الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُعلن التوصل إلى المرحلة الأولى من خطة السلام بين إسرائيل وحركة حماس، بعد مفاوضات مكثفة قادتها القاهرة بمهارة دبلوماسية واستخباراتية عالية. لم يكن الحدث وليد اللحظة، بل ثمرة تحرك مصري محسوب بدأ حين وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوةً علنية لترامب لزيارة مصر والمشاركة في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.. دعوة بدت عابرة، لكنها في جوهرها أعادت توزيع الأدوار وترسيم موازين النفوذ في المنطقة. من يعرف ترامب يدرك أنه لا يقاوم بريق الكاميرات ولا ينسى حلم "صانع السلام".. وهنا أتقنت القاهرة اللعبة: منحت واشنطن لحظة دولية كبرى، واستعادت هي موقعها الطبيعي كقلب القرار في الشرق الأوسط. بهذا التحرك، تُثبت مصر أنها ليست وسيطًا، بل صانعة التوازن. من شرم الشيخ، التي تحولت مجددًا إلى العاصمة السياسية للسلام، تُعيد القاهرة صياغة المعادلة الإقليمية، وتؤكد أنها وحدها القادرة على جمع الأضداد في غرفة واحدة دون وصاية. فبينما تُنفق بعض العواصم ملياراتٍ لشراء أدوارٍ وهمية، تواصل مصر أداء دورها الواقعي: تمنع التهجير، تُوقف الحرب، وتحمي الدولة الوطنية من الانهيار. التحرك المصري–الأمريكي وجّه ضربة سياسية لنتنياهو، الذي بنى بقاءه على إطالة الحرب في غزة. وحين انتقل الملف إلى واشنطنوالقاهرة، فقد السيطرة على المشهد، لتبقى الصورة التي يتذكرها العالم: "ترامب يعلن من شرم الشيخ انطلاق مرحلة السلام برعاية مصرية." خلال ساعات، قد يرى العالم مشهدًا تاريخيًا: السيسي وترامب أمام عدسات العالم، والفصائل الفلسطينية توقع وثيقة إنهاء الحرب.. لقطة واحدة قادرة على إعادة تعريف الشرق الأوسط، وإثبات أن مصر ما زالت قادرة على تحويل الحرب إلى أفقٍ جديد من الأمل. جاء الإعلان الأمريكي في توقيتٍ دقيق، وقبيل أيامٍ من إعلان جائزة نوبل للسلام، وسط جدل أمريكي حول تمويل الحرب، ومع أن القاهرة منحت ترامب فرصة استثنائية، فإنها فعلت ذلك وفق شروطها، مدركةً أن من يقف في الصورة يلتزم بمضمونها. عبر صفحته الرسمية قال الرئيس السيسي: " شهد العالم لحظةً تاريخية تجسد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب.. من شرم الشيخ، أرض السلام ومهد الحوار، تم التوصل إلى اتفاقٍ يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة. بهذا التصريح، حوّل الرئيس السيسي الحدث إلى رسالةٍ إنسانية عالمية:مصر لا تبحث عن المجد، بل عن سلامٍ يُنهي دوامة الدم ويعيد الأمل للمنطقة . خاتمة: مصر تصنع المشهد الجديد سواء زار ترامب القاهرة أم لا، فقد تحقق الهدف: العالم يعترف اليوم أن لا سلام دون مصر، ولا قرار في المنطقة يُتخذ خارجها . فقد نقلت القاهرة مركز الحدث من تل أبيب والدوحة إلى شرم الشيخ، وأثبتت أن قوتها في هدوئها، وأن الذكاء السياسي ليس في إسقاط الخصوم، بل في إعادة ترتيب الرقعة كلها .