رغم أنه كان من المرابطين علي الجبهة الأمامية خلال حرب الاستنزاف, لكنه جاء إلي مائدة الحوار محملا بالأسئلة. أحمد نوار الفنان التشكيلي وأحد قيادات العمل الثقافي في مصر, هو نفسه أحمد نوار المجند الشاب الذي قنص مايزيد علي خمسين مجندا من قوات العدو الإسرائيلي خلال فترة حرب الاستنزاف. ابي نوار خلال الجلسة ان يسرد بطولاته, فتصدي لحكايتها العميد محمد حسن زيتون قائد السرية التي التحق بها نوار مجندا في منطقة الدفرسوار إبان حرب الاستنزاف يقول زيتون: في عام1969 استمر تسليح الجيش المصري بالتعاون مع الخبراء الروس وجاءتنا شحنة جديدة من الأسلحة تسبقها سمعة هائلة أنها كفلت للروس تحقيق انتصارات هائلة في الحربين العالميتين, تسلمنا الأسحة ونظرنا إليها فوجدناها بنادق يعود تاريخ تصنيعها إلي1912, أي إلي ماقبل قيام الثورة البلشفية والحربين العالميتين. ويكمل: كان لدينا يقين ان هذه البنادق لن تقدم لنا شيئا, ورغم تأكيدات الروس علي جودة الأسلحة وأنها بالفعل احدث مالديهم من هذا الطراز, إلا ان الشك ظل يراودنا إلي ان طلبت القيادة اقامة مسابقات في التصويب داخل السرايا المقاتلة, يومها تم تقسيم المتسابقين من الجنود إلي مجموعتين, ونجحت المجموعة المقابلة لمجموعتي في اخراج أربعة منا, ولم يتبق سوي أحمد نوار.. بهذه البندقية استطاع نوار هزيمة الفريق المقابل كاملا لينتصر فريقنا, فاكتشفنا إمكانات السلاح الجديد, ومعه إمكانات الجندي الشاب الذي صار من أوائل وأمهر القناصة في الجيش المصري في ذلك الوقت. ويروي العميد محمد زيتون عن مبادرة نوار لقنص الجنود الإسرائيليين علي الجهة الشرقية للقناة ويقول: كان يقف كالصقر مترصدا من يلوح منهم, وهم كانوا يتباهون بقوتهم, وانتشارهم في النقاط القوية المشكلة لخط بارليف علي الضفة المقابلة, وكنا نري ذلك أمام اعيننا ونسعي بإمكاناتنا القليلة وقتها للاشتباك دون علم القيادة في كثير من الأحيان, وبيننا كان نوار, يقف بتلك البندقية القديمة غير المتخصصة في القنص, ويكمن حتي يلوح جزء من رأس احد جنود العدو, وسرعان ماتستقر رصاصة نوار في تلك المساحة الضيقة بين عيني الإسرائيلي.. وتمكن وحده من قنص مايزيد علي خمسين جنديا وضابطا إسرائيليا, بذات الكيفية رغم حذرهم مع تقدم حرب الاستنزاف.