شهد العالم لحظة تاريخية من أرض السلام، شرم الشيخ، حين أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب فى غزة بعد عامين من المُعاناة الإنسانية، وفقًا لخطة السلام التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبرعاية مصرية خالصة قادها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمشاركة قطروالولاياتالمتحدةالأمريكية. اتفاق شرم الشيخ، الذى أنهى أطول وأعنف فصول الصراع فى غزة منذ عقود، لم يكن وليد المصادفة، بل ثمرة رؤية سياسية ثابتة للرئيس السيسى، الذى آمن منذ اليوم الأول بأن طريق الأمن يبدأ من بوابة السلام العادل، وأن صوت العقل يمكن أن يعلو فوق أصوات السلاح متى توافرت الإرادة والقيادة. اقرأ أيضًَا | ثبات الموقف المصرى أنقذ القضية الفلسطينية الإعلام بين القاهرةوواشنطن فى واشنطن، تتابع الأوساط السياسية والإعلامية باهتمام، هذا التحوّل فى معادلة القوة الإقليمية، فقد وصفت صحيفة «واشنطن بوست»، الدور المصرى بأنه «أكثر المحركات اتزانًا فى المفاوضات»، بينما أشار تقرير فى «أسوشييتد برس» إلى أن «ترامب وجد فى القاهرة شريكًا صلبًا يمكنه تحقيق ما عجزت عنه العواصم الأخرى». هذا التوصيف لم يأتِ من فراغ؛ فالسيسى أدرك منذ البداية أن أى سلام مستدام لا يمكن أن يُفرض من الخارج، بل يجب أن ينبع من إرادة الأطراف، وأن مصر وحدها تملك مفاتيح الجغرافيا والعلاقات التى تتيح هذا الدور. فى القاهرة تناول الإعلام المصرى، إشادة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بدور الرئيس عبد الفتاح السيسى، واصفًا إياه ب«الشخص الرائع للغاية» فى إشارة إلى تقديره العميق لمكانة مصر ودورها المحورى فى إنهاء حرب غزة، حيث أشارت صحيفة «أخبار اليوم» فى مقال رئيس تحريرها الكاتب الصحفى محمود بسيونى، «الموقف السياسي»، تحت عنوان دعم ترامب، أن هذه الإشادة تُعد تأكيدًا على الثقة والشراكة القوية بين الزعيمين، حيث اعتمد ترامب على القيادة المصرية فى تنفيذ خطته للسلام، وقد أثبت التعاون بين السيسى وترامب، نجاح الدبلوماسية الواقعية فى إحياء الأمل بالاستقرار الإقليمى. لقد حافظت القاهرة على توازنٍ دقيق بين التعاطف الإنسانى مع معاناة الشعب الفلسطينى، وبين الواقعية السياسية التى تفهم ضرورات الأمن الإقليمى، رفض السيسى منذ اللحظة الأولى، فكرة التهجير أو الحلول المؤقتة، وتمسك بمبدأ «السلام العادل لا السلام الهش»، وهو ما جعل الموقف المصرى يحظى باحترامٍ واسع داخل الأوساط الدبلوماسية الأمريكية. الشراكة الاستراتيجية اللافت فى التجربة المصرية – الأمريكية الحالية، هو التحول من الشراكة الأمنية إلى الشراكة الاستراتيجية، فخلال سنوات من التنسيق، استطاع السيسى وترامب، بناء جسر ثقةٍ سياسى يعتمد على النتائج لا الشعارات. ترامب وجد فى السيسى، «الزعيم القادر على الفعل لا الكلام»، بينما وجد السيسى فى ترامب، شريكًا مستعدًا لتحدى الجمود الدبلوماسى التقليدى. هذا التناغم بين الإرادتين هو الذى جعل اتفاق غزة مُمكنًا، فى وقتٍ كانت فيه المنطقة على حافة الانفجار. ورغم أن الإعلام الأمريكى رَكَّز – كعادته – على ما يمكن أن يكسبه ترامب سياسيًا من هذا الاتفاق، فإن التحليل الأعمق فى مؤسسات الفكر والأبحاث، يشير إلى أن القوة الدافعة الحقيقية جاءت من القاهرة، التى استطاعت أن تجمع واشنطن، والدوحة، والفصائل الفلسطينية، وتقدِّم تصورًا واقعيًا لتطبيق الاتفاق خطوة بخطوة. أول أمس، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اتصالًا هاتفيًا بنظيره الأمريكى دونالد ترامب، قَدَّم خلاله التهنئة على نجاح جهوده فى وقف الحرب بقطاع غزة، مُعربًا عن تقديره البالغ لشخص الرئيس الأمريكى، وحرصه الصادق على تحقيق السلام. من جانبه، عَبَّر ترامب عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز التاريخى وبصداقته الوطيدة مع الرئيس السيسى، مشيرًا إلى أن أنظار العالم كانت تتجه إلى مصر خلال مفاوضات شرم الشيخ لمتابعة مسار الاتفاق. وأكد السيسى خلال الاتصال، أن هذا الإنجاز يعكس شجاعة ترامب وإرادته السياسية، مشيرًا إلى أنه يستحق عن جدارة جائزة نوبل للسلام تقديرًا لدوره فى إنهاء الحرب. الإشادة بالمفوض المصرى كما دعا السيسى، نظيره الأمريكى، إلى حضور الاحتفالية التى ستُقام بالقاهرة بمناسبة توقيع اتفاق وقف الحرب، وهى الدعوة التى رَحَّب بها ترامب، مؤكدًا سعادته بزيارة مصر، واعتزازه الكبير بعلاقته بالرئيس السيسى. وشهدت القاهرة أيضًا استقبال الرئيس السيسى للمبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف وكبير مستشارى الرئيس ترامب جاريد كوشنير، بحضور اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة. رحّب الرئيس السيسى خلال اللقاء باتفاق وقف الحرب، مثمّنًا الجهود الحثيثة للرئيس ترامب فى دعم مسار السلام، ومؤكدًا التزام مصر بالتعاون الوثيق مع الولاياتالمتحدة لتنفيذ الاتفاق وإدخال المساعدات الإنسانية. وأشاد الوفد الأمريكى بالدور المحورى الذى لعبته مصر فى إنهاء الحرب واستعادة الاستقرار، مؤكدين أن الرئيس ترامب يقدّر حكمة السيسى ويعتبره شريك القوة وصانع التوازن الإقليمى. وقال ويتكوف للرئيس السيسي: لا أعرف إن كان التاريخ سيسجل تفاصيل تلك اللحظات لكن بدون سيادتكم وفريقكم المذهل «مشيراً إلى رئيس المخابرات العامة» لم نكن أبداً سنتمكن من إبرام اتفاق سلام. ولذلك أقول لك، شكراً لك. اليوم، وبعد أن عاد الأمل إلى غزة، يُمكن القول: إن مصر استعادت دورها التاريخى ك «صانعة للسلام»، وإن السيسى أثبت مرة أخرى أن القيادة لا تُقاس بحجم القوات أو الموارد، بل بقدرة الدولة على تحويل الأزمات إلى فرص. أما ترامب، فقد وجد فى التعاون مع السيسى نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه الدبلوماسية الأمريكية عندما تُبنى على الشركاء الفعليين لا الوكلاء. شراكة الثقة بين السيسى وترامب منذ اللقاء الأول بين الرئيسين فى البيت الأبيض عام 2017، نشأت بين السيسى وترامب علاقة تقوم على الاحترام والثقة المُتبادلة. لم تكن مجرد مجاملات دبلوماسية، بل شراكة فى الرؤية والمصالح، أساسها إدراك مُتبادل لدور مصر المحورى فى استقرار المنطقة، وإيمان ترامب بقدرة السيسى على تحقيق التوازن بين الحزم السياسى والحكمة الاستراتيجية. خلال السنوات الماضية، كان التنسيق بين القاهرةوواشنطن أحد أعمدة التعامل مع الأزمات الإقليمية، بدءًا من مكافحة الإرهاب، مرورًا بأمن البحر الأحمر وشرق المتوسط، وصولًا إلى الملف الفلسطينى الذى ظلّ أحد أبرز تحديات المنطقة. وقد أثبتت الأحداث أن علاقة السيسى وترامب كانت من أكثر العلاقات المصرية – الأمريكية انسجامًا وتأثيرًا، إذ تبادل الطرفان الدعم السياسى والاتصالات المستمرة، حتى خلال فترات التوتر فى المنطقة. مصر فى قلب القرار الدولى مع تصاعد الحرب فى غزة عامى 2023 و2024، لعبت مصر الدور الأهم فى الوساطة، واضعة أمن الإنسان الفلسطينى على رأس أولوياتها، ورافضة أى حلولٍ تقوم على التهجير أو التصفية. ورغم تعقّد المواقف الإقليمية، حافظ السيسى على ثبات الموقف المصري: لا سلام دون عدالة، ولا استقرار دون دولة فلسطينية. هذا الموقف، الذى حظى باحترام واسع من القوى الدولية، فتح الباب أمام تعاون وثيق بين مصر وترامب وفريقه فى وضع خطة سلام شاملة تقوم على وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وبدء الإعمار تحت إشراف دولى تقوده القاهرة. نجاح الاتفاق الأخير لم يكن مجرد انتصار سياسى، بل تجسيد لإرادة القيادة المصرية فى تحويل المأساة إلى فرصة. من الحرب إلى الأمل فمنذ اندلاع الحرب، أدارت القاهرة قنوات الحوار مع كل الأطراف، وأصرت على أن يكون الحل مصريًا فى جوهره وإنسانيًا فى أهدافه. ومع إعلان ترامب خطته للسلام، كانت القاهرة أول من التقط الخيط، وبدأت تنسيقًا مُكثفًا جمع بين الواقعية الأمريكية والخبرة المصرية فى إدارة الصراعات. وفى شرم الشيخ، جاء التتويج الطبيعى لهذا الجهد التاريخى، حين أُعلن الاتفاق فى حضور دولى واسع، ليصبح السيسى أول زعيم عربى ينجح فى إنهاء حربٍ بهذا الحجم دون استخدام القوة، بل عبر قوة الدبلوماسية والثقة. اليوم، وبعد أن عاد الأمل إلى غزة، يمكن القول: إن مصر استعادت دورها التاريخى ك«صانعة للسلام»، وإن السيسى أثبت مرة أخرى أن القيادة لا تُقاس بحجم القوات أو الموارد، بل بقدرة الدولة على تحويل الأزمات إلى فرص. أما ترامب، فقد وجد فى التعاون مع السيسى نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه الدبلوماسية الأمريكية عندما تُبنى على الشركاء الحقيقيين لا الوكلاء. فى ضوء هذا الإنجاز، يمكن القول: إن السلام لم يُولد من فراغ، بل من لقاء إرادتين قويتين: إرادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى جعل من مصر مركز ثقل فى معادلة الاستقرار الإقليمى، وإرادة الرئيس دونالد ترامب الذى سعى إلى إعادة هندسة السلام فى المنطقة من خلال شراكة مع القاهرة. ومن شرم الشيخ، عادت روح «كامب ديفيد» بثوب جديد، تؤكد أن مصر قادرة – بقيادتها وإيمانها بالسلام – على تحويل التاريخ من ساحة صراع إلى ساحة أمل.