يدخل البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم، غدًا الأربعاء، أهم اختبار قوى وحقيقى له مع «الفراعنة»، عندما يواجه «أفيال» كوت ديفوار، فى دور ال16 ببطولة الأمم الإفريقية 33 المقامة بالكاميرون، كونها أحد أهم القوى الكروية الكبرى فى القارة السمراء، ورغم سابق مواجهة كيروش لمنتخب نيجيريا، إحدى القوى الكبيرة أيضا، فى افتتاح البطولة، وخسارته بهدف، إلا أن مقابلة الغد تبقى ذات طابع خاص جدا، كونها مواجهة مصيرية واقصائية ولا تحتمل التعويض، كما كانت الخسارة أمام «النسور الخضر»، ورغم ذلك نجح المنتخب الوطنى فى التعويض وتحقيق الصعود، لتبقى هناك فى الأفق 7 خطوات، قد تمكن «الفراعنة» من ركوب «أفيال» كوت ديفوار. التخلى عن الفلسفة بات كيروش مطالبًا بالتخلى على فلسفته فى تغيير مراكز اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، والتى سببت حالة من الجدل، جماهيريًا وإعلاميًا، خصوصًا مع تكرار شكوى اللاعبين أنفسهم، وما نجم الفريق وأسطورة ليفربول الإنجليزى محمد صلاح ببعيد، والذى ظهر لأول مرة فى مركز رأس الحربة على غير موضعه المعروف كجناح، وكذلك الأمر بالنسبة للمهاجم الأول مصطفى محمد، الأمر الذى بات ضروريًا فى الوقت الحالى على ضرورة الالتزام بوضع اللاعبين فى مراكزهم المعروفة. التفكير فى دكة البدلاء أظهرت مباريات دور المجموعات، حالة من الضعف والوهن لبعض النجوم أبرزهم العجوز عبد الله السعيد، الذى لم يعد فى استطاعته تقديم الجديد، أما محمود تريزيجيه فما زال فى حالة النقاهة والبحث عن الذات بعد طول غياب من فترة العلاج من إصابة الرباط الصليبى، بينما لا يزال عمر مرموش يبحث عن نفسه مع المنتخب، الأمر الذى يلزم الجهاز الفنى بضرورة التفكير فى أوراق بحجم رمضان صبحى، ومحمد شرف المهاجم البارز، مع منح أحمد سيد زيزو حق المشاركة كأساسى بعد أن أظهر الفارق بنزوله. إشراك الجهاز المعاون بات ضروريًا ظهور الجهاز المعاون ووضعه فى الصورة، خلال الفترة المقبلة، خصوصًا محمد شوقى المدرب، وعصام الحضرى مدرب حراس المرمى، أحد أفراد الجيل العظيم الذى اكتسب شهرته من مواجهة المنتخبات الكبيرة، ومنها كوت ديفوار، حيث يمثل شوقى والحضرى جيل المعلم حسن شحاتة، لكن هذه المرة فى الجهاز المعاون، وباتت نصائحهم ووجهات نظرهم ضرورة ملحة فى هذا التوقيت، لما يحتويانه من خبرات عريضة ومهمة، فضلا عن ضرورة استعادة كيروش لشخصية شحاتة فى مثل هذه المواجهات، واستمراره لتجاهل معاونيه ومن بينهم ضياء السيد، خطأ جسيم. مراجعة التاريخ للتحفيز من بين الأدوار المطلوبة من الجهاز المعاون، وتحديدا شوقى والحضرى، استرجاع ذكريات الماضى الجميل مع جيل حسن شحاتة الذى اقتنص ثلاثية إفريقيا 2006 و2008 و2010، بعد صولات وجولات أمام كبار إفريقيا سواء فى الشمال أو فى غرب إفريقيا أمام منتخب الكاميرونونيجيريا وكوت ديفوار وغانا. العيار الثقيل والثقة المطلوبة يفترض أن المنتخب الوطنى سيتحلى بالثقة، مستندًا على التاريخ المشرف، ومجموعة اللاعبين الحاليين، والتى يزينها أحد أهم وأفضل لاعبى العالم محمد صلاح، لذا بات المنتخب جاهزًا لخوض أم المعارك، حين يواجه نظيره كوت ديفوار فى مباراة من العيار الثقيل، رغم تذبذب المستوى الفنى تحت قيادة كيروش فى النسخة الحالية، ورغم أن «الفراعنة» احتلوا وصافة المجموعة الرابعة، إلا أنه تبقى حظوظ الفريق الوطنى قائمة. عدم الرهبة من مشوار الأفيال المنتخب الإيفوارى تأهل متصدرًا للمجموعة الخامسة برصيد 7 نقاط، بعد عروض قوية آخرها الفوز على الجزائر بنتيجة (3-1)، ليطيح بحامل اللقب مبكرًا من الدور الأول، وللوهلة الأولى، تبدو حظوظ المنتخب الإيفوارى أقوى فى إقصاء المنتخب الوطنى، إلا أن تاريخ المواجهات بينهما يشهد تفوقًا كاسحًا ل«الفراعنة»، المثير أن المنتخب نجح فى الفوز باللقب 4 مرات، كلما واجه نظيره الإيفوارى فى البطولة، والتقى المنتخبان 10 مرات فى كأس الأمم الإفريقية، كان الفوز من نصيب مصر فى 7 مناسبات مقابل تعادلين، بجانب انتصار وحيد من نصيب «الأفيال». تكتيك الخطف السريع يحتاج كيروش لإعادة النظر فى منظومته الدفاعية، خصوصًا فى مواجهة بحجم كوت ديفوار، لأنه قد يحتاج للمرور من المباراة الصعبة، بهدف خاطف وسريع، كما فعل منتخب تونس أمام نيجيريا، الأمر الذى سيحتاج إلى اتباعه بتأمين دفاعى صارم لضمان المرور نحو دور الثمانية.