قانون الإيجار القديم.. احسب إيجار شقتك حسب المنطقة والتصنيف    محافظ أسيوط يوجه بدعم القطاع الزارعي والمتابعة الميدانية للاطمئنان على المحاصيل    ننشر سعر الذهب اليوم الخميس 3 يوليو 2025.. عيار 21 4650 جنيهًا    أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم الخميس 3-7- 2025    مصادر تكشف لقناة الغد تفاصيل الاتفاق الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة    مغامرة ترامبية أم هدنة تفاوض؟ أمريكا توقف شحنات أسلحة لأوكرانيا    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره السعودي    الاتحاد البرتغالي ينعى دييجو جوتا وشقيقه: فقدنا اثنين من الأبطال.. سنخلد إرثهما كل يوم    كشف ملابسات ما تم تداولته مواقع إخبارية بشأن واقعة قيام قائد سيارة نقل بالاصطدام بسيارات في المعادي    وزير الثقافة يعلن انطلاق فعاليات مبادرة «مصر تتحدث عن نفسها» و«تراثك ميراثك» ضمن احتفالات ثورة 30 يونيو    عزاء خاص للمطرب الشعبي أحمد عامر تتكفله نقابة الموسيقيين    ب572 ألف جنيه.. المشروع X يتراجع للمركز الثاني في منافسات شباك التذاكر    النيابة العامة بالمنيا تعاين مسرح جريمة مقتل 3 أطفال على يد والدهم في قرية زهرة    طقس الإسكندرية اليوم.. 30 درجة مئوية وأمواج البحر ترتفع إلى 2.5 متر    أسعار الفراخ اليوم "في الأمان".. فرصة التخزين لسه متاحة    عودة بعد غياب طويل.. ألونسو يتلقى نبأ سارًا في تدريبات الريال    تركيا تدين التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى ضم الضفة الغربية    تفشي مرض الحصبة في إسرائيل    الصحة تطلق قافلة طبية بالمجان لأهالي العاشر ضمن المبادرات الرئاسية    نائب وزير الصحة تتفقد المنشآت الصحية بالدقهلية في جولة ميدانية    وفاة 4 أشخاص وفقدان 38 آخرين إثر غرق عبارة في إندونيسيا    تسريب امتحان الكيمياء للثانوية العامة 2025.. والتعليم ترد    مجموعة عز العرب تحتفل بمرور 115 عامًا على تأسيس علامة ألفا روميو    آراء طلاب الثانوية الأزهرية بالفيوم بعد امتحان المطالعة والنصوص: "كله مقالي وصعب"    مواعيد مباريات الخميس 3 يوليو 2025.. انطلاق أمم أوروبا للسيدات    رئيس «الرعاية الصحية» يعلن اكتِمال المرحلة الأولى لمنظومة التأمين الصحي الشامل بأسوان    إبراهيم فايق يعلن بشرى سارة للجماهير العربية    السعودية تدشّن أول سرية من منظومة "ثاد"    9 جنيهات لكيلو البطاطس.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    الأهلي يعلن ضم محمد شريف لمدة 5 سنوات    "أحيا فرحه".. إمام عاشور ينعى أحمد عامر بصورة    لاعبو الهلال السعودي يحتفلون بمولود جديدة لرئيس النادي (صور)    30 دقيقة تأخرًا في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 3 يوليو 2025    توزيع درجات امتحان الجغرافيا للصف الثالث الثانوي 2025    جثث الأطفال تفحمت.. الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الرمال ب غزة (فيديو)    جدل برلماني حول تعديل قانون التعليم.. النواب يطالبون بسحب المشروع (تفاصيل)    تغييرات جذرية في "وتر حساس 2".. غادة عادل بديلة لصبا مبارك وغياب أحمد جمال سعيد وجنا الأشقر    وجودك بيخلي اليوم مميز.. رسالة ليلى زاهر ل تامر حسني    الكويت تدين وتستنكر تصريحات إسرائيلية بشأن ضم أراض الضفة الغربية    سيراميكا يواصل مفاوضاته مع الأهلي لاستعارة رضا سليم    40 حكما يجتازون اختبارات الانضمام لدورة الحصول على رخصة "VAR"    «الوطنية للانتخابات» تحدد قواعد اختيار رموز مرشحي «الشيوخ» على نظامي القوائم والفردي    عصام السباعي يكتب: مفاتيح المستقبل    تريلا تدهس 7 سيارات أعلى الطريق الدائري بالمعادي.. صور    طارق الشيخ يكشف كواليس صداقته مع أحمد عامر..ماذا قال؟    مي عمر أنيقة ونسرين طافش بفستان قصير على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    هل الجنة والنار موجودتان الآن؟.. أمين الفتوى يجيب    وفاة طالب جامعي إثر تعرضه لصعق كهربائي بأسيوط    "القائمة الوطنية من أجل مصر" لانتخابات الشيوخ.. تضم 13 حزبًا وتجمعًا سياسيًا    البلشي: لست مسؤولًا عن تظاهرات أحمد دومة على سلم نقابة الصحفيين    بعد 12 عامًا.. الإخوان ترفض الاعتراف بسقوطها الشعبي والسياسي    تعرَّف علي قيمة بدل المعلم والاعتماد ب مشروع تعديل قانون التعليم (الفئات المستحقة)    يكفر ذنوب عام كامل.. موعد صيام يوم عاشوراء 2025 وأفضل الأدعية المستحبة    الأعداد المقرر قبولها ب الجامعات الحكومية من حملة شهادات الدبلومات الفنية 2025    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    مستشفى الأطفال بجامعة أسيوط تنظم يوم علمي حول أمراض الكلى لدى الأطفال    هل "الدروب شيبنج" جائز شرعًا؟ أمين الفتوى يجيب    «الإفتاء» توضح حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس هيئة الكتاب ورئيس اتحاد الناشرين: تجربة متفردة فى العمل الثقافى

إذا كان مشروع السد العالى أنقذ مصر من الغرق فإن مشروع القراءة للجميع أنقذ شباب مصر من الجهل ومواجهة ثقافة التطرف والإرهاب هكذا رأى عدد من القائمين على المشروع ومنهم د.صابر عرب رئيس هيئة الكتاب - الجهة المشرفة على تنفيذ المشروع ونائبه حلمى النمنم ومحمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين الذين طرحوا معنا آراءهم فى المشروع ودوره فى حياتنا الثقافية والفكرية والجديد الذى يقدمه المشروع هذا العام.
فى البداية قال الدكتور د. صابر عرب -رئيس الهيئة العامة للكتاب- إن المشروع أثبت نجاحه بشكل باهر وهو تجربة فريدة فى العمل الثقافى واستمرارها إلى الآن يدل على أنها تلقى قبولا من المجتمع، الذى راح يقتنى كتبًا إبداعية شديدة الأهمية، وأصبحت هذه التجربة موضع تقدير لكثيرين، سواء من داخل مصر أو خارجها لدرجة أن سفير إحدى الدول العربية رحب بالفكرة ويحاول أن ينشئ مثلها فى بلده .. وأنا أرى أن التجربة سوف تستمر لأنها تحظى برعاية السيدة سوزان مبارك وبدعم المجتمع، ونحن نرى نجاحها يزداد من عام لآخر وقد حظى المشروع بقبول قوى جدا لدى الشباب، خاصة الجيل الذى ولد مع بداية مهرجان القراءة للجميع وأصبح من المبدعين الآن، لأنه وجد الكتاب بأسعار رخيصة جدا وفى متناول يده منذ أن كان طفلا.
- ثم يضيف د. صابر عرب قائلاً: أعتقد أن المشروع حقق الكثير من أهدافه ومنها توسيع نطاق الاطلاع على منابع الثقافة على اختلاف بيئاتها ولجميع أفراد الأسرة وغرس وتنمية عادة القراءة، خاصة لدى الأطفال وأيضا تعزيز الانتماء للوطن والتأكيد على حرية التعبير والتسامح والتعددية ونشر الوعى بالتراث العربى والإسلامى وأيضا التواصل مع الحضارات الأخرى مع إحياء الكتاب المقروء فى مواجهة الهجمة الشرسة من الوسائل الإعلامية والتى أبرزها فى الوقت الحاضر الإنترنت.
وعن الجديد هذا العام قال: المشروع مستمر من خلال اختيارات لعناوين مهمة جدا، كلها تخاطب الفكر والعقل وتدور فى مجملها حول التنوير والاستنارة فى مجالات التاريخ والأدب والفكر والثقافة العامة والفلسفة، وأيضا هذا العام ستكون هناك عناية أكبر بالتوزيع فى المدن والقرى البعيدة المصرية، وأيضا سنحاول أن نعمل على إتاحة نسخة إليكترونية من الكتب التى يتم اختيارها للمهرجان، خاصة أن هناك جيلاً جديدًا يجيد التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت وأيضا إتاحة فرصة للمصريين ولشباب المصريين المقيمين بالخارج لقراءة هذه الكتب.
وعن الاحتفالية بمناسبة مرور 20 عاما على القراءة للجميع قال د. صابر عرب: فى الحقيقة فى الاجتماع الذى عقدته اللجنة العليا للقراءة للجميع برئاسة السيدة سوزان مبارك والتى وجهت اللجنة إلى أهمية تفعيل مشروع توثيق القراءة للجميع إليكترونيا من خلال إطلاق موقع يؤرخ لها ويلقى الضوء على أنشطتها المتنوعة فى عام 2010.
كما وجهت سيادتها بتوثيق جميع الأنشطة التى نفذت خلال مسيرة العشرين عاما الماضية للتعرف على جميع الجهود المبذولة، واستخلاص الدروس المستفادة من خلال طبع ونشر كتاب تذكارى للحملة فى عشرين عاما وإصدار مجلة وطابع تذكارى للقراءة للجميع، وأيضا تنظيم مؤتمر علمى عن المشروع يشارك فيه كبار المفكرين والمثقفين لمناقشة التجربة المصرية الرائدة وكيفية إثرائها وتطويرها.
وقال حلمى النمنم -رئيس هيئة الكتاب- أن مشروع القراءة للجميع تجربة مهمة ساعدت فى سد الفجوة بين الأجيال، فلقد كان كل جيل من الكتاب يعتبر نفسه الرائد والمؤسس ويتجاهل من سبقوه، فمثلا جيل ثورة 1919 «توفيق الحكيم، طه حسين، هيكل» أطلقوا على أنفسهم جيل الرواد وأخذنا عنهم تلك التسمية على الرغم من أن هناك أجيالا سبقتهم كجيل رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك والشيخ محمد عبده، وقد حرص المشروع على سد تلك الفجوة من خلال نشر أعمال قاسم أمين والطهطاوى وغيرهم، لكى يكون المثقف المصرى والعربى على علم بذلك التواصل والزخم الثقافى، كما حرص المشروع على إعادة الوصل بين القديم والحديث من خلال نشر العديد من الأعمال التراثية كأعمال الجاحظ وأبو حيان التوحيدى، واهتم بالانفتاح على الثقافات الأخرى فترجم عن الإنجليزية والألمانية والفرنسية ولم يقع فى وهم الترجمة عن الغرب فقط واهتم بالثقافات الشرقية فترجم عن الفارسية والتركية. ثم يضيف قائلاً: للمشروع العديد من الإنجازات،
منها أنه أتاح للقارئ النصوص العربية القديمة، التى لم يكن يعرف عنها شيئا ككتاب''أصول المسألة المصرية لصبحى وحيدة الذى طبع عام 1950 وأصبح من النوادر، إلى أن أعاد المشروع طباعته مرة أخرى وكذلك دراسة ''ألف ليلة وليلة'' لسهير القلماوى التى طبعت عام 1966 فى دار المعارف ونسيت تماما، وكتاب ''الأدب الشعبى'' لأحمد رشدى صالح و''مستقبل الثقافة فى مصر'' لطه حسين و''المرأة الجديدة'' لقاسم أمين، فلقد كانت هناك علامات بالذاكرة المصرية مفقودة أمام الباحثين والطلاب الجدد، ونجح المشروع فى إتاحتها لهم وبأسعار رمزية كموسوعة ''وصف مصر'' وموسوعة ''الحيوان'' للجاحظ التى وفرها بعشرين جنيها فى الوقت الذى كانت تباع فيه بألفى جنيه، كما نقل المشروع بعض الكتاب من حيز النخبة وجعلهم أكثر شعبية كجمال حمدان وكتابه «شخصية مصر» الذى طبع منة خمسون ألف نسخة.
وأكد النمنم: إن الجهات المشاركة بالمشروع لعبت دورا فى مساندتنا ماديا ومعنويا، فوزارة التربية والتعليم على سبيل المثال وفرت الكتب للطلاب من خلال مكتبات المدارس المفتوحة أمامهم طوال العام ووزارة الشباب عقدت العديد من الأنشطة والندوات والأمسيات، وهو جهد لا يمكن إنكاره، ولكن العبء الأكبر مازال يقع على وزارة الثقافة التى تتولى مهمة النشر من خلال الهيئة العامة للكتاب، ومهمة اختيار العناوين من خلال لجان تضم جميع المثقفين والمفكرين من مختلف التيارات الفكرية دون أى انحياز، فمثلما ننشر لأنيس منصور ننشر للسيد ياسين ومثلما ننشر لجمال حمدان ننشر لصبحى وحيدة، فهو مشروع يحمل صفة الوطنية والقومية ويضم مختلف التيارات الفكرية والثقافية. وقد بدت آثار نجاح المشروع واضحة فى زيادة عدد الناشرين سنويا وانتشار المكتبات الخاصة وظهور أجيال من القراء أكثر إقبالا على القراءة .
وأضاف: كان لفاعليات المهرجان تأثير إيجابى على المجتمع، ولكننا بحاجة إلى المزيد منها، فثقافة التطرف والشعوذة لا تزال موجودة بالأقاليم، فأتذكر أننى سمعت أحد الشيوخ يؤكد فى خطبة الجمعة أن أنفلونزا الخنازير عقاب من الله نزل بالبشرية وهو أمر غير صحيح فالله لا يريد سوى الخير بالبشرية، ومثل تلك الأفكار لن يتمكن الكتاب وحده من مقاومتها فإلى جانبه يأتى دور الندوة والأمسية الشعرية والمسرح الذى أتمنى أن يعود لسابق عهده ويزدهر خاصة مسارح المحافظات والأقاليم .
وعمن يدعون أن إصدارات الشباب لا تفرد لها مساحة واسعة بالمهرجان قال النمنم: نحن لا نتعامل مع فئات عمرية، فالعمل الجيد يفرض نفسه سواء كان كاتبه شابا أو عجوزا، مسلما أو قبطيا أو يهوديا، وتلك الأقاويل لا يرددها إلا الفاشلون الذين يريدون أن يأخذوا فرصا لا يستحقونها فى النشر فلقد أصبح هناك ابتزاز بمثل تلك المفاهيم ومن غير المقبول أن تكون هناك كوتة للشباب فمن غير المعقول أن نذبح المواهب الحقيقية من أجلهم وسيظل المقياس الوحيد لدينا هو العمل ومدى أهميته، فالموهبة الحقيقية تفرض نفسها، والدليل على ذلك أن كبار الكتاب نشرت أعمالهم فى شبابهم مثل جمال الغيطانى وصلاح عبد الصبور وعبدالرحمن بدوى وزكى نجيب محمود ومحمد عفيفى مطر، فالعمل الجيد يحوز على إعجاب الجميع دون أية اعتبارات سواء كان لشاب أم غير شاب.
وأنهى النمنم قائلا: إن التجربة شىء عظيم وحدث مهم جدا، فبعد أن كانت القراءة عملا نخبويا وخاصا بمجموعة من المثقفين أصبحت سمة عامة، وحدث هذا بفضل عدة عوامل منها التدقيق فى اختيار العناوين وأصبح الكتاب فى متناول المواطن المصرى البسيط فأسعاره تتراوح ما بين 5,1 جنيه و2 جنيه، كما أعاد للبيت المصرى سمة مفتقدة فحتى منتصف الخمسينيات كان يراعى فى تأسيس البيت المصرى وجود مكتبة، ولكن تحت ضغوط الحياة وارتفاع تكاليفها كادت أن تختفى هذه المكتبة ولكن المهرجان أعادها لبيوت المصريين مرة أخرى، القراءة للجميع ركزت على الأطفال، فمنذ عشرين عاما هناك أجيال على صلة بالقراءة والكتابة مما ساعد فى انتشار المدونات على الإنترنت ونشر الشباب لإبداعاتهم بسهولة وهذا نتيجة لإتاحة مصادر الفكر الأولى والحديثة أيضا كالطهطاوى وقاسم أمين وطه حسين والعقاد وغيرهم والتى كونت الثقافة المعاصرة وخلقت أجيالاً ليس من المبدعين فقط وإنما من الباحثين والمترجمين أيضا.
وقال محمد رشاد -رئيس اتحاد الناشرين المصريين- إن مشروع القراءة للجميع أحد أهم المشروعات الثقافية التى شهدتها مصر خلال الخمسين عاما الماضية، وعلينا أن ندرك أنه مشروع قومى سيعود بالنفع علينا جميعا، فإلى جانب مشاركة بعض الشركات ودور النشر فى تصميم إعلانات المهرجان يجب على الإعلام أن يقوم بتسليط الضوء بشكل أكبر على فعاليات المهرجان، وأن يفسح لها مجانا أكبر مساحة ممكنة لأن ذلك يعد استثمارا له فى المستقبل، فترسيخ مبدأ القراءة والاطلاع فى وجدان النشء والشباب سيخلق له جيلا أكثر إقبالا على القراءة فى الوقت الذى يتراجع فيه توزيع الصحف المصرية، وعليه أن يدرك كذلك أن المواطن من حقه أن يعرف أهم إصدارات الكتب وأماكن تواجدها، وعلى وزارة التربية والتعليم أن تعيد حصة القراءة والمطالعة مرة أخرى وأن تدعم مكتبات المدارس بشكل أكبر، وأن تقوم كذلك بتدريب الطالب على تلخيص الكتب مثلما يحدث فى مختلف الدول العربية فمن ضمن مقررات طلاب المغرب تلخيص بعض مؤلفات توفيق الحكيم وطه حسين.
وأكد رشاد لقد خرج من رحم المشروع جيل من الشباب أكثر إقبالا على القراءة من ذى قبل، ففى الماضى لم نكن نتعامل مع الفئات العمرية من (17) إلى (35) لعدم اهتمامهم بالقراءة والاطلاع، ولكن مع حرص المشروع على غرس عادة القراءة فى الشاب منذ صغره ومن خلال الدور الذى لعبته مكتبات المدارس والمكتبات العامة وقصور الثقافة فى تشجيع الطفل على القراءة ظهر جيل من الشباب أكثر وعيا وثقافة، ولم تعد القراءة قاصرة على فئات اجتماعية معينة بعد أن أصبح سعر الكتاب فى متناول الجميع، وجدير بالذكر أن القراءة فى الخمسينيات والستينيات كانت مزدهرة بالرغم من قلة عدد السكان وقلة الكتاب والمتعلمين.
وأضاف أن مشروع القراءة للجميع أعاد ذلك البريق مرة أخرى بعد أن كان تراجع فى الوقت الذى ارتفع فيه عدد السكان وبالرغم من التوسع فى إنشاء المدارس والجامعات.. لكن هناك مشكلة الآن بسبب نقص الميزانية، ففى البداية كان يطبع من الكتاب خمسين ألف نسخة ثم قلت إلى خمسة وعشرين ألفا ثم إلى عشرة آلاف ليصل الأمر فى النهاية إلى خمسة آلاف نسخة فقط، ومع كثرة دور النشر المشاركة فى المشروع وكثرة العناوين فى ظل نقص الكميات المطبوعة ظهرت بعض المشكلات، إلا أن المشروع ظل محتفظا بتنوع إصداراته التى يحرص على انتقائها بعناية د.فوزى فهمى.
أما نادية مصطفى -المدير الإعلامى بالهيئة العامة للكتاب- كنت مع د. سمير سرحان «رحمه الله» ومجموعة من الزملاء .. كنا نقضى فى الهيئة أوقاتا أكثر مما كنا نقضى بين أسرنا .. أما الدكتور سمير لو خرج من مكتبه فكان يذهب لمنافذ التوزيع ويسأل عن سير البيع وما هى الكتب الأكثر مبيعا، وأتذكر مرة وجد كتابا غلافه مطبوع بشكل ردىء .. جاء وأجرى تحقيقا مع المسئولين عن ذلك .. وكان يستمع دائما لكل المقترحات والأفكار الجديدة لتطوير المشروع ودائما الحل حاضر عنده لكل المشاكل .. سواء للكتاب أو للناشرين أو للموزعين حتى مشاكلنا نحن العاملين معه .. ولذلك كان الكل يعمل معه بحب شديد خاصة أن المشروع كان مردوده عظيم على الناس وأعاد حب القراءة وشراء الكتب مرة أخرى للصغير والكبير.
كيف بدأت الفكرة ؟
- بدأت بعدما حدثت عمليات إرهابية بمصر فى أوائل التسعينيات .. فأصدرت وزارة الثقافة عن طريق الهيئة كتبا للتنوير من العلماء الوسطيين لمقاومة التطرف والإرهاب مثل كتب رفاعة الطهطاوى وسلامة موسى وكان الكتاب يباع بربع جنيه . وكان هناك إقبال شديد من قبل الشباب على هذه الكتب .. حيث كان من المعروف أن الشباب المتطرف يستمد ثقافته من كتب لعلماء متشددين وأصحاب ثقافات أخرى وبأثمان رخيصة .. وكانت الكتب الأخرى تباع بأثمان مرتفعة .. ومن هنا بدأت فكرة مشروع القراءة للجميع ثم مكتبة الأسرة .. وكانت صاحبة الفكرة السيدة سوزان مبارك .. وكان الهدف من المشروع بيع كتب رخيصة للشباب فأصدرت الهيئة سلسلتين هما التنوير والمواجهة لمقاومة الإرهاب ..ثم بدأ الحلم يتحقق عن طريق الحصول على دعم من بعض الوزارات وهيئة الكتاب كانت الجهة المنفذة، أما اختيار العناوين التى ستتم طباعتها فمهمة لجنة مهرجان القراءة للجميع .
البداية الفعلية للمشروع كانت عام 1994 حيث بدأنا بسلسلتين هما الإبداعية والفكرية وتراث الإنسانية ثم عشر سلاسل فخمس عشرة سلسلة و كل عام لجنة مهرجان القراءة للجميع تسعى إلى ضم العديد من الشباب وتستمع إلى آرائهم ليتم انتقادها وتنفيذ الجيد منها
ما أهم النجاحات التى تتذكرينها؟
- النجاح الذى حققه المشروع عام 94 بلغ 95% ، حيث لفت أنظار العالم إليه لأن البداية كانت قوية جدا فلاقى نجاحا كبيرا وكأن الناس كانت عطشى للقراءة وللكتب ومنذ بداية المشروع وضعت مكتبة الأسرة شرطا أساسيا وهو ألا يتعدى سعر أى كتاب الجنيهين كالأعمال الفكرية والإبداعية .. وبعض الكتيبات كانت تباع بربع جنيه كسلسلة تراث الإنسانية وقامت منظمة اليونسكو بدراسة المشروع بعد أن لفت إليه الأنظار فعقد فى أسوان عام 1996مؤتمر برئاسة فريدريكو مايور رئيس هيئة اليونسكو وقتها .. حضر العديد من وفود الدول التى أعجبت بالمشروع وأرادت تطبيقه فى بلدانها . واستمرت فعاليات المؤتمر لمدة ثلاثة أيام وحضرته السيدة سوزان مبارك وعدد كبير من الوزراء.
هل أقبل القراء على نوعية معينة من الكتب ومن هم أكثر القراء لها، وهل كل عام كان فيه جديد لجذب القارئ؟
- بالطبع بدليل أن وصل عدد الكتب التى تمت طباعتها فى المهرجان إلى ملايين النسخ ودرجة الإقبال على بعضها كان شديدا لدرجة أننا قررنا إعادة طبع بعض الكتب أكثر من خمس مرات مثل كتاب '' حياة محمد '' للدكتور محمد حسين هيكل والذى تحول بعد ذلك إلى برنامج عام تابع لهيئة الكتاب، وأضاف الدكتور سمير سرحان بعض أمهات الكتب مثل قصة الحضارة، ووصف مصر وموسوعة سليم حسن . وقد كنا حريصين على اختيار أهم رسامين فى مصر لعمل أغلفة الأعمال الإبداعية مثل جمال قطب ومحمود الهندى .
ومن التطويرات التى أجريت على المهرجان وضع رسوم عالمية على أغلفة بعض الكتب مع كتابة نبذة مختصرة عن كل فنان، وفى بعض السنوات وضعنا استبياناً بداخل كل كتاب وهو عبارة عن تقييم من قبل القراء للمهرجان والكتب ويتم إرسال هذا الاستبيان للهيئة عن طريق البريد .. وأكثر المحافظات التى أرسلته من محافظات البحر الأحمر والصعيد .. وقمنا بعمل دراسة عن أكثر شرائح المجتمع قراءة فكانت من الشباب، وبعد انتهاء المهرجان تقوم بعمل لحصر للكتب التى نفدت لإعادة طبعها مرة أخرى .
وفى بعض الأوقات تبنى رجال أعمال طبع كتب على نفقتهم ككتاب عودة الروح والذى طبع منه 100 ألف نسخة ووزعت مجانا فى الأقاليم، وفى بداية المشروع كان معظم الكتاب الكبار يسعون للمشاركة فى المهرجان لأنه كان يتم رصد مكافأة كبيرة لهم، ولكن بعد أن تم تحديد قيمة المكافأة وأيضا بسبب انتشار العديد من دور النشر الخاصة أصبح العديد من الكتاب لا يقبلون على المشاركة فى المهرجان .
أرقام مهمة
بلغ عدد سلاسل مكتبة الأسرة فى الفترة من 1994 إلى 2009 حوالى 169 سلسلة من سلاسل التراث والتاريخ والأدب والأطفال.. إلخ. أما العناوين الصادرة فى نفس الفترة فبلغت 3904 عناوين منها 3313 عنوانا للكبار و 591 عنوانا للأطفال والنشء كما يتراوح عدد النسخ من كل كتاب بصفة عامة ما بين بضعة آلاف ومائة ألف نسخة.. ويتوقف تحديد عدد النسخ على عاملين أساسيين هما: قيمة الكاتب من حيث مكانته وشهرته فضلا على المحتوى الفكرى للكتاب، والعامل الثانى هو مدى إقبال القراء على الكتاب والذى يضطرنا فى بعض الأحيان إلى إعادة طبع بعض الكتب أكثر من مرة مثل كتاب (حياة محمد صلى الله عليه وسلم) لمحمد حسين هيكل والذى أعيد إصداره 6 مرات ، وبلغ إجمالى عدد النسخ التى طرحت للمشروع منذ بدايته وحتى عام 2009 حوالى 51329446 نسخة وبلغ عدد الكتب المترجمة 758 كتابا من إجمالى عدد الكتب الصادرة فى مكتبة الأسرة وتشكل الكتب العليمة والثقافية والأدبية النسبة الأكبر من كتب مكتبة الأسرة ، أما كتب التراث فتمثل فئة متميزة باعتبار أنها تمثل رصيد الأقدمين، الذين شكلوا الأساس المتين للثقافة والفكر وتمثل الكتب المترجمة جسر التواصل بين الثقافات من أجل فتح أوسع النوافذ أمام أفراد المجتمع القارئ للإطلاع على منابع الثقافة فى الشرق والغرب، وتنوعت كتب الأطفال ما بين قصص وحكايات وكتب وحقائق ومعلومات فى مجالات شتى.. وبلغ عدد المساهمين فى مكتبة الأسرة من مؤلفين وعرب وأجانب وكاتبات ومترجمين وغيرهم حوالى 460 شخصا، أما موضوعات المعرفة البشرية التى غطتها مكتبة الأسرة فبلغت حوالى 1471840 موضوعا.
بروفيل
محمود الهندى واحد ممن كانت تقع على عاتقه مسئولية تجهيز كتب المهرجان وطباعتها فضلاً عن اختيار غلافها وقد ظل محمود الهندى يقوم بالمهمة منذ بداية مشروع مكتبة الأسرة عام 1993 وحتى خروجه للمعاش عام 2005 وقد أنجز خلال تلك الفترة أكثر من 15 ألف كتاب بخلاف أدواره الأخرى فى اختيار شعار للمهرجان كل عام والإشراف الفنى والطباعى على كل الكتب الصادرة عن المهرجان، وقال أن السنة الأولى للمشروع شهدت نجاحاً باهراً حيث وزعت الكتب الصادرة عن المشروع كل أعدادها وكانت تنفد بشكل رهيب ولك أن تتخيل ما يقرب من 600 عنوان فى شهرين وكل كتاب نطبع منه 50 ألف نسخة وهناك بعض الكتب طبعنا منها مليون نسخة مثل كتاب «ظهور الإسلام» لأحمد أمين.
ويؤكد الهندى السعر الرخيص للكتب ليس سبب النجاح فقبله فشلت تجربة المواجهة والتنوير مع أن سعر كتبها كان رخيصا ولكنه يحكى عن موقف حدث له حين ذهب فى ختام المهرجان فى عامه الرابع وقابل السيدة سوزان مبارك فجلس معها لأكثر من ساعتين وناقشته فى تفاصيل دقيقة خاصة بالمشروع وهو ما جعله يعلم أن السيدة سوزان مبارك عايشت المشروع بقلبها وعقلها وهذا أذهله وعكس له علاقتها بالمشروع وإخلاصها له، وعن دوره فى المشروع قال الهندى: كنت مسئولاً عن كل ما يتعلق بالكتاب بعد اختياره ليصدر فى المشروع بدءاً من إعداده وتجهيزه واختيار الغلاف له وانتهاء بطباعته، واختيار الوحدات الشكلية التى تقبل التنوع للتعبير عن المشروع تشكيلياً وجماليا.
وأضاف الهندى: كان فى كل عام يفكر فى شكل جديد للأغلفة ففى أحد الأعوام اختار علي أغلفة الكتب رسومات للفنانين المصريين الرواد والحاليين ومن بينهم كل رسامى روزاليوسف وصباح الخير وكان شيئاً جديداً فى صناعة الكتاب أن تختار لوحة على غلاف الكتاب تعبر عن روح الكتاب مع نبذة عن كل رسام فى باطن الغلاف واتجاهه الفنى ومدرسته الفنية.
وأكد أن مشروع مكتبة الأسرة صنع له اسماً فى عالم صناعة الكتاب والطباعة رغم عدم تكريمه حتى الآن على جهوده فى المشروع فإنه سعيد بالتجربة ونجاحها، ويعتقد أن المشروع قدم كتباً ثقافية ومعرفية مهمة جداً للقارئ المصرى وبأسعار زهيدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.