التعليم الزراعي.. مدارس تقليدية بلا إمكانيات

رغم أن مصر بلد زراعى فى الأساس إلا أن استيراد غالبية المنتجات الغذائية من الخارج تسبب فى تراجع التعليم الفنى الزراعى ووصوله إلى ذيل قائمة رغبات الطلاب، وهو ما انعكس على إهمال الدولة بهذه النوعية من المدارس.
ويمثل طلاب التعليم الفنى الزراعى نحو 15% من طلاب التعليم الفنى سواء بالمدارس نظام 3 سنوات أو 5 سنوات أو مدارس مبارك كول «التعليم المزدوج»، وتبلغ عدد المدارس الزراعية نحو 120 مدرسة مقارنة بألف مدرسة صناعية وتجارية، ووفقا لتقرير وزارة التربية والتعليم فإن عدد معلمى التعليم الفنى الزراعى يبلغ 6679 مدرسًا.
من جانبه أكد الدكتور إبراهيم صديق، أستاذ الاقتصاد الزراعى جامعة المنوفية، أن التعليم الفنى يواجه مشكلات عامة، وهى أن الخريج لا يكتسب أى مهارات تؤهله للالتحاق بسوق العمل. وأضاف صديق ل«المصرى اليوم» أن التعليم الزراعى بشكل خاص يحتاج أن تكون كل مدرسة ملحقة بمزرعة كبيرة للإنتاج الزراعى وأخرى للإنتاج الحيوانى، ومعمل للصناعات الغذائية، والتعليم الزراعى فى مصر يفتقد تلك الإمكانيات بشكل كاف فى المدارس.
وأشار إلى أن بعض المدارس الزراعية تم الاعتداء على المزارع الخاصة بها وتم البناء عليها، كما أن طلاب التعليم الزراعى لا يحصلون على أى تدريب عملى فى الصيف، بالإضافة إلى أن مستوى ومهارات اللغة متدن بشكل كبير لدى الطلاب.
وأكد أن التعليم الزراعى يحتاج لإعادة نظر فى ضخامة الأعداد من خريجى التعليم الزراعى بما لا يتناسب مع حاجة سوق العمل، ولا يستطيع خريجو التعليم الزراعى الالتحاق بكلية الزراعة إلا بعد عقد امتحان المعادلة، ومستوى خريج التعليم الفنى متدن ولا يستطيع اجتياز امتحانى الكيمياء والأحياء المؤهلين للالتحاق بالكلية. وشدد «صديق» على أن التعليم الفنى الزراعى مكلف جدا، نظراً لارتفاع تكاليف تجهيز أى مزرعة بالآلات الزراعية الحديثة حتى نستطيع زراعة كافة المحاصيل بها، ويجب ألا تقل مساحة المزرعة الملحقة بالمدرسة عن 50 فداناً، بالإضافة إلى حاجة المزرعة التى تعمل باستخدام المياه الجوفية لحفر الآبار والترمبات والتى يتراوح ثمنها من 600 ألف جنيه إلى 2 مليون جنيه للبئر الواحدة.
وأضاف أن غالبية المدارس لا تحتوى على أنظمة للرى المحورى، ولا تحتوى على جرارات أو شبكة رى بالتنقيط أو سطارة أو عزاقة وهناك معدات لم يرها الطلاب، والمزارع المتاحة تقليدية لا تضم صوباً أو نظماً للتدفئة أو نظماً لإدارة المياه، وبالتالى يتلقى الطالب مبادئ الزراعة التقليدية وبشكل نظرى فقط وليس عمليا، رغم التقدم التكنولوجى الهائل فى المجال الزراعى.
وأضاف «صديق» أنه للنهوض بالتعليم الفنى الزراعى يجب تقليل أعداد الطلبة المقبولين بالتعليم الزراعى بما يلائم احتياجات سوق العمل، وتوقيع بروتوكولات تعاون بين وزارة التربية والتعليم ومزارع القطاع الخاص، بحيث يقضى الطالب مدة سنة كاملة فى إحدى المزارع حتى يستطيع متابعة المحصول الشتوى والصيفى على أن تحتسب هذه السنة من ضمن سنوات الدراسة ويمارس الطالب الزراعة بشكل عملى.