«الشؤون النيابية» تصدر إنفوجرافًا ب«كل ما تريد معرفته عن اللجان الانتخابية»    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    جاهزية 56 لجنة ومركز انتخابي موزعة على دائرتين و 375543 لهم حق التوصيت بمطروح    30 طفلًا من سفراء «القومي للطفولة» يحتفلون بالأعياد بشمال سيناء    برلماني يدعو المصريين للنزول بكثافة إلى صناديق الاقتراع    احتياطي النقد الأجنبي لمصر يتجاوز 50 مليار دولار للمرة الأولى    أول أتوبيس برمائي.. رئيس الوزراء يشهد اصطفاف عدد من وسائل النقل المصنعة محليًا    وزير الاتصالات: 6 مليارات دولار استثمارات الدولة في البنية الرقمية    منال عوض: نستعد لقمة برشلونة برؤية شاملة ووعي بيئي يشارك فيه كل مواطن    علاء الزهيري: نعمل على تعزيز الابتكار والتقنيات المالية في قطاع التأمين    عاجل- قبل صرف معاشات ديسمبر.. التأمينات الاجتماعية تتيح تعديل جهة صرف المعاش    بث مباشر.. التشغيل التجريبي لمونوريل شرق النيل بدون ركاب    أسوشيتد برس: غزة تنزف رغم الهدنة...أكثر من 69 ألف قتيل وتزايد هجمات المستوطنين    وزير الخارجية يبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية مع نظيره النيجيري    بالتعاون مع الإغاثة الكاثوليكية.. التموين تطلق القافلة ال14 من المساعدات لغزة    "هآرتس": ترامب يضع اللمسات الأخيرة على صفقة انضمام سوريا للاتفاقات الإبراهيمية    الهلال الأحمر المصري يدفع ب 280 ألف سلة غذائية ومستلزمات إغاثية لغزة    تراجع شعبية ترامب..CNN: نتائج انتخابات فرجينيا ونيوجيرسى توبيخ مباشر للرئيس    أنطوان جيرار: كارثة إنسانية بالسودان ونداء لحماية المدنيين    وزارة الخارجية تتابع أوضاع الجالية المصرية في مالي    موعد تحرك الأهلي إلى ملعب نهائي السوبر لمواجهة الزمالك    الأهلي والزمالك.. تعرف على جوائز كأس السوبر المصري    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    نهائي السوبر وقمة الدوري الإنجليزي.. تعرف على أهم مباريات اليوم    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو لطفل يقود ميكروباص مدرسة بالإسكندرية    15 نوفمبر.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس مصر القديمة ب41 غرزة    مديريات التربية والتعليم تبدأ تجهيز الاستمارات الورقية لطلاب الشهادة الإعدادية للعام الدراسي 2025/2026 استعدادًا للامتحانات    الداخلية: تحرير 942 مخالفة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني    رئيس هيئة النيابة الإدارية ينعى زوجة رئيس الوطنية للانتخابات    اليوم.. محاكمة 4 متهمين بقتل شخص بسبب الثأر في مدينة نصر    المشرف العام السابق على المتحف الكبير: النظام الإلكتروني الجديد الأفضل للزوار    إشادة ألمانية واسعه بالنجم المصري تامر حسني.. لأول مره في تاريخ ألمانيا مطرب عربي يمليء ستاد يايلا أرينا ب30 ألف شخص    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    مهرجان قنا للفنون والتراث يختتم فعاليات دورته الأولى بقنا.. صور    صفاء أبو السعود تكشف عن تفاصيل مشاركتها في حفل الجراند بول    كيف تعاملت زوجة كريم محمود عبد العزيز مع أنباء انفصالهما؟    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    «معلومات الوزراء» يستطلع آراء المصريين حول المتحف المصري الكبير    وزير الصحة الفلسطيني يعلن بدء استكمال حملة تطعيم الأطفال في قطاع غزة    «السعيد يلعب على حساب أي حد».. شوبير يكشف مفاتيح الزمالك للفوز على الأهلي    العالم بطريقته    حملة توعوية بيطرية مكثفة لدعم صغار المربين بالبحيرة    المصريون بكندا ينهون التصويت في انتخابات مجلس النواب    اليوم.. نظر محاكمة 213 متهما بخلية النزهة    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    هل يجوز القبض على عضو مجلس النواب في غير حالات التلبس؟.. القانون يجيب    شعلة حب لا تنطفئ.. ما هي الأبراج المتوافقة في الزواج والعلاقات العاطفية؟    عميد المعهد القومي للأورام: قدمنا خدمة إضافية لنحو 32 ألف مريض 2024    اختتام فعاليات مؤتمر المعهد القومي للأورام "مستقبل بلا سرطان"    «المعاهد التعليمية» تدخل أحدث طرق علاج السكتة الدماغية بمستشفياتها    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    إخلاء سبيل شخص وصديقه بواقعة التحرش اللفظي بسيدة فى بولاق أبو العلا    حبس وغرامة.. نقيب الأطباء يكشف عقوبة التجاوز والتعدي على الطبيب في القانون الجديد (فيديو)    «عدد كتب الغيب 3».. خالد الجندي: الله قد يغير في اللوح المحفوظ    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 8-11-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ميتران: تشويح وكوارع
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 18 - 02 - 2010


كلام غير مسئول
أبدا تتكلم ياهيكل بعد ذلك كلاما اعتبره غير مسئول أبدا، بل تعيد وتكرر المسألة عن الانجليز والأمريكان والفرنسيين من وراء البحار وإسرائيل في الواجهة التي تصر علي ضربة وقائية ضد مصر قبل أن تصل صفقات الأسلحة إلي مصر بالذات.. وفرنسا، لا ندري هل كانت فعلا مصرة من خلال القادة العسكريين علي ارسال حملة عسكرية ضد مصر كما يقول هيكل، أو أن الحملة المذكورة ستعمل علي شل القدرات الفرنسية وطاقاتها؟ ويأتينا هيكل للمرة الثانية أو الثالثة بحديثه مع ميتران صديقه الذي قال له إن المسألة مجرد تشويح! وكنت أتمني علي هيكل أن يفسر الكلمات الغريبة مثل (تشويح) بتفاصيل أكبر.. يقول هيكل: "بيقول جنون ما يمكنش وبعدين ألاقي حتي المخابرات الفرنسية في ذلك الوقت تفكر في خطة أو في عملية لاغتيال جمال عبد الناصر في مجلس قيادة الثورة وجابت الأسلحة فعلا اللي تعملها وحطها الملحق العسكري الفرنسي في بدروم السفارة ولولا أن السفير الفرنسي كوندشيلا اللي جاء بعد كوف دومورفيل عرف أن في حاجة وقال إن هذه كارثة لأن الخطة كانت أو العملية كانت زي ما رسمها مدير المخابرات الفرنسية المخابرات الخارجية.. "ثم يشرح هيكل تفاصيل خطة فرنسا لاغتيال عبد الناصر، ولكننا لا ندري كل هذه التفاصيل من اين حصل عليها هيكل؟ ومدي صحتها وخطئها؟ خصوصا أن هيكل لا يذكر أبدا أي مرجع رجع إليه وأخذ منه هذه المعلومات التي أصبحت تاريخية اليوم.. إذا كنت قد اكتشفت النص الأصلي الذي نقل منه هيكل.. أو بعض الكتب التي ترجمت له من دون أن يذكر لنا عناوينها (سيجد القارئ الكريم لاحقا عند نشر الكتاب ثبت بالكتب الغربية التي استنسخ هيكل منها مادته).
أسئلة مطلوب من هيكل الاجابة عنها!
انني أسألك: من سمي الرئيس جمال عبد الناصر برأس الاخطبوط الموجود في مصر؟
طيب دافع عن عبد الناصر يا اخي ورد علي من وصفه بذلك!
من قال بأن شعور الفرنسيين كلهم من أن الجزائر جزء من فرنسا، وليس مستعمرة فرنسية؟
كيف تفسر ما قلت بأن فرنسا تتصرف بالغضب أكثر من التفكير، وأنها بتتصرف بالمنطق برضه الميتراني؟
هو هل هذا الذي ذكرته علي لسان ميتران وسميته ب"التشويح" يعتبر منطقا ميترانيا؟ ما هذه الفوضي الفكرية التي يعج بها خطاب هذا الرجل؟
ماذا اصاب هذا الرجل من أشياء جعلته يفتقد الخطوط العامة، ليقفز من هنا إلي هناك.. ولا يعرف ما الذي يريد أن يقوله؟
دعونا نتوقف قليلا لنراه يتحدث عن نفسه مرة أخري. يقول "يعني فهناك ألاقي الإنجليز بيرصدوا فرنسا أكثر منا قوي والاقي مثلا ومن بدري الحقيقة الاقي أول تقرير وأنا أمامي مجموعة من التقارير أول تقرير لوزارة الخارجية البريطانية يرصد هذه التحولات الجارية في الموقف الفرنسي.." الانجليز يرصدون فرنسا أكثر منا قوي.. إنه يكتشف هذا السر الخطير! طيب من انتم (أكثر منا قوي)؟
هل تقرن بريطانيا بحجمها وثقلها في العالم وهي إمبراطورية استعمارية قديمة ازاء فرنسا، وهي امبراطورية استعمارية قديمة هي الأخري.. هل تقرنهما بكم أنتم؟ تقصد الضباط الأحرار؟
ماذا تمتلكون من أدوات الرصد علي الفرنسيين؟
ثم كنت تلاقي من تقارير.. وانت امامك مجموعة من التقارير، وأولها عن وزارة الخارجية؟ ما صفة هذه "التقارير"؟
من أين اتيت بها لأنك عندما تحدثت باسمها لم تذكر مصادرها؟
وعندما كنت تتكلم مثل هذا الموضوع الحيوي، لم تكن بريطانيا قد أعلنت عن فتح زمن وثائقها الرسمية.. فكيف لديك القدرة علي أن تتحدث باسم التقارير؟
مرة أخري، تخرج عن أمانة العلم، وتخلط الأمور خلطة عجيبة.. أي تقارير هذه التي تتحدث عنها وتأخذ منها؟
يقول هيكل وهو يتحدث: "فيبدأ يحدد ثلاث نقط يقول إيه يقول فرنسا غاضبة مش النهارده بس ده فرنسا غاضبة من بدري قوي لأننا في موضوع الأحلاف الغربية حلف بغداد تجاهلناها روحنا إحنا الأمريكان كان يباركوا وإحنا رحنا الإنجليز وعرضنا علي مصر ما رضيتش وعرضنا علي العراق رضي وعرضنا علي سوريا رفضت بشدة وهكذا لكن فرنسا أحست في هذه اللحظة أن أصدقاءها في الغرب يتصرفون من غيرها ولا يقيم لها اعتبارا وأن فرنسا مجروحة في كرامتها من أن الإنجليز والأمريكان في تصرفاتهم في الشرق الأوسط لا يهتمون بفرنسا الحاجة الثانية أن فرنسا تعتقد أن إنجلترا لم تتشاور معها في شأن الجلاء عن مصر رغم أنه يكشف شركة قناة السويس ففرنسا هنا أيضا مجروحة.."(انتهي النص) من تجاهل فرنسا حتي تغضب؟
أي احلاف غربية وتأتي لذكر حلف بغداد؟
حلف بغداد نواته إقليمية بحتة، إذ كان يسمي رسميا باسم ميثاق بغداد، ووقع عام 1955 بين تركيا والعراق، ثم دخلت بقية الاعضاء فيه؟
ومن هم الاعضاء؟ إيران وباكستان ثم بريطانيا.. وفي العام 1958 انخرطت أمريكا فيه! إنها قصة معقدة لا يمكنك يا هيكل أن توزع الاتهامات علي كيفك وعلي مزاجك؟
بريطانيا لها علاقات قوية مع العراق ثم أصبحت أمريكا لها علاقتها القوية معه أيضا منذ العام 1952، السنة التي تغير النظام السياسي بمصر.. فمن الطبيعي أن تكونا عضوين في حلف بغداد.. فما دخل فرنسا بالموضوع؟ ثم تدعّي بأن مشروع الحلف قد عرض عليكم فأبيتم وعرض علي العراق فرضي.. الفكرة يا هيكل عراقية مائة بالمائة سواء كانت بإشارة بريطانية ام ليست باشارات.. المشروع عراقي تركي في البداية، فما دخلك انت؟
انت تعرف تماما من عرض المشروع علي الرئيس جمال عبد الناصر.. لقد عرضه نوري السعيد رئيس وزراء العراق، وقد قبله عبد الناصر في البداية ثم ارتد عليه.. لما وجد انه لن يكون لاعبا اساسيا فيه! إن ما قلته حقا يا هيكل هو الهذيان بحد ذاته.
التشويح الفرنسي
تتحدث بعد ذلك عن التشويح الفرنسي! كنت اتمني منك يا هيكل أن تتكرم وتشرح للناس ما الذي تقصده من هذا التعبير الذي تدّعي ان ميتران قد قاله لك؟ تقول: "أنا سمعت كلمة الأمريكان بالغضب بالتشويح الفرنسي من غير حدود مرات كثير قوي هم عندهم في حاجة كده في لأن جزءاً كبيراً من أمريكا كان مستعمرة فرنسية في وقت من الأوقات يعني والحرب بين إنجلترا وبين فرنسا مائة سنة حروب لا تنتهي والمعاهدات والاتفاقات لا تنزع ما في القلوب لأنه يستني أشياء منه بتستني رواسب..".
إنك كثيراً ما تكرر نفسك يا هيكل.. كل ذلك عرفناه وانت تعيد وتصقل فيه.. إن كل ما تفكر فيه هو خاطئ حول فرنسا التي لها استقلاليتها وشخصيتها التاريخية ومصالحها ومستعمراتها.. مسألة الترسبات هذه لا تفعل فعلها في سياسات الدول، بقدر ما تشغلها المصالح.. أما الترسبات فهي كامنة في المجتمعات، واتمني عليك هنا أن تقرأ ما كتبه ماكس فيبر بهذا الصدد.
هذه المرة.. صداقة مع جنرال جالو
هنا يرجع هيكل ليتحدث عن نفسه مرة أخري من خلال التقارير أيضا التي يلاقيها امامه، والمشاهدين العرب المساكين لا يعرفون أبدا ما الذي يحكيه لهم هذا الرجل، اسمعوه الآن ما الذي يشرحه ويدعيه ويستعرضه.. إذ يقول: "الاقي تقرير بيقول كده إيه علي طول كده فرنسا تنظر ده التقرير ده اللي أمامي تقرير عن اجتماع لوزراء الخارجية الغربيين في جنيف بيقول إنه كل وزراء الخارجية الغربيين لاحظوا أن فرنسا تنظر إلي الشرق الأوسط كله من منظار الجزائر هنا الجزائر أنا وأنا بأسمع من بوفري وبأسمع من غيره من جنرالات بالذات من جنرال جالوا كمان مثلا أنا في جنرال فرنسي مهم قوي جنرال جالوا أنا عرفته عن طريق جنرال بوفري لأن أنا مرة من المرات باسأل جنرال بوفري علي الاستراتيجي في الحرب النووية فهو بيقول لي الجنرال بوفر بيقول أنا لا أستطيع إحنا أصدقاء كنا جدا يعني أنا باستمرار كل زيارة لباريس أول يوم بأتناول الغداء مع بوفري وزوجته أنا وزوجتي وعارفين المطعم فين اللي بنروح فيه مسيولو جنرال بوفري يعني وهو مطعم كاسبيا أمام المدريين لأنه في صداقة فعلا حميمة فأبقول له يوم من الأيام بأقول له أنا الحرب في الزمن النووي إمكانيات الحرب في الزمن النووي فبيقول أنا ما أقدرش أفيدك وهنا في تواضع جنرال يعني اللي ممكن يفيدك هو صديقي جنرال جالوا وأنا فاكر إن أنا رحت في بيت جنرال جالوا في شارع كليبر في الدور الأول عمارة نمرة 8 فاكرها كويس قوي لأني رحت أسبوعا كاملا كل يوم من 9: 11 كل يوم قاعد مع جنرال جالوا اللي هو خبير في الحروب النووية ومن الناس اللي كانوا متحمسين جدا للمشروع النووي الفرنسي زي ما كان جنرال ديجول بيسميه قوة الضرب وقعدت معه ساعات بلا عدد باسمعه بنهم شديد جدا لأنه عارف بيعمل إيه لكن من كل هؤلاء الناس فعلا موضوع الجزائر زمان في وقتها في وقت الثورة الجزائرية ما كنتش متنبه له إلي أهميته لكن هنا وزراء الخارجية كلهم بيقولوا إن فرنسا كل اللي يهمها موضوع الجزائر" (انتهي نص هيكل).
بالله عليك يا هيكل ماذا يعنينا أن انت ذهبت إلي المطعم مع بوفري ام لم تذهب؟
وماذا يعنينا ان كانت برفقتكما زوجته ام غيرها؟ وماذا يعنينا ان كان مطعم كاسبيا أو غيره؟
وماذا يعنينا أن تعيد وتصقل من جديد عن صداقتك الحميمة فعلا؟ ماذا يعنينا إن التقيت جنرال جالو أو جنرال عالو لمدة أسبوع كامل؟
وماذا يعنينا عنوانه اليوم إن كنت تحفظ النمرة وفاكرها كويس قوي؟
وماذا يعنينا قعودك كل يوم عنده ليحدثك عن الحروب النووية؟
ما علاقة ذلك بموضوعنا الذي نريد ان تقول شيئا مفيدا عنه؟
ماذا يعنينا يا هيكل كل هذا الاستعراض الذي تشبع فيه رغبتك في أن تقول إن لك صداقات حميمة مع الفرنسيين.. وأي فرنسيين؟ جنرالات حروب استعمارية كانت لهم صفحات تاريخية بشعة في مستعمراتهم وفي مقدمتها الجزائر؟
هل مثل هؤلاء لا عمل لهم وخصوصا صاحبك الجديد جنرال جالو لكي يستقبلك بباريس يوميا وعلي أسبوع كامل ويصرف معك الساعات الطوال أو كما قلت ساعات بلا عدد؟
ماذا يعنينا يا ناس إذا سمعه هيكل بنهم شديد أو لا؟
وحتي إن افترضنا يا هيكل ان جالو أو غير جالو قد التقيت بهم، فهل هم اصحاب الحقيقة؟ حتي تأخذ من وقتنا نحن كي تستعرض عضلاتك الوهمية برءوس عباد الامة العربية؟
انت ضحية وهم.. ومن ينقاد اليك ضحاياك كلهم بلا استثناء ابدا. ودعني هنا أتكلم كمواطن عربي يتعامل بثقافة عربية، ومن حقي أن أعترض عليك وعلي هذا الاسلوب الساذج، فأنت تخاطبنا جميعا من محطة فضائية عربية.. ولكن ما يؤلم حقا، ليس انت ابدا، بل هؤلاء الذين يسمعونك ويسخرون منك أو يتعبدون في محرابك من دون ان يقولوا لك: توقف يا استاذ، فلقد انكشفت كل الخبايا!
فرنسا زي الستات
ينقلنا هيكل مباشرة الي نص مضحك آخر لا يمكن لعاقل ان يسكت عليه أبدا، وهو يتكلم في تاريخ سياسي وتاريخ علاقات دولية.. فماذا يقول : "وبعدين عندي تقرير إنجليزي برضه بيقول إنه فرنسا في مزاج بالغ السوء فرنسا عندها غيرة ده تقرير غيرة زي الستات يعني عندها غيرة من موقفنا إحنا ونفوذنا إحنا الإنجليز يعني في الشرق الأوسط وفي العالم العربي وبعدين فرنسا ضحية وهم عن Special Position المركز الخاص الذي تحتله أو تتصور أنها تحتله في الشرق الأوسط أو أنه حق لها.." (انتهي نص هيكل).
هذا كلام لا يكتبه الإنجليز أبدا.. تقرير انجليزي ام عمود ساخر في صحيفة انجليزية؟ فكر يا هيكل قليلا، وانت تخاطبنا، فنحن لسنا من السذاجة بمكان أن نقبل مثل هذه التفاهات! ماذا يعني أن كان هناك تشبيه فرنسا من قبل سياسي بريطاني أو صحفي بريطاني؟
تقرير انجليزي ليس هو الحق يا هيكل.. اخرج من هذه العقلية المتهافتة، فكل ورقة تراها علي الرصيف تجعلها تقريرا مهما وتفرضه علينا وتجعله دخيلا علي ثقافتنا العربية.. لقد اهنت كتابة التاريخ يا هيكل.. علاقات الدول الكبري لا تعامل مثل هكذا معاملة.. ابدا.. انها لا تتعامل كما وصفتها كالنسوة تأكل الغيرة قلوبهن! وع الاعتذار للنسوة أو للستات.. واعتقد أن الستات سيكون لهن موقف من هذا التشبيه الذي اخترعه هيكل.. أو اساء التعبير من خلال قراءته لتقرير إنجليزي كما يدعي.. طيب وهل التقرير الإنجليزي لا معلومة فيه الا هذه اليتيمة؟
هيكل والكوارع
دعونا نستمع من جديد ونقرأ هيكل لنكشف المزيد من بضاعته التي اساء تسويقها بنفسه مع الأسف.. ربما كنا لا نعترض عليه إن بقي وابقانا في إطار الموضوع، وعالجه باختصار من دون اقحام ذاته وشخصه بلا أي مبرر ابدا.. وبدون أن يتكلم باسم تقاريره البريطانية وتقاريره الأمريكية وصداقاته مع كبار الفرنسيين.. طيب من تكون انت يا هيكل؟ ما احلي أن يكون الإنسان متواضعا في تقديم افكاره! ما أحلي أن يكون الإنسان صادقا مع نفسه حتي يصدّقه الآخرون.. دعونا نقرأ ما يقوله من جديد: "الاقي التقارير البريطانية والتقارير الأمريكية هنا بترصد أحوال فرنسا ودخول فرنسا إلي.. فرنسا غاضبة قوي وفرنسا داخلة ومصممة وفرنسا متجهة إلي القاهرة... فرنسا في ذلك الوقت تفكر في خطة منفردة لغزو مصر وبعدين دليل اليأس أنها تبدأ تحاول تنسق مع إسرائيل لأنها تقول إيه العسكريون الفرنسيون يقولوا إيه أنا والله ساعات باستغرب كيف ربطتني هذه الصديقة الحميمة بالجنرال بوفري لكن هنا أنا باتصور إن الإنسانية تتعدي مرات الإنسانية تتعدي المعارك وتتعدي الكراهية بتتعدي اللحظات بعينها لكن أنا كنت بالاقي دائما حد زي بوفري وحد زي جالو وكل الناس اللي شفتهم في فرنسا كل الرؤساء اللي شفتهم في فرنسا يعني أنا زمان وقت 1956 في هذه الظروف كنت أتصور أنه لا يمكن يوم من الأيام أنا هألتقي بفرنسي ما كنتش متصور أنه هيجيء يوم أنا والرئيس ميتران وهو لسه رئيس الحزب الاشتراكي بندور أو هو عارف مكان هنروح فيه عشان نتناول الغذاء متأسف أقول لحمة رأس يعني لأنه هو كان بيحبها وأنا كمان تصادف أني بأحبها وهو كان عارف محلات كتير قوي يروح فيها فمشيين عمري ما كنت أتصور كده كده عمري ما كنت أتصور أن حد زي بوفري هيبقي قريب مني إلي هذه الدرجة ولا إني أثق فيه.." (انتهي النص).
إذا كنت تستغرب من علاقتك بوفري وتهرب إلي الإنسانية كونها تتعدي الحروب والكراهية.. فلا تعتب علي الآخرين إن كانت لهم صداقاتهم؟ واعتقد أن ليس هناك صداقات حقيقية بين سياسيين عرب وغربيين، ربما تكون هناك صداقات في الجامعات أو زمالة في المؤسسات، أو علاقات حب نادرة تنتهي بالزيجات.. أو صحبة في جمعيات.. ولكن أن تصل درجة الصداقة كما يصورها هيكل لنا بينه وبين هذا الحشد الكبير من الاصدقاء المتلهفين له ويقضون معه أياما ويلاعبونه ويداوم في بيوتهم أياما.. فربما هناك اشياء مخفية اكبر من كونها صداقات.. أو انها مجرد استعراضات وبطولات، وإلا فلا وقت هيكل يسمح ولا أوقات اولئك المسئولين تقبل أن تذهب سدي هكذا. واسأل بدوري هيكل: إذا كنت قد التقيت بوفري وجالو ومالو وكل الرؤساء.. فماذا قالوا لك من معلومات.. اكتبها سجلها قلها.. ثم تذكر الرؤساء كل رؤساء اللي شفتهم في فرنسا.. وعندما انتقدتك قبل عشر سنوات علي ادعاءاتك صداقة الرئيس ميتران وانه قد دعاك إلي مطعم.. جئت اليوم لتزيد أنك واياه كنتما تذهبان تبحثان عن مطعم تأكلان فيه لحمة رأس.. وسواء كان بيحبها ام انت بتحبها، ما دخلنا نحن يا هيكل؟ هل هذا تاريخ تسجله للعالم؟ إلي أي درجة من انعدام الرؤية قد وصلنا بحيث نري صورة كاريكاتيرية لا أصل لها من الصحة: هيكل وميتران يركضان وهم يبحثان عن لحمة رأس؟ فهل هذا الذي نستحقه من المعلومات عن علاقات فرنسا بمصر؟
انتظروا الحلقة القادمة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.