قال السفير ياسر البخشوان، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي، إنه في لحظة إقليمية تُجسد قمة التوتر والأمل معاً، جاء بيان الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر منصاته الرسمية، ليُعلن عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، موضحًا أن البيان، الذي أشار إلى أن التوافق تم من شرم الشيخ، أرض السلام وبرعاية مصرية قطرية أمريكية، لا يُسجل نهاية لحرب دامت عامين فحسب، بل يُمثل وثيقة اعتراف جديدة بالدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية المصرية كصمام أمان رئيسي للاستقرار الإقليمي. الإشارة إلى أن شرم الشيخ هي مهد هذا الاتفاق تُشير إلى بُعد استراتيجي عميق وأضاف "البخشوان"، ف مداخلة هاتفية عبر قناة "النيل للأخبار"، أن الإشارة إلى أن شرم الشيخ هي مهد هذا الاتفاق تُشير إلى بُعد استراتيجي عميق، فالموقع لم يُختر عشوائيًا؛ إنه يُمثل رمزية للسلام الدائم، ومساحة آمنة تُتيح لأطراف الصراع، على اختلاف تعقيداتهم، والجلوس على طاولة المفاوضات، موضحًا أن نجاح مصر في أن تكون الراعي والوسيط الذي يثق به الجميع، بدءًا من الفصائل الفلسطينية مرورًا بإسرائيل وصولاً إلى القوى الدولية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وقطر يعكس تفوق القاهرة الدبلوماسي في إدارة الملفات الساخنة، وهذه القدرة تنبع من المصداقية الثنائية، حيث نجحت مصر في الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة وفعّالة مع جميع الأطراف المتنازعة دون الانحياز التام لطرف على حساب آخر، مما جعلها الوسيط الوحيد القادر على تحقيق التوازن بين مطالب الأمن الإسرائيلي وحقوق الشعب الفلسطيني، فضلًا عن عمق التأثير الجيوسياسي، فبحكم جوارها لقطاع غزة وإشرافها على معبر رفح، لا يمكن لأي ترتيبات أمنية أو إنسانية طويلة الأمد أن تنجح دون التنسيق الكامل والقيادة المصرية. الثقل الجيوسياسي يفرض على كل الأطراف إشراك القاهرة كشريك أساسي وأوضح أن هذا الثقل الجيوسياسي يفرض على كل الأطراف إشراك القاهرة كشريك أساسي وليس مجرد مراقب، وتؤكد رعاية مصر لهذا الاتفاق، حتى ولو جاء وفقًا لخطة طرحها الرئيس الأمريكي ترامب، على التزامها الثابت بإرادة السلام، وهو المنهج الذي وضعه الرئيس السيسي في مقدمة أولويات السياسة الخارجية كبديل وحيد ومنطقي لمنطق الحرب الذي أشار إليه في بيانه، مشيرًا إلى أن بيان الرئيس السيسي لا يكتفِ بالإشادة بالانتصار على الحرب، بل يفتح آفاقًا للمرحلة التالية، فقوله: "هذا الاتفاق لا يطوي صفحة حرب فحسب، بل يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والاستقرار" يُشير إلى أن التحدي الأكبر يكمن فيما بعد الاتفاق. وأكد أن إنجاز شرم الشيخ يُمثل انتصارًا حقيقيًا للدبلوماسية الهادئة والمُثابرة، لكن الرسالة الأعمق للرئيس السيسي هي أن السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو وجود للعدالة والاستقرار، وهما المطلب الذي يجب أن تتكاتف جهود العالم لتحقيقه الآن.