رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عددها الصادر اليوم الإثنين أن فوز القومي المحافظ كارول ناوروكي في الانتخابات الرئاسية البولندية يعزز مكاسب اليمين في أوروبا ويوجه ضربة موجعة لحكومة رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الوسطية. وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير إخباري أن ناوروكي، المؤرخ المدعوم من حزب القانون والعدالة المحافظ، فاز على عمدة وارسو الليبرالي رافال تشاسكوفسكي بنسبة 50.89% مقابل 49.11% في انتخابات أمس الأحد، وفقًا للنتائج الرسمية التي أُعلنت صباح اليوم الاثنين. وذكرت الصحيفة أن الانتخابات البولندية جذبت اهتمامًا دوليًا واسع النطاق باعتبارها صراعا أيديولوجيا يعكس اتجاهات أوسع على الساحة العالمية لا سيما في ظل تعامل أوروبا مع الخلاف المتزايد مع الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب. ◄ اقرأ أيضًا | ارتفاع أسهم شركات الصلب بعد مضاعفة ترامب الرسوم الجمركية على المعادن إلى 50% وأضافت أنه في الشهر الماضي، دعا ترامب ناوروكي إلى المكتب البيضاوي بينما يوم الثلاثاء الماضي، حثت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم البولنديين على انتخاب ناوروكي، قائلةً إنه سيعمل مع ترامب ويجب أن يكون الرئيس القادم لبولندا. وتابعت أن تصويت يوم الأحد كان بمثابة جولة إعادة بين أعلى اثنين من المرشحين حصولًا على الأصوات في الجولة الأولى التي جرت في 18 مايو الماضي.. وفي تلك الجولة، حصل تشاسكوفسكي على أكبر عدد من الأصوات - ولكن بفارق ضئيل، تفوق على ناوروكي بهامش 31.4% مقابل 29.5%، وهي نتيجة أقرب مما أشارت إليه استطلاعات الرأي .. فيما أشارت النتائج القوية التي حققتها أحزاب يمينية أخرى إلى أنه إذا تمكن ناوروكي من جذب أصوات هذه الفصائل في جولة الإعادة، فسيحظى بدعم الأغلبية. ونوهت الصحيفة بأن الحكومة البولندية تدار في الغالب من قبل البرلمان ورئيس الوزراء وعلى الرغم من أن للرئيس دورا رمزيا، لكنه يستطيع نقض القوانين والتأثير على السياسة الخارجية. ونقلت الصحيفة عن بيوتر بوراس، رئيس مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في وارسو قوله: "العامل الرئيسي الذي يفسر فوز ناوروكي هو خيبة الأمل في حكومة توسك، المزاج العام في البلاد ليس جيدا جدا". وأشارت الصحيفة إلى أن حزب القانون والعدالة قاد الحكومة البولندية من عام 2015 إلى عام 2023، حيث منح الحكومة سيطرة أكبر على وسائل الإعلام.. وفي عام 2023، تولى ائتلاف توسك الوسطي السلطة لكن أندريه دودا، المحافظ المتحالف مع حزب القانون والعدالة، ظل رئيسا، مما سمح له بإحباط جزء كبير من أجندة توسك. وتنتهي ولاية دودا هذا الصيف، ويُنظر إلى السباق لخلافته على أنه استفتاء على توسك، الذي تراجعت شعبيته وسط صعوبات في تطبيق الإصلاحات، وفقا للصحيفة. وأضاف بوراس: "في الجولة الأولى من الانتخابات، لم يصوت سوى 60% من الناخبين لأقوى مرشحين.. كانت هذه أدنى نتيجة مشتركة للمرشحين الرئيسيين في تاريخ الانتخابات الرئاسية البولندية.. وهذا يعني أن العديد من البولنديين لا يقبلون الهيكل ثنائي القطب في السياسة البولندية". وتابعت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا تلقي بظلالها على السياسة في بولندا، التي تقع على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، فيما تُنفق بولندا حصةً من إجمالي ناتجها المحلي على الدفاع أكبر من أي عضو آخر في الناتو. وعلى الرغم من دعم بولندا لأوكرانيا، كان ناوروكي قد وقع تعهدا بمعارضة عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، وقد ردد مؤخرا صدى ترامب في وصفه أوكرانيا بأنها غير ممتنة بما يكفي للمساعدة البولندية في الحرب .. كما كان أكثر تشككا في التكامل والتعاون الأوروبيين من تشاسكوفسكي، متبنيًا شعار "بولندا أولًا". ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الانتخابات كشفت عن انقسام جيلي، حيث رفض العديد من البولنديين الشباب المُحبطين كلا المرشحين الرئيسيين في الجولة الأولى لصالح أحزاب أقصى اليسار واليمين .. لكن في سلوبيس، تحدث السكان عن تفضيل الناخبين الشباب لتشاسكوفسكي. وتأتي نتائج الانتخابات بعد أسبوعين من هزيمة نيكوسور دان، الوسطي المؤيد لأوروبا، لقومي يميني في الانتخابات الرئاسية الرومانية التي حظيت بمتابعة واسعة حيث حضر دان تجمعًا انتخابيًا لتشاسكوفسكي نهاية الأسبوع الماضي.