماله الكاملة، التي صدرت عن هيئة الكتاب مؤخرا. ويرشح شريف الشوباشي كتاب (البؤساء) لفيكتور هوجو، باعتباره من أعظم الكتب الإنسانية، التي تنحاز للبؤساء والفقراء ضد الطبقة المستغلة، التي كانت تهيمن علي فرنسا وأوربا في القرن التاسع عشر، والكتاب يعد ملحمة لإعلاء القيم والمثل التي يجب أن يتحلي بها الإنسان في كل زمان ومكان، ومن يقرأ هذا الكتاب يشعر أن طاقة من النور قد فتحت له، لأنه يسلط الضوء علي خطورة الصراع بين الخير والشر. قادة الفكر أما الدكتور عبد المنعم تليمة فأكد أن كتاب (قادة الفكر) للدكتور طه حسين، الذي يضم أعلام التفكير الإنساني المؤثرين في تاريخ البشرية أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو، وتربت عليه أجيال عديدة علميا، لم يأخذ حقه من الشهرة والمعرفة حتي الآن، ورشح أيضا كتاب (مستقبل الثقافة في مصر) لطه حسين، حيث يقرر أن التعليم هو أساس النهضة الشاملة وقدم مقترحات لم نأخذ بها حتي اليوم. وكانت رواية "الشمندورة" لمحمد خليل قاسم، التي صدرت عام 1968 بهيئة الكتاب قبل رحيل المؤلف بأسابيع قليلة، اختيار الشاعر شعبان يوسف، ووصفها بأنها تعد من أهم الروايات النوبية، التي تتحدث عن خزان أسوان، والمعاناة التي عاناها النوبيون بسبب الفيضان، ورصدت التقاليد والسمات المميزة لشعب النوبة، بما فيه من درجة عالية من الرومانسية والرقي، وصدرت وقتها في 500 نسخة عن (كتاب الأهالي)، وطلبت من الدكتور جابر عصفور إعادة طبعها، ولكنه لم يفعل حتي الآن. الدكتور محمد عبد المطلب يرشح كتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي، وقد صدرت آخر طبعة له عام 1921 ولم يتم طباعته مرة أخري حتي الآن، وهو كتاب مهم للدارسين جميعا، حيث يقدم دراسة مستفيضة عن علوم القرآن والحروف والتراكيب والسور القرآنية ونزول الوحي ليلا ونهارا، وقد تجاوزت مؤلفات السيوطي حاجز ال500 كتاب. مذكرات الدبلوماسيين وطالب صلاح عيسي الدكتور جابر عصفور بإعادة طباعة مذكرات الدبلوماسيين الأجانب خاصة البريطانيين، الذين عملوا بمصر وكتبوا عن أوضاعها السياسية والاجتماعية، مثل مذكرات (مصر الحديثة للورد كرومر)، ومذكرات لاري ستيفنسون آخر السفراء البريطانيين في مصر قبل ثورة يوليو، الذي شهد توقيع اتفاقية الجلاء، وكذلك مذكرات اللورد كيلنر، التي ترجمت أجزاء منها ولم تترجم بشكل كامل حتي الآن، وتضم وقائع مهمة خاصة بالتاريخ المصري، وكذلك مذكرات المؤرخ الروسي روزنشتاين سكرتير الرئيس الروسي لينين، الذي كتب فصولا عن الثورة العربية وما بعدها وما قبلها من عملية النهب الاقتصادي، التي تعرضت لها مصر في القرن التاسع عشر. وكانت روايتا تولستوي (الحرب والسلام) و(آنا كارنينا)، خاصة وأعماله بشكل عام، اختيار الدكتور حامد أبوأحمد، لإعادة طبعهما، لأنهما تعدان من عيون الأدب الإنساني العالمي، تصف الفساد والظلم الذي سبق الثورة الروسية عام 1917 بأسلوب أدبي راقٍ ورشيق وممتع، ولا غني لأي مثقف عن اقتناء أعمال تولستوي. ووقع اختيار الدكتور حسام عقل علي كتاب (الثورة الفرنسية) للدكتور لويس عوض، لإعادة طبعه، وهو الكتاب الذي يحلل أسباب هذه الثورة ومضمونها ونتائجها في جميع أنحاء العالم، ومنها البلدان العربية وما زالت مضرب المثل في تحرر الشعوب، ونزوعها نحو الديمقراطية والحرية، وهو بالمناسبة آخر ما كتب لويس عوض. الدكتور جابرعصفور رشح جميع كتب الراحل محمد أركون حيث تمثل كتاباته نقد الإسلاميات الكلاسيكية، كذلك تنقد منهج الاستشراق والمناهج المستعملة في الدراسات الإسلامية لدي الباحثين المسلمين والمستشرقين في صورها التقليدية المعتمدة علي الشرح والعرض والتفسير. وقد التقينا المسئولين عن النشر في بعض المؤسسات الحكومية فالكاتب الصحفي حلمي النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب يشير إلي أن الهيئة قامت بطباعة الكتب المهمة، التي تعد علامات في الثقافة الإنسانية، وتناسب المواطن المصري، مثل: (الأغاني) للأصفهاني، وأعمال ديستوفيسكي، وأعمال رفاعة الطهطاوي، و(تطور الشكل السياسي) لجورج سباين، ونطبع من كل إصدار من هذه الكتب خمسة آلاف نسخة، وهذا الرقم أضعاف ما تصدره دور النشر الخاصة، وسوف نطبع الكتب المهمة التي أصدرتها الهيئة في الماضي، ولن نكتفي بإعادة الطبع، ولكننا ننشر أيضا الأعمال الجديدة. الكاتب عادل عبد الصمد رئيس تحرير "الهلال" قال: دار الهلال مؤسسة ثقافية تعني بنشر الثقافة الرصينة والجادة منذ نشأتها، وقد أصدرت الدار أعمال جورجي زيدان ولويس عوض ومذكرات أحمد عرابي وكتاب (الإسلام وأصول الحكم) للشيخ علي عبد الرازق، وأعمال عبد الرحمن صدقي، وغيرهم ونحن نهتم بإعادة طبع هذه الأعمال لأنه لا يوجد حقوق نشر لها حيث مر علي صدورها أكثر من خمسين عاما.