يقدّم يوسي كوهين، الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي، رواية تفصيلية عن عمليات الجهاز، رؤيته الأمنية، وآليات اتخاذ القرار داخل أخطر مؤسسة استخباراتية في إسرائيل. ونقلت عدد من المواقع العالمية،جانبًا مهمًا عن طبيعة العمل السري، التحديات السياسية، وكيف يرى كوهين دور الموساد في المنطقة، خصوصًا تجاه إيران و الدول العربية، والجبهات الفلسطينية. الحلقة الأولى: الطريق إلى رئاسة الموساد أهم ما تتناوله: ونشأة يوسي كوهين وانضمامه المبكر إلى الموساد، ومساره السريع داخل الجهاز نتيجة قدرته على بناء الشبكات والعلاقات ،تركيز الحلقة على طبيعة العمل الاستخباراتي: التجنيد، جمع المعلومات، وإدارة العملاء ،والإشارة إلى سنوات خدمته كرئيس شعبة "تسوميت"، المسؤولة عن تشغيل العملاء في دول مختلفة، وذلك وفق صحيفة «التليجرام». كما استعراض دوره في برنامج التطبيع مع الدول العربية، وبدايات الاتصالات السرية مع الخليج ،وتتضمن الحلقة عرضًا لطريق كوهين للوصول إلى الموقع الأعلى، وأسباب اختيار نتنياهو له. وخلاصة الحلقة ،ترسم مقدمة لحجم النفوذ الذي امتلكه كوهين داخل الموساد، وشخصيته التي جمعت بين الدبلوماسية والعمل الميداني. اقرأ أيضا :محاولات مصرية وعربية تهدئة التصعيد في لبنان الحلقة الثانية: المواجهة مع إيران تركيز كامل على إيران باعتبارها "أولوية الموساد الأولى". أبرز النقاط: استعراض عمليات تجسس واختراقات تمت داخل إيران، بينها تجنيد مصادر بشرية حساسة ،وحديث مفصل عن عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني (2018) وكيف يرى كوهين أنها من أهم عمليات الموساد في التاريخ الحديث ،وتقييمه للبرنامج النووي الإيراني وخطورة تقدّم طهران. دور الموساد في الاغتيالات الموجهة داخل إيران، خصوصًا العلماء المرتبطين بالبرنامج النووي ،ومشاركة الموساد في التنسيق مع الولاياتالمتحدة في ملفات إيران، وظهور الخلافات بين تل أبيب وواشنطن ،وتعكس الحلقة نفوذ كوهين في صياغة استراتيجية مواجهة إيران، وقدرة الموساد على تنفيذ عمليات عابرة للحدود. اقرأ أيضا :مدير «الموساد» السابق:الرئيس السيسى أفشل خطتى للتهجير الحلقة الثالثة: العلاقات السرّية مع الدول العربية أهم المحاور: تدخل بعمق في شبكة العلاقات التي بناها كوهين مع دول عربية، ولقاءاته السرية مع كبار المسؤولين، حيث مهددت هذه اللقاءات الطريق أمام اتفاقات التطبيع، وكيف وضع الموساد في قلب التحولات الإقليمية؟ وسرد كواليس اللقاءات السرية قبل التطبيع، وأسباب نجاح الاتصالات التي قادها كوهين. وتشرح تفاصيل الكتاب، كيف لعب الموساد دور "دبلوماسي خلف الستار" مع الدول التي كانت تحظر التعامل مع إسرائيل ،وتتطرق الحلقة أيضًا لدور العمليات السرية في سورياولبنان وعمل الجهاز تجاه حماس وحزب الله، لكن بشكل ثانوي. كما توضح كيف أصبح كوهين "رجل إسرائيل الخارجي" وأحد مهندسي العلاقات الإقليمية الجديدة ،و تكشف الحلقات الثلاث الأولى من كتاب/سلسلة يوسي كوهين عن صورة غير مسبوقة لطبيعة عمل الموساد، وتقدّم رؤية داخلية لصراع إسرائيل مع خصومها، خاصة إيران، وتوضح كيفية استخدام الاستخبارات كأداة سياسية لتحقيق اتفاقيات إقليمية كبرى. وبينما يعتبر كوهين نفسه بطلًا لهذه التحولات، فإن الكثير من النقاد يرون أن روايته تحمل مبالغة وتوجيهًا لخدمة صورته السياسية المستقبلية. منطق العمليات النوعية: القادة كأهداف استراتيجية يؤكد كوهين مرارًا أنّ إسرائيل تعتبر رؤوس الهرم في إيران وحزب الله وحماس أهدافًا ذات قيمة استراتيجية عالية، لأنها تؤثر مباشرًا على ،قدرة التنظيم على اتخاذ القرار ،والاتصال بين القيادة والميدان والبنية المعقدة للشبكات العسكرية ،وبالتالي، فإن أي عملية اغتيال لقادة بارزين في إيران أو حزب الله لا تنفصل عن هذا المنطق الذي شرحه كوهين ضرب الرأس لتعطيل المنظومة بالكامل. : الترجمة العملية لنظرية "الرأس أولًا" وفقًا لتحليل كوهين، فإن الموساد يرى حزب الله باعتباره أهم ذراع إيرانية مباشرة على حدود إسرائيل ،ورغم أن كوهين لا يذكر اسم نصرالله تحديدًا، إلا أن منطق العمل الذي عرضه يشير إلى ،استهداف القيادة العليا عند توفر فرصة عملياتية ،واعتبار نصرالله رأس الهرم الأمني والسياسي لحزب الله ،وتوقع أن يؤدي اغتياله إلى إحداث فراغ وارتباك كبير داخل التنظيم ،وبالتالي، استراتيجية الموساد مبنية على توجيه ضربات دقيقة لقيادات مفصلية بهدف تغيير ميزان القوى دون الذهاب إلى حرب شاملة. عملية "البيجر": جزء من فلسفة العمليات الواسعة إذا كانت عملية "البيجر" تشير إلى عملية إسرائيلية ضخمة أو متعددة المحاور، فهي تتماشى مع فكرة الضربة المزدوجة أو الثلاثية التي يتحدث عنها كوهين ضرب هدف، ثم ضرب بيئته اللوجستية، ثم ضرب بدائلهاالمحتملة،واستخدام التكنولوجيا والتنسيق متعدد الأجهزة الموساد + الجيش + الاستخبارات العسكرية. وبالتالي، ربط "البيجر" بما يقوله كوهين تحرك واسع يستهدف شبكات كاملة وليس أشخاصًا فقط ،وعملية تتم بغطاء استخباراتي عميق، مثلما كان يصف كوهين العمليات العابرة للحدود ضد إيران. اغتيال قيادات إيرانية استمرار الصراع الخفي الذي وصفه كوهين يضع كوهين إيران كأولوية أولى للموساد، خصوصًا العلماء النوويين وقيادات الحرس الثوري ومسؤولي العمليات الخارجية . ويُشير إلى أن إسرائيل تفضّل العمليات الجراحية الدقيقة بدل المواجهات المباشرة ،ولذلك، فإن أي سلسلة من الاغتيالات ضد شخصيات إيرانية يمكن فهمها وفق رؤية كوهين عرقلة البرنامج النووي وضرب مشروع التمدد الإقليمي وإرسال رسائل ردع داخلية لإيران وإضعاف قدرات فيلق القدس على إدارة العمليات في لبنانوسوريا والبحر الأحمر اقرأ أيضا :رئيس الموساد السابق يحرض أهالي المحتجزين بغزة على التظاهر ضد حكومة نتنياهو و يمكن القول إن اغتيال حسن نصر الله، وعمليات واسعة مثل "البيجر"، واغتيال قيادات إيرانية ،إذا صحت جميعها ،تبدو منسجمة تمامًا مع الخطوط التي رسمها يوسي كوهين في أولى الحلقات ضرب الرأس قبل الجسد وتعطيل الشبكات الإقليمية لإيران والاعتماد على عمليات دقيقة وعميقة بدل الحروب التقليدية .