كشف الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، عن التفاصيل العلمية لظاهرة "الانقلاب الشتوي" التي يشهدها نصف الكرة الشمالي يوم 21 ديسمبر، موضحاً الفارق بين الحسابات الفلكية والتوقعات الأرصادية للطقس. وأوضح "شاكر"، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "هذا الصباح" المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، اليوم، أن يوم 21 ديسمبر يمثل ذروة الانقلاب الشتوي فلكياً، حيث تسجل الكرة الأرضية في نصفها الشمالي أطول ليل وأقصر نهار في العام، مشيراً إلى أن هذا الحدث يقابله الانقلاب الصيفي في 21 يونيو من كل عام.
لماذا نشعر بالبرد؟ وشرح رئيس قسم الفلك التفسير العلمي للظاهرة، مبيناً أن دوران الأرض حول الشمس يتم في مدار بيضاوي وليس دائرياً، مع ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة. وأضاف: "في هذا التوقيت، تكون أشعة الشمس ساقطة على مصر بشكل مائل وليست عمودية كما يحدث في الصيف، مما يقلل من حدة الحرارة ويؤدي لقصر فترة النهار وطول ساعات الليل".
ماذا سيحدث بدءاً من الغد؟ وبشّر "شاكر" المواطنين ببدء تغير تدريجي في ساعات النهار، قائلاً: "سمي بالانقلاب الشتوي لأن الوضع ينقلب بعده مباشرة؛ وبعدها سيبدأ النهار في الازدياد تدريجياً والليل في النقصان، حتى نصل إلى الاعتدال الربيعي حيث يتساوى الليل والنهار (12 ساعة لكل منهما)".
الفرق بين الفلك والأرصاد ورداً على سؤال حول العلاقة بين هذا الحدث الفلكي وحالة الطقس اليومية، أوضح الدكتور أشرف شاكر أن الفلك يحدد الفصول والمناخ العام للأرض بناءً على حركة الكوكب، بينما تختص هيئة الأرصاد الجوية بتوقعات الطقس اليومية والأسبوعية بناءً على المرتفعات والمنخفضات الجوية. وتابع: "سطوع الشمس ودفء الجو في بعض أيام الشتاء لا ينفي حدوث الانقلاب الشتوي، لافتاً إلى توقعات الأرصاد بأن شهر يناير المقبل قد يشهد انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة وتقلبات جوية، وهو أمر طبيعي يتوافق مع ميلة أشعة الشمس خلال هذا الفصل".