مدارس التعليم المزدوج بالمنيا.. انطلاقة جديدة ومتميزة، قادرة على إحداث الفارق وتغيير نظرة المجتمع للتعليم الفنى بأكمله وتقديم خريج محترف متخصص يتهافت عليه رجال الأعمال وأصحاب المصانع، ورغم أهميتها فى ذلك التوقيت التى تسعى فيه الدولة جاهدة من أجل دفع عجلة الاستثمار وفتح مصانع جديدة لتوفير فرص عمل للشباب المؤهل، إلا أنها تعانى بعض البيروقراطية والروتين. ومن المؤكد أن مدارس التعليم المزدوج قادرة على صنع الفارق وتغيير الصورة الذهنية لدى الجميع، فبدلا من تكالب أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بمدارس التعليم الثانوى العام ودوامة الدروس الخصوصية وملايين الشباب الحاصل على مؤهلات عليا دون عمل، نجد مدارس التعليم المزدوج تتيح للطالب تعليمًا محترفًاً بمقابل مادى كبير أثناء فترة الدراسة وفرصة عمل بعد التخرج مباشرة سواء داخل مصر أو فى الأسواق العربية. مزرعة للموالح «روزااليوسف» سلطت الضوء على نموذجين بالمنيا لمدارس التعليم المزدوج ومميزاتها وما تعانيه من عقبات.. الأولي.. كانت مدرسة العنانى الثانوية للتدريب والتعليم المزدوج للزراعة البستانية، التى تضم 6 فصول دراسية ومنشأة داخل مزرعة للموالح بالمنطقة الصحراوية أمام مركز أبوقرقاص جنوب مدينة المنيا بحوالى 20 كيلو مترًا وملحق بها 106 طلاب. يقول مجدى سلطان، مدير التعليم الزراعى بمديرية التربية والتعليم بالمنيا: إن العنانى مدرسة تم إنشاؤها طبقا لبروتوكول تعاون بين الشركة صاحبة المزرعة ووزارة التعليم، وهى مزرعة تستخدم أحدث نظم الزراعة لإنتاج المحاصيل المصدرة، ويدرس الطلاب بها تخصص البساتين، ويخير الطالب للالتحاق بها بنظام مبيت أو تعليم فقط. مدارس نفس التخصص ولفت إلى أن المدرسة عبارة عن 6 فصول ملحقة على مدرسة أبوقرقاص الثانوية الزراعية لأنها ليس لها كادر وظيفى رغم أنها مرخصة ولها اسم، لكن ملفات الطلبات تبقى بالمدرسة الزراعية ويلتحق الطلاب بها بعد الالتحاق بمدرسة أبوقرقاص الزراعية والتعليم على وشك الاتفاق على مدرسة أخرى فى نفس التخصص تابعة لشركة أخرى، منوهًا إلى أن المعلمين بالمدرسة تابعون لوزارة التربية والتعليم، ويحصل الطالب على الكتب المدرسية من التربية والتعليم بعد سداد المصاريف. وأوضح أن الطالب يلتحق بالتعليم المزدوج بناء على رغبته، ويتم تحرير عقد بين الطالب والمزرعة والمدرسة، وداخل المزرعة يتعلم الطالب كل ما يخص الزراعة البستانية بكل مراحها فهناك طلاب متخصصون فى زراعة الزيتون والعنب والرمان والموالح المصدر، لدرجة أن أول دفعة من خريجى المدرسة وصل راتب الخريج منهم الآن ل6 آلاف جنيه شهريا وهناك طلب عليها فى السوق العربية للاستفادة من خبرات الخريجين. وأكد سلطان أن المزرعة قادرة على استيعاب آخرين، خاصة أن مساحتها تتجاوز ال20 ألف فدان، لكن لا يفرض على الطالب الاستمرار بها بعد الدراسة ويترك لرغبته، مؤكدا أن المنيا يوجد بها 3 مدارس تعليم مزدوج تضم نحو 1300 طالب وطالبة، وبحاجة لعدد آخر منها، لتوفير العمالة المدربة لاستصلاح المليون و500 ألف فدان، خاصة أن نصيب المحافظة من الأراضى يصل إلى 379 ألف فدان. التعليم المهارى ويقول حسن عزازي، مدير مدرسة العنانى الثانوية الزراعية التابعة لشركة الدقهلية: بدأت فكرة المدرسة منذ عام 2011 وبدأنا بنظام فصول التعليم المهارى داخل المدرسة الثانوية الزراعية وتواصلنا مع شركة الدقهلية والمزرعة لتعليم الطلاب الجزء العملى بها فى فترة لا تتعدى 30 يومًا فى السنة ثم تطورت الفكرة لإنشاء فصول ملحقة وصدر قرار وزارى بها لإعداد خريج مطلوب لسوق العمل. ولفت إلى أنه يتم تدريس الجزء النظرى للطلاب من خلال معلمى التربية والتعليم والشركة هى المسئولة عن التدريب العملى ما بين العمليات الزراعية والتعامل مع الأشجار بشكل يضمن له تعليمًا عمليًا محترفًا وتم تخريج دفعتين حتى الآن، مشيرًا إلى أنه خلال فترة التعليم يحصل الطالب من الشركة على بدلات فيحصل طالب أولى ثانوى زراعى على 600 جنيه والصف الثالث على 700 جنيه والثالث على 800 جنيه مقابل التدريب العملى بواقع 6 ساعات فقط فى 4 أيام أسبوعيا. زراعة الزيتون التقت «روزاليوسف» داخل المزرعة الكائن بها المدرسة على نموذج يؤكد نجاح تجربة مدارس التعليم المزدوج وهو على سر الختم، أحد خريجى مدرسة العناني، حيث يقول: التحقت بالشركة كفنى ومتخصص فى زراعة الزيتون بعد انتهاء الدراسة وكنت أصغر مدير قطاع بالشركة والمشرف على مزرعة الزيتون، والآن أنا رئيس قطاع لمزرعة تبلغ مساحتها لأكثر من 300 فدان بعد أن توسعت الشركة فى المزرعة، منوها إلى أنه تلقى العديد من العروض للسفر، لكنه فضل البقاء فى الشركة للاستفادة منها. محمد حسن عبدالمحسن، طالب بالصف الثالث بمدرسة العناني، يقول: إن التعليم المزدوج يريح الأسر من المصروفات بل ويعتمد الطالب على نفسه لأننا نحصل على مقابل مادى للتعليم العملى لا يحصل عليه موظفون، مضيفًا: الآن تعلمت الطرق الحديثة كلها لزراعة العنب والرمان والبنجر، وأتمنى أن استكمل دراستى فى نفس المجال بمرحلة الجامعة. التعليم الجامعى ويضيف الطالب عبدالله شعبان محمود، بالصف الأول: حصلت على مجموع كبير فى الإعدادية يؤهلنى للثانوى العام، لكننى فضلت الالتحاق بالتعليم الفنى وهو يتيح نفس الفرصة بأن أكمل دراستى بالتعليم الجامعي، وعرفت بتجربة المدرسة فقررت الالتحاق بها، رغم أننى من مدينة المنيا التى تبعد عن المدرسة ما يقرب من 30 كيلو مترًا. فى المقابل يبحث أهالى قرية دير أبوحنس بملوي، تلك القرية التى تحدت البطالة بالعمل من خلال إنشاء مصانع صغيرة للملابس الجاهزة لتدريب أهالى القرية على صناعة الملابس الجاهزة، الحصول على تراخيص مدرستين للتعليم داخل هذه المصانع إلا أن وزارة التعليم رفضت الموافقة على افتتاحهما دون إبداء أى أسباب بحسب قولهم. توزيع محلى وتصدير وأكد الأهالى أن مدارس التعليم المزدوج السبيل الوحيد لخلق عمالة مدربة للدخول بمنتجات تلك المصانع من التوزيع المحلى للتصدير وتوفير العملة الصعبة، حيث يوجد بالقرية 3 مدارس واحدة منها فقط مرخصة كفصول تابعة للمدرسة الثانوية الفنية بدير مواس. وطالب خيرى فؤاد، عضو المجلس الاستشارى لمحافظة المنيا لتطوير التعليم الفنى «مجلس شكله المحافظ عصام البديوى لبحث سبل تطوير التعليم الفني» بأن يتم نقل جميع المدارس الزراعية إلى الظهير الصحراوى الغربى باعتباره المستقبل الآن لتعليم الطلاب وإيجاد خريج تحتاجه سوق العمل، منوها إلى أنه جار بحث تدريب معلمى التعليم الفنى من خلال الجامعى لثقل خبراتهم ونقلها للطلبة. من جانبه أكد رمضان عبدالحميد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، أن مدارس التعليم المزدوج هى مدارس تصدر بتراخيص من الوزارة، والمدرسة التى تستوفى شروطها يتم الترخيص لها فورًا، موضحًا أن الوزارة تعقد العديد من ورش العمل بمشاركة كل المديرية والمتخصصين على أرض الواقع لبحث جميع الآراء والاقتراحات لتطوير التعليم الفنى والمزدوج.