سلط برنامج "مطروح للنقاش" الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، الضوء على خياري الاستقلال والمواجهة بين أوروبا وأمريكا وأيهما تتحمله القارة العجوز، وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم. وقالت الإعلامية مارينا المصري: "قرارات جديدة يصر عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، ما يزيد الضغط الاقتصادي ويدفع العالم نحو حرب تجارية قد تشهد مواجهة شديدة بين الولاياتالمتحدة وأوروبا". وأضافت: "الأمر قد تكون له انعكاسات التفاهمات الثنائية بين الجانبين على مستوى الملفات السياسية والاقتصادية العالقة بينهما، فضلا عن تأثيرات هذه القرارات على احتمالات تجاه أوروبا نحو تعزيز صناعاتها لمواجهة السياسة الأمريكية الجديدة، بما يفتح سوقا جديدة في أوروبا ربما تضع الولاياتالمتحدة في تحدٍ اقتصادية غير مأمول العواقب".
ترامب يواصل سياسته التصعيدية تجاه أوروبا وتابعت مارينا المصري: "ترامب يواصل سياسته التصعيدية تجاه أوروبا بقرار زيادة الرسوم الجمركية، فهل تشتعل الحرب التجارية بينهما؟!". وعرض البرنامج تقريرا تلفزيونيا جاء فيه، أن قرارًا جديدًا أصدره ترامب من شأنه تصعيد التوترات في الحرب التجارية العالمية، إذ يعتزم رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من 25% إلى 50%، اعتبارًا من الرابع من يونيو المقبل. واعتبر ترامب أن هذه الزيادة الكبيرة تهدف إلى تعزيز أمن صناعة الصلب الأمريكية، مشيرًا إلى أن الرسوم بنسبة 25% يمكن تجاوزها، لكن رفعها إلى 50% "لن يكون بالإمكان التلاعب به". وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس تشهد فيه العلاقات التجارية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حالة من التوتر المتزايد، حيث أعربت المفوضية الأوروبية عن أسفها العميق تجاه القرار الأمريكي، محذّرة من أن هذه الزيادة في الرسوم ستضيف مزيدًا من الضبابية إلى الاقتصاد العالمي، وتُفاقم التكاليف على المستهلكين والشركات على جانبي الأطلسي. محكمة التجارة الدولية الأمريكية وفي تطور قانوني لافت، شككت محكمة التجارة الدولية الأمريكية في مشروعية الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها إدارة ترامب، وهو ما اعتبره مسؤولون أوروبيون تعزيزًا لموقف الاتحاد الأوروبي في مفاوضاته مع واشنطن، معتبرين أن هذا يمنحهم نفوذًا إضافيًا في مواجهة السياسات الحمائية الأمريكية. ويُشار إلى أن استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل التجارة العالمية يُضعف البيئة الاقتصادية العالمية، إذ باتت الشركات تبحث عن بيئة أعمال مستقرة وآمنة وسط قرارات أمريكية متخبطة تضرب بالقواعد التجارية الدولية عرض الحائط. وفي ظل هذا الارتباك، يرى مراقبون أن أوروبا قد تمثل خيارًا أفضل وأكثر استقرارًا لجذب الاستثمارات.