الهيئة الوطنية للانتخابات: 4 ممارسات تبطل صوتك في انتخابات مجلس الشيوخ (صور)    البورصة تربح 22 مليار جنيه بختام تعاملات الأسبوع    الحكومة: إجراءات جديدة قبل سبتمبر لتيسير الإفراج الجمركي وزيادة الاستثمارات الأجنبية    مصر ترحب بإعلان رئيسي وزراء كندا ومالطا اعتزام بلديهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية    جماهير النصر السعودي بالنمسا تتسلل للفندق لرؤية كريستيانو رونالدو    حماية المستهلك: ضبط 45 طن زيوت ومواد غذائية معاد تدويرها من خامات مجهولة المصدر    خروج عجلات جرار قطار عن القضبان في المنيا دون إصابات    للعام الثاني، الجونة السينمائي وبرنامج الغذاء العالمي يطلقان مسابقة "عيش" للأفلام القصيرة    أسعار الأسماك بأسواق مطروح اليوم الخميس 31-7- 2025.. البورى ب 150 جنيه    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    4 تحذيرات جديدة من أدوية مغشوشة.. بينها "أوبلكس" و"بيتادين"    رئيس اقتصادية قناة السويس يشهد وضع حجر الأساس لمشروعين صينيين جديدين    سوريا.. 47 شاحنة مساعدات تتجه من دمشق إلى السويداء    جهود أمنية مكثفة لكشف غموض وفاة سيدة بطلقات نارية داخل منزلها بقنا    تهريب ومخالفات وأحكام.. جهود أمن المنافذ 24 ساعة    التصريح بدفن جثة طفل لقى مصرعه غرقا بقرية الجبيرات فى سوهاج    "إعادة تدوير" لحملات المزايدة!    إذاعة الجيش الإسرائيلى: انتحار جندى بعد خدمته فى صفوف قوات الاحتياط    أشرف زكي من جنازة لطفي لبيب: فقدنا نجم كان مدرسة في الصبر    رئيس هيئة الأوقاف يوجّه مديري المناطق بالحفاظ على ممتلكات الهيئة وتعظيم الاستفادة منها    هل انقطاع الطمث يسبب الكبد الدهني؟    ئيس الهيئة الوطنية للانتخابات يعلن اكتمال الاستعدادات لانطلاق انتخابات مجلس الشيوخ    تقارير تكشف موقف ريال مدريد من تجديد عقد فينيسيوس جونيور    حبس بائع خردة تعدى على ابنته بالضرب حتى الموت في الشرقية    صفقة تبادلية محتملة بين الزمالك والمصري.. شوبير يكشف التفاصيل    أساطير ألعاب الماء يحتفلون بدخول حسين المسلم قائمة العظماء    البابا تواضروس أمام ممثلي 44 دولة: مصر الدولة الوحيدة التي لديها عِلم باسمها    محمد رياض يكشف أسباب إلغاء ندوة محيي إسماعيل ب المهرجان القومي للمسرح    عروض فنية متنوعة الليلة على المسرح الروماني بمهرجان ليالينا في العلمين    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    انتخابات الشيوخ.. 100 ألف جنيه غرامة للمخالفين للصمت الانتخابي    يديعوت أحرونوت: نتنياهو يوجه الموساد للتفاهم مع خمس دول لاستيعاب أهالي غزة    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدّمت 23 مليونا و504 آلاف خدمة طبية مجانية خلال 15 يوما    محافظ الدقهلية يواصل جولاته المفاجئة ويتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    طريقة عمل الشاورما بالفراخ، أحلى من الجاهزة    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    مسلسل «220 يوم» يتصدر التريند بعد عرض أولى حلقاته    مجلس الآمناء بالجيزة: التعليم نجحت في حل مشكلة الكثافة الطلابية بالمدارس    خروج عربات قطار في محطة السنطة بالغربية    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    رئيس قطاع المبيعات ب SN Automotive: نخطط لإنشاء 25 نقطة بيع ومراكز خدمة ما بعد البيع    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات البنية الأساسية والتطوير بمدن بالصعيد    نجم الزمالك السابق: إسماعيل إضافة للدفاع.. والفريق يحتاج إلى الهدوء    الزمالك يواجه غزل المحلة وديًا اليوم    استعدادا لإطلاق «التأمين الشامل».. رئيس الرعاية الصحية يوجه باستكمال أعمال «البنية التحتية» بمطروح    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    وزير الخارجية يلتقي السيناتور "تيد كروز" عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي    انخفاض حاد في أرباح بي إم دبليو خلال النصف الأول من 2025    تويوتا توسع تعليق أعمالها ليشمل 11 مصنعا بعد التحذيرات بوقوع تسونامي    المهرجان القومي للمسرح يكرّم الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    روسيا تعلن السيطرة على بلدة شازوف يار شرقي أوكرانيا    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    نساء مصر ورجالها!    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطولات مشرفة في ذاكرة النصر

الرقيب محمد حسين محمود سعد أول شهيد مصري في حرب اكتوبر حسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدي قادة الوحدات الفرعية المتقدمة هو الرقيب‏(‏ محمد حسين محمود سعد‏)‏ ولد عام‏1946‏ م.
ودرس في معهد قويسنا الديني وعين بعد التخرج باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ بالقليوبية انضم إلي القوات المسلحة عام‏1968‏ م كجندي استطلاع خلال السنوات السابقة علي حرب اكتوبر‏..‏ وعندما جاءت لحظة العبور كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلي سيناء وكان يوم استشهاده هو يوم العبور ذاته‏6‏ اكتوبر‏1973‏ م كان أول شهيد في أعظم معارك الشرف والفداء‏.‏
العقيد الشهيد محمد زرد
بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس اضخم مانع مائي عرفه التاريخ وقف خط برليف المحصن حاجزا امام عبور القوات المصرية إلي قلب سيناء الا ان الهجوم الكاسح اسقط كل هذه الحصون الا نقطة واحدة بقيت مستعصية علي السقوط في ايدي القوات المصرية وكانت هذه النقطة محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو انها كانت مخصصة لقيادات اسرائيلية معينة وفشلت المجموعة المصرية في اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونة في الارض‏..‏ ولها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية‏..‏ وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن ان الاعلام المصرية اصبحت ترفرف فوق جميع حصون برليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذي فشلت معه كل الاساليب العسكرية للفرقة المواجهة له واذا بالارض تنشق عن العقيد محمد زرد يجري مسرعا تجاه جسم الموقع متحاشيا الرصاص الاسرائيلي المنهمر بغزارة من الموقع ومن ثم اعتلاه والقي بقنبلة بداخله عبر فتحة التهوية وبعد دقيقتين دلف بجسده إلي داخل الحصن من نفس الفتحة وسط ذهول فرقته التي كان قائدا لها‏,‏ وخلال انزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة وجه له الجنود الإسرائيليون من داخل الموقع سيلا من الطلقات النارية اخرجت احشاءه من جسده‏,‏ وفي هذه اللحظات تأكدت فرقته من استشهاده وما هي الا ثوان معدودة واذا بباب الحصن يفتح من الداخل ويخرج منه العقيد محمد زرد ممسكا أحشاءه الخارجة من بطنه بيده اليسري واليمني علي باب الحصن تضغط عليه بصعوبة لاستكمال فتحه‏..‏ سبحان الله‏..‏ واندفع الجنود المصريون إلي داخل الحصن واكملوا تطهيره‏,‏ ثم حمل الجنود قائدهم زرد إلي أعلي الحصن وقبل ان يفارق الحياة لمس علم مصر وهو يرتفع فوق آخر حصون خط برليف اقوي حصون العالم في التاريخ العسكري ثم يفارق الحياة بطلا نادر التكرار‏...‏
عادل القرش
أما البطل الثالث والذي ارتبط اسمه بتدمير دبابة ياجوري والمشاركة في أسره قبل ان يجهز علي‏13‏ دبابة اسرائيلية ويدمرها بمفرده‏..‏ هو الرائد عادل القرش‏,‏ كان يندفع بدبابته في اتجاه أهداف العدو بكفاءة عالية حتي أصبح هدفا سهل المنال لطيران العدو كان الشهيد قائد السرية‏235‏ دبابات بالفرقة الثانية في قطاع الجيش الثاني الميداني في اتجاه الفردان ويرتبط اسمه بتدمير دبابة العقيد عساف وفي نفس الوقت أنقذ دبابات معطلة للجيش المصري وأخلي عددا كبيرا من جرحانا بعد أن شارك في صد هجوم اسرائيلي صباح‏8‏ أكتوبر وأدي مهامه بكفاءة عالية‏,‏ عاودت قوات العدو هجماتها المضادة بعد ظهر اليوم نفسه في اتجاه الفرقة الثانية بمعاونة الطيران الاسرائيلي وتمكن البطل من تدميرها كاملة‏.‏
عاش القرش‏25‏ عاما في الاسكندرية وتخرج في الكلية الحربية دفعة يوليو‏1969‏ وشارك في حرب الاستنزاف‏.‏
إبراهيم الرفاعي‏(‏ اسطورة العمليات الخاصة‏)‏
ابراهيم الرفاعي عبدالوهاب لبيب‏,‏ من مواليد‏1931‏ العباسية القاهرة قائد سلاح العمليات الخاصة في حرب أكتوبر‏1973‏ قائد المجموعة‏39‏ الشهيرة بأداء العمليات الانتحارية قام بتنفيذ‏72‏ عملية انتحارية خلف خطوط العدو من بين‏1973,67,‏ قام بتدمير معبر الجيش الاسرائيلي علي القناة الدفرسوار حصل علي‏12‏ وساما تقديريا لشجاعته استشهد في حرب أكتوبر فكان استشهاده أروع خاتمة لبطل عظيم بسالة وشجاعة المجموعة‏39‏ قتال للاسف لم تجمع حتي اليوم نظرا لانتساب جميع افرادها للمخابرات وطبقا لمبدأ حماية هوياتهم لم يتم نشر موسع لعملياتهم‏..‏ وقد يكون ما اعلمه عنهم ضحلا للغاية ولا يذكر فهم الذين قاموا صباح استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم‏6‏ الذي اطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض وابادة‏44‏ عنصرا اسرائيليا كانوا داخله بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي الذي كانت اوامره هي القتال باستخدام السونكي فقط وكانت النتيجة ان اسرائيل تقدمت باحتجاج لمجلس الامن في‏9‏ مارس‏69‏ ان قتلاها‏(‏ تم تمزيق جثثهم بوحشية‏)‏ كما ان المجموعة‏39‏ قتال هي صاحبة الفضل في اسر اول اسير اسرائيلي في عام‏1968‏ عندما قامت اثناء تنفيذ احدي عملياتها باسر الملازم الاسرائيلي داني شمعون بطل الجيش الاسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد وكانوا اول من رفع العلم المصري في حرب الاستنزاف علي القطاع المحتل حيث بقي العلم المصري مرفرفا ثلاثة اشهر فوق حطام موقع المعدية رقم‏6‏ وفي‏22‏ مارس‏69‏ قام احد افراد المجموعة القناص مجند احمد نوار برصد هليوكوبتر عسكرية تحاول الهبوط قرب الموقع وبحاسته المدربة ومن مسافة تجاوزت الكيلومتر ونصف اقتنص رأس احدهم وما كان الا القائد الاسرائيلي العام لقطاع سيناء كانوا الفرقة الوحيدة التي سمح لها الرئيس جمال عبدالناصر بكسر اتفاقية روجز لوقف اطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقه من المجموعة‏39‏ قتال إلي منظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنيين وتدريبهم علي العمليات الفدائية وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسوا مهماتهم بحرية خلف خطوط العدو ويقال ان افرادها هم أول من الف نشيد الفدائيين المعروف استردوا شاراتهم ورتبهم العسكرية واسمهم القديم‏(‏ المجموعة‏39‏ قتال‏)‏ صباح الخامس من اكتوبر‏73‏ عندما تم اسقاطها خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخبارية ارضية تمهيدا للتحرير واطلق عليهم الجيش الاسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد مجموعة الاشباح‏.‏
الشهيد العريف سيد زكريا خليل
قصة الشهيد سيد زكريا خليل واحدة من بين مئات القصص التي ابرزت شجاعة المقاتل المصري‏,‏ ومن الغريب ان قصة هذا الجندي الشجاع ظلت في طي الكتمان طوال‏23‏ سنة كاملة‏,‏ حتي اعترف بها جندي اسرائيلي سابق في ميدان المعركة‏,‏ ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصة هذا الشهيد واطلقت عليه لقب‏(‏ أسد سيناء‏).‏
تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها إلي عام‏1996‏ في ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين في الحرب‏,‏ وفي هذا العام اعترف سفير اسرائيل في المانيا الذي كان جنديا اسرائيليا لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل‏,‏ مؤكدا انه مقاتل فذ وانه قاتل حتي الموت وتمكن من قتل‏22‏ اسرائيليا بمفرده‏.‏
وسلم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري إلي السفير وهي عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به اضافة إلي خطاب كتبه إلي والده قبل استشهاده‏,‏ وقال الجندي الاسرائيلي انه ظل محتفظا بهذه المتعلقات طوال هذه المده تقديرا لهذا البطل‏,‏ وانه بعدما نجح في قتله قام بدفنه بنفسه واطلق‏21‏ رصاصة في الهواء تحية الشهداء‏..‏ وجاء هذا الاعتراف للسفير المصري من قبل الجندي الإسرائيلي السابق بعد تردد بالغ في كشف هذا السر‏..‏ ويقول السفير الإسرائيلي انه كان مذعورا من هذا الشخص الذي يقتل رفاقه واحدا تلو الآخر ولم يكن يصدق انه نفر واحد‏..‏ وقال انه كان خائفا وكان مختبئا حتي تتاح له الفرصة لقتل العريف سيد‏..‏
تبدأ قصة الشهيد بصدور التعليمات في اكتوبر‏73‏ لطاقمه المكون من‏8‏ افراد بالصعود إلي جبل‏(‏ الجلالة‏)‏ بمنطقة رأس ملعب‏,‏ وقبل الوصول إلي الجبل استشهد احد الثمانية في حقل الغام‏,‏ ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بالاختفاء خلف احدي التباب واقامة دفاع دائري حولها علي اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم‏,‏ وعندئذ ظهر اثنان من بدو سيناء يحذران الطاقم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة في اتجاه معين وبعد انصرافها زمجرت‏50‏ دبابة معادية تحميها طائرتان هليكوبتر وانكمشت المجموعة تحبس أنفاسها حتي تمر هذه القوات ولتستعد لتنفيذ المهمة المكلفة بها‏.‏
وعند حلول الظلام وبينما يستعدون للانطلاق لأرض المهمة‏,‏ ظهر البدويان ثانية واخبرا النقيب غازي ان الإسرائيليين قد أغلقوا كل الطرق‏,‏ ومع ذلك وتحت ستار الليل تمكنت المجموعة من التسلل إلي منطقة المهمة بأرض الملعب واحتمت باحد التلال وكانت مياه الشرب قد نفدت منهم فتسلل الأفراد أحمد الدفتار وسيد زكريا وعبدالعاطي ومحمود بيكار إلي بئر قريبة للحصول علي الماء‏,‏ حيث فوجئوا بوجود‏7‏ دبابات إسرائيلية فعادوا لابلاغ قائد المهمة باعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس‏,‏ وتم تكليف مجموعة من‏5‏ أفراد لتنفيذها منهم سيد زكريا وعند الوصول للبئر وجدوا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر وفي طريق العودة لاحظ الجنود الخمسة وجود‏3‏ دبابات بداخلها جميع اطقمها‏,‏ فاشتبك سيد زكريا وزميل آخر له من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة وقضيا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات علي الفارين منها‏,‏ وفي هذه المعركة تم قتل‏12‏ اسرائيليا‏,‏ ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها غير أنها فوجئت بطائرتي هليكوبتر تجوب الصحراء بحثا عن أي مصري للانتقام منه‏,‏ ثم انضمت إليهما طائرتان أخريان وانبعث صوت عال من احدي الطائرات يطلب من القائد غازي تسليم نفسه مع رجاله‏.‏
وقامت الطائرات بإبرار عدد من الجنود الاسرائيليين بالمظلات لمحاولة تطويق الموقع وقام الجندي حسن السداوي بإطلاق قذيفة‏(‏ آر‏.‏ بي‏.‏ جي‏)‏ علي احدي الطائرات فأصيبت وهرع الإسرائيليون منها في محاولة للنجاة حيث تلقفهم سيد زكريا أسد سيناء برشاشه وتمكن وحده من قتل‏22‏ جنديا‏.‏
واستدعي الاسرائيليون طائرات جديدة أبرت جنودا بلغ عددهم مائة جندي اشتبك معهم أسد سيناء وفي هذه اللحظة استشهد قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بعد رفضه الاستسلام‏,‏ ومع استمرار المعركة غير المتكافئة استشهد جميع أفراد الوحدة واحدا تلو الآخر ولم يبق غير أسد سيناء مع زميله أحمد الدفتار في مواجهة الطائرات وجنود المظلات المائة‏,‏ حيث نفدت ذخيرتهما ثم حانت لحظة الشهادة وتسلل جندي اسرائيلي خلف البطل وافرغ في جسده الطاهر خزانة كاملة من الرصاصات ليستشهد علي الفور ويسيل دمه الذكي علي رمال سيناء الطاهرة بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور في سجل الخالدين‏..‏ وقد كرمت مصر ابنها البار‏,‏ فبمجرد أن علم الرئيس السابق مبارك بقصة هذا البطل حتي منحه نوط الشجاعة من الطبقة الأولي‏,‏ كما أطلق اسمه علي أحد شوارع حي مصر الجديدة‏.‏
العميد يسري عمارة
هو العميد يسري عمارة وكان وقت الحرب برتبة نقيب وهو البطل الذي أسر عساف ياجوري أشهر أسير اسرائيلي في حرب أكتوبر حيا علي أرض المعركة بالرغم من اصابته‏,‏ كما سبق له الاشتراك مع أسرة التشكيل في حرب الاستنزاف في أسر أول ضابط اسرائيلي واسمه‏(‏ دان افيدان شمعون‏.‏ عبر النقيب يسري عمارة يوم السادس من أكتوبر قناة السويس ضمن الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني تحت قيادة العميد حسن أبو سعدة وكانت الفرقة تدمر كل شيء أمامها من أجل تحقيق النصر واسترداد الأرض‏.‏ وفي صباح‏8‏ أكتوبر ثالث أيام القتال حاول اللواء‏190‏ مدرع الاسرائيلي‏(‏ دبابات هذا اللواء كانت تترواح ما بين‏75‏ حتي‏100‏ دبابة‏)‏ القيام بهجوم مضاد واختراق القوات المصرية والوصول إلي النقاط القوية التي لم تسقط بعد ومنها نقطة الفردان‏.‏
وكان قرار قائد الفرقة الثانية العميد حسن أبو سعدة يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلي أرض قتال داخل رأس كوبري الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعي الامامي والتقدم حتي مسافة‏3‏ كيلو مترات من القناة‏,‏ وكان هذا القرار خطيرا وعلي مسئوليته الشخصية‏.‏ وفي لحظة فريدة لم تحدث من قبل ولن تحدث مرة أخري تم تحويل المنطقة إلي كتلة من النيران وكأنها قطعة من الجحيم‏,‏ وكانت المفاجأة مذهلة مما ساعد علي النجاح‏,‏ وفي أقل من نصف ساعة اسفرت المعركة عن تدمير‏73‏ دبابة للعدو‏.‏
وبعد المعركة صدرت الأوامر بتطوير القتال والاتجاه نحو الشرق وتدمير أي مدرعة اسرائيلية أو أقراد ومنعهم من التقدم لقناة السويس مرة آخري حتي لو اضطر الأمر إلي منعهم بصدور عارية‏...‏ وأثناء التحرك نحو الشرق أحس النقيب يسري عمارة برعشة في يده اليسري ووجد دماء غزيرة علي ملابسه‏,‏ واكتشف انه أصيب دون أن يشعر‏,‏ وتم ايقاف المركبة والتفت حوله فوجد الاسرائيلي الذي أطلق النار عليه‏,‏ وفي بسالة نادرة قفز نحوه النقيب يسري وجري باتجاهه بلا أي مبالاة برغم انه حتي لو كان الجندي الاسرائيلي أطلق طلقة عشوائية لكان قتله بلا شك‏.‏ الا ان بسالة النقيب يسري أصابت الجندي الاسرائيلي بالذعر ووصل إليه النقيب يسري وفي لحظة كان قد أخرج خزينة البندقية الالية وهي مملوءة بالرصاص وضربه بشدة علي رأسه فسقط علي الأرض النقيب يسري عمارة بجانبه من شدة الإعياء‏.‏
وعقب افاقته واصلت الفرقة التقدم وعند طريق شرق الفردان لاحظ النقيب يسري وكانت يده اليسري قد تورمت وامتلأ جرحه بالرمال مجموعة من الجنود الاسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت‏,‏ ووجد أحدهم وهو يستعد لإطلاق النار فتم التعامل معه وأجبروا علي الاستسلام وكانوا أربعة وتم تجريدهم من السلاح وعرف أحدهم نفسه بأنه قائد‏,‏ فتم تجريده من سلاحه ومعاملته باحترام وفق التعليمات المشددة بضرورة معاملة أي أسير معاملة حسنة طالما انه لا يقاوم وتم تسليم هذا القائد مع أول ضوء يوم‏9‏ أكتوبر‏,...‏ وكان هذا القائد هو العقيد عساف ياجوري قائد اللواء‏190‏ مدرع‏.‏ وقد أصدر قائد الفرقة تحية لأبطال الفرقة الثانية مشاة‏,‏ حيا فيها النقيب الجريح يسري عمارة ومجموعته التي أسرت قائد اللواء الاسرائيلي المدرع‏190.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.