قلت : ماذا تعنى ؟ أراك محب للمشايخ والموالد، وحتى تجالس عمى المسلماني العجلاني، وتأنس مسلما مارا على عمى الشربينى بتاع الكرشة، والعربى بتاع الخضار، ومجدى بتاع الطعمية، وفتحية بتاع القهوة؛ قلت: انت متحسس ام محب ام سائل تريد ان تعرف 000؟! ضحك قائلا : أنا بحبك ، فقط أريد ان اعرف وافهم 00000!!!؟ قلت : يا غالى اولا :اتمنى ان اكون بحق " صوفى " فهى رتبة عالية عنوانها التزام الاخلاق الكريمة والابتعاد عن كل دنى او عاص، انها رتبة " مراقبة خاصة " يخاف العبد فيها الله ، ويعتقد من يصل إلى هذا المقام ان ربه تبارك وتعالى ناظر اليه ، شاهد عليه ، يراه على كل حال ؛ لسانه وقلبه يلهجان بمقولة اهل الله : { من راقب الله تعالى فى خواطره، عصمه الله تعالى فى جوارحه } فانى لمثلى هذا المقام ياصاح؛ فان اعتقدت ذلك فى فأنا دون هذا ، فقط فقير مقصر محب للصالحين ، فاذا ما وجدتنى اذهب هنا او هناك فكل هذا على قاعدة : طلب الاستزادة الأخلاقية ، فعم المسلمانى أتعلم منه ، والآخرين ايضا " جيران " لهم على حقوق ، وودهم والاطمئنان عليهم " فريضة " بالنسبة لى ، وانا احبهم لبساطتهم وهم ايضا يحبوننى ، فاذا وجدتنى ارتشف فنجان قهوة من الست فتحية او أتناول الطعمية من عند عم مجدى ، فارجوك خذها على اننى فقط " حامد " مواطن يفرح بالقرب من البسطاء ؛ ويتعلم منهم ؛ وهى ( سياحتى الخاصة ) نظر إلى الصاح متعجبا قائلا ؛ وماذا تستفيد من مودة آل البيت والصالحين ؟! قلت : اننى اجتهد ان التزم بأمر الهى كلفنا بذلك فى قوله تعالى: (( قل لا اسئلكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى )) ثم ان لدى اهل الله الصالحين تجد حقيقة التصوف ؛ قال : وما حقيقة التصوف ؟! قلت حسب " فهمى " و " معرفتى " التصوف ؛ علم وعمل واخلاص وما تجده من " طرق صوفية " تجتهد فى تلك الثلاث،وتعمل برتبة " الإحسان " لتنال " الإخلاص ؛ إخلاص القلب لله ) وكما قال الامام محمد زكى الدين إبراهيم الشاذلى – رضى الله عنه- : ان التصوف فقه الدين قاطبة والفقه بالدين توثيق وتخريج هو الكتاب وما جاء النبى به وكل شيئ سوى هذا فمحجوج ان التصوف سر الله يمنحه من قد احب ، وحب الله تتويج وإنما الحب اخلاق ومعرفة ذكر وفكر وترويح وتأريج ان التصوف تحقيق الخلافة فى أرض الإله وإلا فهو تهريج قال صاحبى فهمت ان التصوف يحتاج اجتهاد وعمل باخلاص ، قلت : نعم قال : وما قولك فيما نراه فى الموالد والاحتفالات بالأولياء من مخالفات ؟! قلت : لا أراها لاننى معنى بما هو دون تلك المخالفات ؛ ياصاح قال لى شيخى ؛ يا بنى خذ بالعزائم، والأرجح من كل شيئ، عقدا ، وقولا ، وعملا، لهذا فأرباب التصوف اخذوا من العقائد مقام العيان كما قال سيدى بن عجيبة والذى أوضح : انهم – يابنى – لم يقنعوا بالدليل والبرهان ، لأنهم اخذوا سلكهم العقائدي من (مقام العيان)، يابنى، ارباب التصوف اخذوا من الأقوال الينها وأطيبها، ويجمع ذلك حسن الخلق مع كل مخلوق، فآثروا العفو على القصاص، والصفح على العتاب ، وغير ذلك من عزائم الشريعة على رخصها، ومن الأذكار أرجحها وأجمعها ، وهو الاسم المفرد " الله " الذى هو سلطان الأسماء، ومن الأعمال أعظمها وأرجحها ، وهو عمل القلوب ، الذى هو الذرة منه تعدل أمثال الجبال من أعمال الجوارح ، كعبادة الفكرة والنظرة، فاوقاتهم كلها ليلة القدر ، وكالتخلق بمكارم الاخلاق ، كالرضا والتسليم، والحلم ، والسخاء ، والكرم، وغير ذلك من محاسن الخلل الذى هو عمل القلوب – المرجع / البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد – لابن عجيبة ج6 ص 250 – توقفت انظر لصاحبى قائلا : لعلك عرفت اننى دون ما رأيتنى به فقط ياصاح قد اكون محب يتمنى ان يلحق بالصالحين ،ويجتهد باعتبار ان الأمر ليس كلام او ثياب او رقص وطبل وزمر وصدق الامام محمد زكى ابراهيم – رضى الله عنه – الذى قال : ليس التصوف رقص الراقصين ولا طبل وزمر وتصخاب وتهييج ولا هو الذكر بالألفاظ ساذجة محرفات ولاصعق وتشنيج ولا مواكب رايات ملونة فيها لما يغضب الديان ترويج ولا هو العمةالكبرى ولا سبح حول الرقاب ولاجمع مفاليج ولا التعطل او دعوى الولاية او صنع الخوارق او كذب وتدبيج ولا وشاح وعكاز ولانسب إلى النبى من البهتان منسوج ولا الاجازات تشرى بالدراهم او وظائف صرفها بالزيف ممزوج قال صاحبى ؛ الله ، هذا هو القول ؛ لعلك الان ياصاح ادركت حقيقة التصوف وما نظرت إلى به امل ، اجتهد ان أناله 00000!!!؟