قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن صلاة الكسوف المرتبطة بالشمس تعد صلاة نهارية، بينما صلاة الخسوف المرتبطة بالقمر تعد صلاة ليلية، موضحًا أن الشافعية يرون أن كل صلاة نهارية تُصلى سِرًّا إلا صلاة الجمعة والعيدين، ولذلك فإن صلاة كسوف الشمس تُصلَّى سرية لأنها نهارية. وأضاف خلال حلقة برنامج «أعرف نبيك»، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن كل صلاة ليلية يشرع فيها الجهر حتى في النوافل، مبينًا أن العبرة بوقت الأداء لا باسم الصلاة؛ فمن صلى صلاة النهار ليلًا يجهر بها، ومن صلى صلاة الليل نهارًا يسرّ بها، مشيرًا إلى أن الجهر أو الإسرار سنة لا تبطل الصلاة بتركها وإنما الأفضل اتباع السنة. وأوضح الدكتور جبر أن هناك خلافًا فقهيًا بين المذاهب، فبينما يرى الشافعية أن صلاة الكسوف تُصلّى سرية لأنها نهارية، يرى الحنابلة وبعض المذاهب الأخرى أنها تُصلّى جهرية لأنها صلاة جماعة تُقام لأمر جلل، مثل صلاة العيدين والجمعة، مؤكدًا أنه لا يجوز الاعتراض على الإمام إذا صلى بها جهرًا لأن هناك مذاهب معتبرة تقول بذلك. وأشار إلى أن الاختلاف الفقهي رحمة وسعة، قائلًا: «الدين أوسع من اطلاعك، فلا تظن أن ما تعرفه هو الدين كله، فالأمة في خير ما دام فيها تنوع في الاجتهادات المعتبرة». كما بيّن أن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله الجلالية التي يُذكِّر الله بها عباده بقدرته، وأن أفضل ما يُفزع إليه في مثل هذه الأحداث هو الصلاة والتضرع والصدقة. وأضاف الدكتور يسري جبر بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر عند كسوف الشمس بالصلاة والعتق، أي الصدقة بمبلغ كبير، لأن ثمن العبدفي زمن النبي كان مرتفعًا كقيمة سيارة في عصرنا، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم فتح أبواب العتق لتخفيف وإنهاء ظاهرة استعباد الإنسان لأخيه الإنسان تدريجيًا برحمة وحكمة.