كلمات فريدة تحمل عبق متميز من ذاكرة شهر ليس ككل الشهور.. .. تبقي عالقة بالأذهان.. رافضة الخضوع للنسيان.. ليحكيها لأول مرة نجومنا بألسنتهم علي سطور «روزاليوسف»: ويحكيها اليوم الدكتور أحمد نوار ليس بصفته الفنان التشكيلي ورئيس قطاع الفنون التشكيلية ورئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق ولكن بصفته قناص ومحارب في حرب الاستنزاف وأكتوبر المجيدة فيقول د. نوار: الشرط الأول لنجاح القناص هو هدوء الأعصاب والاتزان إلي حد يشبه البرود والانفصال عن الواقع دون النظر لأصوات الرصاص، ودانات المدافع بالإضافة إلي الشجاعة التلقائية، والقدرة علي التمويه والترقب حتي ينجح في الوقوع بالفريسة وهي مغيبة الوعي، ولا يتم ذلك إلا بخيال واسع يحل شفرة تحركات، وتمويهات العدو، وهي مقومات كانت متوافرة لدي كفنان التشكيلي ومقاتل في نفس الوقت. و يقول د. نوار في رمضان 69 بعد عملية القنص الأولي التي نجحت فيها علي خط الدفرسوار لجأ الإسرائيليون إلي حيلة بسيطة، وقاموا برفع ساتر من الخيش علي سطح الخندق بحيث يتخفي وراءه الجندي، ويراقب المواقع المصرية علي الضفة الغربية، ولكن ساتر الخيش كان بمثابة المعين لي علي إصابة الهدف لأنني استفدت من خيال الظل في المسرح الإغريقي القديم، فكلما كبر حجم الظل علي الخيش كانت الفريسة أبعد، وكلما قل حجم الظل تأكد لي أن الفريسة خلف الخيش مباشرة، ومن خلال هذه النظرية نجحت في قنص الفريسة الثانية، عندها حصلت علي مكافأة قدرها 5 جنيهات من اللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني الميداني، ورغم ضآلتها، فإنها كانت تساوي عندي كنوز الدنيا، ونجحت في اقتناص 15 جندياً إسرائيلياً، كان آخرها في رمضان ولكن عام 73 وكل واحد منهم كانت له ظروف معينة، وقد حصلت علي الكثير من الجوائز والميداليات، والأوسمة، .. ومازالت أعيش علي روح أكتوبر، وأحمل فرشاة ثائرة ومعبرة عن بطولات المصريين.