البعض يرى أن التعليم الفنى فى مصر "درجة ثانية" من التعليم، ومن مظاهر ذلك عدم الاهتمام به، ومعاملة خريجيه على أنهم عمالة لا وجود لها، ويمنع عنهم استكمال دراستهم الجامعية إلا بشروط مجحفة يصعب على الكثير منهم تحقيقها، نظرا لأسلوب التعليم المتدنى الذى تلقوه فى المرحلة الثانوية الصناعية أو ما بعدها. هذه الرؤية تجعل الإقبال على الالتحاق بالمدارس الثانوية الصناعية أو التجارية غير مشجع إلا اضطرارًا نظرا لعدم حصول الطالب أو الطالبة على المجموع الذى يؤهله للالتحاق بالمدارس الثانوية للحصول على درجة الثانوية العامة. في هذا الشأن رصد التقرير السنوي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 2011/ 2012 أن إجمالى أعداد مدارس التعليم الصناعى "924" مدرسة، منهم "783" مدرسة للتعليم التجارى، و"185" مدرسة للتعليم الزراعي. وأشار التقرير إلى أن إجمالى أعداد التلاميذ بالتعليم الثانوى الفني يبلغ 1.6 مليون تلميذ منهم 837.1 ألف تلميذ بالتعليم الصناعى، 621.4 ألف تلميذ بالتعليم التجاري (عام - فندقي)، 169.7 ألف تلميذ بالتعليم الزراعي)، ويمثل التعليم التجاري العام 93.7%، التعليم الفندقي 6.3% من إجمالى التعليم التجاري. د. مجدى بخيت - رئيس قطاع التعليم الفنى يقول: إن نسبة التطوير فى إنتاج التعليم الفنى بنهاية السنة المالية فى 30 يونيو 2013 من المتوقع أن تصل إلى 25%.، وإن حجم التشغيل وأداء الخدمات الفنية بمشروع رأس المال بمدارس التعليم الفنى قد بلغ بالنسبة للتعليم الزراعى (94 مليون جنيه)، وللتعليم الصناعى (45 مليون جنيه)، وللتعليم التجارى (4 ملايين جنيه)، بإجمالى 143 مليون جنيه بزيادة قدرها 22 مليون جنيه عن العام الماضى. وأوضح بخيت أن التعليم الفني يسهم بنسبة كبيرة في دعم الاقتصاد، مشيرا إلى أن مدارس التعليم الفنى بالجمهورية، قد حصدت (320 فدان قمح) وقامت بتوريدها إلى وزارة التموين، من 423 فدانًا تم زراعتها العام الحالى، وجاري حصاد الأفدنة المتبقية، وأضاف: تم زراعة (17 فدانًا) أشجار زيتون، وإنتاج كمية كبيرة من زيت الزيتون (13 فدان أشجار زيتون) بمحافظة شمال سيناء. ويقول د. إبراهيم الشحات - أستاذ الاقتصاد بجامعة النهضة ببني سويف: إن مدارس التعليم الفني في الدول الصناعية يتم التركيز فيها على أن يتخرج الطالب وهو يمتلك مهنة تفيد مجتمعه، مشيرا إلى أن التعليم الفني يفترض فيه توجيه الطلاب إلى التعليم الفني "الإعدادي والثانوي" بعد المرحلة الابتدائية، على أن يكون اختيار الإلحاق راجع لمجلس إدارة المدرسة. وأشار الشحات إلى أن آلية الوزارة في إلزام الطلاب الأقل مجموعا بالتعليم الفني والصناعي، وفتح باب الاختيار على الإطلاق أمام الطلاب، يعد جزءًا من الخلل في التعليم الفني، وتابع: بعض مدارس التعليم الفني يوجد بها آلات للتدريب من سنة 1952، في حين ما يتم تدريسه بالمناهج يكون حول الآلات الحديثة". وأوضح الشحات أن نجاح العملية التعليمة الفنية ليس فقط في بناء المدارس، وإنما عن طريق إلحاق المدارس بالمصانع والشركات الاستثمارية الكبرى، وإنشائها على حسب رؤية مستقبلية في تطوير البنية التحتية والتكنولوجية بمصر، مشيرا إلى أن كثيرًا من رجال الأعمال والمستثمرين ليست لديهم رغبة في عمل مشاريع تكنولوجية بمصر لأنه يعلم أنه لن يجد خبرات في هذا المجال. مدارس التعليم الفني بها آلات من سنة 1952 وما يدرس بالمناهج معدات حديثة